لم ترث المحامية ماري لوبان (43عاما ) روح القيادة السياسية من والدها زعيم الجبهة الوطنية جان لوبان وحسب بل ورثت أيضا أفكاره اليمينية المناهضة للمسلمين والعرب .
<P align=justify>
ورغم ضعف فرص فوزها بمنصب الرئيس لم تكن ماري أول سيدة ترشح نفسها للمنصب فقد شاركت في السباق من قبل سيجولين رويال عن الحزب الاشتراكي إلا أنها هزمت أمام ساركوزي عام 2007 لأن الناخبين شعروا بأنها هاوية في عالم السياسة وليست محترفة .
وفي هذه المرة تقدم الحزب الاشتراكي بمرشح قوي يدعي فرانسوا هولاند أمام ساركوزي وماري لوبان والذي يعتمد في حملته الانتخابية علي جذب أصوات المهاجرين والمسلمين علي نحو خاص ووعدهم بإصدار عفو رئاسي عن كافة المهاجرين غير الشرعيين وغالبيتهم من المسلمين وفصل الدين عن الدولة ومناقشة مشروع قانون يعطي المهاجرين حق الانتخاب في المجالس المحلية.
ومع ضعف فرص ماري لوبان في الوصول إلي قصر الإليزيه بسبب أفكارها المتطرفة في بلد تصل نسبة المهاجرين فيه إلي 10% يبقي هولاند الحصان الرابح في مواجهة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل .
ولكن مازالت ماري لديها أمل في ماراثون الرئاسة الفرنسية بعد عن حصلت علي دعم 500 مسئول وهو القدر المطلوب لترشحها للانتخابات الرئاسية في فرنسا التي ستجري جولتها الاولي في أبريل القادم وصرحت ماري لوبان 'لدي 500 توقيع ومن ثم سأتقدم بطلب للترشح في انتخابات الرئاسة'.
- لوبان في المرتبة الثالثة
أظهرت ماري لو بان أنها متحدثة لبقة ذات شخصية قيادية وحظيت بدعم سياسي قوي منذ تولت زعامة الجبهة الوطنية من أبيها جان ماري لوبان في يناير الماضي المتقاعد البالغ 83 عاما.
تأتي ماري لوبان في المرتبة الثالثة بعد ساركوزي وهولاند مرشح اليسار علي منصب الرئاسة لكنها مازالت تهدد فرص هولاند في جولةالاعادة في 6 مايو القادم .
وتعتبر المحامية ماري مرأة للافكار العنصرية اليمينية, حيث تركز في خطابها السياسي علي التصدي للهجرة والمهاجرين ورفض التقاليد الإسلامية في فرنسا فيما يعرف بأسلمة فرنسا رغم أن المسلمين يشكلون 10 % من السكان في فرنسا كما تسعي لوبان إلي فرض حواجز حمائية علي التجارة وإخراج فرنسا من منطقة اليورو..وأظهر آخر استطلاع للرأي أعلنت نتائجه تقدم ساركوزي علي هولاند للمرة الأولي بالنسبة للجولة الأولي للانتخابات وإن تخلف عنه في الجولة الثانية..ووفقا للاستطلاع الذي أجراه المعهد الفرنسي لاستطلاعات الرأي ومؤسسة فيدوسيال بلغت نسبة التأييد لساركوزي 28.5 في المئة بالنسبة للجولة الأولي التي ستجري في 22 أبريل نيسان مقارنة مع 27 في المئة في نهاية فبراير الماضي . وتراجع التأييد لهولاند إلي 27 في المئة من 28.5 في المئة.
- ماري ضد اللحوم الإسلامية
وتشهد فرنسا جدلا سياسيا حول موضوع اللحوم المذبوحة علي الطريقة الإسلامية نتيجة توظيفها من جانب مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبان لاكتساب أصوات انتخابية, وترفض بقية الأحزاب هذا التوظيف السياسي, ويطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالابتعاد عن هذه الضجة التي لا أساس لها من الصحة.
وكانت مرشحة اليمين المتطرف 'الجبهة الوطنية' ماري لوبان قد صرحت في تجمع حزبي في مدينة ليل بأن جميع اللحوم التي يستهلكها الفرنسيون هي لحوم مذبوحة علي الطريقة الإسلامية, مركزة علي ما اعتبرته غزو التقاليد الإسلامية للمجتمع الفرنسي وإرضاء السلطات للمهاجرين المسلمين علي حساب ثقافة وتقاليد فرنسا..ومن ضمن ما جاء في تصريحاتها 'جميع اللحوم في باريس مذبوحة علي الطريقة الإسلامية, وهذا غش لأن الحكومة تعلم بذلك منذ شهور, جميع المجازر في منطقة باريس تخضع لقواعد الأقلية, وهذا الوضع يدعونا للاشمئزاز لأن الحكومة ترضخ للمتطرفين الإسلاميين'.
