أقوال الكنيسة في الصوم

character0009 character0009 أقوال الكنيسة في الصومcharacter0009 character0009

إنَّ آدم طُرد من الفردوس بسبب الأكل فجلس إزاءه منتحباً مولولاً بصوت يُرثى له وقال: وَيلي! ماذا حلَّ بي أنا الشقي. تجاوزت وصية واحدة لسيّدي فعدمت كل الخيرات. فيا أيها الفردوس الجزيل البهاء المغروس لأجلي والمغلق لأجل حواء، إبتهل إلى صانعك وجابلي لكي أتملاَّ من أزهارك. فأجاب المخلص: لا أريد هلاك جبلتي. لكن أشاء أن تخلُص وتُقبل إلى معرفة الحق لأنّ الآتي إليَّ لا أطرده خائباً.

يا أيها الفردوس الكليّ الإجلال البهيّ والفائق الجمال والمسكن المبني من الله، السرور والبهجة التي لا تنتهي، مجد الصدّيقين وفرَح الأنبياء وموطئ القديسين. إبتهل بحفيف أوراقك إلى الإله الخالق الجميع أن يفتح لي الأبواب التي أُغلقت بالعصيان ويؤهلني للتناول من عود الحياة والفرح الذي تنعّمت به فيك قديماً.

يا نفسي عبثاً تفرحين بالصيام إذا صمتِ عن المآكل ولم تتطهّري من الشهوات. لأنك إن لم يكن الصيام ذريعة لتقويمك يمقتك الله ككاذبة، وتشبهين الشياطين الأشرار الذين لا يأكلون البتّة. فلا تدنّسي الصيام بارتكاب الخطيئة بل إلبثي ثابتة بإزاء صدمات التجارب القبيحة عازمة أن تقفي مع المخلص المصلوب، بل بالأحرى أن تُصلَبي مع الذي صُلِب لأجلك صارخة إليه: اذكرني يا رب إذا أتيت في ملكوتك.

إن الصانعين الفضائل في السرّ والمنتظرين المكافآت الروحية لا يشهرونها في وسط الشوارع بل بالحري يحفظونها داخل القلوب. والناظر سرائر الجميع يمنحنا جزاء الإمساك. فلنتِمَّ الصيام غير معبّسي الوجوه بل مُصلِّين في مخادع نفوسنا ونصرخ بغير فتور: يا أبانا الذي في السماوات نتوسّل إليك أن لا تدخلنا في التجارب، لكن نجِّنا من الشرير.

بصومنا أيها الإخوة جسدياً لنصُم أيضاً روحياً ونحلّ كل وثاق ظلم ونفكّ عقَد المعاملات الغاصبة ونمزّق كل صكٍّ جائر ونعطِ الجياع خبزاً ولنضف المساكين الذين لا مأوى لهم لكي ننال من المسيح الإله الرحمة العظمى.

هلُمَّ أيها المؤمنون نعمل في النور أعمال النور ونسلك متجملين بالأدب كَفي نهار، ولنقتلع من ذواتنا كل رسم جائر نحو القريب غير واضعين له عثرة شك. ولنغادر ملاذ الجسد وننمِ مواهب النفس ونمنح المحتاجين خبزاً ونتقدّم إلى المسيح بتوبة هاتفين: يا إلهناً إرحمنا.

كلمات كلها بركة وتعزيه

ربنا يبارك حياتك
قطرة الندى

بركة كبيرة جدا وكلمات رائعة
شكرا كتير قطرة الندى وربنا يبارك حياتك وخدمتك