فساد بعد حياه .. أم حياه بعد فســاد ؟!
3 كما ان قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ماهو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة 4 اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة .(2بط 1: 3-4 )هناك تساؤل يتداوله البشر جميعا كيف يكون للإنسان حياه بعد فسـاد ! والفساد هنا ( الموت ) فهل توجد حياه بعد فسـاد ؟! وهل يمكن لإنسان بعد أن قام محبوه بتشيعه الى مثواه الأخير هل يمكن أن يفاجأ هؤلاء المحبون بفقيدهم يعود اليهم حيا ؟! بالقطع لم يحدث هذا قط إلا فى حالة قيامة الرب يسوع من بين الأموات هو الوحيد الذى شيعه أحباؤه الى قبره ولكنهم فوجئوا بقيامته التى لم تصدقها المجدليه حتى أنها وهى تراه واقفا ظنته البستانى .
ولكن الأمر مختلف فقيامة الرب يسوع من الأموات بجسد ممجد لاتحده أبواب أو حوائط ولا تعوقه جاذبيه أرضيه عند صعوده الى السماء .. ليس هكذا يكون حال الإنسان عندما يكتسب حياة بعد فساد , فالفساد هنا الذى يقصده معلمنا بطرس الرسول هو فساد الخطيه كما حدث لآدم الذى فقد رتبته الأولى كصورة الله ومثاله فسرى الفساد فى طبيعته إذ أدرك عريه وصار يحاول معالجة عريه بقدر ما أسعفته أفكاره مع ما تعطيه الطبيعة .. كما داخله خوف لم يستطع التغلب عليه أو مقاومته فإختبأ لأنه خشي أن يراه الله فى عريه , وهكذا بدأ الفساد .. الفساد الذى طرأ على طبيعة آدم كصورة الله ومثاله التى كانت قبل الخطيه خاليه من كل خوف ونقيه لاتدرك العرى وامتد هذا الفساد الى ان وصل لقايين الذى قام على أخيه حسدا وقتله متحولا الى أول قاتل على ظهر الأرض وإمتد الفساد ليشمل الجميع الذين أكد الرب عنهم أنهم زاغوا وفسدوا جميعا وأنه ليس من يعمل صلاحا .. ليس ولا واحد , فهل يترك الله الإنسان صورته ومثاله لكى يتحمل مسئولية الفساد الذى دخل الى طبيعته ؟! . وهنا يظهر جليا للجميع أن محبة الله لابد أن تغلبه فأخذ على عاتقه أنه وهو الصانع الوحيد للإنسان – صورة الله ومثاله – هو نفسه الوحيد فى هذا الكون القادر على تصحيح التشوهات التى أحدثها الفساد ( الموت الروحى فى حياة الإنسان ) .
ولهذا رأينا الله بنفسه يضع خطة علاج هذا الفساد وحمل على عاتقه أن يتحمل وحده – لأنه الوحيد القادر على هذا – عقوبة هذا الفساد ولم يكتفى بهذا بل ذهب أبعد من ذلك بأن أعطى لهذه الطبيعه البشريه أن تسترد رتبتها الأولى كما كانت قبل الفساد بل وأمجد منها أيضا وجعل كل هذا هبة مجانيه من قدرته الإلهيه لكى يستعيد الإنسان كل ماكان له من حياه وتقوى .
وصرنا فى عهد النعمة المجانيه هذه نسعى للتمتع بمواعيد الله العظمى والثمينه لا لكى نعود كما كان آدم قبل فساد طبيعته فقط بل امتدت هبة الله لنا لتمنحنا ماهو أعظم من هذا إنها شركة الطبيعه الإلهيه لا يمكن أن نفهم من هذه العباره " شركة الطبيعه الألهيه " أن هذه الطبيعه الإلهيه نقلت الينا أو نقلنا اليها ..حاشـا .
ويشرح لنا السيد المسيح بنفسه كيف نستطيع أن نقبل منه أن نكون شركاء الطبيعه الإلهيه فها هوذا بنفسه يعلمنا كيف نستطيع أن نتمتع بهذا الوعد الإلهى أن نكون شركاء الطبيعه الإلهيه فينقل لنا معلمنا يوحنا الحبيب صوت الرب يسوع لنا " الذى عنده وصاياى ويحفظها فهو الذى يحبنى .. والذى يحبنى يحبه أبى .. وأنا أحبه .. وأظهر له ذاتـى " ( يو 14 : 21 ) .
ومن كلمات الرب يسوع هذه نفهم أن شركاء الطبيعه الإلهيه هى حياة شركه أساسها المحبـه والتى بها يحبنا الآب ويحبنا الإبن ويظهر لنا الإبن ذاته " طبيعته الإلهيه " ويعود الرب يسوع مرة أخرى ليؤكد نفس المفهوم ولكن بطريقة أوضح .. " أجاب يسوع وقال له إن أحبنى أحد يحفظ كلامى ويحبه أبى واليه نأتى وعنده نصنع منزلا " ( يو 14 : 23 ) , ومنه نفهم إننا عندما نتمتع بالهبه المجانيه التى أعطاها لنا الرب يسوع لكى نعود الى الحياه بعد فسادنا نستطيع أن نتمتع بشركة الطبيعه الإلهيه بأن نصير منزلا عنده يقيم الآب والإبن معا وهكذا يصبح الإنسان مسكنا للثالوث القدوس الآب والإبن والروح القدس الذى هو الطبيعه الإلهيه , مع ملاحظة أن الإنسان يساكنه الروح القدس بعد تمتعه بهبة المعموديه والتثبيت ( الميرون ) ولهذا فإن قلب الإنسان دائما يتطلع الى هذه الشركة الإلهيه لكى يتمتع ببركاتها التى تمتد الى الأبد آآآآآآآآآمين .