نرجو من الله بطريركا (1)........

نرجو من الله بطريركامثل البابا اثناسيوس الاول حامى الايمان وهو البابا العشرون وجلس على كرسى مارمرقس فى القرن الرابع وعانى كثيرا من الاريوسيين ولكنه حاربهم بكل قوة حتى قيل له :العالم كله ضدك يا أثناسيوس ...

فقال القديس
وأنا بنعمة المسيح ضد العالم
وبسبب ذلك نفى من كرسيه خمس مرات .. ومضى فى طرق الارض كلها لكنه فى كل اتعابه وتعرضه للموت والنفى والتهديد لم يحيد خطوة واحدة عن التعليم الصحيح .. وسلم الكنيسة كما تسلمها وترك لنا الكثير من الكتب التى تعلمت منها الكنيسة فى كل العصور ..
نريد بطريركا كما اثناسيوس .. لا يخاف من العالم ولكن يخاف على التعليم الصحيح



نرجو من الله بطريركامثل البابا ديسقورس البابا الخامس والعشرين .. بطل الارثوذكسية
الذى وقف امام العالم ليحافظ على الايمان وعندما حاول البعض أن يقنعه لكي يوافق على طومس لاون أسقف روما الذي يثبت الطبيعتين في شخص المسيح بعد الاتحاد
رد قائلاً: "إن اعتقاد البيعة ينبغي ألا يٌزاد عليه أو ينقص منه. فالمسيح واحد بالطبع والجوهر والعقل والمشيئة كما علّم الآباء". ثم أخذ يشرح لهم المعتقد السليم
وعندما هددوه بالملك وان عناده قد يكلفه منصبه كبطريرك .. وقف البابا القبطى وقال
"إن الملك لا يلزمه البحث في هذه الأمور الدقيقة بل ينبغي عليه أن ينشغل بأمور مملكته وتدبيرها، ويدع الكهنة يبحثون موضوع الإيمان المستقيم، فإنهم يعرفون الكتب. وخير له أن لا يميل عن الهوى ولا يتبع غير الحق!"
ولم يكن احد يتوقع هذا الرد القوى
فتدخلت الملكة بولشريا التى كانت تدير الصراع وقالت للبابا ديسقورس:
"يا ديسقورس لقد كان في زمان والدتي أفدوكسيا إنسان عنيد مثلك (تقصد القديس يوحنا ذهبي الفم) وأنت تعلم أنه لم يرَ من جراء مخالفته خيرًا. وأنا أرى أن حالك سيكون مثله".
فرد البابا الشجاع
"وأنتِ تعرفين ما جرى لوالدتك نتيجة اضطهادها لهذا القديس وكيف ابتلاها الله بالمرض الشديد الذي لم تعرف له دواء ولا علاجًا حتى مضت إلى قبره وبكت عليه واستغفرت الرب فعوفيت. وهأنذا بين يديك فافعلي ما تريدين، وستربحين ما ربحته أمك".
وكان رد الملكة عنيفا فمدت يدها وصفعته صفعة شديدة اقتلعت ضرسين من أضراسه نظرًا لشيخوخته. وما لبث أن انهال عليه بعض رجال القصر ضربا ونتفوا شعر لحيته
أما هو فبقى صامتًا كسيده محتملا الالم وهو يقول: "من أجلك نُمات كل النهار"
ثم جمع الأب الضرسين مع شعر لحيته، وأرسلهما إلى شعبه بالإسكندرية مع رسالة يقول فيها:
"هذه ثمرة جهادي لأجل الإيمان. اعلموا أنه قد نالتني آلام كثيرة في سبيل المحافظة على إيمان آبائي القديسين".
وظل منفيا بامر الملك ولم ير مصر مرة اخرى وتنيح فى المنفى ولم يتنازل عن حرف من ايمان كنيسته ..
لم تغره الوعود ولم ترهبه الالام
هل ترزقنا يارب ببطريرك فيه من ابينا ديسقورس ..لا يعرف الا الحق و مستعد ان يقدم حياته فى سبيل الايمان القويم ..


