بنت النعمة
المزاج : نشكر الله الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: وقفتُ أمام صليبك وتأملت الأحد 31 أكتوبر 2010, 11:33 pm | |
| وقفتُ بالروح أمام صليب الرب وتأملت. في البداية لم أرى المصلوب بل رأيت الخشبة لكنها ليست خشبة بل خشبتين غليظتين وقلتُ في نفسي ألم يكون ذلك الخشب شجرة غرستها واعتنت بها يد الإنسان؟ نعم يد الإنسان الذي عندما زرع تلك الشجرة ألم يتوقع كيف سيُستخدم خشبها في المستقبل ولأي غرض؟ وإذا صدق شكي بأنها شجرة مثمرة فكم من الثمر قد طرحت في كل سنة وكم مجموع أوزان تلك الثمار؟
هذا عندما كانت الشجرة خضراء وقد سألتُ سؤلا آخر كم شخصاً عبر الزمن تظلل بظلها من حرارة الشمس وكم عائلة جلست تحتها تتنزه وتأكل وتشرب بفرح.
لكنها لم تحولت خشبا أصم وصارت صليبا عُلق الرب عليه كيف كان فعلها؟ ليس لها فعل فهي خشبة صماء لا تصلح إلا لتُحرق ويستفيد الناس من الطاقة الكامنة فيها. لكن ليس ذلك هو المهم.
لكنها عندما تلطخت بدم الرب وكُسر جسده عليها ماذا حصل؟
يا إلهي لك أسجد ولعزتك أنحني ولقوتك أسبح وأهلل.
لقد أصبحت الخشبة الصماء الخاوية من الحياة منبعاً للحياة والغفران في لحظة بل وبطرفة عين لكن أين الدليل على ذلك؟ يا رب أنر عقلي.
فجأةً لمع أمام وجهي ذلك اللص الذي صُلب عن يمين الرب وكانت ثيابه بيضاء ووجهه يشع نوراً خاطفاً وسمعته بالروح يقول:
أمام هذه الخشبة الصماء في الرمق الأخير من حياتي الأرضية رأيتُ حياتي القديمة المملوءة خطفاً وقتلاً ودعارةً قد تحطمت كالفخار الذي يصطدم بالأرض وأمامها نسي الرب حياتي القديمة كلها خلع عني ثيابي وغسلها وبيضها بدم الحمل المعلق عليها وقال لي: جميع خطاياك القديمة وحياتك المملوءة خطيئة قد نسيتها كلها ونقلت خطاياك من حسابك إلى حساب الصليب فاستحققت الفردوس وأن تلبس الحُلة الأولى مرة أخرى على صورة الله ومثاله فقلت – والكلام للص اليمين– لكني لم أدخل مياه المعمودية ولم أدفن الإنسان العتيق وألبس الجديد. أجابني الرب راضياً صحيح لكنك بدل معمودية الماء قد تعمدتَ بمعمودية الدم الزكي الذي لطّخ الصليب فاستحققتَ الفردوس عند طلبك إياه ودخلت الفردوس عزيزاً كريماً.
ويُكمل اللص قائلاً: وماذا عن باقي البشر؟
وانطلق في أذني صوت الرب كنسيمٍ لطيف كما سمعه إيليا النبي قائلاً:
لستُ أشاء موت الخاطئ إلى أن يرجع ويحيا.
كل بشر يقف أمام هذه الخشبة القابلة الحياة ويطلب الغفران كما طلبتَ أنت ولو كانت خطاياه كالقرمز فإنها تصبح كالصوف وإن اعترف كل بشر بخطيئته كما اعترف داود أمام ناثان النبي ستنتقل خطاياه من حسابه إلى حساب الصليب وتمحى بالكلية ولا أعود أذكر منها شيئاً والمصير الأكيد كمصيرك أنت الفردوس الجديد المفتوح بدم الحمل على الصليب وتتلاشى الحربة الملتهبة من أمام الفردوس وتأكل من شجرة الحياة وتحيا إلى الأبد.
والدليل الثاني كان بطرس، بطرس كانت خطيئته أشد من خيانة يهوذا فقد أنكر الرب أمام الجميع وهو من رأى وسمع الرب عياناً وكان شاهداً على أعمال الرب الباهرة فقد كان مستحقاً أن يُطرد من بين الرسل إلى غير رجعةٍ ومصيره كيهوذا الخائن لنعمة سيده.
لكن الفرق أن بطرس بكى خطيئته بكاءاً مُرا وخرجت دموعه من عينيه كالدم ندم وخجلا مما صدر منه متوسلاً الغفران والعتق من تلك الخطيئة. فكانت دموعه ذبيحة روحية تنسم منها الرب رائحة الرضا والسرور وطمأن بطرس بأن دليل غفرانك أنك لن تكون رسولاً عادياً بل هامةً لجميع الرسل وهكذا كان.
واليوم.
أنا الحقير الخاطئ، أنا المزدرى وغير الموجود وبعد ما يزيد على ألفي عام من حادثة الصليب أقف أمام تلك الخشبة الرهيبة التي قرنت بين الحياة والموت فالحياة ومنبع الحياة مات عليه لأحيا أنا صار عليها خطيئة ومُجرماً يستحق الموت لأكسب أنا الحياة الأبدية وأحيا للأبد. صار عليها لعنةً لأنحل أنا من اللعنة فيا لحبك يا ربي وأنا لا أستحق
هذا كله ما رأيتُ أمام الخشبة فماذا عن المصلوب عليه؟
نظرت عيناي جسداً نحيلاً وقد دقوا المسامير في يديه والدماء تنساب منها غزيراً فقلت من أنت أيها المعلق على الخشبة؟ أجابني صوت من أعلى الصليب قائلاً أنا من جبلك بهاتين اليدين وقبلك خلقت العالم سماءً وأرضاً أنا الذي ثبّتَ الأرض على المياه. أنا الذي يجتذب مياه السحب من البحار ويسكبها على الأرض. أنا الذي سكبتُ الهواء للتنفس. أنا الذي كلل السنة بأربعة فصول. أنا الذي ترتعد منه القوات السماوية الملائكة ورؤساء الملائكة وكافة الطغمات السماوية أنا الذي بيده مفتاح الهاوية والموت وأنا الذي يعطي الحياة. أنا الذي يعطي كل حي الطعام في حينه أنا الذي كنت قبل إبراهيم وآدم.
