الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للجمهورية :
عزازيل بدأت بخدعة.. ومؤلفها لا يعرف حرفاً واحداً في اللغة السريانية
لائحة انتخاب البطريرك مناسبة.. ويكفي أنها جاءت باثنين من أعظم بابوات الكنيسة المصرية
لا نلتزم بأحكام الطلاق والزواج الثاني ..لأنها تخالف تعاليم الإنجيل
الهجوم علي الكنيسة.. يزيد من التفاف الأقباط حولها
أنا لست اثناسيوس القرن الواحد والعشرين والبابا شنودة هو حامي الإيمان الأرثوذوكسي
سامح محروس - جريدة الجمهورية
هذا الرجل هو أحد الشخصيات البارزة والمؤثرة في الكنيسة القبطية. صولاته
وجولاته مع كثير من القضايا الإيمانية والعقائدية جعلته ضيفا دائما علي
كثير من الصحف الخاصة والمستقلة ودفعت به لكي يحتل صدارة عناوينها
ومانشيتات صفحاتها الأولي فالكل يتحدث عنه والغريب أن الحديث عنه لم يتخذ
نقطة وسطاً.
[center]محبوه يرون أنه أثناسيوس القرن الحادي والعشرين في الكنيسة
القبطية ويعتبرونه حامي حمي الإيمان المسيحي في مصر ومنتقدوه يصفونه بأنه
الأسقف الحديدي والشخصية الفولاذية في الكنيسة وصاحب المحاكمات الكنسية
المثيرة للجدل.
وما بين هذا وذاك تشكلت أكثر من صورة ذهنية للرجل في مخيلة قراء الصحف.
إنه الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة
وسكرتير المجمع المقدس والمسئول عن ملف المحاكمات الكنسية وأبرز المهتمين
بشئون العقيدة وغير ذلك الكثير من المهام التي يتولاها الرجل داخل
الكنيسة.
وربما كان الاهتمام بالحديث عن الأنبا بيشوي أو معه راجعا لتعدد وتنوع
المجالات التي يشرف عليها وربما كان هذا أيضا هو السبب الرئيسي الذي جعل
منه تلك الشخصية المثيرة للجدل علي صفحات الصحف.
قبل إجراء هذا الحوار: لم أر الأنبا بيشوي في حياتي سوي ثلاث مرات في
مناسبات عامة دون أن يدور أي حوار مباشر بيني وبينه غير أنني أعترف بأنه
قد تشكلت لدي صورة ذهنية دفعتني لاتخاذ جانب كبير من الحيطة والحذر قبل
إجراء هذا الحوار معه غير أنني أعترف بأنه ما إن شرعت في توجيه الأسئلة
إليه حتي وجدته مرحبا بالإجابة علي كل سؤال مهما بلغت حدته أو حساسيته ولم
ألمس في شخصيته أي جانب حديدي أو فولاذي كما كنت أتصور الأمر الذي دفعني
لطرح كل ما أحمله في أوراقي الخاصة من ملاحظات وتساؤلات في هذا الحوار
الذي بدأ في الساعة الحادية عشرة من مساء الأربعاء الماضي وامتد حتي
الساعة الثالثة والثلث من صباح يوم الخميس.
في هذا الحوار الذي تنفرد به "الجمهورية" واجهنا الأنبا بيشوي بكثير من
القضايا الملتهبة وسألناه عن رأيه في هجوم بعض الصحف عليه وتقييمه لتناول
هذه الصحف للشأن القبطي وماذا يقول عن المحاكمات الكنسية وسبب عدم تنفيذ
الكنيسة لأحكام الطلاق والزواج الثاني الصادرة من المحاكم المختلفة ورأيه
في لائحة انتخاب البطريرك وماذا فعل عندما قرأ رواية عزازيل وغير ذلك
الكثير من الموضوعات فإلي تفاصيل الحوار:
*قلت للأنبا بيشوي: الملاحظ ان هناك اهتماما إعلاميا متزايدا خلال الفترةالأخيرة بقضايا الأقباط فما رأيك في هذا التناول الإعلامي للشأن القبطي؟وهل هو مفيد أم ضار للمجتمع والكنيسة؟- قال: الخط الإعلامي الرسمي كان دائما يتجاهل الأقباط إلي حد كبير ما عدا
أيام الأعياد ثم شنت إحدي المجلات حملة علي الكنيسة منذ نحو 15 سنة ثم
توقفت وطبعا كان من الواضح ان هذه المجلة تسعي إلي زيادة توزيعها علي حساب
الكنيسة كما ان لديها ميولا مضادة للأديان وكانوا في بعض الأحيان يستلمون
الجماعات الإسلامية بالهجوم ولذلك تناولوا الكنيسة أيضا بالهجوم رغبة منهم
في تحقيق توازن لديهم وبعد ذلك صدرت صحف كثيرة جداً وبدأت تبحث عن موضوعات
الإثارة عموما بهدف زيادة توزيعها وبدأت هذه الصحف في تقليد بعضها البعض
فيما استمرت الصحف القومية في تجاهل الأقباط فيما عدا الأعياد.
