منتديات أولاد أم النور
بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
♥️†††♥️†††♥️
البحث عن خبز الحياة Omy10
مرحبا ً بك زائرنا العزيز
ينبغي عليك أن تعرّف بنفسك لدخول المنتدي
وإن لم يكن لديك حساب بعد، فنحن نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات أولاد أم النور
بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
♥️†††♥️†††♥️
البحث عن خبز الحياة Omy10
مرحبا ً بك زائرنا العزيز
ينبغي عليك أن تعرّف بنفسك لدخول المنتدي
وإن لم يكن لديك حساب بعد، فنحن نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات أولاد أم النور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  المجلةالمجلة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 البحث عن خبز الحياة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فرايم حبيب
خـادم أم النــور
خـادم أم النــور
فرايم حبيب


شفيعـي : دائمه البتولية
الهواية : البحث عن خبز الحياة Unknow11
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



البحث عن خبز الحياة Empty
مُساهمةموضوع: البحث عن خبز الحياة   البحث عن خبز الحياة Emptyالإثنين 09 أغسطس 2010, 10:12 pm

أيار 1987،استيقظت مرة من النوم وأنا في حالة من الغبطة والانشراح وكأنني
شفيت من مرض عضال أدخل الكآبة والأسى إلى نفسي خلال الأسابيع الماضية.
وعندها تذكرت حلما أتاني ليلا مفاده أنني كنت أقف على ضفّة نهر صغير، ويقف
أمامي على الضفة الأخرى رجل في العقد الخامس من عمره. ولم أدري ما الذي
كان يدفعني للوصول إليه. فبينما حاولت العبور وجدت نفسي معلّقا في الهواء،
فارتعبت جدّا من عدم قدرتي على العودة إلى الأرض. غير أن ذلك الرجل لاحظ
مؤشرات الخوف على وجهي، فمدّ لي يده وساعدني على العبور. ثمّ قال لي: "لا
بدّ لك من أن تأكل من خبز الحياة كي تستطيع عبور هذا النهر وحدك." بقيت
هذه الجملة محفورة في عقلي، بينما تلاشى رويدا رويدا جمال ذلك الحلم.
وحال
نهوضي من الفراش، لاحظت أن مسعود قد عاد من إجازته. فحيّاني بنظرة دافئة
وابتسامة هادئة. ثمّ قدّم لي كتاب الإنجيل الذي كنت قد طلبته منه قبل خمسة
أشهر. ذكر لي بأن هناك أربعة أناجيل في كتاب واحد تروي حياة السيد المسيح،
وكلها متوافقة في المضمون، ولكنها تختلف في طريقة الوصف والسرد. فبدأت
بقراءة إنجيل يوحنا، ووقعت على الفصل السادس حيث تشير إحدى الآيات إلى
"خبز الحياة"، أي الكلمة التي سمعتها ليلا في الحلم. فأعدت قراءة تلك
الفقرة التي يخاطب فيها المسيح تلاميذه قائلا: "أنا خبز الحياة، من يأتي
إليّ لن يجوع أبدا..." وهنا اعترتني رعشة رهيبة، وأشرق نور ساطع في حياتي
فأعطاها معنى جديدا. وقعت في عشق السيّد المسيح الذي تتحدّث عنه الأناجيل.
وأدركت أن حلم الليلة الماضية لم يكن حلما تافها بل دعوة أو رسالة خاصة
موجّهة إليّ عبر هذه الكلمات. غمرني فرح روحاني، وتأكدت أن مجرى حياتي
تغيّر تماما إبتداء من تلك اللحظة. وهكذا بدأت رحلتي الطويلة مع السيّد
المسيح، كما تغيّرت نظرتي تماما إلى المسيحية والمسيحيين. فبدلا من
الصلوات الخمس المفروضة يوميا في الإسلام، وجدت في الصلاة الربّانية، أي
الأبانا الواردة في الإنجيل، صدى عذبا في عقلي وبلسما لذيذا مهدئا في
قلبي. فقلت في نفسي: إذا كان الله يتكلّم مثل الأب الذي يحبّ أولاده، وإذا
كان يغفر للخطأة ذنوبهم، إذا لن تكون علاقتي معه منذ الآن فصاعدا كما كانت
سابقا، علاقة خوف ورعب وابتعاد، بل علاقة حب كما هو الحال بين أفراد
العائلة.
فبعد أن كنت مصمما على تبشير مسعود بالإسلام، لم تعد لديّ
أية رغبة إلا الأكل من "خبز الحياة"،بالرغم من عدم فهمي بعد لهذا السرّ.
وهكذا بعد البحث والمجهود عثر هذا المجنون ذاق هذا المجنون خبز الحياه
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
prayer
خـادم أم النــور
خـادم أم النــور
prayer


المزاج : ماشـي الحال
الهواية : البحث عن خبز الحياة Swimmi10
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



البحث عن خبز الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: البحث عن خبز الحياة   البحث عن خبز الحياة Emptyالأربعاء 18 أغسطس 2010, 1:07 pm

اشكرك علي الاختبار يا غالي
ونرجو كتابة اسم او معلومات قدر المستطاع عن الشخص لابد من هذا ..