فقلت إذاً فأنت المنبع والمصدر الوحيد للبر والقداسة والطهارة وكل ما هو صالح في حياتنا الوقتية والمستَقبَلَة. فعاد نفس الصوت من فوق الصليب يقول وكل ما ذكرته أعطيه لمن يطلب ويريد أن يكسب الحياتين معاً بسخاء ودون تردد.
رفعتُ يدي كلتيهما نحوه لكنه صرخ هذه المرة لا ترفع يداك في وجهي فهما ملطختان بالخطيئة وعفنها وبشاعتها. مُدَهما أولا تحت يدي لأنقي لك تلك اليدين بقطرات من دمي فأجعلهما نقيتان طاهرتان ثم ارفعهما نحوي ستكونان أشد بياضاً من يد موسى التي أخرجها من جيبه أمام فرعون.
وهكذا كان وقال لي بالروح: أنت الآن مستحق أن تلمس يديَّ المجروحتين فبشفاعة هذا الدم أغفر لك خطاياك وأجيبك عن كل ما في قلبك.
قلت لمَ هذا المصير الأسود الذي اخترته أنت؟ لماذا لم تمد يدك وتفني الذين صلبوك بإشارتك؟
لكنه ابتسم برغم آلامه المبرحة وقال: ارتفعتُ لأجذبك نحو الآب السماوي أنظر يدي اليمنى لقد تغنى بها موسى قائلاً: يمينك يا رب تمجدت بالقوة يدك اليمنى حطمت الأعداء.
وانظر ليدي اليسرى فقد تغنى داود قائلاً يداك صنعتاني وجبلتاني فهمني فأتعلم وصاياك.
ثم انظر لقدمي المجروحتين.
هاتين القدمين سمع صوتهما آدم في الفردوس فارتاع واختبأ بين الأشجار فزعاً.
لكني تجرأت وقاطعته قائلاً مرةً أخرى لماذا كل هذا ولماذا هذا الموت المُخزي؟
أجابني وقد ضعف صوته قائلاً: على هذه الخشبة أوفيت العدل الإلهي حقه ودفعتُ ثمن خطيئة البشر كلهم حتى يتبرر كل من يؤمن ويعترف أني رب لمجد الآب. أموت أنا لتحيا أنت. أصيرُ لعنةً لتنحل من اللعنة. ثم انظر لإكليل الشوك فوق رأسي الذي أدمى جبيني هو إكليل عار خطيئة البشر إنه يؤلمني لكني بالمقابل سأمنح كل مؤمن إكليل الغار والمجد الذي لا يفنى وسيخلص الأحياء المؤمنين والراقدين الذين ماتوا على الإيمان الحسن بحتمية الخلاص والفداء.
قلت له: يا رب أريد أن أعترف بخطاياي أمامك، قال ليس الآن فرأسي يتثاقل وأحس بقواي تخور لكني أمدح طلبك وسأمنح رجالاً مختصين موهبة إعطاء الحل من الخطايا بإسمي فكل من يعترف بخطاياه أمام أحد هؤلاء ويسمع كلمات النعمة والحل من فم خدامي سأنقل خطاياه تلقائيا إلى حساب الصليب. وسأمنح كل تائب عن خطاياه أكاليل المجد وأعظمهم أمام عظماء العالم لكل من يؤمن بقدومي إلى العالم من وطني السماوي ولبستُ هذا الجسد لتخليص الناس وتحطيم أسطورة إبليس سلطان ظلام هذا العالم وكذلك من يؤمن بأني الكاهن الأعظم الذي قدم ذبيحة نفسه لأجل خلاص العالم من كل خطيئة.
رفعت رأسي لأسأل أيضاً وأيضاً لكنه كان قد أمال رأسه وأسلم الروح.
دمعت عيناي وأدركت أن سر حياتي كلها يكمن في الصليب. لم أتمالك نفسي وأنا أنهار وأهوي تحت الصليب ساجداً وقلت يا ربي أسجد أمام صليبك وحبك اللامتناهي للبشر وطول أناتك عليهم ألا ارحمني يا رب أنا الخاطئ فانزع من صدري قلب الحجر وضع مكانه قلباً من لحم لأحمل بشارتك للعالم كله وأخدمك مدى حياتي فاقبلني قرباناً على مذبحك الغافر واملأني من حبك أبداً.
.منقول
| |
|
salwa foad
مشرفة المنتديات الأخبارية ومنتدي القصائد والتأملات
شفيعـي : باباكيرلس المزاج : عادى الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رد: وقفتُ أمام صليبك وتأملت الأحد 31 أكتوبر 2010, 11:43 pm | |
| شكرااا لمواضيعك المميزه ربنا يباركك
| |
|
بنت النعمة
المزاج : نشكر الله الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رد: وقفتُ أمام صليبك وتأملت الأحد 31 أكتوبر 2010, 11:50 pm | |
| شكرا لمرورك وردودك حبيبتى ربنا يباركك | |
|