ســـر خيانة يــــهوذا

*********
لايمكن
ان نتذكر ملحمة الصليب بدون ان نتعرض ليهوذا وخيانته ... ولم يطلق اسمه
علي جنس البشر برغم وجود تلميذ آخر بنفس الأسم .. يهوذا ، لبائوس ، تداؤس
.....
لكن
أرتبط الأسم بالخيانه والغدر . بل ان اسمه دائما في الإناجيل الأربع اقترن
بــ ( الذي أسلمه ) ولما كان يذكر أسم يهوذا الآخر كان يقال " ليس
الأسخريوطي " حتي لا يرتبط أسمه بذلك الخائن .. فعل يهوذا قاده للعار حتي
من اسمه .. ومن أيام المسيح حتي الآن لا يوجد أسم مولود اقترن أسمه بيهوذا
..
حتي ولو نبذنا الأسم .. ولكن الفعل مستمر ومتكرر يوميا ..
كلمة
اسخريوطي – مصدرها كلمتين بالعبرية .. ايش أو ايس بمعني ( رجل ) ، قريوط (
بلدة صغيرة قريبة من أورشليم ) لذلك فمعني الأسم رجل قريوط أو ابن قريوط .

************
وكان
يعرف عن أهل اليهودية التدين لقربهم من أورشليم ومن الهيكل ومن العبادة
والأرجح ان عائلة يهوذا هكذا ، حتي انهم سموا ابنهم يهوذا نسبة ليهوذا بن
يعقوب أو ليهوذا المكابي في فترة المكابيين بين العهدين وكان زعيم ديني
وسياسي مشهور وقام بحركة كبيرة لتحرير اليهود من سلطة اليونانيين .

**************
من
اكبر مكاسب يهوذا ومميزاته اختياره من بين الـ 12 تلميذ للمسيح . وكان
يهوذا مثقف شأن كثير من أهل اليهودية لذلك كان مختلفا بعض الشيء عن سائر
التلاميذ الجليليين فاختير أمينا للصندوق وترك بلاده وتبع المسيح لأن
اليهودية بعيده عن الجليل .

*************
عاش
يهوذا مع المعلم .. معه أكل ، ومعه تعلم ومعه سمع الأحاديث ، معه شاهد
المعجزات بل غالبا أجري هو بشخصه معجزات باسم المسيح كسائر باقي التلاميذ .
لم يرد لنا انه كان اقل من باقي التلاميذ

وهناك سؤال ملح .. هل الـــ 30 من الفضه سبب الخيانه ؟؟

يهوذا.. وهو طماعا وغير امين ومختلسا للصندوق .
فهل الــ 30 من الفضه هي الثروة الهائله التي تدفع يهوذا ليبيع سيده بها ؟

ولكن الم يكن افضل له ان يظل امينا للصندوق ؟؟؟؟

ولكن يهوذا كان متطرف التعليم ، تطرف الجاهل !!
مت 27 : 3 – "حينئذ
لما رأي يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضه إلي رؤساء
الكهنه والشيوخ قائلا قد أخطأت اذا سلمت دما بريئا "

تأمل معي الآيه ..
هل كان يهوذا يعتقد ان تسليمه ليسوع سوف لا يؤدي إلي ادانته ؟؟؟؟
وماذا كان يريد من ذلك ؟؟؟

*************
الأجابة !!!
يهوذا كان ضمن جماعه الغيورين . هذه الجماعه كانوا يتوقعوا مجيء المسيا ليعيد اليهوديه لمجدها القديم
ويهوذا وهو احد الذين تشبعوا بهذا الفكر كان مملوء حبا للمجد الأرضي والأطماع الدنيويه !
وعندما
تقابل يهوذا مع المسيح رأي فيه الشعبيه والقدره والمعجزات وجذب الجماهير
.. لذلك وجد في تبعيته للمسيح فرصه لتحقيق اطماعه .. واكتساب العالم بالقوة
والسياسه الدنيويه

الشيطان
الذي همس لبطرس فقال حاشاك يا رب ان تفعل ذلك ! ذاك الشيطان الذي لم يجد
في بطرس المجال وجده في يهوذا ، ذلك التلميذ الذي كان مطمعه من يسوع السلطان السياسي الأرضي .
فنجد
يهوذا ترتفع درجات فرحه مع دخول المسيح اورشليم بل تعلو نشوته حين طرد
يسوع الباعه من الهيكل ، الأمل يقترب الملك الأرضي اقترب من الجلوس علي
العرش . ولكن متي يعلن يسوع الأنقلاب الأرضي هذا الأنقلاب الجماهيري الذي
يستولي به يسوع علي السلطه .

وكانت صدمة يهوذا وهو يسمع يسوع يتكلم عن الصلب وعن الناردين للتكفين ....
صلب ايه ؟؟؟ وتكفين ايه ؟؟؟؟ انا عاوز نصر ، عاوز ملك ، عاوز سلطان !!

*************
هنا
لم يجد يهوذا حلا إلا دفع المسيح مرغما ان يحقق اهدافه عن طريق المواجهه
بين يسوع وكهنة وشيوخ اليهود ... هذا الذي استطاع ان يشفي امراض وله سلطان
علي البحار وقوي الطبيعة وله سلطان علي الموت بمعجزات اقامة الموتي سهلا
عليه ان يحقق انتصارا علي كهنة وشيوخ اليهود وسوف تتحقق آماله المتطرفه
بتسليم المسيح فتأتي المقابله سريعا !!
اراد
يهوذا ان يخضع كل شيء لتطرفه وارادته حتي ولو بتسليم المسيح مع عدم المانع
من تحقيق مكاسب ماديه .. ولكن عندما اكتشف يهوذا انه فشل في مخططه ولم يري
المسيح ملكا ارضيا ولم تتم المواجهه ولا اعلان السلطان الدنيوي . بل شاهد
يهوذا انه دفع المسيح للصلب ، ندم ...
ولشعوره بذاته وغروره سقط في اليأس القاتل وشنق نفسه . ندم لكنه لم يتب لم يبكي بكاءا مرا كما فعل بطرس .
هذا هو يهوذا وتلك نظرة يهوذا للمسيح

*********************
وأنت .. هل تنتظر الملك الأرضي الذي يبيد اعداءك
الذي يفرض سطوته وجبروته
أم تنتظر الملك السماوي ..