شكرا مرة اخري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omalnoor.mam9.com
فرايم حبيب
خـادم أم النــور
خـادم أم النــور
فرايم حبيب


شفيعـي : دائمه البتولية
الهواية : البحث عن خبز الحياة Unknow11
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



البحث عن خبز الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: البحث عن خبز الحياة   البحث عن خبز الحياة Emptyالأربعاء 18 أغسطس 2010, 2:01 pm

اقد وصلنى الموضوع عن طريق رساله
وبناء على طلبك هو اصل الموضوع

العراقي محمد الموسوي يقول: المسيح نوري وخلاصي

صدر مؤخرا باللغة الفرنسيّة كتاب بعنوان "مهما كان الثمن" ( Le Prix à payer ) لمؤلفه جوزف فاضل، أي السيّد محمد الموسوي سابقا. يتحدث فيه عن مراحل عبوره من الإسلام إلى المسيحية، ويسرد فيه بإسهاب مختلف أنواع الإضطهاد والتعذيب والتهديد التي تعرّض لها وعانى منها بسبب اختياره السير على طريق السيّد المسيح.



إتّصل أحد أصدقاء موقع "الناقد" بالسيّد محمد الموسوي، فأجرى معه حوارا طويلا كشف فيه ولأول مرة باللغة العربية عن بعض هذه المراحل والمآسي التي مرّ بها منذ اعتناقه للمسيحية وحتى هربه من العراق إلى بلد عربيّ أولا ثمّ إلى أوروبا.
______


س – منذ صدور كتابك باللغة الفرنسية لم تجرؤ حتى الآن أية صحيفة أو وسيلة إعلام عربية أن تتكلّم عن اعتناقك للمسيحية أو عن هذا الكتاب الذي يعرف إقبالا منقطع النظير. لذلك نفتخر بأن نكون أول من ينقل بلغة الضاد المأساة المرّة التي عانيت منها بسبب ذلك. ونشكرك جزيل الشكر على تجاوبك معنا وتفضّلك بالجواب عن أسئلتنا.
بداية نودّ أن تحدثنا عن خلفيتك العائلية، من أنت ومن أية أسرة؟
ج. – أنا أنتمي إل أسرة "السيّد الموسوي" الشيعيّة العريقة في تاريخ العراق والإسلام. يعود أصلها إلى النبيّ محمد وبالتالي إلى سلالة الإمام الشهير موسى الكاظمي الذي يتحدر بدوره مباشرة من سلالة علي بن أبي طالب، إبن عم النبيّ وصهره. أسرتنا لا بل عشيرتنا كبيرة ومتشعبة، لها فروع عديدة في إيران وفي لبنان حيث يعتبر آية الله الخميني والسيّد حسن نصرالله من عشيرتنا، أي من آل الموسوي. أما والدي، السيّد فاضل علي الموسوي، فكان حتى وفاته عام 2001 زعيما وقائدا معروفا لهذه القبيلة، بالإضافة إلى ثروته الطائلة واعتباره من كبار الملاّكين الزراعيين والإقطاعيين في العراق. اشتهر بمعارفه المتعددة واختباره الواسع واعتداله الرصين وشخصيته المرموقة، وهذا ما أهّله لزعامة شؤون القبيلة الموسوية بكاملها. إن أسرتنا هي في الواقع أسرة ارستقراطية تلعب دوما دورها وتحافظ على كرامة قبيلتنا في المجتمع العراقي. وقد عمل والدي على توجيهي وإعدادي لتسلّم إدارة شؤونها عندما يعجز ويتقدم في السنّ. لذلك كنت في طفولتي كما في شبابي أشعر بأن حملا ثقيلا سيلقى يوما ما على عاتقي، فلم يتسنّ لي كباقي الأطفال أن أعيش طفولة سعيدة، هادئة، تعجّ باللعب واللهو والمرح. كان من واجبي معاشرة الراشدين وحضور الاجتماعات في القاعة الكبيرة المخصصة لذلك في دارتنا الفسيحة العامرة والتي يدعو إليها ويترأسها دائما والدي. وهذا ما كان يسبّب لي الكثير من الضجر والملل والكآبة، بالرغم مما كنت أتمتع به من امتيازات ومن تقدير واهتمام خاص سواء من قبل الوالد الذي كان يعتبرني وريثه ووليّ عهده، أو من قبل أفراد الأسرة الصغيرة أو القبيلة بكاملها بزعامة الوالد. لذلك كنت أعيش في جوّ من الرفاهية والترف والبذخ.


س – هل لك أن تحدثنا عن نظرتك إلى المسيحية قبل أن تعتنقها؟
ج – كنت، مثل كل مسلم، أعتقد أن المسيحية دين محرّف وأن المسيحيين كفرة، مشركين، أنجاس، حرّفوا كتبهم المقدّسة ويمارسون دائما الكذب والنفاق والفسق والفساد. كنت أتجنبهم وأبتعد عن معاشرتهم، لأن الناس في دارتنا كانوا دائما يرددون على مسامعنا أن المسيحيين يجتمعون في الكنائس، ليس للصلاة كما يفعل المسلمون في الجوامع، بل لممارسة الفجور وارتكاب الفحشاء الجماعية.


