وليس هذا فقط بل أن المسيح استشهد بحوادث كثيرة من كتب العهد القديم
مصادقا بذلك على صحة هذه الكتب , فلايمكن أن المسيحية بذلك تنقض كتابا
صحيحا بشهادة مسيحها .
نذكر من هذه الحوادث :
عندما سأله الفريسيين عن الطلاق استشهد من سفر التكوين ( أما قرأتم ان
الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى .من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه
ويلتصق بإمرأته ويكون الإثنان جسدا واحدا ) متى 19: 4
وأثناء انتقاده معلمي اليهود قال لهم ( لكي يأتي عليكم كل دم ذكي سفك على
الأرض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا ) متى 23 : 35 مصادقا
بذلك على صحة سفر التكوين .وأيضا من نفس السفر استشهد أيضا بقصة الطوفان
عندما تكلم عن مجيئه ثانية ,( كما كان الناس أيام نوح هكذا سيكونون يوم
مجيئه ) وأيضا بقصة لوط وموت زوجته وهلاك سادوم وعمّورة ( لوقا 17 ) .
صادق على صحة سفر الخروج وعلى تعليم الناموس فيه , عندما شفى ابرص وقال
له اذهب وأرى نفسك للكاهن حسب وصية الناموس شهادة لهم . أيضا موضوع المن
السماوي عندما قال في يوحنا 6 ( أنا هو خبز الحياة آباؤكم أكلوا المن في
البرية وماتوا ). وأيضا متكلما لينقوديموس عن موته الكفاري على الصليب
لكي يكون سبب شفاء للبشر في يوحنا 3: 14 مستشهدا من سفر العدد ومصادقا
على صحته (وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان
لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ).
صادق على صحة سفر التثنية عندما قال للشاب الغني أن عليه أن يحفظ الوصايا
عندما سأله ماذا يعمل لتكون له الحياة الأبدية وعدد له بعضها في متى 19:
16. صادق على صحة سفر المزامير بقوله لرؤساء الكهنة في متى 21 : 16 ( أما
قرأتم قط من أفواه الأطفال والرضع هيات تسبيحا ) التي وردت في المزمور
الثامن عندما اعترضوا على صراخ الاطفال في الهيكل وقولهم ( أوصنا لابن
داود )
صادق على صحة سفر أشعياء عندما تكلم عن الذين رفضوه في متى 13 :14 ( فقد
تمت فيهم نبوة اشعيا القائلة تسمعون سمعا ولاتفهمون ومبصرين تبصرون
ولاتنظرون ).
صادق على صحة قصة يونان الذي ابتلعه الحوت عندما قال في متى 12: 40 (لأنه
كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا سيكون ابن الانسان
في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال).وتابع يقول بالعدد41 ( رجال نينوى
سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا
أعظم من يونان ههنا , ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه
لأنها اتت من اقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا )
مصادقا بذلك على قصة سليمان , إن ماذكر سابقا هو عينة مما قاله المسيح عن
العهد القديم وليس الكل .
ايضا تلاميذ المسيح علّموا نفس التعليم فبرسالته الثانية الى تيموثاوس كتب
الرسول بولس ( كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ
للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون انسان الله كاملا متأهبا لكل عمل
صالح ) 2تي 3 : 16 وهذا الكلام يشمل العهد القديم لآن العهد الجديد لم يكن
قد اكتملت كتابنه بعد .
وكذلك بطرس الرسول كتب في رسالته الثانية 2بط 1: 19 ( وعندنا الكلمة
النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسنا إن انتبهتم اليها كما الى سراج منير
في موضع مظلم الى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم . عالمين
هذا اولا أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة
انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس )
وفي الإصحاح الثالث كتب يقول ( هذه اكتبها إليكم رسالة ثانية أيها الأحباء
فيها أنهض بالتذكرة زهنكم النقي لتذكروا الأقوال التي قالها سابقا
الأنبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل وصية الرب والمخلص ). فلايمكن أن
الرسول بطرس هنا يلفت نظر المؤمنين الى الكلمة النبوية لكي يقرأوها ثم
ينقضها .
