بنت النعمة
المزاج : نشكر الله الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: عيد التجلى الجمعة 20 أغسطس 2010, 2:22 am | |
| تحتفل الكنيسة منذ زمن بعيد بتذكار تجلى ربنا يسوع المسيح (مت 17: 1 – 7، مر 9: 2 – 13، لو 9: 28 – 36).. وقصد الرب أن يتم ذلك مع بعض تلاميذه: (1) لاقرارهم أن المسيح ابن الله الحى (مت 16: 16) ثم ليريهم أنه ليس ايليا او يوحنا المعمدان أو واحدا من الانبياء كما يقول الناس (مت 16: 14). (2) ليريهم مجد لاهوته قبل قيامته لكى عندما يقوم بمجد لاهوته يتأكدون أنه ليس عن مكافأة بل أنه كان له ومعه الاب منذ الازل (يو: 17: 5). (3) ليريهم مجد لاهوته قبل الامه، فعند صلبه لا يشكون فى ان ذلك بارادته. (4) بالتجلى شاهدوا ناسوته ومجد لاهوته، فكان الجبل رمزا للكنيسة التى ختم يسوع المسيح الهنا على عهديها.
شخصيات ظهرت مع الرب عند التجلى
(أ) من الانبياء للعهد القديم: (1) موسى النبى: الذى كان حليما جدا وهو الذى استلم لوحى الشريعة من الرب وقاد شعب بنى اسرائيل 40 سنة فى البرية بعد أن أخرجهم من عبودية فرعون. (2) ايليا النبى: ويعرف بايليا التشبيتى (التسبيتي) وهو معروف بدالته القوية مع الله اذ صلى فلم تمطر السماء ثلاث سنين وستة أشهر ثم صلى فأمطرت السماء (2 مل 17) كما أنه صعد الى السماء حيا فى مركبة نارية. (ب) من تلاميذ العهد الجديد: (1) بطرس: هو أحد التلاميذ الاثنى عشر وأشهرهم غيرة، كما أنه اكبرهم منا.. كتب رسالتين. (2) يوحنا الحبيب: هو ابن الرعد الذى خصه الرب بحبه عظيم اكثر من باقى الرسل الاثنى عشر وهو الذى كان يتكئ على صدر يسوع.. كتب انجيل يوحنا وثلاث رسائل والرؤيا. (3) يعقوب: هو أخو يوحنا الحبيب.. وهو الذى قال له السيد المسيح مع أخيه يوحنا (أتسطيعان أن تشربا الكأس التى سوف أشربها) (مت: 20: 22)، وكتب رسالة. ولاهمية هذه الرسالة التى كتبها هؤلاء الثلاثة (بطرس ويوحنا ويعقوب) يقرأ منها الكاثوليكون. الجبل.. هو طريق الاعلانات، طريق يأخذنا اليه الرب يسوع ويجتاز بنا دروبه فيصعد بنا لنصلى وسيبقى التجلى أبدا موضوع وحديث تعزية لاولاد الله.. وسنظل فى عجز عن وصف مشاهد التجلى لانه لا ينطق بها (2 كو 12: 4).. فالصلاة هى شركة فى الطبيعة الالهية وخروج الانسان من شركة الجسد ورباطات الظلمة الى تحرير القلب حرا فى سماء التسبيح والترنيم.
أهمية المعانى الروحية لعيد التجلى
(1) فى التجلى تمجد الابن والروح القدس تجلى الثلاثة أقانيم وهم واحد. (2) ليذكرنا بمجد لاهوته الابدى. (3) ليعلمنا أهمية الصلاة، اذ بالصلاة تسموا فوق ونصعد حيث الرب. (4) صعد بهم الى الجبل أى بعيدا عن صخب العالم الى حيث الهدوء والسكون والخلوة التامة فاستطاعوا أن ينظروه عيانا دون أى غموض، والتمتع بما لم تراه عين ولم يسمع به اذن.. لهذا صعد الاباء الرهبان الى البرارى والقفار للتمتع التام بجمال الحياة مع السيد المسيح واذ تركوا العالم وراءهم التقوا بالمسيح أمامهم.... لقد جلسوا مع مريم عند قدمى سيدهم واختاروا النصيب الصالح..... (لو 10: 42). (5) الكنيسة أعدت لتكون مشابهة لما هو فى السماء فجمال الكنيسة من داخل يشبه عظمة العرش، والانوار الكثيرة تشبه ضياء مجد الله وقديسيه، وعطر البخور يشبه جمال رائحة الحياة الابدية، والبخور الصاعد من مجامر الاربعة والعشرين قسيسا الالحان والتسابيح تشبه تهليل الملائكة وترنم السمائيين. (6) التلاميذ يمثلون الكنيسة المجاهدة، موسى وايليا يمثلون الكنيسة المنتصرة، وهذا يدلنا على اتصال كنيستنا بالسمائيين وشركتهما الواحدة. (7) كان بطرس قبل التجلى بثمانية أيام يقول الرب حاشاك، وهنا يشاهد مجده.. ففى وسط الضعفات كثيرا ما يكشف لنا الرب عن غنى مجده. (8) الجيل يشير الى الايمان (المتوكلون على الرب مثل جبل صهيون...) (مز 125: 1) الكتاب المقدس يذكر لنا عدة جبال ولكل جبل ذكرياته المقدسة التى تجعلنا نسبح فى تأملات كثيرة نذكر منها:-
جبل الله فى حوريب:
حيث موسى يلتقى بالرب فى العليقة (خر 3: 1 – 12).
