كشف الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي انه يتوقع قتله فى اى لحظة قائلا
"عندما أخرج من بيتي أعرف أنني قد لا أعود إليه مرة أخرى"، وعن أحداث نجع حمادي كانت لكسر عين المسيحيين في مصر ، وقال الأحداث تمت ليلة عيد الميلاد العام الماضي وكان ضحاياها 6 أقباط كانت من تدبير جهاز أمن الدولة لـ'كسر عين' الأقباط في قنا، وكان المسئول الأول عنها مدير الجهاز بمدينة نجع حمادي اللواء مصطفى جمعة.
وتابع الأسقف أن اللواء مصطفى جمعة كان ينظر إلى نشاط الأقباط السياسي والاجتماعي وعلاقتهم الطيبة بالمسلمين على أنه أمر خطير يتيح لقيادات الطرفين الخروج على سلطة أمن الدولة، حتى أنه كان دائما يحتجز شيوخ المسلمين بدعوى أن قساوسة الأقباط يشتكونهم، وكان يهدف بذلك الى الوقيعة بيننا، وتدبيره لحادث نجع حمادي كان بهدف السيطرة على أقباط نجع حمادي بعد أن بدأ نفوذهم السياسي والاجتماعي يتصاعد.
وأشار الأسقف بأنه طلب من البابا الأتصال بوزير الداخلية لإبعاد مصطفى جمعة عن منصبه قبل الحادث، لكن الوزير لم يتحرك، ولكن الرئيس السابق حسني مبارك تدخل بعد الحادث ونقله من نجع حمادي إلى مكان آخر.
وقال الأسقف انه بعد ثورة 25 يناير تغيرت أوضاع الأقباط للأسوأ، فمثلا في قنا تعرضنا لثلاث حوادث متتالية على يد السلفيين، في الأولى ألقوا شابا من شرفة منزله لشكهم في إقامته علاقة مع فتاة مسلمة، وفي الثانية طعنوا شابا للسبب نفسه، وفي الثالثة تم قطع أذن مواطن قبطي، هذا بالإضافة إلى وجود 45 حالة ضبط وإحضار من النيابة لبلطجية يعتدون على ممتلكات الأقباط في مدينة نجع حمادي وحدها، والشرطة لم تستطع أن تفعل شيئا معهم رغم أنهم موجودون أمام أعينها.
ووصف الأسقف ما يعيشه الأقباط بانه يعود به إلى الأيام التي سبقت اغتيال الرئيس أنور السادات، والتي شهدت فيها قناعمليات عنف من قبل الجماعة الإسلامية، أيضا الشرطة غير قادرة على حماية الكنائس في حال حدوث أي مصادمات، وتقوم الحراسة الموجودة فيها بالاختباء داخلها.
ودلل الأسقف على ان ما يحدث ليس حالات فردية مشيرا الى ان ما لديَّة من معلومات وحقائق يؤكد أنها ليست حالات فردية، وإنما تصرفات ممنهجة من قبل مجموعة تعرف جيدا أهدافها، ولها أمير وهو الدكتور حلمي عبد المغيث الذي عاد مؤخرا من اليمن بعد تلقي تدريبات هناك، وجاء ليعيد نشاط الجماعة في قنا، وما يساعدهم على ذلك هو الفراغ الأمني وحل جهاز أمن الدولة، فرغم مساوئ ضباط أمن الدولة ومواقفهم العديدة ضد الأقباط، لكنهم كانوا يحمونهم من تجاوزات الآخرين ضدهم.
وشدد الأسقف على ان الأقباط لا يشعرون بالخوف على حياتهم، لأنهم مؤمنون بالله وبقضائه وقدره، ولا نخاف الموت لأننا رأينا أبناءنا وهم يقتلون أمام أعيننا.
وأنهى الأسقف حواره بقوله " أنا عندما أخرج من بيتي أعرف أنني قد لا أعود إليه مرة أخرى"
المصدر : جريدة الفجر
.