موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 12:04 pm
ما هو مفهوم الزواج في الدين المسيحي؟
إن مفهوم الزواج في الدين المسيحي هو سنة مقدسة من الله تعالى. هو رباط روحي يرتبط فيه رجل واحد وإمرأة واحدة، ويعرف هذا الرباط بالزواج، الذي يتساوى فيه كل من المرأة والرجل فيكون كل منهما مساويا ومكملا للاخر وذلك بحسب شريعة الله القائلة: "لذلك يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونا جسدا واحدا". (تكوين 24:2). فكلمات الله عز وجل تعني أنه عندما يتزوج رجل بامرأة فإنه يكملها وهي تكمله، ويذوب كيان كل واحد منهما بالاخر في المحبة المتبادلة والتفاهم، وذلك بحسب وصيته تعالى القائلة: عندما يتزوج رجل بإمرأة فانهما "ليسا في ما بعد اثنين بل جسد واحد" (متى 6:19) وهذا يعني ان رباط الزواج يجب أن يدوم بين الرجل والمرأة في محبة الله ومخافته، إذ ينبغي على الرجل أن لا ينظر إلى زوجته بأنها أدنى منه مرتبة أو أنها عبدة للمتعة الجسدية والخدمة المنزلية، فهي نصفه الاخر الذي يكمله وواجب عليه أن يحافظ على هذا النصف محافظة تامة كما يحافظ على نفسه ويحبه كما يحب نفسه تماما. كما ينبغي على المرأة أن تحافظ على زوجها كما تحافظ على نفسها تحبه وتحترمه وتحافظ على قدسية الزواج وعليها أن تنتظر اليه كنصفها الاخر المكمل لها وكحصن لها يدافع عنها ويصونها لانه كما أن المسيح هو رأس الكنيسة فكذلك الرجل هو رأس المرأة فعلى كل من الرجل والمرأة أن يحب شريكه كنفسه والمفروض أن يدوم هذا الرباط الزوجي رباط مقدس حتى الموت لان ما جمعه الله لا يفرقه إنسان (متى 6:19) هذا هو مفهوم الزواج في الدين المسيحي.
هل يسمح الدين المسيحي الزواج من فتاة غير مسيحية أو العكس؟
الكتاب المقدس يتحدث عن ذلك في رسالة كورنثوس الثانية 14:6 ،15 قائلاً:
"لا تدخلوا مع غير المؤمنين تحت نير واحد. فأي إرتباط بين البر والإثم؟ وأية شركة بين النور والظلام؟ وأي تحالف للمسيح مع إبليس؟ وأي نصيب للمؤمن مع الغير المؤمن؟".
كم زوجة يجب على الرجل ان يتزوج بحسب تعاليم الإنجيل المقدس؟
إن التعاليم المسيحية المستمدة من الإنجيل المقدس تُعلم إنه على الرجل ان يرتبط بزوجة واحدة فقط فالزواج بحسب مفهوم الدين المسيحي هو سنة مقدسة رتبها الله تعالى، يرتبط فيها الرجل والمرأة برباط روحي يعرف برابطة الزواج. وفي هذه الرابطة المقدسة يتساوى الرجل والمرأة، ويكون كل واحد منهما مكملا للآخر، وذلك بحسب شريعة الله القائلة "لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونا جسداً واحداً" (تكوين 24:2).
وهكذا نلاحظ ان الزواج في الدين المسيحي أمر مقدس وتطلق عليه الكنيسة المسيحية لقب "سرّ الزواج". وعلى الرجل أن يقترن بامرأة واحدة يكون واياها كانهما جسد واحد ينمو في المحبة والتفاهم والتضحية ومخافة الله.
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 12:23 pm
شروط الزواج المسيحى
الزواج هو من أقدم الأنظمة التي رتبها الله للإنسان. وقد عرفه الإنسان قبل ظهور الحكومات والمؤسسات وكافة الأنظمة الأخرى. تأسس نظام الزواج يوم خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى في الجنة أنشأ الله آدم وحواء فأبدع في خلقهما ووضعهما في الجنة وقال لهما: "أثمرا وأكثروا واملأوا الأرض".