جبل سيناء:
حيث تكلم الرب مع موسى النبى وسلمه الوصايا (خر 19: 2).
جبل التجربة:
حيث الرب انتصر على الشيطان (مر 1: 13).
جبل التطويبات: (الوصايا الجديدة):
حيث علم رب المجد الجموع (مت 5: 1 – 12)
جبل اشباع الجموع:
الخمسة الاف من خمسة أرغفة وسمكتين (يو 6: 1 – 14).
جبل التجلى:
حيث تجلى الرب يسوع أمام التلاميذ وظهر معه موسى وايليا.
جبل الزيتون:
حيث علم تلاميذه (مت 24: 3) وهو أيضا جبل الدموع والصلاة (لو 22: 39 – 46).
جبل الجلجثة:
حيث الرب يسوع مصلوبا لاجلنا (يو 19: 17 – 18).... لقد قال بطرس الرسول (جيد يا رب أن نكون ها هنا)... فما أجمل أن نكون دائما فى حضرة الرب.. وكأن لسان حالنا يقول (وجدت من تحبه نفسى فامسكته ولم أرخه) (نش 3: 14) يا الهى جيد أن تصعد أفكارى فى تأمل نحوك اذ عند الصعود الى مكان عال تلاحظ الشمس فى بدء شروقها عما نكون اسفل، هكذا عندما نسمو بأفكارنا نلاحظ شمس البر الرب يسوع عما نكون فى اسفل فى الخطية...
سيدى.. جيد أن اتكلم معك فى كل أمورى، فانت الصق من الاخ (يوجد محب الصق من الاخ) (أم 18: 24)، وربما الاخ لا ينصت الى كل ما أقوله له لكن أن يا ربى تنصت الى فى كل وقت (لانه تعلق بى فأنجيه، أرفعه لانه عرف اسمى، يدعونى فأستجيب له، معه أنا فى الضيق أنقذه وأمجده وطول الايام أشبعه وأريه خلاصي) (مز: 91: 14 – 16).. كلهم معزون متعبون أما أنت فالعزاء الدائم الى الابد.. ربى.. جيد أن اتكلم معك لأنك أنت الذى تعرف كل أمورى الخفية والظاهرة تعرف ما يفيد حياتى وما يضرها.. أيها الطبيب الحقيقى الذى لانفسنا واجسادنا وأروحنا يا مدبر كل جسد تعهدنا بخلاصك (عن أوشية المرض). ربى.. جيد أن اتذوق دائما حلاوة عشرتك (ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب) (مز 34: 8) اذ حلقك حلاوة وكله مشتهيات (نش 5: 16). ربى.. جيد أن التقى بك فوق الجبل المقدس فأقول: قد صرت فوق شهواتى وأفكارى، فوق ذاتى وكبريائى (يا رب من ينزل فى مسكنك من يسكن فى جبل قدسك السالك بلا عيب والعامل الحق والمتكلم بالصدق فى قلبه) (مز 15: 1، 2). يا سيدى.. جيد أن تكون لى شركة التجلى معك فأرفع قلبى فى صلاة دائمة قائلا (يا ربى يسوع المسيح..) وفى تسبيح دائم قائلا (كل نفس أتنسمه أسبح اسمك القدوس يا ربى يسوع المسيح مخلص الصالح (عن ابصالية السبت).. (10) أخيرا.. نظروا يسوع وحده بعد أن أفاقوا من دهشتهم وفتح أعينهم.. كان فرحهم عظيما اذ وجدوا الرب. فنحن لسنا فى حاجة لشئ غير يسوع وحده.. (لأنه فيه وبه وله كل الاشياء). له المجد الى الابد آمين..
طقس العيد (13 مسرى): توجد ابصاليتان (واطس وآدام) بكتاب الابصلمودية السنوية، – وله ربعين من أرباع الناقوسوذكصولوجية، وله مرد مزمور وانجيل بكتاب خدمة الشماس قبطى..
عيد التجلي الالهي
يخبرنا الإنجيليون الثلاثة متى ومرقس ولوقا عن حادثة التجلّي فيقول القديس متى في الفصل السابع عشر: وبعد ستة أيام مضى يسوع ببطرس ويعقوب وأخيه يوحنا، فانفرد بهم على جبلٍ عالٍ وتجلّى بمرأى منهم. وإذا موسى وايليا قد تراءيا لهم يكالمانه. فقال بطرس ليسوع: "ربّ، حسن أن نكون ههنا، فان شئت، نصَبتُ ههنا ثلاث مظال: واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا". وبينما هو يتكلّم ظلّلتهم غمام نيِّر، وإذا صوت من الغمام يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت، فله اسمعوا". فلما سمع التلاميذ هذا الصوت، اكبّوا بوجوههم، وقد استولى عليهم خوف شديد. فدنا يسوع ولمسهم وقال لهم: "قوموا، لا تخافوا". فرفعوا انظارهم، فلم يروا الا يسوع وحده.