والرسول يوحنا في رسالته الأولى 2 : 1 كتب يقول بقيادة الروح القدس ( يا
اولادي اكتب اليكم هذا لكي لانخطئوا وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع
المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم
ابضا) وهذا يتلاقى مع ما ذكره في انجيله على لسان يوحنا المعمدان في يوحنا
1 : 29 ( وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي
يرفع خطية العالم ) فالحمل الذي قدمه هابيل بديلا عن نفسه والذي قدمه
ابراهيم بديلا عن ابنه اسحق والذي قدمه موسى في الفصح والذي كان يقدم على
مر العصور حسب وصية الله في الشريعة الى ان جاء ملىء الزمان وارسل الله
ابنه الوحيد , فكان الملك الذي ملك على قلوب البشر وكان الكاهن بل رئيس
الكهنة الوسيط بين الله والبشر والذبيحة لكي يموت عن كل البشر. كما ذكر
كاتب سفر العبرانيين في الاصحاح 4 : 14 ( فاذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز
السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالاقرار لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر
ان يرثي لضعفاتنا بل مجرب مثلنا بلا خطية ) .
وبولس في رسالته الاولى الى تلميذه تيموثاوس والينا 2: 5 كتب عن نفس
الموضوع ( لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الانسان يسوع
المسيح ) أي ان الله تجسد في يسوع لكي يكون الوسيط بينه ويين الناس بسيب
عدم قدرة الناس الخطاة على الاقتراب منه , وهذه احدى معاني كون يسوع هو
ابن الله الوحيد.وهو ايضا الدياّن وسوف يأتي في يوم من الايام بمجد عظيم
ليدين الاحياء والاموات , وهو قال عن نفسه في سفر الرؤيا 22 : 12 ( وها
انا آتي سريعا واجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله انا الالف والياء
البداية والنهاية الاول والآخر ) .
فكيف يمكن ان يتم هذا التطابق بين العهد القديم
والعهد الجديد في محبة الله للجنس البشري وطريقة غفرانه لهم , ثم يأتي في
هذه الايام من يقول ان الله غضب على اليهود,
لذلك يسمونهم المغضوب عليهم ونقض اليهودية واستبدلها بالمسيحية.
ثم بسبب ضلال المسيحيين حسب تعبير المسلمين,
لذلك يسمونهم الضالين, وابتعادهم عن تعليم الله الحقيقي ( وتحريفهم كتابه كما يقولون عن اليهود ايضا
هذا الاتهام الكاذبالذي لم يستطع ان يثبته ولامسلم واحد ) استبدل المسيحية بالاسلام وارسل
محمد نبيا ورسولا واعطاه كتابا بديلا, فقط لكي يبرروا صحة تعاليم الاسلام
الجديدة المتناقضة مع ماذكره الله في كل الكتاب المقدس.
فإذا كان هذا الكلام صحيحا يكون الله ضعيفا انتصر عليه الناس الاشرار
واضطر ان يغير في تعليمه لأجلهم وانه احتار ماذا يفعل لكي يرضيهم , فشل
معهم في اليهودية , اولا ثم في المسيحية ثانية ,
واذا
تماشينا مع المسلمين في هذا الاعتقاد سيفعل الله نفس الامر بالاسلام لان
المسلمين لايطيعون قرآنهم الذي يقودهم الى الايمان بالكتاب المقدس ويشهد
على صحته وصحة ايمان اهله ويدعوهم الى إقامته.
ونتيجة لعدم طاعتهم هذه سيأتي بديانة اخرى وكتاب آخر وينسخ الاسلام وهكذا
دواليك وكأن الله يلعب مع البشر وينفذ رغبات غير المطيعين.
انني اطرح هذا السؤال لضمير المسلمين, كيف ان الله على مدى 4500 سنة يعطي
تعليم وكتاب يذكر فيه انه اله محب للجنس البشري ,ثم يعطي كتابا آخر وتعليم
آخر لايذكر فيه شيء على الاطلاق عن هذه المحبة بل يناقضها بالسماح بقتل
ونهب اموال وهتك اعراض كل من لايؤمن بمحمد وبالاسلام.