س – متى حصل أول احتكاك بينك وبين المسيحية؟
ج – في بداية العام 1987 كان عليّ أن ألتحق بالخدمة العسكرية بعد أن تمكنت من التهرب منها مدة خمس سنوات بفضل نفوذ والدي وعلاقاته المتينة بالمسؤولين السياسيين وإمكانية شراء ضمائر الموظفين بالمال. ولكن في المرة الأخيرة كان لا بدّ لي من الانصياع. فتمّ إرسالي إلى كتيبة المشاة في قاعدة عسكرية تبعد عشرين كلم عن شط العرب، وهو النهر الذي يفصل بين إيران والعراق. كانت تلك القاعدة معدّة كمحطة استراحة للجنود العائدين من جبهة القتال العراقية الإيرانية، بالإضافة إلى كونها مستودعا للأسلحة. لدى وصولي إلى تلك القاعدة، قيل لي أنني سأسكن في حجرة واحدة مع رفيق آخر يدعى "مسعود"، وهو إنسان طيّب ومسيحي. صدمت عند سماع ذلك، وصرخت عاليا : "هل يمكن لإبن الموسوي، زعيم أكبر قبائل العراق الشيعية، أن ينام في نفس الحجرة مع شخص مسيحي يعتبر نجسا، تنبعث منه رائحة كريهة؟" غير أنه لم يكن بوسعي رفض ذلك، فرضخت للأمر مكرها، بانتظار الفرج في اليوم التالي.


- هل حاولت ذلك فعلا؟
- عند دخولي إلى الحجرة كان مسعود موجودا فيها. رتبت أغراضي وأخذت أراقب هذا الرجل بكثير من الحذر والريبة. وبعد مرور يومين، تبيّن لي أن "مسعود" ليس خبيثا بل إنسانا مهذبا ولطيفا ونظيفا، ولا تنبعث منه أية رائحة كريهة، بعكس ما كنت أسمع في أسرتي بأنه يمكن التعرّف إلى المسيحي من الرائحة الكريهة التي تنبعث منه. عندئذ قلت في نفسي: لربما أرسلني الله سبحانه وتعالى لتبشير هذ الكافر وتحويله إلى الإسلام، وهكذا أكسب أجرا عظيما في الجنة مع حور العين وأنهار اللبن والعسل وكل الملذّات التي وعدنا بها النبيّ. ولكن في الواقع لم تكن هذه المكافأة مبتغاي الرئيسي، بل السمعة الحسنة التي سأتمتع بها بين عشيرتي والشهرة الرفيعة في المجتمع العراقي في حال نجحت في إقناعه بالإسلام.


- وهل بادرت عمليا إلى أي خطوة في هذا المجال؟
- في البداية، تجنبت كثيرا التطرق معه إلى المواضيع الحسّاسة، خاصة الدينية، ولكن كنت اتحيّن الفرص لأقنعه بتفوّق الإسلام وتساميه على الأديان الأخرى.


- هل تمّ لك ذلك؟
- قبل نهاية الأسبوع الأول على وصولي، كلّف مسعود بمهمةخارج القاعدة. شعرت أثناء غيابه عن حجرتنا المشتركة بانني مثل أسد في قفص، محبطا ، لا هدف لي ولا عمل. فأخذت أتفحّص المكان الذي يضع فيه أغراضه، فوقع نظري على كتاب صغير جذبني عنوانه كثيرا، "معجزات يسوع". أخذته وبدأت بقراءته. قبل ذلك لم أسمع إطلاقا بمعجزات شخص يحمل هذا الإسم. حتى في القرآن لا يذكر شيء عن ذلك. وغداة عودة مسعود من مهمته سألته عن يسوع الذي يتكلم عنه الكتاب، فأجابني حالا: "إنه عيسى بن مريم، وهو الإسم الذي أطلقه عليه القرآن."


- هل واصلت السعي لتحقيق خطتك لأسلمة مسعود؟
- في إحدى المحادثات سألت مسعود هل عند المسيحيين كتاب مقدس مثل القرآن عند المسلمين، بهدف الإطلاع عليه ودحض تعاليمهم ومعتقداتهم، وهل بإمكانه أن يوفر لي هذا الكتاب. ولكنه قبل أن يرفض ذلك، سألني: "هل قرأت القرآن؟" أجبته: "حتما، فهل تعتبرني كافرا أومسلما سيئا؟" ولكنه كرّر السؤال مشددا: "هل قرأت القرآن فعلا؟" فأجبته بنوع من الحدّة: "ألم أقل لك إنني قرأته، وكذلك أعيد قراءته مرة كل سنة في شهر رمضان." وهنا سألني ببساطة وهدوء: "وهل فهمت معنى كل كلمة وكل آية وردت فيه؟"
لم أجرؤ أن أجيب عن سؤاله، بل لذت بالصمت، لأن سؤاله أربكني كثيرا، إذ شعرت وكأنه سيف قاطع ينحرني في الصميم. هنا تذكرت كيف كان الأئمة يعلموننا ويقولون لنا: "إعلموا أن قراءة القرآن من أوله إلى آخره واجب وتكفي للمؤمن كي يكافأ عليها في يوم الدين، وليس فهم النصّ."
غير أن مسعود إستغلّ الفرصة وعرض عليّ صفقة : "إذا شئت أن آتيك بالإنجيل للتعرف على تعاليم الدين المسيحي ، فلا مانع لديّ، شرط أن تعيد أولا قراءة القرآن محاولا التعمق بمعانيه بتجرد وصدق ومنطق سليم دون مواربة أو احتيال."
وهكذا بدأت بقراءة القرآن قراءة نقدية، دون الإشارة بشيء إلى مسعود. ولكن القلق أخذ حالا يقضّ مضجعي، إذ لم أجد شيئا في كتاب محمد يثبت اقتناعاتي السابقة التي أخذت تنهار سريعا. هنا بدأت بالتساؤلات المرّة: "ما قيمة هذا الفخر والاعتزاز الذي أتبجّح به عبر إسمي وقبيلتي وأصلي وسلالتي؟ ما الفائدة من كل ذلك؟ على ماذا أبني حياتي إذا كان الإسلام هراء وبناء فارغا؟ بمن وبماذا أؤمن من الآن فصاعدا؟"


