إغفروا يُغفر لَكم ( لو 6 : 37 )

الصفح والغفران

" اغفروا يغفر لكم " ( لو 6 : 37 )

+ يطالب الرب المُتضع والمحب والحنون ، بأن يغفر الإنسان ، لكل من يخطئ إليه ، حتى يعامله الله بالمثل ، وعلمنا أن نكرر فى الصلاة الربانية قولنا : " اغفر ل ذنوبنا ، كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين الينا " . وفى شرحها ركز يسوع على أهمية الغفران ، أى الصفح والسماح ، وطلب الصلح والسلام .

+ ويجب الصفح مهما تعددت الإساءات ، كقول رب المجد يسوع : " إن أخطأ إليك أخوك سبع مرات فى اليوم ... فاغفر له " ( لو 17 : 4 ) .

+ ولما سأل القديس بطرس الرب يسوع : " كم مرة يخطئ إلىّ أخى ، وأنا أغفر له ؟ هل إلى سبع مرات " ( فى اليوم ) ؟ قال له يسوع : " إلى سبعين مرة سبع مرات " ( مت 18 : 21 – 22 ) . إلى هذا الحد يكون الصفح والسماح !!! .

+ وقد مات كثيرون ، وهم فى خصام مع الأقرباء أو الغرباء ، وبالتالى لن ينالوا رحمة الله فى سماه حسب قوانينه الثابتة :

· " إن غفرتم للناس زلاتهم ، يغفر لكم أبوكم السماوى ، وإن لم تغفروا للناس زلاتهم ، لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم " ( مت 6 : 14 ) . فهل يدقق المرء فى طاعة قانون السماء ، ويصفح قبل انقضاء العمر ( وربما يكون فجأة ) ، والوقوف أمام الديان ؟! وليس هناك رحمة لمن لا يعمل رحمة .

+ كما يجب أن نتشبه بالفادى ، الذى غفر لصالبيه ( لو 23 : 34 ) ، واسطفانوس الذى سامح راجميه ( أع 7 ) ، وأنت لا تسامح من أساء إليك بكلمات فقط ؟!

+ وقال أحد الأباء القديسين : " بأى وجه تطلب من الرب أن يسامحك ، وأنت لا تسامح المُسئ إليك " ؟! .

+ وكان الشهداء والمعترفون يدعون بالرحمة للذين اضطهدوهم وعذبوهم وقتلوهم ، ويجب أن نتمثل بهم ( عب 13 : 7 ) لنكون معهم .

+ وقد غفر الرب يسوع للمرأة الزانية ، وللمرأة التى بكت فى بيت سمعان الأبرص ، وغفر لبطرس ولشاول الطرسوسى القاسى ، كما استجاب لرجاء موسى النبى وغفر لشعبه ، رغم شناعة خطيتهم ( خر 22 ) ، ( تث 21 ) ، ( عدد 14 : 19 ) ، ( مز 85 : 2 ) ، ( 2 أخ 7 : 14 ) ، ( إر 33 : 8 ) .

+ وتغنى داود بمراحم الله ، وغفرانه لخطاياه ( مز 130 : 4 ) ، ( مز 78 : 38 ) ، ( مز 103 : 3 ) ، كما أكد دانيال وإشعياء وحزقيال وإرمياء وموسى وبولس الرسول ، على مراحم الله التى بلا حدود .

+ وكان الرب فى حنانه ، مستعداً أن يصفح عن مدينة سدوم الفاسقة ويُنجيها من الحرق ، لو كان بها بعض التائبين ! ( تك 18 ) ، كما فعل مع مدينة نينوى الأشورية ، التى رحمها الله بمجرد توبتها ( راجع سفر يونان النبى ) .

+ وأعطانا الرب يسوع المثل العملى ، فى شخص الرجل الطيب الذى سامح من قلبه مدينيه ، لعدم قدرتهما على سداد ديونهما له ( لو 7 : 42 ) .

وطالب القديس بولس شعبه بضرورة مسامحة المسئين إليهم :

· " كونوا لُطفاء بعضكم نحو بعض ، شفوقين ، متسامحين ، كما سامحكم الله أيضاً فى المسيح " ( أف 4 : 32 ) .

· " محتملين بعضكم بعضاً ، ومسامحين بعضكم بعضاً " ( كو 3 : 13 ) ، فهل نفعل يا اخوتى وأخواتى ؟

اخى prayer

الرب يبارك حياتك وخدمتك