الكتاب المقدس

الكتاب المقدس

الكتاب المقدس هو كتاب الكتب كلها. بل هو روح وحياة كما قال رب المجد يسوع المسيح...
كلمته قوية وفعالة و أمضى من كل سيف ذو حدين .. نافعة جدا.حرف منها لا يزول. ولا يمكن أن ترجع فارغة أبدا بل لابد أن تأتى بثمار.
مسكين الإنسان الذى لا يواظب على قرأته. وقد كتبه رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس ونجد أن الله منذ العهد القديم كان يشجع شعبه على قراءة الكتاب المقدس بشدة فيقول:" ضعوا كلماتى هذه على قلوبكم ونفوسكم. وأربطوها علامة على أيديكم ولتكن عصائب بين عيونكم. وعلموها لأولادكم. وتكلموا بها حين تجلسون فى بيوتكم وحيث تمشون فى الطريق وحين تنامون وحين تقومون"(تثنية 11:18)
..وكلمة الرب أيضا تملأ النفس تعزية فيقول داوود النبى عنها "تذكرت أحكامك منذ الدهر فتعزيت" (مز 119)
ولذلك يقول أحد القديسين :"يوجد أعظم رجاء لأعظم خاطئ يقرأالكتاب المقدس ويوجد أعظم خطر على أعظم قديس يهمل الكتاب المقدس" ولذلك يا أحبائى ما أجمل أن يمتزج الصوم بالصلاة مع قراءة الكتاب المقدس. وخاصة الأسفار التى يعتقد البعض أنها صعبة الفهم فيبتعد عن قراءتها ..فالقراءة الهادئة المتأنية التى يسبقها الصلاة تجعل الروح القدس الذى فى داخلنا يكشف لنا عجائب من شرع الله ويعلمنا ويفهمنا كل ما هو مكتوب..
ولا مانع طبعا من البحث فى كتب التفاسير المختلفة وأن نقارن الآيات بعضها ببعض حتى يتضح لنا المعنى الصحيح للأمر ...وقد قيل عن الأباء الرهبان قديما أنهم كانوا يقرأون الكتاب المقدس كله خلال الصوم الكبير ..وقيل عن البعض أنه كان ينسخه كلمة كلمة على مدى أيام وشهور طويلة مدققا فى كل حرف وكلمة من كلماته..
وكان الأنبا بيشوى حبيب مخلصنا الصالح يحفظ سفر أرميا كله وعندما كان يقرأ فيه ويصعب عليه فهم شئ.. كان الله يرسل له أرميا النبى نفسه ليشرح له ما عثر فيه.
ويقول معلمنا بولس الرسول:" كونوا مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذى فيكم"
وهذا الأستعداد يكون بقراءة الكتاب المقدس وحفظ الكثير من آياته عن ظهر قلب.
وقد قال الانبا أنطونيوس كوكب البرية:" أتعب نفسك فى قراءة الكتاب المقدس وأتباع الوصايا فتأتى رحمة الله عليك سريعا"
وأخيرا أقول عن هذا الكتاب العظيم كتاب الحياة ما قاله عنه الشاعر جورج هربرت:
"أيها الكتاب الذى لا نهاية لعذوبته.. هب لقلبى أن يمتص كل حرف من حروفك ويجتنى منه العسل ..ما أنفعك علاجا للهموم ودواء للصدور ومخففا للألام..فيك البئر التى كل من وصل إليها أغتسل..أنت عربون الأبتهاج والفرح ..الناظر فيك يشاهد السماء أمام عينيه.."

عن القمص شنودة أنيس...
الكتاب المقدس Effdfa747c