- هل فقدت سريعا كل أمل وإيمان بهذا الدين؟
- نعم، فقدت كل أمل، وجدت نفسي كتائه في الصحراء، لا نصير له ولا دليل. كلما حاولت التفكير بحياة وسلوك محمد الذي كنت اعتبره القدوة الحسنة، وجدت نفسي أمام إنسان رهيب بكل معنى الكلمة. لم أتوقّف عن التساؤل: "كيف يعقل أن يكون محمد نبيّا مرسلا من لدن الله، هذا الرجل الذي شرّع لنفسه تعدّد الزيجات والسبايا؟ كيف يمكنني أن أقتدي برجل سلك عكس ما كان يبشر به؟ كيف يجوزله أن يطلب من إمرأة مات زوجها أن تنتظر ثلاثة أشهر وعشرة أيام قبل أن تتزوج، بينما هو تزوّج إمرأة في نفس اليوم الذي قتل فيه زوجها مع أكثر من ستمائة شخص؟"
وكذلك راودتني اسئلة كثيرة مؤلمة عن الإسلام وعن محمد تحرج كل إنسان يحتكم بصدق إلى العقل والمنطق. انهار أيماني بالإسلام ومحمد ولم يعد بوسعي أن أفكر إطلاقا بتبشير مسعود بهذا الدين.


- ومتى بدأت بقراءة الإنجيل؟
- في أيار 1987،استيقظت مرة من النوم وأنا في حالة من الغبطة والانشراح وكأنني شفيت من مرض عضال أدخل الكآبة والأسى إلى نفسي خلال الأسابيع الماضية. وعندها تذكرت حلما أتاني ليلا مفاده أنني كنت أقف على ضفّة نهر صغير، ويقف أمامي على الضفة الأخرى رجل في العقد الخامس من عمره. ولم أدري ما الذي كان يدفعني للوصول إليه. فبينما حاولت العبور وجدت نفسي معلّقا في الهواء، فارتعبت جدّا من عدم قدرتي على العودة إلى الأرض. غير أن ذلك الرجل لاحظ مؤشرات الخوف على وجهي، فمدّ لي يده وساعدني على العبور. ثمّ قال لي: "لا بدّ لك من أن تأكل من خبز الحياة كي تستطيع عبور هذا النهر وحدك." بقيت هذه الجملة محفورة في عقلي، بينما تلاشى رويدا رويدا جمال ذلك الحلم.
وحال نهوضي من الفراش، لاحظت أن مسعود قد عاد من إجازته. فحيّاني بنظرة دافئة وابتسامة هادئة. ثمّ قدّم لي كتاب الإنجيل الذي كنت قد طلبته منه قبل خمسة أشهر. ذكر لي بأن هناك أربعة أناجيل في كتاب واحد تروي حياة السيد المسيح، وكلها متوافقة في المضمون، ولكنها تختلف في طريقة الوصف والسرد. فبدأت بقراءة إنجيل يوحنا، ووقعت على الفصل السادس حيث تشير إحدى الآيات إلى "خبز الحياة"، أي الكلمة التي سمعتها ليلا في الحلم. فأعدت قراءة تلك الفقرة التي يخاطب فيها المسيح تلاميذه قائلا: "أنا خبز الحياة، من يأتي إليّ لن يجوع أبدا..." وهنا اعترتني رعشة رهيبة، وأشرق نور ساطع في حياتي فأعطاها معنى جديدا. وقعت في عشق السيّد المسيح الذي تتحدّث عنه الأناجيل. وأدركت أن حلم الليلة الماضية لم يكن حلما تافها بل دعوة أو رسالة خاصة موجّهة إليّ عبر هذه الكلمات. غمرني فرح روحاني، وتأكدت أن مجرى حياتي تغيّر تماما إبتداء من تلك اللحظة. وهكذا بدأت رحلتي الطويلة مع السيّد المسيح، كما تغيّرت نظرتي تماما إلى المسيحية والمسيحيين. فبدلا من الصلوات الخمس المفروضة يوميا في الإسلام، وجدت في الصلاة الربّانية، أي الأبانا الواردة في الإنجيل، صدى عذبا في عقلي وبلسما لذيذا مهدئا في قلبي. فقلت في نفسي: إذا كان الله يتكلّم مثل الأب الذي يحبّ أولاده، وإذا كان يغفر للخطأة ذنوبهم، إذا لن تكون علاقتي معه منذ الآن فصاعدا كما كانت سابقا، علاقة خوف ورعب وابتعاد، بل علاقة حب كما هو الحال بين أفراد العائلة.
فبعد أن كنت مصمما على تبشير مسعود بالإسلام، لم تعد لديّ أية رغبة إلا الأكل من "خبز الحياة"،بالرغم من عدم فهمي بعد لهذا السرّ.


