salwa foad
مشرفة المنتديات الأخبارية ومنتدي القصائد والتأملات
شفيعـي : باباكيرلس المزاج : عادى الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: ماذا اختفي نظيف وجمال وعز في واجب العزاء؟ السبت 08 يناير 2011, 8:56 pm | |
| لماذا اختفي نظيف وجمال وعز في واجب العزاء؟
أين 3 ملايين من أعضاء الوطني؟ لماذا اختفي نظيف وجمال وعز في واجب العزاء؟
ما بين القرية الذكية علي الطريق الصحراوي ومقر الحزب الوطني بميدان التحرير مسافة طويلة، ولكن مذبحة الإسكندرية قربت المسافة السياسية بينهما، ثلاثة وجوه من القرية والحزب غابت عن المشهد وكان حضورها المتأخر والهامشي يكثف الغياب بدلاً من ان يعزز التواجد.الثلاثة هم رئيس الحكومة الدكتور احمد نظيف وأمين السياسات بالحزب الوطني جمال مبارك وأمين التنظيم بالحزب المهندس احمد عز. سأبدأ بآخر الفرسان الثلاثة المهندس احمد عز، فقبل الحادث بأيام قليلة تحول عز الي كاتب واتحفنا بمقالات ثلاثة مطولة جدا حول ماجري في الانتخابات البرلمانية، وراح الكاتب السياسي عز يوضح بأرقام وحكايات كيف تخطي الحزب الوطني الجديد كل اخطائه وحشد أبناءه وقواته السياسية بحيث حقق هذه النتيجة الباهرة في الانتخابات الأخيرة. ومن لديه صبر علي القراءة مثلي، واستطاع أن يصل الي نهاية المقالات لابد ان يصاب بالدهشة من اختفاء كوادر وشباب الحزب إزاء مذبحة الإسكندرية.ولابد أن يتساءل عن اختفاء الملايين الثلاثة من أعضاء الحزب الوطني (بحسب ارقام الحزب) في الشارع السياسي، لم يسير أمين التنظيم مظاهرات الوحدة الوطنية والتنديد بالإرهاب في قري ومدن ومحافظات مصر.لم يستخدم غرفة عملياته الشهيرة وشبكة اتصالاته المحمولة ليملأ حزب الاغلبية المشهد الحزين في محافظات مصر بشكل عام، ومحافظة الإسكندرية بشكل خاص فقد كان وجود الحزب بالإسكندرية وجوداً أقرب للرمزية، وجوداً لا يمت بصلة للتواجد المكثف للحزب ومرشحيه وقياداته وحكومته في الإسكندرية خلال انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، لقد كانت الإسكندرية احد اهم اهداف الحزب في الانتخابات لتحريرها من نواب الاخوان والمعارضة، ودفع الحزب بوزراء من الوزن الثقيل في معركة الإسكندرية، وخطط عز بقوة للتغلب علي الانقسام الحزبي بين المرشحين من ابناء الحزب، ولم يسمح بدوائر ثلاثية ورباعية مثل المحافظات الاخري، باستثناء فتح التنافس بين اثنين من أبناء الحزب علي مقعد واحد للعمال في دائرة هادئة، وقام عز بزيارة مكوكية وأخري سرية لمحافظة الإسكندرية للاشراف بنفسه علي استعدادات الحزب لمواجهة خصومه في معركة الانتخابات، باختصار الحزب الوطني كان متواجداً بمنتهي القوة والحسم والدعم في محافظة الإسكندرية في الشهر الماضي فلماذا تبخر هذا التواجد في ظل كارثة عصفت بأمن واستقرار بعض المصريين في المحافظة ؟هل لا يجيد عز اللعب بقوة والتواجد بكثافة الا في المعارك الانتخابية فقط ؟وهل المعركة ضد الارهاب لا تستدعي حشد الانصار والابناء والنواب والدعم والمال داخل وخارج الإسكندرية؟ فحزب الاغلبية الناجح في الانتخابات بـ97% لم يتجاوز تواجده في مذبحة الإسكندرية نسبة الـ10 %.ونواب الحزب الذين انفقوا ملايين الجنيهات في الدعاية او المعركة الانتخابية لم نجد لمعظمهم دوراً في مواجهة الكارثة. فلماذا اختفت المؤتمرات والاموال في كارثة تهدد الوطن. واصابت بعضا من ابنائه في اعز مايملك المرء؟ فليس هناك أغلي من الحياة والامان. لقد اضاع الحزب الوطني فرصة مهمة لتقديم مبادرة شعبية حقيقية لمواجهة الحادث الارهابي، وللتواجد في الشارع السياسي لسبب وطني وليس لمصلحة حزبية في موسم الانتخابات.