وأنتهز هذه الفرصة لأقول إن "الجمهورية" عندما بدأت في نشر صفحة "أجراس
الأحد" فإن هذا يعد تطورا ايجابيا ليس بهدف الإثارة ولكن من أجل توسعة
الرؤية الإعلامية وتحقيق الموضوعية ونحن نشكر جريدة "الجمهورية" علي هذه
المساحة التي تخصصها للأقباط.
ويستطرد قائلاً: من المؤسف أن أغلب من تعاملوا مع الصحف كانوا من أصحاب
الآراء المتطرفة بين المسيحيين أو أصحاب المشاكل فلم يكن هناك توازن
وعندما وجدت الكنيسة أن هناك هجوماً ظالما عزفت عن تلك الصحف وكان الأجدر
بهم أن يسألوا الكنيسة قبل أن ينشروا حتي يكون هناك توازن في النشر ولكن
علي العموم برغم كل الإساءات التي وجهوها للكنيسة فإن الأقباط بطبيعتهم
يلتفون حول الكنيسة في أوقات الضغط عليها وهذا ثابت عبر التاريخ وهذا هو
ما حدث بسبب موجة الهجوم الإعلامي ويمكن ان تلمس ذلك في احتفالات القديسين
والمناسبات المختلفة مثل عيد جلوس قداسة البابا حيث ازدادت شعبية قداسة
البابا وآباء الكنيسة الذين تهاجمهم هذه الصحف.
كما أن كثرة الحديث عن الأمور الخاصة بالكنيسة جعلت الأقباط يبدون وكأن
لهم أهمية كبيرة في مصر بعد ان كان هناك تجاهل لوجودهم ولكن هذا لا يعني
أننا نرحب بالتجريح والإساءات التي توجه للكنيسة وهنا أذكر ما قاله يوسف
لإخوته الذين ألقوا به حينما صار ملكا علي مصر "أنتم قصدتم شرا والرب قصد
بي خيرا". ونحن نعلم ان الكنيسة والعقيدة المسيحية صامدة عبر القرون
والأجيال
* قلت مقاطعا: ولكن ماذا تفعل حين تتعرض للهجوم علي المستوي الشخصي؟ - قال الأنبا بيشوي: السيد المسيح قال: طوبي لكم إذا طردوكم وعايروكم وقالوا فيكم كل شر من أجلي كاذبين.
نحن نأخذ كرامة في الكنيسة كقيادات علي اعتبار أن الأسقف يصير ممثلا للسيد
المسيح فلما أتعرض للتجريح أقول: ذلك هو الشيء الذي له أجر في السماء
ولذلك فالهجوم لا يؤثر في شخصي.
وقال: قال موسي للشعب عندما كان فرعون يريد أن يقتلهم وأمامهم البحر
الأحمر: قفوا وانظرو خلاص الرب. الرب يدافع عنكم وأنتم تصمتون فلذلك نحن
نعلم يقينا ان الحقيقة هي التي تدوم وان "الكذب مالوش رجلين" وأعطيك مثالا
علي هذا الأمر ان احدي الصحف نشرت صورتي بدون العمة والزي الكهنوتي
ورسمتني وكأنني أرتدي جلبابا أبيض مقطعاً وحافي القدمين وقالت "المعزول"
وقالت الصحيفة ان قداسة البابا عند عودته من رحلته العلاجية الطويلة في
الولايات المتحدة أول قرار سيتخذه أنه سيعزلني من المناصب الكنسية فلم أرد
عليهم وعند استقبال قداسة البابا بعد عودته لشيخ الأزهر وعدد من قيادات
الدولة نشر قداسته صورة في مجلة الكرازة مع هؤلاء ومع الصورة تعليق يقول:
الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يظهر في الصورة فخاب ظنهم وضاعت
مصداقيتهم وكنت عدت مع قداسة البابا في نفس الطائرة الخاصة من الولايات
المتحدة.