- كيف تلقّى مسعود هذا التحوّل الراديكالي في حياتك؟
- عندما أخبرت مسعود بالتحوّل الجذري في حياتي، كنت أتوقّع منه أن يبادرني بابتسامة عريضة وترحيب حارّ واغتباط لا مثيل له. غير أنني فوجئت بقلق رهيب واضطراب داخلي أليم يعتري هذا الرجل ويشلّ بنيته الصلبة. انفجر حالا بالغضب قائلا: "ولكنك ألا تعي ما تقول؟ ألا تعرف بأنهم سيقضون عليك؟" فأجبته: "هذا أمر مستحيل، أسرتي تحبّني ولا يمكن أن ترضى بأن يصيبني سوء." عندئذ تفرّس بي مستغيثا: "إسمع جيّدا! أنت تعرّض حياتك للخطر، وحياتي أيضا. في هذا البلد لا يستطيع أي مسلم تغيير دينه بهذه الطريقة، لأن عقابه سيكون الموت المحتّم!" لم أكترث لإنذاره، بل أجبته: "هل نسيت أن المسيح مات أيضا، ورسله تعرّضوا كذلك للإضطهاد ولأقصى المخاطر والعذابات حبّا به. فلماذا لا أقتدي أنا بهم إن كنت فعلا أحب السيّد المسيح؟". عندئذ طلب مني مسعود أن نصلّي معا ونستلهم الروح القدس كي ينوّر عقولنا. ثمّ شدّد عليّ كثيرا كي لا أتكلّم عن هذا الأمر عندما أعود إلى أسرتي. وهذا ما حاولت فعله إلى حدّ ما.


- ماذا تعني بعبارة "إلى حدّ ما"؟
- خلال المأذونية التي تلت، لم أكتم هذا السرّ تماما. فقد ذهبت، حال وصولي إلى البيت، ألى أحد آيات الله. سألته عن رأيه بإنجيل المسيحيين، فأجابني: "هناك أشياء صحيحة فيه وأخرى خاطئة أو ناقصة، مثل مجيء النبي محمد بعد عيسى، كما أن عيسى ليس إبن الله كما يدّعون." ثم طلب مني أن لا أعود إلى استشارته بمثل هذه الأسئلة الصعبة والمضنية، قبل أن يضيف: "إن الناس يأتون إليّ لأرشدهم إلى ما هو حرام أو حلال في حياتهم. أرجوك أن تتخلّى عن كل هذه الأسئلة اللاهوتية، فهي معقّدة ولا فائدة منها."


- ماذا حصل معك بعد العودة من تلك المأذونية؟
- إن الأشهر الأربعة التي قضيتها في القاعدة العسكرية كانت من أسعد الفترات في حياتي كشاب. والمؤسف أنها مرّت كسرعة البرق، بالرغم من أن نمط الحياة في الخدمة العسكرية لم يتغيّر إطلاقا. غير أن التغيير الجذري حصل في حياتي الشخصية الداخلية وفي تلك الحجرة الضيّقة التي كنت أتقاسمها مع مسعود.


- عمليّا كيف برز هذا التغيير؟
- الجديد في الأمر هو أننا بدأنا نصلّي معا ولساعات طويلة. فقد علّمني مسعود كيفية رسم إشارة الصليب، وتلاوة صلاة الأبانا، والسلام الملائكي، وكيفية التأمل بكلام الإنجيل. وهكذا اكتشفت كيفية التقرّب من المسيح، وكيفية الحوار الروحي معه. فقد بذل مسعود جهودا حثيثة ليشرح لي أسرار الإيمان التي يصعب فهمها على المسلم، مثل سر التثليث.


- هل انعكس كل ذلك في حياتك؟
- في الواقع، تعجبت كثيرا من النظرة الجديدة التي أخذت القيها على محيطي والاعتبار الخاص لكل إنسان أعمل أو أتعامل معه. لقد غابت تماما النظرة العلوية السابقة التي ورثتها بحكم وضعي العائلي والتي كانت بارزة في علاقاتي مع الجنود رفاقي. فقد أصبح لديّ اندفاع لخدمة الآخرين ولمحبتهم كما يحبّهم المسيح. وفي عائلتي كذلك، بات الحب الذي يعلّمنا إياه سيدنا يسوع المسيح شعاري مع كل الذين يحيطون بي، ولم يعد لديّ إلا هدف واحد ألا وهو تقاسم الفرح الداخلي الذي يغمرني مع الآخرين الذين لم يشعروا حتى الآن بجمال حلاوته.


