angel خـادم أم النــور
شفيعـي : العدراء الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: تأملات في حياة القديسة دميانة السبت 13 نوفمبر 2010, 11:26 pm | |
| سبقت عصرها وزمانها كانت القديسة دميانة شخصية غير عادية وشخصية مميزة وسط جماعة القديسين والقديسات. سبقت القديسة دميانة عصرها وزمانها لأنها فكرت فى الرهبنة وفى تأسيس دير وحياة شركة، وقادت الراهبات فى حياة النسك والعبادة، إلى جوار قيادتها لهن فى طريق الاستشهاد، فانطبق عليها ما قيل عن السيدة العذراء "تدخل إلى الملك عذارى فى إثرها، جميع قريباتها إليه يقدُمن" (مز44: 14). بدأت القديسة دميانة حياتها الرهبانية وحياة الشركة فى ديرها فى وقت لم يكن فيه أديرة أو رهبان أو حياة شركة، لأن القديس باخوميوس بعد ذلك هو الذى أسس حياة الشركة. وبالرغم من أنها قد بدأت طريقاً جديداً؛ إلا أنها استطاعت أن تجتذب جميع صديقاتها الروحيات إلى طريق الرهبنة، بقوة تأثيرها على المحيطين بها. أحب الكثيرون السيد المسيح من خلال القديسة دميانة، كما أحبوا أيضاً العشرة معها، بمجرد أنها استطاعت أن تعيش للمسيح، اشترك معها الكثير من العذارى اللائى عرفنها قبل أن تتجه للوحدة.
جميع قريباتها إليه يقدمن القديـسة دميانة بلا شـك شخصيـة غير عادية فى أنـها سبقت زمانها كله، وأيضا فى أنها أوصلت كل من تتلمذن على يديها إلى الملكوت وهذا أمر فريد جداً من نوعه ويندر أن يتكرر. لأن أى إنسان كأب روحى أو مرشد قد يطيعه البعض، وقد لا يطيعه البعض الآخر. والبعض يسمع الكلمة وينمو، والبعض الآخر لا يسمع ولا ينمو. أما القديسة دميانة فإن "جميع قريباتها إليه يقدُمن" (مز44: 14). كل اللائى تتلمذن على يديها، وصلن إلى السيد المسيح وهذا يدل على قوة وشدة تأثيرها على المحيطين بها. وأنها تشدّهم إلى محبة المسيح بطريقة لا توصف.
حكمة القديسة كانت القديسة دميانة تتصف بالحكمة، فحينما أحاطت جيوش الإمبراطور بالقصر، أعلمت العذارى أنهم جاءوا لأجل القبض عليها، لأنها هى بنت الوالى التى أرجعت والدها إلى الإيمان. ثم طلبت منهن أن يتركن المكان حتى لا يواجهن هذا الموقف. لم تكن القديسة دميانة تريد أن تضعف واحدة منهن أثناء العذاب أو أثناء مواجهة الموت. ولحكمتها كانت حريصة ألا تعرّض واحدة منهن لموقف يزيد عن طاقتها فى الاحتمال، حتى لا تخسرها. لكنهن جميعاً فضّلن الاستمرار مع القديسة دميانة، قابلات أن ما يحدث لها يحدث لهن جميعاً، وبهذا تأكّدت من تصميمهن على الآلام والعذابات والشهادة. فكما نجحت فى قيادتها الروحية وفى اختيارها لهن من البداية، هكذا أيضاً نجحت فى قيادتهن إلى الاستشهاد. من الحكمة أن لا نضع الإنسان فى مستوى فوق طاقة احتماله. فمثلاً من لا يستطيع أن يعيش حياة البتولية لا يجب أن ندفعه لحياة الرهبنة لأنه سوف يفشل فى هذا الطريق. ومن لا يقدر على أتعاب صعبة يجب ألا تُفرض عليه، حتى لو كان الهدف هو خدمة السيد المسيح إلا إذا كانت بسماح من الله مباشرةً فيجب عليه أن يحتملها. يجب أن تكون الوسيلة صحيحة. لذلك لم ترِد القديسة دميانة أن تضع بناتها فى موقف فوق احتمالهن، بل بعدما تأكدت تماماً أنه بكامل حريتهن وإرادتهن وأنهن يردن أن يصرن شهيدات، لم تمنعهن. فقادتهن بذلك لأن يصرن عرائس للمسيح، فلم تتراجع أو تفشل واحدة منهن.