استباح بعض الناس أنواع مختلفة من الشهوات والممارسات الجنسية مستهينين بالوسيلة المثلى التي أرادها الله سبحانه. وظن البعض الآخر أن الجنس في حد ذاته نجاسة وعار لا يجب الحديث عنه إلا في الظلام فقط. هذا في حين أن الله سبحانه لم يخلق شيئاً معيباً أو نجساً، لكن تفكيرنا السقيم هو مصدر النجاسة والعيب . لقد وهب الله الإنسان حكمة وغريزة جنسية طاهرة طالما لم يسئ ذلك الإنسان استخدامه مع غير زوج واحد أو زوجة واحدة. حيث خلق الله آدم واحد، وحواء واحدة معبرا عن إرادته في أن يكون للإنسان زوج واحد أو زوجة واحدة، كنموذج لعدم الشرك بالله سبحانه ولو جزنا في المصاعب معه.
فالزواج إذا هو:
(1) نظام إلهي (تكوين1: 28)
(2) شركة طاهرة (تكوين2: 18)
(3) تعاون طاهر (جامعة4: 9-11)
(4) إشباع لاحتياج طبيعي (1كورنثوس7: 1-4)
(5) يؤدى إلى بقاء الجنس البشرى (تكوين9: 1)
(5) رباط دائم في شتى الظروف: في السراء والضراء،في الصحة والمرض....(عبرانيين13: 4)
شروط الزواج المسيحي:
(1) روحياً: يشترط أن يكون الطرفان مسيحيين مؤمنين. (2كورنثوس6: 14-17)
(2) نفسياً: أن يكون الطرفان مسيحيين ناضجين من خلفية واحدة - تعليم متقارب - اهتمامات متقاربة- على أن يكون سن الشاب أكبر قليلاً من الفتاة.
(3) صحياً: أن يكون الشخصان صحيحين عقلياً. (4) شرعياً: موافقة الطرفين بدون إجبار.
ما هو الوقت المناسب للزواج ؟
(1) عندما يقودك الله، وبعد أن تكون صليت كثيراً من أجل هذا الأمر طالباً مشورة الله.
(2) انتظر حتى تشعر بحب طاهر نحو شخصية معينة لأن حب الشهوة لا يبنى بيتاً سليماً (1كورنثوس13).
(3) انتظر حتى ترى أنك قادر على تحمل مسئولية الزوجة (والزواج).
فيجب أن تكون هناك فترة للخطبة يعلن عنها في الكنيسة على أن تكون فترة الخطوبة بعيدة عن كل دنس وذلك لأنها أساس لحياة مقدسة طاهرة. ولا يوجد زواج في السر مهما كان بل يجب أن يكون الزواج معلناً في الكنيسة. إذا شك أحد الطرفين في صلاحية الأخر قبل الزواج ، فعليه تأجيل الزواج لحين التأكد من الطرف الآخر، وذلك لأن عهود الزواج ملزمة للطرفين معاً ولكل واحد أيضا على حدة حتى ولو لم يلتزم الطرف الأخر . لأن قانون الزواج ليس قانونا بشريا ملزما أمام البشر بل هو قانون إلهي والتزام أمام الله.
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 12:32 pm
الزواج فى المسيحية
عقد روحانى لارجعة فيه للأقباط شروط و«طقوس» خاصة بالزواج يحدثنا عنها القمص بولس عبد المسيح فيقول إن كلمة طقس من أصل يوناني «طقسس» وهي تعني الترتيب والنظام وترتيبات أو مراسم الزواج في المسيحية علي مرحلتين المرحلة الأولي وهي الخطوبة ومراسمها باعتبارها وعدا بالزواج ودور الكنيسة مباركة هذا الاتفاق إلي أن يتم الرضا الكامل بالزواج ويتم تلبيس الدبلة في اليد اليمني للعروسين والدبلة إشارة للرباط بين الزوج وزوجته وعندما تنتقل في الزواج من اليمين إلي الشمال لأن اليد اليسري بها عصب يوصل إلي القلب باعتباره يقع جهة اليسار..