- بعد انتهاء الخدمة العسكرية وانقطاع أخبار رفيقك مسعود وعودتك إلى الأسرة، كيف تمكنت من مواصلة حياتك المسيحية الجديدة؟
- في بداية فصل الشتاء 1987-1988 مررت بحالة من الريب. لم أعد أتمكن من الإتصال برفيق الدرب، مسعود، الذي بفضله تعرفت على المسيح وتعاليمه السامية وحبّه لبني البشر. كنت أفرح كثيرا بالصلاة الجماعية معه، وهذا ما شعرت بالحاجة إليه منذ أن افترقنا. لذلك قررت أن ابحث عن مواطنين مسيحيين في بغداد كي أصلّي معهم وأتعرف على طقوسهم أملا بإيجاد من يساعدني في سبيل الحصول على المعمودية. كنت أغتنم فرص غياب والدي عن البيت للخروج والبحث. فكلما اعتقدت انني سأجد من يساعدني من الكهنة، كانت الصدمة كبيرة تأتي وتخيّب أملي لتحقيق أمنيتي. كم من مرة اغلق رجال دين مسيحيين بابهم في وجهي عندما يسمعوني أقول: "أنا آمنت بالمسيح وأريد أن أتعمّد." كم مرة سمعت بعضهم يقول لي: "عندما يولد الإنسان مسيحيا يبقى مسيحيا، وهذا هو الحال أيضا بالنسبة للمسلم." وعندما استغثت مرة بأحدهم قائلا له: "أستعطفك باسم المسيح ودمه! أرجوك أن لا تطردني من الكنيسة"، ولكن جوابه كان حزينا ومؤلما: "ألأوامر يا أخي واضحة وصريحة وجازمة، لا يسمح لنا إطلاقا بأن نسمح للمسلمين بدخول كنائسنا." وبعد بحث طويل وخيبات أمل عديدة، لم يبق لي إلا الصلاة وقراءة الكتاب المقدس الذي كنت أجد فيه عزاء لعذابي ومدعاة للأمل. فكنت أتذكر دائما وأعود إلى ما قاله لنا المسيح في الفصل الخامس من إنجيل متى: "طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحواوتهلَّلوا لأن أجركم عظيم في السموات. لأنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم."
كذلك كنت أتذكر كلام مسعود وتحذيراته: "كل مسلم يحاول الانتماء أو الإندماج في حماعة مسيحية عراقية سيواجه حتما حواجز عديدة." فبفضله كنت أثمّن شجاعة المسيحيين الأولين الذين عانوا الكثير من الاضطهادات. وكذلك بفضل الصلاة وقراءة الكتاب المقدس وسير الشهداء لم أفقد الأمل إطلاقا ولم يضعف إيماني بالمسيح.


- في هذه الأجواء من البحث والتجاذب، بين الأمل والخيبة، بين العذاب والرجاء، كيف كانت علاقتك بوالدك، وكبف تمّ تزويجك؟
- في تلك الفترة، كان همي الوحيد الابتعاد عن البيت والعيش في مكان آمن أستطيع أن أمارس فيه إيماني بكل حرية ودون خوف أو قلق. لم أفكر إطلاقا بالزواج أو بتأسيس عائلة ولا بخلافة والدي على زعامة القبيلة، بالرغم من كل الامتيازات والسلطان المطلق، والثروات الطائلة التي ستأتمتع بها.
غير أن والدي كان يخطط لي عكس ذلك. في بداية العام 1992 فاجأني بقوله: "يا ابني، أريد أن أزفّك خبرا سعيدا، لقد وجدت لك عروسا." لم أستطع سماع ذلك، فأجبته للتوّ رافضا: "ولكن لا ميل لي الآن للزواج." فلم يبال بكلامي بل قاطعني قائلا: "لقد دفعت المهر وأعطيت كلامي لأسرة العروس. إعلم أن شرفي وكرامتي أصبحا على المحك، والرفض غير وارد."
وهكذا تزوجت من آنسة لم أكن أعرفها مسبقا. لا أريد الدخول الآن في كل التفاصيل. وقد رزقنا الرب مولودنا الأول، "أزهر"، في نفس السنة، وبالتحديد في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول ، يوم عيد الميلاد.
وهذا ما سمح لي بالسكن مع زوجتي وإبني في بيت مستقل وبعيد عن مراقبة الوالد وأفراد الأسرة. وقد وفّر لي هذا الوضع الأسري الجديد إمكانية التحرّك ومواصلة البحث مجددا عن مجموعة مسيحية أنضم إليها وتساعدني على اقتبال سر المعمودية.


- هل نجحت في هذه المحاولة الجديدة؟
- رغم فشلي في المحاولات السابقة، لم أفقد الأمل. في صيف 1993 أعدت من جديد البحث عن المناطق التي يسكنها المسيحيون في بغداد. نجحت بعد عناء طويل في الوصول إلى أحد كبار المسؤولين في إحدى الكنائس الذي قبل أن يستقبلني بعد محاولات مضنية. وما أن كشفت له عن إسمي وأسرتي المسلمة وإيماني بالمسيح ورغبتي في قبول سرّ المعمودية، حتى ارتعب وثار غيظه وطردني خارجا. آلمني كثيرا هذا التصرّف بالرغم من تفهمي لخوف المسيحيين. إلا أن الرب كان يدبّر شؤوني. في نفس اليوم، أعلمني مواطن مسيحي بسيط بأن الكاهن الذي يخدم رعيته، يرغب في استقبالي حالا. وهكذا تعرّفت إلى رجل دين مسيحي آخر أدرك تماما صدقيّة إيماني وسمح لي بالتردد إلى كنيسته ومشاركة المؤمنين في الاحتفالات والصلوات الدينية.


- هل تمكنت من إخفاء بادرتك الجديدة عن أسرتك وخاصة عن زوجتك؟
- كنت في الواقع عازما على ترك زوجتي والهرب إلى منطقة بعيدة أستطيع فيها عيش إيماني وحياتي المسيحية بأمان وهدوء. غير أن ولدنا أزهر غيّر حياتي وتفكيري ، ولم يعد بإمكاني أن أعيش في الخفاء عنه وعن زوجتي التي أنجبت لي هذا الملاك. فبعد معاناة أليمة، صارحت زوجتي التي كانت متمسكة بإسلامها ومتديّنة كثيرا، بحقيقة محبة المسيح ولماذا آمنت به. ولكنها اغتاظت من ذلك وهربت من البيت علئدة إلى بيت ذويها. غير أن الربّ منحها القوّة والصبر كي تحتفظ بهذا السر. ثم بعد عودتها إلى البيت ، نجحت في اقناعها بقراءة الإنجيل كي تتأكد من سمو الإيمان بالمسيح. وهكذا بدأت، بعد رفضها القاطع ومحنة أليمة تجاوزتها، ترافقني مع ولدنا إلى الكنيسة وتشترك في الطقوس الدينية الرعوية، أملا بأن نتقبل جميعا سر المعمودية ونقبل جسد المسيح الذي هو خبز الحياة. غير أن الكاهن الذي تعرفنا إليه وقبل بمرافقتنا روحيّا لم يجرؤ على تعمدينا خوفا من السلطات الدينية وبالتالي السياسية.


