maady وســــــــام كبار الشخصيـــات
شفيعـي : أم النور المزاج : القراءة الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: سفـــــراء عــــن المسيـــــح الخميس 23 أبريل 2009, 5:50 pm | |
| سفـــــراء عــــن المسيـــــح حامل المسيح
لنيافة الأنبـا مكـاريـوس سمي الذين تبعوا المسيح بالمسيحيين، ومعنى كلمة مسيحي أنه منسوب إلى المسيح، مثل قولنا: القاهري والأسيوطي والسكندري (الإسكندراني).
والمقصود هو نسبة الشخص إلى هذه المدينة أو تلك، وهكذا المسيحي. ولكن هذا الانتماء يجب ألا يكون اسمياً فقط، بل أن يحمل الشخص في جوهره ومظهره سمات مدينته وخصال قائد أو كبير مدينته، فإذا قبل عن شخص ما إنه سعودي مثلاً، فالمقصود هو أنه ينتمي إلى السعودية بلداً وإلى الملك سعود (الذي أسس المملكة ووحدها) شخصاً.
وفي وقت من الأوقات دعي المسيحي "خين نيفاوي"، وهي لفظة قبطية معناها "فيما للسماء"، أي أنه شخص اهتماماته ليست أرضية بل هو مهتم فيما للسماء. هكذا يجب على الشاب المسيحي أن يحبب الآخرين في بلده، التي هي السماء وفي ملكه، المسيح.
يرد في التاريخ المسيحي أنه إبان عصر الاضطهاد، أنه قُبض على شاب، فلما سألوه عن اسمه، أجاب: اسمي ثيئوفورس، فسألوه ثانية: ماذا تعمل؟ أجابهم بأنه يعمل مسيحي! أي أن عمله هو أن يقدم المسيح للآخرين لكل من يتلاقى به وكل من يتعامل معه.
جدير بالذكر أن كلمة ثيؤفورس معناها: "حامل الله" وقد أطلق القديس "أغناطيوس الأنطاكي" على المسيحي عدة ألقاب منها:
ثيئوفورس = حامل الإله
ناؤفورس = حامل الهيكل
خريستوفورس = حامل المسيح
هاجيوفورس = حامل المقدسات
هكذا يليق بالشاب المسيحي أن يكون سفيراً للمسيح وللسماء أينما وجد "إذاً نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2كو5: 20). كما أن أعظم كرازة بالمسيح هي أن يشتم الناس منا رائحة المسيح "لأننا رائحة المسيح الذكية لله" (2كو2: 15).
أتذكر أنني سألت شاباً صغيراً من ولاية فلوريدا ذات مرة ماذا يريد أن يصبح، فأجاب دون تردد: "أحب أن أكون مثل كريم!". وكريم هذا شاب في نفس سنه، ولكنه شاب مسيحي أحب الناس المسيح بسببه.
نقول ذلك لأن بعض الشباب بالرغم من سلامة إيمانهم وعقيدتهم يحطمون هذا الإيمان من خلال المظهر الخارجي لهم دون قصد منهم طبعاً سواء من جهة المغالاة في المظهر أو السلوك غير المنضبط أو التعبيرات التي لا تمجد الله.
وقد يتعثر البعض من سلوكياتنا في الاحتفالات مثل: الأفراح أو حفلات التخرج أو وقوفنا بشكل غير لائق في أفنية الكنائس أو أمام بواباتها في الخارج، بل وقد يتعثر بعض من أفراد أسرنا من مواقفنا داخل البيت.. الخ.
من شأن كل هذا أن يقدم صورة مشوهة عن المسيح، ولعل هذا هو الخطأ الكبير الذي وقع فيه الإنجليز أثناء تواجدهم في الهند، إذ لم يجعلوا اهتمامهم الأول هو تقديم المسيح إلى شعب لا يعرفه، وإنما بدأوا أمام أهل تلك البلاد كمستعمرين جل اهتمامهم هو الحصول على ثروات تلك البلاد.
هكذا لاحظ الهنود وعلى رأسهم غاندي أن هناك هوة كبيرة بين المسيح والمسيحية من جهة وسلوك المسيحيين الإنجليز من جهة أخرى.
في ذات مرة كنت في طريق إلى إحدى مطرانيات الوجه البحري، ولم نكن نعرف الطريق إلى الكنيسة، ولمح السائق سيدة تسير على الرصيف المقابل، فقال: هل أسأل هذه السيدة؟ فقلت لماذا؟ قال إنها مسيحية. وكيف عرفت؟ قال لا أعرف ولكني متأكد، وسألها وكانت مسيحية في طريقها إلى الكنيسة.
هناك مسئولية كبيرة موضوعة علينا: أن نسلك كأناس دعي عليهم اسم المسيح "ودعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً" (أع11: 26).
وعندما تعمدنا ودفنا مع المسيح في المعمودية سمينا نصارى لأننا تنصرنا (أي صرنا تابعين ليسوع الناصري)، وبعدما تعمدنا رشمنا في جميع أجزاء جسدنا بالميرون (ختم الروح القدس)، وهو ما يعني أن كل عضو فينا صار ملكاً للمسيح.
يليق بنا إذاً أن يصبح كل منا صورة للمسيح وأن نسلك كما سلك المسيح "من قال: إنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً" (1يو2: 6).
أخيراً: لنكن مبهجين، يرى فينا الآخرين صورة المسيح المفرح المريح، وليجدوا فينا أيضاً انعكاس مجد المسيح
"فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت5: 16).
منقوول
[/center] | |
|