وعن عقد الزواج يقول إن هناك عقدين الأول هو عقد ديني مسجل بالكاتدرائية وهو عبارة عن أمر ديني للكاهن بأن يقوم بالزواج بناء علي عقد الخطبة الذي يؤكد أنه لاتوجد موانع دينية، أما العقد المدني فهو عقد يتم توثيقه في المحكمة والسجل المدني ويقوم به مندوب وزارة العدل وهو كالمأذون وله مأذونية عقد القران في منطقة معينة وهو مطابق لعقد المسلمين في إجراءاته والاختلاف الوحيد عبارة تستهل به صفحته الأولي «عقد زواج خاص بغير المسلمين»
وعن أطراف الزواج في المسيحية يقول القمص بولس إن هناك 3 أطراف في الزواج لكل منها دور الطرف الأول هو الزوجان ووالد كلا الزوجين و الكاهن وهو ممثل الكنيسة، فبالنسبة للأب فيقوم بتسليم ابنته لزوجها ويزفها إليه فيسلمه سلطته عليها من بعده فيقول الكاهن في صلاة الإكليل" فهو المسئول عنك بعد والدك" وهذا الطقس مأخوذ من قصة قديمة ذكرت في سفر طوبيا بالكتاب المقدس حيث قام الوالد الحما «راعوئيل» بتسليم ابنته سارة إلي زوجها طوبيا الابن..
وهناك دور آخر يطلب من الوالدين ويعلن في مراسم الزواج حيث يوصي بأن يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته وفي هذا درس وعظة للوالدين بعدم التدخل في حياة أبنائهم بعد الزواج في الوقت ذاته تذكر الكنيسة العروسين ببر الوالدين وطاعتهما «أكرم أباك وأمك لتطول أيامك علي الأرض»
ويأتي دور الكاهن الذي يقوم بطقوس الصلاة فيبدأ بسم الله وصلاة الشكر التي تبدأ بها صلوات الكنيسة عموما لشكر الله في الصحة والمرض في النعم والابتلاء أما بقية الصلوات فالجزء الأول منها تعليمي يبدأ بقراءة فصل من رثاء معلمنا بولس وفصل من إنجيل معلمنا متي والقراءة تتجه للتأكيد علي أن الزواج مقدس وعلي أنه لايتم فيه الطلاق لأي سبب من الأسباب وتؤكد القراءات علي أن الزواج رباط من صنع الله فقد خلق كل ذكر وأنثي وجمعهما برباط مقدس فما يجمعه الرب لا يفرقه إنسان.. فلا يحدث الطلاق إلا بعلة في الدين المسيحي تطلب أن تكون هناك ضرورة للانفصال مثل علة الزني أو العجز الجنسي أما الإرادة المنفردة للزوج في تطليق زوجته فقد يصاحبها استغلال خاطئ للسلطة..
وهناك جزء ثان يتعلق بالتقديس فيقول القمص بولس إيماننا في الزواج أنه ليس رابطة وعقداً فقط وإنما هو سر مقدس يحل فيه الروح القدس فيبارك العروسين ويجعلهما جسدا واحدا بعد أن كانا جسدين..
أما الجزء الثالث فهو الصلاة ويطلب فيها الكاهن مباركة هذا الزواج كما بارك سيدنا إبراهيم يوسف وكما بارك يعقوب زواج إسحاق من «رفأ» وهي تذكرة لنماذج واقعية في تاريخ البشرية.. فهذه الطقوس ليست وليدة اليوم..
والجزء الرابع تتم فيه المباركة بوسائل طقسية منها الرشم بالزيت ووضع أكاليل علي الرأس والرشم عليها بالبركة ..
وفي الجزء الخامس يقوم الكاهن بتسليم الزوجة لزوجها وباعتباره ممثل الكنيسة فهو بذلك تسلم زوجته من يد الله وهي لحظة تتجلي فيها فرحة الزوج وقد صارت عروسه زوجة له..