- هل فقدت الأمل بسبب ذلك؟
- كلاّ، بل اخذت ابحث عن كنائس أخرى. وبعد عناء تعرفت على كاهن راهب من أصل اجنبي،يدعى "الأب غبريال"، يتكلم العربية بطلاقة رائعة. فبعد حوار طويل ومكثّف معه دام فترة من الوقت، وبعد نشوء صداقة بيننا وبينه، قبل أن يعمدنا بعد أن يقوم بإعدادنا وتربيتنا المسيحية الضرورية لقبول هذا السرّ العظيم.


- هل تكللت فترة الإعداد بالأمل المنشود أم لا؟
- خلال فترة الإعداد للمعمودية، كان لديّ حدس يؤرقني بأننا لن نصل إلى النهاية. بالرغم من الاحتراز بالنسبة للعائلة، توقفت عن المشاركة في الممارسات الدينية التي تشير إلى إنتمائي للإسلام. مثلا توقفت عن الصلاة ومرافقة أفراد القبيلة كل يوم خميس في زيارة الأماكن المقدّسة الشيعيّة في كربلاء. وهذا الأمر أثار كثيرا قلق العائلة.
فمساء أحد أيام صيف 1997، وأثناء غيابنا عن البيت جاء إخوتي وأولاد عمّي وبعض أفراد من قبيلتنا إلى بيتنا وأخذوا يفتّشونه، فوجدوا الكتاب المقدس الذي كنت أضعه دائما في مكان بعيد عن الأنظار، كما سألوا إبننا أزهر إلى أين يذهب كل يوم أحد معنا، فأجابهم برسم إشارة الصليب على وجهه. وهكذا انفضح أمرنا أمام العائلة وخرج للعلن.


- ما كانت ردود فعل العائلة؟
- في صباح اليوم التالي استدعاني الوالد إلى قاعة الإستقبال. وما أن وطأتُ عتبة الباب حتى انهارت عليّ الأيادي بالضرب. غُلّت يداي ورجلاي بالسلاسل وألزمت على الركوع أرضا. وعندما رفعت رأسي قليلا لأرى من هم الذين مارسوا ذلك، تبيّن لي بأنهم إخوتي وأعمامي وأولادهم، وبينهم حسن، المسؤول في جهاز المخابرات. ولمّا سألت الوالد عما حصل، أجابني باحتدام وهيجان جنوني: "أتسأل عمّا حدث أنت الذي أصبحت مسيحيا؟ أنت مريض أو مجنون؟ هل تتخيّل العار الذي سيلحق بي، أنا والدك؟ أنت تعرف جيّدا أنه، عندما يتحوّل أحد أولاد قبيلتنا من المذهب الشيعيّ إلى المذهب السنّي، لا يسمح بعد ذلك، حتّى لأهله، بالدخول إلى دارنا ولا إلى مساجدنا. والآن ماذا سيُقال عن أحد أولادي الذي اعتنق المسيحيّة؟ لم يبق لي الآن إلا وضع حجاب على وجهي عندما أخرج ألى الشارع تماما كما تفعل أمّك." وكذلك والدتي التي دخلت القاعة، أخذت تولول وتتقيأ عبارات رهيبة: "أقتلوه، اقتلوه، وارموه في البزل!".


- ماذا حصل بعد ذلك؟
- بعد مشاورات جرت بين والدي وباقي أفراد الأسرة، نقلت في صندوق سيارة إلى النجف. في الطريق شعرت بالخوف من الموت دون قبول سرّ المعموديّة. فحال توقف السيارة هناك، قادتني أيدي إخوتي واقربائي، مكبّلا بالسلاسل، إلى مكتب آية الله الإمام محمد باقر الصدر الذي أصدر، بحضور والدي وباقي أفراد الأسرة الذين رافقوه، فتوى تقول : "إذا ما تأكد أنه تحوّل إلى المسيحية، فإنه يستحقّ الإعدام، والله سيكافئ منفذ هذه الفتوى."
عندما سمعت ذلك تنفّست الصعداء وشعرت بأن مهلة إضافية بالحياة أعطيت لي. غير أن الإخوة أعادوني إلى صندوق السيّارة التي اتّجهت نحو بغداد، دون معرفة المصير الذي ينتظرني.


- ألم تراودك في الطريقة أية فكرة عمّا سيفعلون بك؟
- في الحقيقة، كنت في حال من الضياع. أذكر فقط أن السيّارة توقّفت بعد مرور ساعتين من الوقت. وعند إخراجي من صندوقها، وجدت نفسي وجها لوجه مع إبن عمي حسن، أحد المسؤولين في المخابرات العامّة، أمام أحد السجون الأكثر شهرة في عهد صدّام، والمعروف باسم سجن "الحاكميّة" والذي كان يضمّ عادة الأسرى السياسيين والمعارضين للنظام. سلّمني حسن هناك إلى ضابط آخر وتركني دون أن يوجّه لي كلمة واحدة. أودعت حالا في هذاالسجن، حيث جرّدت من هويتي وأصبحت فقط صاحب الرقم 318.