نرجو من الله بطريركايقتنى سيرة التواضع ويعلم ان الكرسى الذى جلس عليه قد سبقه اليه بطاركة عظام وقامات عالية ..
نريد بطريركا لا يحب الرئاسة ولا يسعى اليها وفى كل حين يهرع الى البرية ليعود راهبا فى قلايته وهو ما كان يفعله البابا شنودة الثالث طيلة فترة بابويته فقد كان بطريركا بقلب راهب ..وبابا بفكر ناسك
واذكر لكم قصة البابا غبريال الاول من القرن العاشر الميلادى حينما اشتد عليه القتال بعد اعتلائه كرسى مارمرقس بصورة لم يتعودها فى قلايته البعيدة القابعة فى الصحراء فى دير ابو مقار كراهب صغير.. اما الان الناس تكرمه .. والشياطين تريد ان تكسره .. لم يعرف ماذا يفعل .. فاصبح يقضى اوقاتا طويلة فى البرية .. صائما بدموع اغلب الوقت .. كان يقسم وقته بين الدير و قلاية البطريركية .. ولم تتوقف الحرب .. فاظهر الامه لشيوخ البرية المجربين .. فاشاروا عليه بتدريب غريب .. قالوا له ان يربط وسطه بمنشفة ويذهب لينظف مراحيض البيعة .. ولم يعترض البابا البطريرك واقام على ذلك الامر نحو ثلاثة اعوام .. عندما يأتى الليل يلبس ثوبا رثا ويتخلى عن ملابس البطريرك ويخمل جاروفا من حديد ويذهب للقلالى ينظف ال**** ويغسلها .. متبعا نصيحة الاباء ان يلزم سيرة النسك وصرامة العيش ..وبعد جهاد اشتمه الله كرائحة بخور زكى .. رفع عنه القتال من عدو الخير ونال سلام النفس وراحة الروح .. وقضى سنى بطريركته فى خوف الله .. نطلب من الرب بطريركا تسعى اليه الكرامة ولا يسعى هو اليها ..بطريركا لا ينسى قلايته .. ولعلكم تتذكرون ان بيت البابا كان لفترات طويلة يطلق عليه القلاية البابوية


نرجو من الله بطريركامثل البابا كيرلس الرابع المتنيح عام 1861 وترتيبه البابا ال110الذى لقب بابو الاصلاح القبطى وله مقولة شهيرة
ان الاصلاح يحتاج عمر متوشالح وصبر ايوب
وهو نفسه لم يجلس علي كرسي مارمرقس سوي سنوات قليلة حوالي سبع سنوات ولكنه نقل الكنيسة من حال لحال وعندما تنيح كانت الثمار قد بدأت في الظهور .. جلس البابا كيرلس علي كرسي مارمرقس وهو اقل من اربعين عاما حوالي ٣٩سنة وكان منذ شبابه محبا للتعليم ويري فيه السبيل الوحيد للنهضة ..وعندما رقد في الرب وله من العمر ٤٥عاما كان قد أسس المدارس وعلم البنات واحضر ثالث مطبعة في مصر ..وكان قد نجح في وضع الاقباط في البعثات للخارج وشجع سعيد باشا علي التحاق الاقباط بالجيش المصري ..ونجح أيضاً في بعض خطوات الوحدة بين الكنايس في مصر ..أعاد اللغة القبطية ونظم الكهنوت والرهبنة والأديرة
قد تكون سنوات عمره قصيرة لكنها غنية جدا بالثمار ..ننتظر من الرب بطريركا مصلحا يسير على خطى ابائه