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 12:37 pm
السؤال:
ما هو المسموح والغير مسموح به في الزواج المسيحي من الناحية الجنسية؟
الجواب: الكتاب المقدس يخبرنا أن "ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد، والمضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله" (عبرانيين 4:13). الكتاب المقدس لا يذكر أي شيء عن ما هو مسموح أو غير مسموح به في الزواج من الناحية. ولكن يوصي الكتاب الزوج والزوجة " لا يسلب أحدكم الآخر، الا أن يكون علي موافقة، الي حين، لكي تتفرغوا للصوم والصلاة، ثم تجتمعون أيضاً معاً لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" (كورنثوس الأولي 5:7). وهذا الجزء يوضح لنا مبدأ العلاقة الجنسية في الزواج. فأن أي شيء يجب أن يتم برضا الزوج والزوجة. ولا يجب علي أي طرف الضغط علي الطرف الآخر لممارسة أي شيء غير مريح أو يعتقد واحد منهم أنه نجس. ولكن ان اتفق الزوج أو الزوجة علي أي شيء كان فأن الكتاب المقدس لا يمانع.
ولكن هناك بعض الأشياء التي لا تتفق مع تعاليم الكتاب المقدس في الناحية الجنسية من أي زواج وأن اتفق الزوج والزوجة علي ممارسته. فمبدأ "تبادل الزوجات" أو تعدد الزوجات" هو زني (غلاطية 19:5 و أفسس 3:5 وكولوسي 5:3 و تسالونيكي 3:4). الزني خطيئة وانت كانت بعلم الزوج أو الزوجة. ومشاهدة الأفلام والصور الأباحية خطيئة "لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم" (يوحنا الأولي 16:2). وفيماعدا ذلك لا يوجد أي شيء في الكتاب المقدس غير مسموح به في الزواج – حالما تتم ممارسة العلاقة برضاء الطرفين.
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 4:20 pm
عفة الزواج المسيحي
غرض الزواج المسيحى في أصله:
1- الأصل في الزواج المسيحى هو إنجاب البنين. ولذلك يقول العلامة اثيناغوراس ناظر مدرسة الإسكندرية اللاهوتية في القرن الثانى " كل واحد منا ينظر إلى زوجته التي تزوجها حسب القوانين التي وضعت بواسطتنا ، وهذه فقط لغرض إنجاب البنين، وكما أن الزارع يلقى بذاره في الأرض منتظرا المحصول، ولا يلقى فيها أكثر،هكذا معنا...".
ويعلق القديس اوغسطينس على غرض إنجاب البنين فيقول: "إن رابطة الزواج من القوة بحيث – على الرغم من أنها ربطت بقصد إنجاب البنين – إلا أنها لا يمكن أن تُحَل بسبب عدم إنجاب البنين. وليس مصرحا تطليق العاقر. ولا يمكن أن يتزوج شخص أزيد من زوجته الحية".
ويقول العلامة كليمنضس الإسكندرى " الزواج هو أول رابطة بين الرجل و المرأة لإنجاب بنين شرعيين".
2- وهناك غرض آخر ورد في بدء الخليقة عند خلق حواء وهو قول الله " أصنع له معينا نظيره" (تكوين18:2). وفى هذا يقول القديس أوغسطينوس " ليس الزواج لإنجاب البنين فقط، وإنما أيضا لأجل التكوين الطبيعى للجماعة " "التعاون الاجتماعى" ويستطرد " إن شهوة الجسد تخفف بواسطة المشاعر الأبوية ومشاعر الأمومة".
غرض آخر لأجل الضعفاء:
3- على أن بولس الرسول أضاف غرضا آخر في رسالته الأولى إلى كورنثوس حيث قال " حسن للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها... لأن التزوج أصلح من التحرق" (9،2،1:7). وهكذا كما قال القديس أوغسطينوس " ليس لإنجاب البنين وإنما لأجل الضعف وعدم ضبط النفس".