وكان من الاولي بقياداته الشابة ان تتولي زمام العمل المجتمعي والاهلي لمواجهة الإرهاب الأسود ولتضميد جراج المصريين الاقباط بعد مذبحة بشعة. ومن عز الي جمال مبارك الذي لم يظهر في الصورة الا يوم الثلاثاء الماضي عبر تصريحات او ربما بيان نشرته الصحف القومية وقد ادي عدم تواجد جمال في الايام الاولي للكارثة سياسيا الي اعتقاد البعض ان جمال مبارك كان خارج البلاد، ولكنني لا اتحدث عن مجرد وجود جمال في نشرات الاخبار وامام كاميرات التليفزيون رغم اهمية ذلك، ولكن اتحدث عن ان يطرح جمال مبادرة شعبية خلاقة تعزز وجود حزبه بين الشباب. وتستوعب الحماس الذي أبداه مصريون مسلمون لفعل شيء لمواجهة المذبحة، ليلة المذبحة وبعدها ومع توالي صور الاشلاء والدماء علي الارض، ومع الغدر بمواطنين في لحظة صلاة ومكان عبادة، كل ذلك أخرج طاقة الحماس لدي شباب من الكتلة الصامتة للتحرك والتضامن واعلان الرفض للحادث الإرهابي. وكان يجب ان تسبق خطوات القيادي الحزبي جمال مبارك حماسهم، وان يكون مبادرا بطرح الافكار والمبادرات.كنت اتوقع مثل كثيرين أن يطرح جمال مبارك علي حكومة حزبه إعلان الحداد علي ضحايا المذبحة، والا يترك الاخرون من خارج الحزب ينتقدون عدم اعلان حالة الحداد في مصر علي ابنائها من شهداء مذبحة الإسكندرية، وكنت اتوقع ان يكون جمال سباقا في الدعوة لمبادرة شعبية محددة الملامح بدلا من الاكتفاء بمجرد بيان محافظ وتقليدي حول رفض الارهاب او التأكيد علي وحدة المصريين، وقد يكون من المناسب ان نذكر جمال مبارك ورفاقه بالمبادرة المحترمة للحزب خلال حرب الخليج الثانية، فقد دعا الحزب الي مظاهرة حاشدة لجميع القوي الوطنية في استاد القاهرة، فالترجمة العملية للاغلبية تمكن في مدي قدرة الحزب في قيادة صفوف المجتمع وتجميع وتعظيم مشاعر ومبادرات الرفض للمذبحة الإرهابية في عمل خلاق وقادر علي امتصاص الغضب المصري بشكل عام والغضب القبطي بشكل خاص. ومن الحزب الوطني الي القرية الذكية مقر رئيس الحكومة، لم أصب بالدهشة لو اقام الدكتور نظيف عزاء خاصا في قريته الذكية لشهداء مذبحة الإسكندرية، فباستثناء العمل السياسي فكل شيء وارد مع الدكتور نظيف، في موقع الاحداث او بالاحري الكارثة غاب الدكتور نظيف، لم يسارع بالذهاب الي موقع الاحداث تاركا الامر لوزرائه كالمعتاد لم يعامل نظيف مع الكارثة بالحجم الذي يليق بمقام الكارثة، اختفي من محافظته، وكأن ما حدث فيها كان حدثا عاديا كانيهار منزل ضمن مسلسل انهيارات منازل الإسكندرية وفي القاهرة كثف غيابه بعدم الذهاب الي الكنيسة لتقديم واجب العزاء، وتصريحاته خلال الكارثة كانت هادئة جدا الي درجة الاستفزاز، فبعد نحو ست سنوات في منصب رئيس الحكومة لا يزال الدكتور نظيف يتعامل بطريقة مستفزة وغريبة، طريقة تخلط ما بين الثقة بالنفس والاستهانة بالاحداث او بالاشخاص، وقد لفتت هذه الطريقة نظر سياسي شهير وهو الدكتور مصطفي الفقي، وكان الفقي قد علق في برنامج تليفزيوني قبل عدة أيام من مذبحة الإسكندرية ان طريقة (السلام) الخاصة بنظيف لا تعجبه وانها تحمل استخفافاً او استهانة، ولم اجد في وصف وجود نظيف السياسي في المشهد السياسي لمذبحة الإسكندرية ادق من ملاحظة الفقي، فالدكتور نظيف يفتقد لبوصلة السياسي في التعامل مع الاحداث الجسام وتقدير ردود الافعال المناسبة لكل حدث، وقد دفع غياب نظيف عن المشهد سواء في الإسكندرية او في العباسية البعض لتبرير سخيف لهذا الغياب، وقيل إن رئيس الحكومة خشي أن يتعرض لمضايقات لفظية او ما هو اكثر من المتظاهرين الاقباط، ولكن أليس واجبه الدستوري والسياسي يفرض عليه مواجهة توابع الازمات واستيعاب الغضب المشروع.
| |
|