السيد المسيح بتجلّيه هذا اراد أن يُظهر عما يكون مجده في ملكوته السماوي لمن يكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعه، فانه يحصل على صفات الطوباويين الأربع اي عدم التألم والضياء وسرعة الانتقال والتجرد عن الكثافة. والقديس توما اللاهوتي في كلامه عن التجلي يقول: ان المخلّص، بعد أن أوصى تلاميذه وجميع المؤمنين بأن لا بد لكل منهم ان يحمل كل يوم صليبه ويتبعه. أراد أن يريهم لمحة من المجد المعد لحاملي ذلك الصليب. وهذا ما قاله بولس الرسول: "إنّا إن متنا معه فسنحيا معه وإن صبرنا فسنملك معه" (2 تيموتاوس 11، 12).
ويعتقد القديس توما ان في حادث التجلي هذا ظهوراً جديداً للثالوث الأقدس: فالآب بالصوت والإبن هو المتجلّي والروح القدس السحابة المنيرة. وصوت الآب الهاتف من السماء: هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت، فله اسمعوا. يعني ان تثقوا به ولا ترتابوا في ما يقوله لكم. كل ذلك لكي يثبتهم في الإيمان به، وإن رأوه مصلوباً وميتا لكي يشجعهم على احتمال العذاب والموت، رجاء الحصول على المجد في السماء الذي اظهر لهم مثاله في تجلّيه
أقوال الآباء في التجلي
العلاّمة أوريجينوس: أن السيّد أعلن لاهوته للذين صعدوا على الجبل العالي، أمّا للذين هم أسفل فظهر لهم في شكل العبد. إنه يسأل من يشتاق أن يتعرّف على حقيقة السيّد ويتجلّى قدامه أن يرتفع مع يسوع خلال الأناجيل المقدّسة على جبل الحكمة خلال العمل والقول
القدّيس يوحنا الذهبي الفم: إذ تحدّث الرب كثيرًا عن المخاطر التي تنتظره وآلامه وموته، وعن موت التلاميذ والتجارب القاسية التي تلحق بهم في الحياة... كما حدثهم عن أمور صالحة كثيرة يترجّونها، من أجلها يخسرون حياتهم لكي يجدوها، وإنه سيأتي في مجد أبيه ويهبنا الجزاء، لهذا أراد أن يُظهر لهم ما سيكون عليه مجده عند ظهوره، فيروا بأعينهم ويفهموا قدر ما يستطيعون، لهذا أظهر لهم ذلك في الحياة الحاضرة (بالتجلّي)...
مار إفرام السرياني: القوم الذين قال عنهم أنهم لا يذوقون الموت حتى يعاينوا صورة مجيئه ورمزه، هم هؤلاء التلاميذ الثلاثة الذين أخذهم معه إلى الجبل، وأعلن لهم طريقة مجيئه في اليوم الأخير في مجد لاهوته وجسد تواضعه... صعد بهم إلى جبل عال لكي يُظهر لهم أمجاد لاهوته... فلا يتعثّروا فيه عندما يرونه في الآلام التي قبلها بإرادته، والتي احتملها بالجسد من أجلنا... صعد بهم إلى جبل لكي يُظهر لهم ملكوته قبلما يشهدوا آلامه وموته، فيرون مجده قبل عاره، حتى متى كان مسجونًا ومُدانًا من اليهود يفهمون أنه لم يصلب بواسطتهم عن عجز، بل لأنه سُرّ بصلاحه أن يتألّم لأجل خلاص العالم. أصعدهم إلى جبل لكي يُظهِر لهم قبل قيامته مجد لاهوته حتى متى قام من الأموات يدركون أنه لم يتقبّل هذا المجد كجزاء لعمله كمن لم يكن له هذا المجد، وإنما له هذا المجد منذ الأزل مع الآب والروح القدس. وكما سبق فقال عندما ذهب إلى الآلام بإرادته: "الآن مجّدني أيها الآب بالمجد الذي لي قبل إنشاء العالم" (يو۱٧: ٩). أضاء وجهه ليس كما أضاء وجه موسى من الخارج، وإنما أشعّ مجد لاهوته من وجهه (أي من ذاته)، ومع هذا ظلّت أمجاده فيه. من ذاته يشع نوره ويبقى نوره فيه. إنه لا يأتيه من الخارج ليزيِّنه!... ولا يقبله لاستخدامه إلى حين! إنه لم يكشف لهم أعماق لاهوته التي لا تُدرك، وإنما كشف لهم قدر ما تقدر أعين التلاميذ أن تتقبّل وتميّز
| |
|
محسن نادي الوســـــــــام الذهبــــي
شفيعـي : البابا كيرلس المزاج : تمام نشكر ربنا الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رد: عيد التجلى الأحد 22 أغسطس 2010, 4:10 pm | |
| علي الموضوع الرائع | |
|