مجموعة من قصص أطفال شهداء في سبيل المسيحية الصبي بونتيكوس كان في الخامسة عشر (15) من عمره ، وقد استشهد في سنة 177 ضمن شهداء ليون في عهد مرقس أوريليوس ، وبعد القبض عليه وتعذيبه ، كان يؤتى به كل يوم من الحبس، ليشاهد الآم المعذبين الآخرين ، عسى أن تنهار مقاومته لكنه ظل ثابتا ، بفضل تشجيع أخته له ، ولهذا السبب تعرض لكل أنواع العذاب وبعدها أسلم الروح فى يدي الرب .
القديسة ديونيزيا
وفي زمان الاضطهاد الذي أثاره ديسيوس ، وفي سنة 250 في مدينة تراوس بآسيا الصغرى ، قدم للوالي ثلاثة من المسيحيين ، كان أكبرهم شخص يدعى نيكوماكس فأعترف بإيمانه في بادئ الأمر ورفض أن يقدم قربانا للآلهة ، فبدأوا يعذبونه ، فلما برح به الآم صاح "إنني مخطئ ، ما كنت مسيحيا قط ، سوف أقدم القرابين للآلهة" وأنزل من آلة التعذيب ، ولم يكد يضع لحم الضحية على شفتيه حتى قضى نحبه ، ومات جاحدا .
وكانت هناك فتاة في نحو السادسة عشر تدعى ديونيزيا ، وكانت الفتاة مسيحية ، وإذ روعها هذا المنظر صاحت " أيها البائس المسكين ، من أجل لحظة قصيرة ، نلت ألاماً أبدية لا توصف" ، فسيقت أما الوالي ولما سألها عما إذا كانت مسيحية ، أجابت "نعم ، ولهذا فقد تملكني الأسى على ذلك المسكين الذي لم يستطع أن يتحمل قليلاً فيجد راحة أبدية" ، فأمرها أن تحذو حذوه ، وإلا فإنها ستعذب ثم تحرق حية .
وفي اليوم التالي جئ بأندراوس وبولس – رفيقي نيكومكس ، أمام القاضي ، ورأي الوالي أن يسلمهما للجمهور ليرجمهما حتى الموت ، فأوثقت أقدامهما معا وأخذا خارج المدينة ، وحدث أن رأتهما ديونيزيا – وكانت في طريقها إلى حيث تتلقى الحكم النهائي عليها ، فأفلتت من حارسها وألقت بنفسها على اندراوس وبولس قائلة " فلأمت معكما على الأرض ، حتى أحيا معكما في السماء" ولم يشأ الوالي أن يجيبها إلى ما طلبت وأمر بأن تبتر رأسها .
|
الفتى شونسي
كان عمره 12 سنة ، طاهرا نقيا ، من بلدة بلكيم من أعمال أبو صير ظهر له ملاك الرب وحفزه على المضي للأستشهاد ، بينما كان في الحقل يرعى الغنم ، وشجعه بأنه سيكون معه ، ودع أمه دون أن يخبرها ، صلى وسار في طريقه إلى مدينه طوه، فوجد الوالي قد غادرها إلى سرسنا ، ومنها إلى داكو أمسى عليه الليل فطلب مكانا يبيت فيه ، فأرشده إلى امرأة مسيحية اسمها مريم ، كانت مقيدة بالحديد ، سألها أن تفتح له فقالت له ادخل يا ابني لتنزع هذا الحديد من يدي ....
حضر الضابط ثاني يوم ، وبعد مناقشة ساقه للقائد وأعترف أمامه ، فسلمه للجند ليمضوا به إلى سرسنا إلى مجلس الولاية ..
أمر الوالي أن يعلقوه على المعصار ويعصروه . علق شنوسي على المعصار فانكسر إلى اثنين قال له الوالي "علمت أنك ساحر" ، فأمر أن يعذب بوضعه على سرير حديد ويوقد تحته ، ثم أركبه هو ومريم مركبا متجهة إلى قبلي مع الوالي ، وشفي في الطريق صبيا من الخرس والصم .
سمع الوالي بذلك فأمر بأن يعصر بالمعصار ، ولكن الرب أقامه سليما . سلطوا مشاعل على جنبيه وبطنه لمدة ثلاث ساعات ... وفيما هم يعذبونه تطلع في الجمع
فنظر امرأة تدعى سارة ، وطفلها ثاوفيلس على كتفها ، فصرخ الشهيد شنوسي وقال "يا ثاوفيلس احضر لكي تأخذ الإكليل وتفرح مع المسيح في ملكوته غير الفاني" ، فأجاب الطفل وقال للقديس "أمض بنا يا معلمي القديس شنوسي إلى المكان الذي تريده، لأن يسوع إلهي وملكي ، ملكه في السماء وعلى الأرض" ... ولما شاهدت سارة طفلها يتكلم ، صرخت وقالت "ليس إله إلا يسوع المسيح الناصري ، إله القديس شنوسي" ، ثم أنها ملأت يدها ترابا وطرحته في وجه الوالي ولعنته ، فأمر أن تؤخذ رأسها هي وطفلها ، فأخرجوهما خارج المدينة وأعدموهما . وكان ذلك في الرابع من بشنس .
أ
ما شنوسي فقيدوه بسلاسل والقوه في المركب ووضعوا حجرا في عنقه وظل هكذا ، لمدة ستة عشر يوما ، وبعدها أبحروا إلى انصنا وطرح في السجن هناك ... وقام يصلي فأضاء السجن كله بنور عجيب . وظهر له الرب يسوع له المجد . وشجعه وقواه ... مثـُل أمام أريانوس وأعترف أمامه بثبات ، ورفض أن يبخر للألهة . أمر أريانوس أن يثقب كعباه ، ويربط بهما حبال ويسحل في الشوارع .. وأخيرا ، بعد ألوان من التعذيب قطعوا رأسه بحد السيف ، وكان ذلك في الرابع من بؤونة .