* المحاكمات الكنسية أحد الملفات الشائكة والمثيرة للجدل في الكنيسة ماذا يحدث وما هي الضمانات في تلك المحاكمات؟ - قال الأنبا بيشوي: أرد عليهم بقول الإنجيل: زمرنا لكم فلم ترضوا نحن لكم فلم تبكوا.
عندما لم نكن نعلن قرارات التجريد في الصحف استغلت إحدي الصحف المستقلة
الوضع ونشرت ما أسمته فضائح عن أحد الرهبان وكان قد صدر ضده قرار تجريد من
الرهبنة من قبل قداسة البابا وكانت الصحيفة قد اعتبرت ان الكنيسة استهانت
بالقيم لأنها لم تحكم علي هذا الراهب فحرصنا بعد ذلك علي ان تنشر كل
قرارات تجريد الرهبان والكهنة في صحيفة الأهرام.
ولذلك فإذا لم نصدر أحكاما يمارسون ضدنا تشهيرا وإذا أصدرنا أحكاما يقولون
إنها محاكم التفتيش والشواية وهنا نتساءل: ألا توجد محاكم في الدولة؟
محاكم ابتدائية واستئناف ونقض ودستورية وإدارية ألا تصفق الجماهير حينما
يعاقب سفاح أو مغتصب يتعدي علي شرف الناس فلماذا لا يهاجم القضاة بسبب
أحكام متنوعة ومتفاوتة في الدرجة بينما المحاكم الكنسية مطلوب منها ألا
تحكم علي أحد وإذا لم تحاكم فرضا تبدأ عمليات التشهير بسمعة الكنيسة.
* ولكن لماذا لا تنشر حيثيات تلك المحاكمات حتي يطمئن الجميع؟
- أحياناً يطالبوننا بنشر حيثيات المحاكمات ولكن نظرا
لأن المحاكمات قد تشتمل علي بعض الأمور التي تمس سمعة العائلات أو سمعة
الكهنوت فلذلك لا تنشر هذه الأمور علي الرأي العام ويكتفي بنشر الحكم فقط
أو التحذير في الأمور الخاصة بأموال الكنيسة أو الفقراء ولكن هذا لا يعني
عدم وجود شفافية في المحاكمات الكنسية لأن لدينا مجالس اكليريكية فرعية
برئاسة الأساقفة والمجلس الاكليريكي العام برئاسة قداسة البابا وحاليا أنا
أنوب عنه في المحاكمات الكنسية ولكنه يحضر في بعض الحالات بنفسه كما انه
يطلع علي ملف القضية قبل تأييد الحكم وإلي جوار ذلك فإن المجلس الاكليريكي
العام يضم عدة أعضاء أحدهم حاليا محام سابق وأستاذ للقانون في الكلية
الاكليريكية ويضم عضواً آخر هو أسقف عام سكرتير قداسة البابا وعضو آخر هو
كبير كهنة الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية في العباسية ويوجد أيضا
المجمع المقدس الذي يضم تحت رئاسة البابا الآباء المطارنة والأساقفة داخل
مصر وخارجها وكذلك الأساقفة العموميون ورؤساء أديرة الرهبان ووكلاء
البطريركية حيثما وجدوا ويستطيع كل شخص ان يستأنف الحكم من درجة كنسية إلي
أخري حتي لو وصلت إلي المجمع المقدس ومن حق كل سلطة كنسية ان تطلع علي ملف
القضية بالكامل علماً بأن المجمع المقدس يضم في عضويته أكثر من 80 عضواً.
وكل من تمت محاكمته تجري مناقشته في كل التهم الموجهة إليه ومن حقه ان
يطلب استدعاء بعض الشهود ومن حقه ان يواجه بعض المدعين عليه إلا في
الحالات الحساسة جدا ولكن نحن لا نكتفي بشكوي من جهة واحدة ولا نكتفي
بشهادة الشهود فقط ولكن نبحث الأمر من جميع جوانبه وعادة تكون الأحكام
خفيفة إذا كانت الأخطاء لم تتكرر علي مدي زمني طويل وقد أعلن قداسة البابا
عدة مرات كما أعلنت أنا في الصحف والمجلات ان الذي يشعر بأن هناك حكما
ظالما ضده فليطلب كتابة وبتوقيعه فتح الملف علي مساحة أوسع فلم يطلب أي
راهب أو كاهن ممن تمت محاكمتهم فتح الملف الخاص به أمام جماعة أوسع من
المحفل الذي حكم.