- ماذا جرى معك في السجن؟
- في هذا السجن، خضعت لعمليات استنطاق وتحقيقات عديدة. أراد المحققون معرفة الكنائس التي ترددت إليها، وأسماء المسيحيين الذين تعرّفت إليهم، ومكان سكنهم، ومن هو المسيحي الأول الذي تجرأ ووجّه إليّ الكلام. هذا كل ما أرادوا معرفته كي أعفى من أي تهمة، واستعيد حريّتي. غير أن المسيح وهبني النعمة والقوّة كي لا أجيب عن أي سؤال، وأتحمّل كل أنواع التعذيب والضرب والإهانات بسبب ذلك. كانت حياة السجن مؤلمة للغاية. ساءت صحتي كثيرا بسبب انعدام العناية الصحية وسوء التغذية والجوع والمعاملة والمرض وتحمّل كل ظروف السجن القاسية التي لا يستطيع تصوّرها إلا من عرفها عن قرب وعانى من مرارتها. وبعد قضاء سنة وستة أشهر في هذا السجن، جاء يوما أحد الحرّاس، حاملا بعض الأغراض، أي الثياب التي تخصّني ونادى الرقم 318 ليقولوا لي: أنت حر. لم أصدّق ما سمعت. لم يطلب مني شيئا إلا التوقيع على وثيقة أتعهد بموجبها أن لا أتحدّث إطلاقا عمّا حدث معي في السجن وذلك تحت طائلة عقوبة الموت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salwa foad
مشرفة المنتديات الأخبارية
ومنتدي القصائد والتأملات

مشرفة المنتديات الأخباريةومنتدي القصائد والتأملات
salwa foad


شفيعـي : باباكيرلس
المزاج : عادى
الهواية : البحث عن خبز الحياة Unknow11
انثى
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



البحث عن خبز الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: البحث عن خبز الحياة   البحث عن خبز الحياة Emptyالأربعاء 18 أغسطس 2010, 5:01 pm

شكرااا اخونا الغااالى ربنا يعوضك تعب محبتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فرايم حبيب
خـادم أم النــور
خـادم أم النــور
فرايم حبيب


شفيعـي : دائمه البتولية
الهواية : البحث عن خبز الحياة Unknow11
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



البحث عن خبز الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: البحث عن خبز الحياة   البحث عن خبز الحياة Emptyالثلاثاء 28 سبتمبر 2010, 11:47 pm


شكرا على مرورك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محسن نادي
الوســـــــــام الذهبــــي
الوســـــــــام الذهبــــي
محسن نادي


شفيعـي : البابا كيرلس
المزاج : تمام نشكر ربنا
الهواية : البحث عن خبز الحياة Unknow11
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



البحث عن خبز الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: البحث عن خبز الحياة   البحث عن خبز الحياة Emptyالخميس 30 سبتمبر 2010, 4:58 pm

ربنا يعوض تعب محبتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فرايم حبيب
خـادم أم النــور
خـادم أم النــور
فرايم حبيب


شفيعـي : دائمه البتولية
الهواية : البحث عن خبز الحياة Unknow11
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



البحث عن خبز الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: البحث عن خبز الحياة   البحث عن خبز الحياة Emptyالخميس 30 سبتمبر 2010, 5:10 pm

شكرا على مرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محسن نادي
الوســـــــــام الذهبــــي
الوســـــــــام الذهبــــي
محسن نادي


شفيعـي : البابا كيرلس
المزاج : تمام نشكر ربنا
الهواية : البحث عن خبز الحياة Unknow11
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



البحث عن خبز الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: البحث عن خبز الحياة   البحث عن خبز الحياة Emptyالأحد 03 أكتوبر 2010, 4:05 pm

ربنا يعوض تعب محبتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فرايم حبيب
خـادم أم النــور
خـادم أم النــور
فرايم حبيب


شفيعـي : دائمه البتولية
الهواية : البحث عن خبز الحياة Unknow11
ذكر
My SMS [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td]
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب ، فنبتهج ونفرح به. يارب خلصنا، يارب سهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا: الليلويا.إخرستوس أنستى .. إليسوس أنستى .. المسيح قام بالحقيقة قام .. صلبوا يسوع فارتفع، أما صالبيه فصاروا تحت قدميه.كل سنة وانتم طيبين .[أولاد أم النور][/td][/tr][/table]



البحث عن خبز الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: البحث عن خبز الحياة   البحث عن خبز الحياة Emptyالأحد 03 أكتوبر 2010, 5:42 pm

شكرا على مرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البحث عن خبز الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عاجل جدا | ساويرس يفتح النار على قناة الحياة في حوار هام جدا مع برنامج الحياة...
» البحث عن الله!!؟؟؟؟؟؟؟؟
» البحث عن الله فى العالم البطــــــــــــــــ(2)ــــــــــــــــل
» البحث عن السر الخفى
» البحث على الطريق والحق والحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أولاد أم النور :: المنتديات الإجتماعية والخدمية :: قسم المعجزات والإختبارات الشخصية-
انتقل الى: