موضوع المهرجان
المسيح حياتنا
الموضوع الدراسى الأساسى
لاشك أن السيد المسيح هو حياتنا، كما قال معلمنا بولس الرسول: "لِىَ الْحَيَاةَ هِىَ الْمَسِيحُ" (فى 21:1)، وكما جاء فى سفر الأمثال عن أقنوم الحكمة (اللوغوس)، "لأَنَّ مَنْ يَجِدُنِى يَجِدُ الْحَيَاةَ" (أم 35:8).
فالسيد المسيح هو حياتنا من كل الأوجه، إذ يعطينا حياة الجسد، والروح، كما يمنحنا امتيازات أولاد الله، ويجعلنا ورثة الملكوت.
لذا اختارت اللجنة المركزية للمهرجان هذا الشعار، كمحور لكل المسابقات، والدراسات، والأبحاث، والأنشطة الكنسية، لعام 2011 إن شاء الله.
وقد تم الاتفاق أن ندرس هذا الموضوع على 3 محاور، هى :
1- المسيح... من هو؟
2- المسيح... حياتنا.
3- المسيح... معلمنا ومثالنا.
أولا- المسيح... من هو؟
السيد المسيح فى إيماننا هو :
1- أحد الثالوث القدوس، إلهنا الواحد. 2- هو الله الخالق.
3- وهو الله المتجسد. 4- وهو المعلم الصالح.
5- والراعى الصالح. 6- والفادى الذى بذل نفسه لأجلى.
7- والقائم من الأموات لأجلنا جميعاً.
8- والصاعد إلى السموات كسابق لأجلنا.
9- وهو عريس ورأس الكنيسة المقدسة.
10- كما أنه الآتى من السموات ليأخذنا معه، لنحيا معه فى ملكوته.
- ونحن نؤمن أن السيد المسيح هو:
1- أحد الثالوث القدوس
نحن نؤمن بإله واحد، هكذا نهتف كل يوم عدة مرات فى قانون الإيمان المسيحى.
وهو واحد لأنه لا نهائى، ولو افترضنا وجود إلهين أو ثلاثة فكل منهم سيكون محدوداً. لا توجد سوى ما لا نهاية واحدة، وإلهنا غير محدود، ولا نهائى.
وكمثال للثالوث نأخذ الشمس = نار + نور + حرارة.
- النار والنور والحرارة = شمس واحدة.
- النار غير النور، غير الحرارة، لكن كلها فى شمس واحدة.
- لو فقدت الشمس النار أو النور أو الحرارة ، لم تعد شمساً...
- ثلاثة فى واحد 1×1×1 =1 (من حيث الجوهر)، 1+1+1=3 (من حيث الأقانيم).
ندعو الآب هكذا لأنه الأصل فى الثالوث القدوس، والإبن ندعوه هكذا لأنه مولود منه كولادة النور من النار، أو كولادة الكلمة من العقل، تخرج منه وتظل فيه. وندعو الروح هكذا لأنه منبثق من الآب منذ الأزل، فالحرارة نابعة ومنبثقة من قرص الشمس وليس من شعاع النور... لكن النور هو الذى يحملها إلينا... النور مولود من النار، والحرارة منبثقة منها... والثلاثة فى شمس واحدة.
2- هو الله الخالق
فالله الآب خلق الكون بإبنه الوحيد فى الروح القدس... الإنسان وعقله وروحه إنسان واحد... والله وكلمته وروحه إله واحد... والاقانيم الثلاثة تتمايز دون أن تنقسم أو تنفصل أحدها عن الآخر... بمعنى أن الآب غير الإبن غير الروح القدس، ولكن الثلاثة جوهر واحد. لهذا قال الرب يسوع: "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (يو 30:10)، تماماً كما أنى أنا وعقلى واحد..
قال عن نفسه "اللوغس" (الكلمة) فى سفر الأمثال: "أَنَا الْحِكْمَةُ... مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ.. كُنْتُ عِنْدَهُ (أى عند الآب) صَانِعاً" (أم 30،23،12:8)... إذن، فأقنوم الحكمة أزلى وخالق... الله خلق العالم بحكمته وبكلمته، إذ يقول الكتاب المقدس: "فِى الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. وَقَالَ اللهُ: لِيَكُنْ نُورٌ فَكَانَ نُورٌ" (تك 1:1-3)... هنا نرى الثالوث القدوس: الله الآب، واللوغوس (الكلمة)، وروح الله. الله بأقانيمه الثلاثة خلق العالم والخليقة، فالأقانيم الثلاثة فى إلهنا الواحد تعمل معاً، كما حدث فى التجسد والفداء والخلاص... الخ.
3- هو الله المتجسد
فحين تنبأ إشعياء عن ميلاد السيد المسيح، قال: "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ" (إش 14:7)، وصاح مندهشاً: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِىِّ دَاوُدَ" (إش 6:9-7)... فهو إذن ولد أو طفل سيصير رجلاً... وهو - فى نفس الوقت - الإله القدير الأبدى. لقد شابهنا فى كل شئ, ما خلا الخطية وحدها.
والسيد المسيح له ميلادان :
1- ميلاد أزلى : لأنه مولود من الآب قبل كل الدهور، ولادة النور من النار، أو الكلمة من العقل.. الكلمة تخرج من العقل وتسافر إلى أقاصى الدنيا، لكنها تظل فى العقل أيضاً.
2- ميلاد زمنى : من العذراء مريم فى سر التجسد المجيد.
وكان الله قد مهد للتجسد بأساليب كثيرة طوال العهد القديم، فظهر فى شكل إنسان مرات كثيرة, كما حدث مع إبراهيم (تك 18)، ويعقوب (تك 32)، ويشوع (يش 5)، وجدعون
(قض 6) ودانيال (دا 10)... الخ. ظهورات كثيرة تمهيداً للتجسد.
وأخيراً اتحد اللاهوت بالناسوت الذى أخذه من العذراء مريم، فشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها، إذ عقَّم الروح القدس المادة التى أخذها الرب من مريم العذراء، وهيأ لنفسه جسداً منها.
وقد تنبأ بلعام قبل 800 سنة من الميلاد بظهور كوكب من يعقوب، قاد المجوس إلى الطفل الإلهى، كما صدحت جوقات الملائكة تبشر بميلاد المخلص، القدوس، إبن الله. "الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو 35:1).
4- هو المعلم الصالح
فلم يحدث فى تاريخ البشرية أن أتى إنسان قدوس بلاخطية غير السيد المسيح له المجد. وهو إنسان بحسب طبيعته الناسوتية، وقدوس بحسب طبيعته الإلهية. والطبيعتان اتحدتا فى طبيعة واحدة. تماماً كما تتحد الروح الإنسانية بالجسد الإنسانى، وهما طبيعتان مختلفتان، لكنهما اتحدتا فى طبيعة واحدة هى الطبيعة الإنسانية.
وحين بدأ الرب يسوع يعلم، اندهش الجميع من تعاليمه السامية، لدرجة أن غاندى زعيم الهند قال: "إذا كان الإنجيل تاجاً، فالموعظة على الجبل هى درة هذا التاج".. وسلك غاندى بسلام يقاوم المستعمر الإنجليزى، إلى أن انتهى الإحتلال، ورحل عن الهند.
هل نتحدث عن تعاليم الموعظة على الجبل، التى تفيض تسامياً وحباً وقداسة؟ أم عن عظات السيد المسيح وتعاليمه المجيدة فى كل الأناجيل؟.
إن كل البشرية حتى الآن، لا ترى معلماً قدَّم للبشرية التسامى المقدس مثل السيد المسيح، فهو القدوس الذى "لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً" (2كو 21:5).
5- والراعى الصالح
لقد رعى الرب يسوع أولاده بكل محبة وحنان، إذ رآهم منطرحين كغنم لا راع لها، فضمد جراحهم، وشفى أمراضهم، وتحنٌن عليهم كما فعل مع الشاب الأصم، إذ يقول الكتاب أنه "أَنَّ وَقَالَ لَهُ: إِفَّثَا. أَىِ انْفَتِحْ" (مر 34:7)، فانحلت عقدة لسانه. وكذلك حينما بكى على قبر لعازر، وعلى أورشليم الهالكة، وحينما قال ليهوذا: "يَا صَاحِبُ لِمَاذَا جِئْتَ؟" (مت 50:26)...
إنه الراعى الصالح بتعاليمه وحبه وحنانه. هو يرعانا من بزوغ الشمس وحتى بزوغها التالى. وهو يشرق بها على الأشرار والصالحين، بمحبته الغامرة والغافرة، التى لا تشاء موت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا.
6- والفادى المحب
"لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ" (يو 13:15).. الرب يسوع فدانا على الصليب، وهكذا حلَّ مشكلتين لدى الإنسان، وهما :
1- حكم الموت : الذى كان علينا بسبب خطايانا، لأن "أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِىَ مَوْتٌ" (رو 23:6).
2- فساد الطبيعة : إذ تلوثت طبيعتنا البشرية بفيروس الخطية, وانتقلت إلى الأجيال التالية. تماماً كما ينتقل ميكروب الزهرى وفيروس الإيدز إلى الجنين فى بطن أمه.
وعلى الصليب مات المسيح عنا، وهكذا :
1- حمل حكم الموت بدلاً منا، وأنقذنا من حكم الموت... كما قال القديس بطرس: "الَّذِى حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِى جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ" (1بط 24:2). وكذلك معلمنا بولس الرسول فى قوله: "فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ" (رو 18:5) والقديس أثناسيوس الرسولى: "إنه مات عوضاً عنا أو نيابة عنا".
2- طهرنا بدمه الكريم وروحه القدوس، إذ يقول الكتاب: أن "دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (1يو 7:1). وهكذا نلتفت إلى الصليب، كما إلى الحية النحاسية، التى كل من نظر إليها شفى من سم الحية المحرقة... وتم فينا قول الرب: "وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِى الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِى أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَىْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو 14:3-15).
والجميل فى معلمنا بولس الرسول أن يعتبر الصليب لأجله هو شخصياً، إذ يقول: "الَّذِى أَحَبَّنِى وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِى" (غل 20:2)، فالرب يسوع يحب كل واحد منا بشخصه، ويهتم ويرعانا واحداً واحداً. ليتنا نستفيد من دم المسيح المسفوك عنا، ونكِّون علاقة شخصية معه من خلال: الصلاة - والإنجيل - والتناول - والخدمة.
7- القائم من الأموات لأجلنا
فالرب يسوع - لأنه بلا خطية - لم يستطع الموت أن يمسكه، بل إن نفسه الإنسانية المتحدة بلاهوته، نزلت إلى الجحيم، حيث كان الأبرار والأشرار فى قبضة إبليس، فلما أراد الشيطان أن يقبض على نفس المسيح الإنسانية (المتحدة بلاهوته) مثل باقى الأنفس البارة، صعقه تيار اللاهوت، وسحقه إلى الأبد، وفتح الفردوس، وأدخل الأنفس البارة إليه.
ثم قام السيد المسيح من بين الأموات، لأن جسده الميت كان متحداً باللاهوت الحىّ غير المحدود. وقد اختلفت قيامة السيد المسيح عن كل من قاموا قبل ذلك، وبعد ذلك، حتى قبل يوم القيامة، لأن السيد المسيح :
1- قام بقوته الذاتية، أما هم فقد قاموا بكلمة من السيد المسيح، أو بقوة صلوات القديسين.
2- قام بجسد نورانى، أما لعازر (مثلاً) فقد قام بجسد عادى، ومات مرة أخرى.
3- قام ولم يمت، ولن يموت إلى الأبد: فكل من قاموا مثل طابيثا وابنة يايرس ماتوا مرة أخرى، أما السيد المسيح فهو حىّ إلى الأبد.
وهذه القيامة المجيدة هى من أجلنا، لأننا حين نقوم من بين الأموات، سنقوم بجسد نورانى روحانى سمائى ممجد، مشابه لجسد قيامته، لننطلق معه إلى السماء، ونحيا فيها إلى الأبد (انظر 1كو 42:15، 1تس 13:4) فالرب يسوع "سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا، لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ" (فى 21:3).
8- صعد إلى السموات كسابق لنا
لأنه صعد إلى السموات "جسدياً"، أى أن لاهوته لم يترك ناسوته على الأرض، فقد اتحدت الطبيعتان فى طبيعة واحدة متحدة، بلا انفصال حتى إلى الأبد. وكان هذا الصعود سابقاً لنا... بمعنى أننا فى اليوم الأخير، حين يأتى الرب على السحاب، نتغير إلى أجساد نورانية. فالراقدون يقومون من بين الأموات بأجساد نورانية. ويلتقى بهم الرب يسوع على السحاب. أما الأحياء المؤمنون الموجودون على الأرض فى ذلك اليوم فيجتازون موتاً سريعاً (أى انفصال النفس عن الجسد ثم عودتها بسرعة) ثم يقومون بأجساد نورانية أيضاً. وبعدها يأخذنا الرب معه على السحاب، ويصعد بنا إلى السماء.
وصعود السيد المسيح فيه بركات كثيرة :
1- تأكيد على صعود أجسادنا النورانية فى اليوم الأخير.
2- تقديس للجسد، فها هو يتقدس ويصعد ويدخل إلى الملكوت.
3- شفاعة كفارية، فالرب يسوع يشفع فينا أمام العدل الإلهى الآن, لغفران خطايانا بدمه.
4- تمهيد للملء بالروح القدس فى العنصرة.. الذى حلّ على التلاميذ فى صورة ريح وألسنة نار ولغات جديدة
5- وعد بالمجئ الثانى ليأخذنا إليه, لنحيا معه فى ملكوته.
9- وهو عريس ورأس الكنيسة
فالرب يسوع يدعو نفسه عريس الكنيسة، كما قال المعمدان: "مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ" (يو 29:3)، "أيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا... هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنَّنِى أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ" (أف 32،25:5).
لقد شبه الرب اتحاد الزوج بالزوجة كإتحاد المسيح بالكنيسة.. ولنا فى سفر نشيد الأناشيد الكثير من الآيات التى تعبر عن هذه الحقيقة المفرحة، أن السيد المسيح هو عريس الكنيسة. وهو أيضاً "رأس الجسد"، رأس الكنيسة، والكنيسة هى جسده. وكل عضو فى الجسد متصل بالرأس، تماماً كاتصال أصغر أصبع فى القدم بالمخ... من خلال شبكة الأعصاب. لذلك يقول الكتاب: "فِى كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ" (إش 9:63). وقال لشاول الطرسوسى: "لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِى؟" (أع 4:9) لأنه كان يضطهد أولاده ولم يضطهد الرب يسوع شخصياً فى فترة تجسده على الأرض.
فالكنيسة - إذن - ليست مجموعة أفراد، بل مجموعة أعضاء متحدة بعضها ببعض، ويحتاج أحدها للآخر، ومع أنها تختلف عن بعضها البعض، إلا أنها تتناغم فى وحدة مقدسة لبنيان الجسد كله.
وقد وضع لنا الرب فى الكنيسة :
أ- أسراراً مقدسة تبنينا :
1- المعمودية : تجددنا وتلدنا ميلاداً ثانياً.
2- والميرون : يمسحنا بالروح القدس ويجعلنا هيكلاً له.
3- والتناول : يثبتنا فى المسيح ويعطينا حياة أبدية.
4- والتوبة : تجدد فعل المعمودية فينا بالاعتراف الأمين.
5- ومسحة المرضى : تشفى المريض روحياً وبحسب مشيئة الله جسدياً.
6- والزيجة : توحّد الزوجين بالروح القدس.
7- والكهنوت : خادم الأسرار كلها، ولديه سلطان الحل والربط من أجل البنيان.
ب- وشركة القديسين : حيث سيرهم وقدوتهم وقوتهم وشفاعتهم. لهذا صاروا سنداً للمؤمنين المجاهدين فى هذه الأرض، كسحابة شهود، ترقب جهادنا، وتسند ضعفنا، وتتشفع فينا.
ج- وأقوال الآباء : حيث شروحات أسفار الكتاب المقدس ومعالم الطريق الروحى، فصاروا لنا قدوة شخصية، وإنارة ذهنية لعقولنا وللطريق إلى الملكوت، حتى لا نتوه أو ننحرف.
د- وليتورجيا شاملة : حيث القداس الإلهى، والصلوات من أجل المرضى والمسافرين والراقدين والغرباء والأيتام، وحيث التسبيح اليومى، ممجدين السيد المسيح، ومطوبين العذراء القديسة مريم ... ألخ.
10- وسيأتى فى المجئ الثانى ليأخذنا
قال لنا: "أَنَا أَمْضِى لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً. وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِى أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَىَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً" (يو 2:14-3).
ولذلك نهتف كلما صلينا قانون الإيمان: "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى"...
وقد اختتم معلمنا يوحنا كاتب سفر الرؤيا كلامه قائلاً: يقول الشاهد بهذا: "نَعَمْ! أَنَا آتِى سَرِيعاً". فيرد يوحنا: "آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ" (رؤ 20:22).
وهناك علامات كثيرة للمجئ الثانى: منها مجئ إيليا وأخنوخ، وظهور "ضد المسيح"، وحدوث موجة من الإرتداد، وإيمان الكثير من اليهود بالمسيح، وضيقة عظيمة... الخ. لكن أحداً لا يعلم موعد مجيئه، إذ قال الرب بفمه الطاهر: "لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِى جَعَلَهَا الآبُ فِى سُلْطَانِهِ" (أع 7:1).
المهم أن نكون مستعدين بإستمرار، بالتوبة والاعتراف، وأمانة الجهاد، والأعمال الصالحة... وبالسهر الروحى على أنفسنا حتى "لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ" (رؤ 11:3). ولنختم كلامنا بوصية السيد المسيح لنا قائلاً: "اسْهَرُوا" (مر 37:13).
ثانيا : المسيح حياتنا :
لاشك أن السيد المسيح - له المجد - هو سر حياتنا... لهذا ندعوه فى أوشية الإنجيل "أنت هو رجاؤنا كلنا, وشفاؤنا كلنا, وحياتنا كلنا, وخلاصنا كلنا". ولذلك يقول عنه معلمنا بولس الرسول: "لِىَ الْحَيَاةَ هِىَ الْمَسِيحُ" (فى 21:1). وذلك لأن السيد المسيح هو سر:
1- حياتنا الجسدية
إذ نقول "لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ" (أع 28:17) فهو الذى قال عن نفسه فى "أَنَا الْحِكْمَةُ... مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ.. كُنْتُ عِنْدَهُ (عند الآب) صَانِعاً" (أم 30،23،12:8). الرب يسوع يعطينا كل صباح يوماً جديداً, ويجب أن نكون على صلة وثيقة به طول اليوم, من خلال حضور القداسات, وصلوات الإجبية, والصلوات السهمية مثل: "ياربى يسوع المسيح أرحمنى" والصلوات الحرَّة, إذ نتحدث مع الرب على كل ظروفنا اليومية من نجاحات أو فشل..
2- وحياتنا الروحية
لأن السيد المسيح هو الذى صالحنا مع السماء بفدائه المجيد.. فقد استجاب لصراخ إشعياء النبى: "ليْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ" (إش 1:64), وكذلك لصرخة أيوب الصديق: "لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا" (أى 33:9). لقد تجسد الابن الكلمة, وفدانا على الصليب, وبفدائه تمت المصالحة بين الله والناس, وصار "وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ" (لو 14:2). أى أن الله صار مسروراً بالناس, بعد أن تجددت حياتهم بدم المسيح الفادى... وأصبح من الممكن أن نكون أبناء الله, وندخل فى عشرة معه بالصلاة والإنجيل والتناول.
3- وحياتنا الأدبية
فحين سقط الإنسان تمردت عليه الطبيعة, وصارت بعض الحيوانات مفترسة, بل هاهو فيروس "الإيدز" يدمر الإنسان كله... صار الإنسان فريسة للشيطان والأمراض والكوارث... ولكن حينما فدانا السيد المسيح بدمه الطاهر, أعادنا إلى الحضن الأبوى, فأصبحنا أولاد الله "أُنْظُرُوا أَيَّةَ محَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ" (1يو 1:3).. حتى أن الذين أمنوا به دعوا "أَوْلاَدَ اللهِ" (1يو 1:3). وامتدت الكرامة بنا من الأرض إلى السماء, حينما أعطانا أن نرث ملكوته, ونحيا معه فى مجده إلى الأبد.
4- وحياتنا الأبدية
"وَهَذِهِ هِىَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِىَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِى أَرْسَلْتَهُ" (يو 3:17). لقد فتح الرب يسوع أبواب الفردوس بفدائه المجيد.. وأعطانا أن نقوم من الأموات بأجساد نورانية, روحانية, سمائية, ممجدة.. حتى أن الرسول قال: إن الرب يسوع "أَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِى السَّمَاوِيَّاتِ" (أف 6:2).. "ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ" (مت 23:25). "مَنْ آمَنَ بِى وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يو 25:11). "إِنِّى أَنَا حَىٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ" (يو 19:14). "هُوَذَا مَسْكَنُ الله مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ. وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِى مَا بَعْدُ" (رؤ 3:21-4).
ثالثا المسيح مثالنا ومعلمنا
السيد المسيح هو "القدوس" (أى أن قداسته غير محدودة), ولكنه أعطانا بالروح القدس أن نثمر 9 ثمار (غل 22:5) وهى: "مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ".
ولم أجد أجمل من كتاب قداسة البابا شنوده الثالث (ثمر الروح)، الذى أورد لنا فيه دراسة روحية مفصلة عن هذه الثمار، وها هى بعض أقوال قداسته:
1- المحبـــــــة
- "كثير من الناس سلكوا فى حياة التوبة من الخارج، ولم يسلكوا فى الحب الذى من الداخل، فأصبحت بينهم وبين الله علاقات وممارسات وطقوس، وليس بينهم وبينه حب، ففشلت حياتهم". - "ادخلوا إلى عمق الحب. والمحبة لن تسقط أبداً".
- "بالحب يعيش الإنسان فى فرح دائم، يفرح بالرب الذى يقوده فى موكب نصرته".
2- الفــــــرح
- "وهنا نبدى ملاحظة، وهى الفرق بين اللذة والفرح".
- "اللذة خاصة بالجسد وحواسه. أما الفرح الحقيقى فهو خاص بالروح".
- "الفرح الحقيقى هو الفرح بالرب. فرح الوجود فى حضرة الرب، وفى عشرته".
- "اِفرَحوا فى الرَّبّ كُلَّ حينٍ، وأقولُ أيضًا: افرَحوا" (فى 4:4).
3- الســــــلام
- "سلام مع الله، وسلام من الله". - "سلام مع الناس".
- "سلام داخلى فى القلب بين الإنسان ونفسه". - "لا تجعل الخلاف يأتى بسببك".
- "كن واسع الصدر حليماً".
4- طول الأناة
- "الله نفسه طويل الأناة طويل الروح". - "إنه يطيل أناته جداً فى معاملة الخطاة".
- "للناس طباع يحتاجون فى تغييرها إلى طول الأناة".
- "بطول الأناة، لا يملكنا الغضب على الخطاة".
- "تأمل الشجرة كيف أنها لا تعطى ثمراً إلا بعد سنوات".
5- اللطـــــف
- "إن لم تكن لطيفاً فى تعاملك، فأنت شخص غير متدين على الإطلاق".
- "القلب العامر باللطف لا يوبخ كثيراً". - "ويكسب الناس بلطفه".
6- الصـــــلاح
- "الصلاح السلبى هو البعد عن الخطايا".
- "أما الصلاح الإيجابى، فتمثله التطويبات فى العهد الجديد".
- "والمطلوب من الإنسان أن يسلك فى الأمرين معاً: البعد عن كل أنواع الخطايا من الناحية السلبية، والسلوك فى كل الفضائل إيجابياً".
7- الإيمــــــان
- "هناك إيمان فى العقيدة، وإيمان فى ممارسات الحياة العملية".
- "الإيمان الحقيقى، يظهر واضحاً فى حياتنا العملية، فى ممارستنا، فى علاقتنا بالله والناس".
- "هذا هو الإيمان العملى".
8- الوداعــــة
- "لأن الشخص الوديع يكون غالباً محبوباً من الجميع على هذه الأرض أيضاً. فيكسب الأرض هنا وأرض الأحياء هناك".
- "وقد كانت الوداعة هى سمة المسيحيين منذ البدء".
- "الإنسان الوديع هو الإنسان الطيب المسالم".
- "هو إنسان هادئ فى كل شىء".
9- التعـــــفف
- "اللسان العفيف، هو لسان مؤدب ومهذب".
- "عفة القلب هى عفة المشاعر والعواطف والأحاسيس، وعفة المقاصد والنيات والرغبات".
- "عفة الفكر والقلب تتعلق أيضاً بعفة العقل الباطن".
- "عفة الجسد هى بعده عن كل شهوة جسدية رديئة".
الرب يجعل من مهرجان 2011 بركة روحية لنا جميعاً, حينما يصير السيد المسيح: حياتنا ومثالنا, خلاصنا وقيامتنا.
شعار مهرجان 2011 :
مسيحنا يا سرّ حياتنا :: إنت معنى عمرنا
بيك أنا اتحرّك واعيش :: لأنك نبض قلبنا
روحك الساكن جوّانا :: فيه سلامنا وفرحنا
الكنيسة سما ببخورها :: هى سفينتنا الروحانية
إنجيلنا دليل لخلاصنا :: تعاليمه حيّة سماوية
وإلهنا أعظم رُبّان :: وهو طريق الأبدية
لتحميل جميع كتب أسقفية الشباب من هنا
لتحميل الألحان تحميل مباشر قم بزيارة الموقع الرسمي للمهرجان من هنا