أنقذت المسيحية فى شمال الدلتا كانت القديسة دميانة هى السبب فى إنقاذ المسيحية فى شمال الدلتا كلها، لأن هناك مبدأ شهير يقول [إن الناس على دين ملوكهم] ولذلك فإنه حينما اعتمد الأمير فلاديمير فى روسيا عام 988 اعتمدت روسيا بأكملها. وحينما ارتد الإمبراطور دقلديانوس عن المسيحية، ارتد وراءه آلافٌ من الناس، ولم يبق سوى الشهداء على ديانتهم. لو كان مرقس والى البرلس استمر وثنياً بعدما بخر للأوثان، فإن هذا كان سيمثّل خطورة على المسيحية.. ومن كان يعلم إن كانت المسيحية بقيت فى هذه المنطقة، أم كانت اندثرت؟.. لم تُرجِع القديسة دميانة والدها إلى المسيحية لكنها أرجعت المسيحية لمنطقة شمال الدلتا بأسرها. لذلك هاج عليها الشيطان جداً لأنها ضيّعت عليه فرصة ذهبية لهزيمة المسيحية فى هذه المنطقة، فأراد أن يرد الضربة مضاعفة بأن يجعلها هى نفسها تنكر الإيمان. لأنه إن أنكرت دميانة التى قادت والدها للشهادة الإيمان فماذا يبقى أمام الشعب بعد ذلك الأمر.
القديسة دميانة ترمز للكنيسة القبطية وقفت القديسة دميانة وجهاً لوجه ضد الشيطان ومثّلت الكنيسة القبطية كلها، ولذلك فإن الكنيسة القبطية كلها تحتفل بالقديسة دميانة. وفى احتفال الكنيسة بالقديسة دميانة لا تحتفل فقط براهبة صارت شهيدة، إنما تحتفل بشخصية تعتبر رمزاً للكنيسة القبطية. القديسة دميانة هى أم روحية قادت بناتها جميعهن للاستشهاد فى يوم واحد، فانضممن إلى صفوف الأبكار. فإن ما يميز القديسة دميانة ليس فقط أنها راهبة أو شهيدة، إنما ما يميزها هو أنها أحد الحصون المنيعة والقلاع الحصينة التى دافعت عن الإيمان ودكّت مملكة الشيطان. جميع الشهداء بصفة عامة كانت لهم مواجهة مع الشيطان وحموا الكنيسة. لكن هناك مواقف تمثّل نقطة تحوّل أو تمثّل مرحلة حرجة فى المواجهة بين الشيطان والقديسين. ولذلك قيل فى سيرة الشهيدة دميانة أن الجماهير كانت تهتف بإله القديسة دميانة، وأن المئات تقدّموا للاستشهاد أثناء عذباتها. فلم تكن عملية تعذيبها أو استشهادها تشغل أسرتها أو مجموعة من أصدقائها فقط، إنما كانت تشغل المنطقة بأسرها لأنها هى بنت الوالى. كان الناس يتجمهرون ليشاهدوا هذا المشهد وهذا الصراع بين دميانة بنت الوالى، وبين الإمبراطورية الرومانية التى تمثِّل مملكة الشيطان المنظورة فى ذلك الحين. (مثلما يتجمهر الآلاف لمشاهدة مباريات كرة القدم، ليعرفوا أى الفريقين له الفوز) هذه كانت بنت الوالى والمباراة بينها وبين مملكة إبليس فلابد أن الآلاف قد حضرت لمشاهدة هذا الجهاد الذى كان مخفياً داخل القلاية فى الدير وبدأت تظهر ثماره فى شهادتها. من يريد أن يعرف أبعاد هذا الجهاد يستطيع أن يشاهد هذا المنظر. حينما وُجّهت إليها كل سهام إبليس الملتهبة ناراً، كانت هى فى شدة وعمق عشقها ومحبتها للأمور الروحية، كانت فى السماويات وفى المسيح. لم تكن متزعزعة على الإطلاق لكنها هزّت كرامة الإمبراطورية الرومانية وهزّت كرامة الشيطان.