نرجو من الله بطريركالا يضع الكنيسة فى فترة ضيق مثل تلك التى حدثت فى القرن الثالث عشر قبل جلوس البابا كيرلس الثالث ال75 الشهير بلقب كيرلس بن لقلق الذى كان راهبا باسم دواد بن لقلق وقد انضرب بحب الرياسة وشهوة الرتب وكان يطمع فى كرسى مارمرقس ولما تم رفضه من الاباء لانه لا يطلب احد هذا لنفسه بل المدعو من الله .. لم يقتنع بل حاول الاستعانة بالرئاسات الارضية ومنهم بالأرخن ”نشء الخلافة أبو الفتوح“ كاتب جيش الملك العادل وجرت مهازل من محاولات استمالة اساقفة ومن محاولات رسامة سرية وفى كل مرة كان الاساقفة الاتقياء يتدخلون ويمنعوا الرسامة واستعانوا بالملك العادل .. وظل الامر بين شد وجذب لمدة طويلة جدا .. لقد ظل الكرسى المرقسى خاليا لمدة تزيد على ال20 عاما ..والراهب داود يفعل كل شىء ليفوز بالكرسى وقد استخدم كل الوسائل واستعان بكبار رجال الحكومة، وكان ذلك أحياناً بالرشاوي والهدايا ولكن ومع ذلك لم يتم له رضاء الشعب عنه
وبعد 20 سنة كان الاساقفة المعارضين قد تنيحوا .. ولم يتبق سوى 3 اساقفة اقباط ومنهم واحد مقعد ومريض وكان الملك العادل قد مات واحتاج ابنه الكامل الى المال فوافق لدواد بن لقلق على الرسامة مقابل مال كثير .. وكانت الاصوات المعارضة قد خفتت وتمت السيامة .. واصبح كيرلس بن لقلق البابا ال 75وكانت سنى رئاسته متعبة للكنيسة وحدثت فيها كما يقول تاريخ البطاركة : خطوب ومنازعات ..
نرجو من الله ان يجنب كنيسته مثل تلك الاحداث وان يتعطف على شعبه بالراعى الصالح


نرجو من الله بطريركامثل البابا متاؤس المسكين الذى اختاره الأراخنة و الأساقفة ليكون البابا الجديد .. وعندما ذهب وفد منهم الى دير المحرق لكى يرجعوا بالراهب المختار الذي عرف بقدومهم فيهرب في مركب متجه جنوبا .. ولما لم يكن هناك رياحا فى ذلك اليوم فقد تأجلت الرحلة إلى الغد .. ويتعرف على الراهب الهارب طفل صغير ويرشد الاراخنة إليه ويقول لهم من تبحثون عنه موجود في خن المركب ..فيمسكوا به ويدرك الراهب إنها ربما تكون النهاية فيطلب بدموع ان يزور أبائه في جبل الأنبا انطونيوس ويذهبوا معه ويقابل الشيوخ هناك ومنه القديس مرقص الأنطوني الناسك ويقولوا له أن لا يبرح ما رسم له وان لا يفارق الخدمة المدعو لها .. فيرجع الراهب الى مصر المحروسة مع وفد الأرخنة والأساقفة وهناك فى القاهرة يقوم الراهب بشيء أخير ربما ساعده لكى يهرب من الكرامة التى قد يسعى إليها كثيرون لا يستحقونها .. وربما بذلوا المال وربما أشاعوا الرؤى والشائعات لنوال هذه الكرامة .. ولكن الراهب يحاول ان يقطع لسانه ..فيكون غير أهل للكرسي المرقسى ولكن الله ينجيه .. يا الله.. الراهب متى يفضل ان يعيش صامتا اخرس على أن يكون بطريركا .. وغيره لهم ألف لسان ويبحثون عن المزيد .. فربما .. ربما اقنعوا الناس بما ليسوا هم أهلا له .. والكل فى لحظات ينسى أن الكنيسة هي سر الله منذ دهر الدهور .. وان الله يهيئ لكنيسته الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف .. لا أن يبذل الخراف من اجل راحته وشهوته..
ويحملوه إلى الكنيسة مقيدا بالسلاسل .. خوفا من الهرب و تتم سيامته بطريركا باسم البابا متاؤس المسكين وهو ال87 في سلسلة البطاركة العظام وكان ذلك فى القرن الرابع عشر الميلادي وبعد السيامة لم يترك سيرة التواضع يوما واحدا وكان شعاره طيلة خدمته : ولكن أنا بينكم كالذي يخدم

وكلامنا لم ينته بعد ..