بنت النعمة
المزاج : نشكر الله الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: لو عايز تعيش مرتاح بدون قلق او احزان ..... جربوا حياة التسليم، وما فيها من فرح واطمئنان وسلام الأحد 01 أغسطس 2010, 7:47 pm | |
| جربوا حياة التسليم، وما فيها من فرح واطمئنان وسلام فالذي يحيا حياة التسليم، لا يهتم، لا يحمل هماً... إنه قد ألقي على الله همومه، منذ أن سلمه حياته بكل ما فيها، ولم يعد يحمل هماً بعد ذلك... إن الذي يهتم بالكل، يهتم به أيضاً. إن الله سيعمل في الوقت الذي يراه مناسباً ونافعاً. بدا لك أنه قد تأخر مسألة التأخير هذه مسألة نسبية تتوقف على نوعية تفكير الإنسان. في حياة التسليم اترك الوقت لله، ولا تحدد له مواعيداً، فهو أدري بعمله، وهو أكثر منك معرفة بالوقت الصالح. حياة التسليم هي أن تسلم الله حياتك تضعها في يديه، وتنساها هناك. وتثق من كل قلبك أنه يدبر حياتك حسناً، حسب مشيئته الصالحة الطوباوية.
المسألة إذن تحتاج إلى ثقة بالله، وإيمان بمحبته وحكمته ورعايته.
ولكن للأسف الشديد، غالبية الناس يثقون بأنفسهم وبذكائهم وعقليتهم وتدبيرهم البشري أكثر مما يثقون بالله!! لذلك هم يحبون أن يدبروا كل أمورهم بأنفسهم، ولا يفكرون في اللجوء إلى الله، والاعتماد عليه كلية كما تقتضي حياة التسليم.
أخطر شئ يتعب الإنسان هو أن يستقيل عن الله ويعتمد على نفسه، تقوده الذات: تقوده رغباته وشهواته أو يقوده تفكيره، أو يقوده الآخرون.
وفي ذلك إن اعتمد على الله، إنما يكون اعتماداً جزئياً، في حدود معينة لا يتخاطاها..! أو يكون اعتماداً في غير عمق، وفي غير ثقة.. اعتماداً متردداً، أو اعتماداً يحاربه الشك والخوف وعدم الاطمئنان.
يذكرني هذا بالقديس بطرس الرسول حينما مشى مع السيد المسيح على الماء ولكنه ما لبث أن خاف وبدأ يسقط، واستحق أن يوبخه الرب قائلاً " يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟" (متى14: 31).
عكس هذا الذين مشوا في البحر الأحمر، والمياه تحيطهم من الجانبين هؤلاء لابد أنهم سلموا حياتهم لله، ووثقوا به كل الثقة.
إن أبانا آدم لم يسلك في حياة التسليم حينما تبع رغبته، أو تبع امرأته، أو تبع الحية، مستقلاً عن الله ووصيته.. وترك شهوة المعرفة تقوده، فقادته إلى الجهل وإلى الموت!
وشاول الملك كان سبب ضياعه، أنه استقل عن الله، تابعاً فكره ونزعاته، وملتجئاً أحياناً إلى مشورة العرافة...
حياة التسليم هي كما قلنا أن تسلم حياتك لله. وهي أيضاً أن يستسلم الإنسان لعمل الله فيه. يستسلم لعمل النعمة فيه، ولعمل الروح القدس، ولمشيئة الله الصالحة.
تماماً كالحملان مع الراعي... حينما يقودها تمشى، وهي مطمئنة واثقة برعايته وبقيادته، بدون تفكير، بدون رأي خاص. وكما تقول الترتيلة " حيث قادني أسير ". إنها طاعة كاملة، مبنية على ثقة كاملة.
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
| |
|