والاعتداء على كل من يعتدي على المسلم . هل يمكن ان يتفق اليهود
والمسيحيين ويجمعون كل النسخ المنتشرة في اصقاع العالم من العهدين القديم
والجديد ويجعلون الله فيها محبا وهوليس كذلك , لماذا لم يحذفوا اخطاء
ملوكهم وكهنتهم والعبادات الباطلة التي مارسها الشعب في القديم.
الجواب لأنهم لم يحرفوا شيئا بالاصل. كيف يقول الله على كل صفحات الكتاب المقدس ان غفران الخطايا يكون على
اساس الذبيحة ودمها المسفوك بديلا عن الخاطي التي يقدمها عوضا عنه الى ان
تمت في ذبيحة المسيح على الصليب , حيث يقول الكتاب ( ودم يسوع المسيح ابنه
يطهرنا من كل خطية ) 1يوحنا 1: 7 .
ثم يعود ويعطي تعليم مناقض في الاسلام , انك ستخلص اي ستحصل على الجنة
لكونك مسلما, فقط عليك ان تصلي بترديدك بعض العبارات نفسها كل ايام حياتك
, وان تصوم شهرا في السنة, وهناك بديلا للصوم اذا لم تستطع وكأن الله
لايعلم اذا كان باستطاعتك ام لا, وان تدفع شيئا من اموالك زكاة , وعليك ان
تزور مكانين محددين مرة على الأقل في حياتك , وبسبب صعوبة زيارة احد هذين
المكانين في فلسطين أخرجوا فتوى بكفاية واحد. مخالفين ما طلب منهم اصلا,
هذا اذا كان الذي طلب منهم صحيحا. وأخيرا عليك أن تؤمن باليوم الآخر,
مع أن الملحدين يؤمنون باليوم الآخر . وايضا الاختلاف في موضوع الزواج والطلاق . والجنة في الاسلام التي يذكر
عنها انها مليئة اكلا وخمرا ونكاحا حتى انه يبيح نكاح الاولاد ,
مخالفة تماما لما ذكره الكتاب المقدس عنها
بالطهارة والقداسة والعبادة والترنيم والسجود لله , وهناك الكثير جدا من
الاختلافات بين تعليم الكتاب المقدس وبين تعليم الاسلام ,لامجال لذكرها
هنا , يستطيع اي انسان ان يميزها عندما يقرأ عن الاثنين .
فهذه الاختلافات تضع الشك في التعليم الثاني اي الاسلام وليس في الاول.
والمسلمين الذين لاحظوا هذه الاختلافات رموا الكتاب المقدس بتهمة التحريف
مستخفين بعقول الناس وتمييزهم للحق, وللاسف هناك الكثيرين ممن يوافقون على
هذا الكلام وكأنهم يقولون لمدّعي التحريف اننا حمقى لانفهم وليس لدينا
تمييز للحقيقة .
فالله لا يمكن أن يعطي نبوة وتتم هذه النبوة ثم يعود وينقضها,
فهذا مخالف حتى للمنطق . فالخالق لايمكن أن يخدع المخلوق الذي يعتمد على
صدقه , ولايمكن أن يعطي تعليم ويعود وينقضه بتعليم آخر , لأن تعليم الله
هو لكل العصور , وبما أن الله ثابت لا يتغير فكلامه أيضا ثابت لا
يتغير.فهو يقول بالمزمور 119 : 89 ( الى الأبد يارب كلمتك مثبتة في
السموات ) وفي العدد 152 يقول ( منذ زمان عرفت من شهاداتك انك الى الدهر
أسستها ) وفي أشعيا 40 : 8 يقول ( يبس العشب ذبل الزهر وأما كلمة الهنا
فتثبت الى الأبد ) .
والمسيح نفسه قال في متى 24 : 35 ( السماء والارض تزولان وكلامي لايزول )
فحتى الد أعداء المسيح لايستطيعوا ان ينكروا انه بار ولم يخطىء ولامرة
واحدة , فكلامه هذا حق . فكيف يتجرأ المسلمون ويقولون ان الله نقض تعليم
المسيح وكلامه واستبدله بالاسلام . ولا ننسى أن المسيح هو كلمة الله .