الشيطان فى مأزق كانت القديسة دميانة تسجّل انتصارات على طول الخط، وكان عداد الشيطان فى نزول متتابع. كانت هى تتعذب فيؤمن مئات من الناس ويصيرون شهداء. كل هذا كان يسجّل للتاريخ صمودها وآلامها وعذباتها.. حتى فى جيش الإمبراطور بدأ أفراد من الكتيبة فى الدخول إلى الإيمان، مما أدى إلى نقصان عدد الجنود، فقلق قائد الجيش، لأن جنوده صار قسم منهم شهداء نتيجة العجائب التى كانت تحدث مع صمود الشهيدة دميانة وصبرها على العذابات المريعة. كان على إبليس أن يتخذ قراراً صعباً؛ وهو القرار بقطع رقبتها، لأن قرار قطع رقبتها يعنى أنه فشل فى جعلها تبخر للأوثان. إذا قطعت رقبتها سوف يتخلّص منها، لكنها ستكون بذلك قد أكلمت جهادها ونالت إكليل الشهادة . هذا القرار كانت فيه خسارة، لكن بقاءها كانت له خسائر أشد.. لماذا؟ لأن الشيطان كان يطيل العذاب ويكثره لكى تخضع، لكن الأكاليل تزايدت وعدد الذين يؤمنون يتزايد، نتيجة للمعجزات السمائية التى كانت تصاحب عذابات القديسة دميانة. شعر الشيطان أن الاستمرار على هذا الوضع؛ خسارة. كما أن قطع رقبتها أيضاً؛ خسارة.. ومن هنا بدأ يتخبط، لكنه فى النهاية شعر بحسب حماقته المعهودة؛ أن أقل الأضرار هى أن تُقطع رقبتها، مع ما فى ذلك من إعلان لهزيمته.. وبهذا نالت إكليل جهادها الصالح
حينما نتشفع بالقديسين ؟ البـعض يقـولون إن كانت السيـدة العذراء هى الشفيـعـة الأولى عند السيد المسيح فلماذا نطلب صلوات القديسة دميانة؟ للرد نقول إن السيد المسيح موجود فى كل مكان ويسمع صلواتنا، لكننا حينما نتشفع بالعذراء فإن السيد المسيح يفرح لذلك، كما حدث فى عرس قانا الجليل. فيقول الكتاب "هذه بداية الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه" (يو2 :11). فقد عمل السيد المسيح أول معجزة من أجل شفاعة السيدة العذراء، مع أنه قال لها "لم تأتِ ساعتى بعد" (يو2: 4) أى أنه أراد أن يقول أنه لولا طِلبة السيدة العذراء، لما عمل هذه المعجزة فى ذلك التوقيت. هكذا يفرح السيد المسيح حينما نطلب شفاعة السيدة العذراء وصلوات القديسة دميانة ويستجيب من أجل هذا السبب. والسيدة العذراء نفسها إذا طلب أحد صلوات الشهيدة دميانة فإنها تطلب من السيد المسيح أن يستجيب من أجل أنهم طلبوا صلوات وتضرعات القديسة دميانة، لأنها عزيزة لديها. والمَثل العامى يقول [مفيش أغلى من الوِلد إلا وِلد الوِلد]. هكذا فإن من يطلب صلوات القديسة دميانة فإن السيدة العذراء تضم صوتها تلقائياً لهذه الطِلبة. إن من يعيش مع القديسة دميانة ويحبها لن يقلل هذا من محبته للسيدة العذراء على الإطلاق. بل على العكس؛ إن محبته للسيدة العذراء سوف تتزايد.. تماماً مثل من يعيش مع السيدة العذراء ويحبها لن يقلل هذا مطلقاً من محبته للسيد المسيح.
لماذا يحبها الكثيرون هى نادرة فى حكمتها وفى إيمانها وفى طلباتها المقبولة أمام الله. من يتأمل فى سيرتها يدرك أبعاداً كثيرة لهذه الفضائل الروحية التى ملأت حياتها، وثمار الروح القدس التى توشّحت بها. فليس من العجيب أن يحبها الناس، حتى غير المثقفين يحبونها دون أن يعرفوا السبب الذى يجعلهم يحبونها كل هذه المحبة. لأن الأمور الروحية لا تأتى عن طريق الدراسة إنما تأتى نتيجة التلامس مع القلب فى الداخل. فالبسطاء يحبون السيد المسيح، بل قد تكون محبتهم له أكثر من محبة المثقفين، كما قال معلمنا بطرس الرسول "الذى وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرحٍ لا ينطق به ومجيد" (1بط1: 8). إن كان الناس يحبون القديسة دميانة كل هذه المحبة النادرة، فكم تكون محبة الذين يعيشون معها باستمرار. فالقديسة دميانة يهمها جداً هذه الحياة المتجددة فى هذا المكان والتى تعيد ذكرى الحياة الروحية التى لم يتِح لها الزمن فرصة لتعيشها. فبالرغم من فرحتها بالاستشهاد إلا أنها كانت تتمنى أن يستمر ديرها، وكيف يستمر وكل قريباتها قُدِّمن عرائس للمسيح؟.. بركة صلوات القديسة الطاهرة العفيفة دميانة فلتكن مع جميعنا ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين | |
|
salwa foad
مشرفة المنتديات الأخبارية ومنتدي القصائد والتأملات
شفيعـي : باباكيرلس المزاج : عادى الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رد: تأملات في حياة القديسة دميانة السبت 13 نوفمبر 2010, 11:51 pm | |
| | |
|
angel خـادم أم النــور
شفيعـي : العدراء الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رد: تأملات في حياة القديسة دميانة السبت 13 نوفمبر 2010, 11:53 pm | |
| مرسى ليكى يا سلوى وتكون معانا جمعياااااا | |
|
وليد منير مشرف أقسام الإختبارات الشخصية الحياة الأسرية برامج الانترنت والتسلية والفكاهة
شفيعـي : ام النور والبابا كيرلس المزاج : عاشق ام النور الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رد: تأملات في حياة القديسة دميانة الأحد 14 نوفمبر 2010, 2:17 pm | |
| شكرااااا انجل ربنا يباركك | |
|
angel خـادم أم النــور
شفيعـي : العدراء الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رد: تأملات في حياة القديسة دميانة الأحد 14 نوفمبر 2010, 4:59 pm | |
| ااا ليك | |
|