وبالطبع, لم تشر مارين لوان, لا من قريب ولا من بعيد, إلي اللحم المذبوح علي الطريقة اليهودية, المسمي في فرنسا كاشير, بل صبت سخطها علي اللحم الحلال, فيما يبدو أنه استراتيجية متكاملة لمنع رئيس الجمهورية والمرشح نيكولا ساركوزي من سحب البساط الانتخابي من تحت رجليها باتباعه خطا يمينيا متشددا لأغراض انتخابية. واضطر ساركوزي للرد, عارضا الأرقام التي بحوزته والتي تثبت ما قالته لوبان في جانب وتكذبه في جانب آخر. وإذا كان صحيحا أن اللحوم المنتجة في منطقة إيل دو فرانس, البالغة 5000 طن في العام, كلها تحمل الطابع الإسلامي فإنها لا تشكل سوي 2.5% من اللحوم المستهلكة في المنطقة المذكورة والبالغة 200 ألف طن في العام.
- صلاة الشوارع احتلال لفرنسا
ونددت ماري لوبان في أوج حملتها الحزبية لرئاسة الجبهة الوطنية في ليون (وسط - شرق) بـ'صلوات الشارع' التي يؤديها المسلمون في شوارع فرنسا بسبب قلة عدد المساجد للمسلمين في فرنسا.
وقالت 'أنا آسفة, لكن بالنسبة إلي الذين يحبون التحدث كثيرا عن الحرب العالمية الثانية, فإنه إذا كان الأمر يتعلق بالحديث عن الاحتلال, فيمكننا الحديث عنه, لأن هذا احتلال للأرض'.
وأضافت لوبان 'أنه احتلال لأجزاء من الأراضي, لأحياء تطبق فيها الشريعة, إنه احتلال. بالتأكيد ليست هناك مدرعات ولا جنود, لكنه احتلال بحد ذاته وهو يلقي بثقله علي السكان'.
وتكثفت ردود الفعل في صفوف الطبقة السياسية من اليسار إلي اليمين لإدانة تصريحات ابنة زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبان صاحب التصريحات المثيرة للجدل.
من جهته أعرب الأمين العام للحزب الرئاسي 'الاتحاد من أجل حركة شعبية جان فرانسوا كوبيه عن استنكاره لهذه التصريحات, وقال 'ماري لوبان, إنها والدها! يجب وقف الكذب علي الذات, إنها نفس شخصية والدها تماما' ولديها 'التقنيات نفسها' و'الخلط نفسه' و'التصريحات نفسها'.
ويذكر أن والداها جان ماري لوبان (83 عاما) بني القسم الأكبر من مسيرته السياسية علي خطاب شعبوي ومعاد للمهاجرين مما سمح له في 2002 بالوصول إلي الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
مرة أخري, كانت ماري لوبان, التي تحلم بأن تحقق هذا العام ما حققه والدها جان ماري لوبان في عام 2002 عندما نجح في الوصول إلي الدورة الانتخابية الثانية, متخطيا المرشح الاشتراكي وقتها, ليونيل جوسبان, في إطلاق جولة جديدة من الجدل بالعودة إلي الثلاثي الذي يشكل العمود الفقري لحملتها الانتخابية المكون من الإسلام والمهاجرين والأمن.
يأتي الجدل الجديد إضافة لما سبق لماري لوبان من حديث حول الغزو الإسلامي لفرنسا, الذي شبهته بالاحتلال النازي في حديثها عن صلاة المسلمين في الشوارع; حيث تعوزهم المساجد وأماكن العبادة كما في باريس مثلا. وحتي تكتمل الصورة, فإن لوبان تربط بين ازدياد الغرباء في فرنسا وتكاثر الأعمال الإجرامية وارتفاع البطالة والعجز في برامج الرعاية الاجتماعية والتهديد الذي تتعرض له الهوية الوطنية وقيم الجمهورية الفرنسية, وكلها تندرج تحت شعار الأسلمة ممثلة في النقاب والحجاب والعادات الإسلامية وتعدد الزوجات.
ووجه الخطورة في طروحت لوبان أن مقولاتها لم تعد مقصورة علي أقلية ضئيلة في المجتمع الفرنسي, بل إن استطلاعات الرأي تفيد بأنها أخذت تغزو فئات واسعة من الشعب.