وجوب الاعتدال والعفة في هذا الغرض العرضى:
4- يقول القديس أوغسطينوس "ففى الشئ المصرح به، ينبغى أن يكون هناك اعتدال سواء بالنسبة إلى الرجل أو المرأة، حتى لا تنفجر الشهوة، وتقود إلى غير المصرح به. لذلك فزينة الأزواج هى عفة الإنجاب والإخلاص في الخضوع لطلبات الجسد". ويعترض القديس على الانغماس في الشهوة، الأمر الذى يتعارض وقدسية الزواج المسيحى فيقول "كل ما هو مخجل ومنحط مما يفعله المتزوجون ببعضهما البعض، ليس هو عيب الزواج وإنما عيبهما هما". ويقول عن هذا أيضا في كتاب آخر "فأنتم ترون إذن أن عفة المتزوجين والإخلاص لفراشهما المسيحى هما عطية الله (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولكن عندما تزيد الشهوة الجنسية، وتزيد عن حد المعاشرة الحسية اللازمة لإنجاب البنين، فإن هذا الشر ليس من الزواج وإنما هو عرضى"؟
والقديس أمبروسيوس يعتبر أن عدم العفة في الزواج هى زنا، إذ يقول "و لهذا فإن بولس الرسول يعلم العفة" الاعتدال "حتى في الزواج ذاته. لأن الذي ليس هو عفيفا في زواجه هو نوع من الزناة ويكسر قانون الرسول".
ويقول القديس كيرلس الأورشليمى "فليبتهج أيضا أولئك الذين إذا تزوجوا يستعملون الزواج قانونيا حسب فريضة الله، وليس للشهوة برخصة غير محدودة، الذين يعرفون مناسبات للامتناع ليتفرغوا للصلاة (1كو5:7)، والذين في اجتماعاتنا في الكنيسة يحضرون أجسادا نقية كالملابس النظيفة، الذين دخلوا إلى الزواج من أجل إنجاب البنين وليس من أجل الانغماس".
والقديس اغريغوريوس الناطق بالالهيات يقول عن الزواج " أنا أسمح به لأن الزواج مكرم عند الجميع والفراش غير دنس" (الرسالة إلى العبرانيين 4:13). إنه حسن للمعتدلين، ولكن ليس للشرهين، والذين يشتهون أن يعطوا الجسد أكثر من الإكرام الواجب له".
ويقول القديس إبرونيموس: "فإن كان المسيح يحب الكنيسة في قداسة وعفة و بدون دنس، فليحب الأزواج زوجاتهم في عفة". " ليعرف كل واحد كيف يقتنى إناءه في قداسة وكرامة" (1تس4:4). " ليس في شهوة مثل الأمم الذين لا يعرفون الرب" (1تس7:4).
أيام تمتنع فيها المعاشرة الزوجية:
5- وفى الزواج المسيحى لم تكتف الكنيسة بأن تكون المعاشرات الزوجية في عفة واعتدال، وفي بعد عن الانغماس في الشهوة، وإنما حددت فترات للامتناع عن فراش الزوجية بقصد التفرغ للعبادة.
وفى ذلك يقول القديس إيرونيموس "فليتحرروا أولا فترات قصيرة من قيد الزواج ويتفرغوا للصلاة. وعندما يذوقون حلاوة العفة، سيطلبون دوام تلك المتعة الوقتية [متعة البُعد عن المعاشرة]".
وهذا التفرغ للصلاة والصوم ذكره بولس الرسول في رسالته الأولى إلى كورنثوس حتى لا يتجرب الزوجان من الشيطان "بسبب عدم تعففهما" (5:7) والاصوام في المسيحية كثيرة، ولكن بعضها إجبارى على جميع المسيحيين إلا للمرضى ومن كل شاكلتهم ومن أمثلة ذلك صوم الأربعين المقدسة، وصوم أسبوع الآلام "البصخة"، و صوم الأربعاء والجمعة على مدار السنة تقريبا.
وفى ذلك يأمر القديس باسيليوس الكبير في قانونه الثلاثين قائلاً "إنه شيء خارج عن الزيجة أن يلتصق أحد بفراشه في الأربعين يوما كلها من أولها إلى آخرها. و الويل لمن يفعل هذه الخطية في البصخة المقدسة...".
وقد ورد عن ذلك في المجموع الصفوى لابن العسال " الأيام المقدسة التي للصوم لا تدنسها، وأيام حيضها ونفاسها لا تقربها، لئلا تصير زيجتك بما لا يجب".
كذلك تمتنع المعاشرة الزوجية في أيام التقدم للأسرار المقدسة. ومما يؤيد هذا القانون 13 للقديس تيموثاوس الكبير بطريرك الأسكندرية حيث وجه اليه سؤال في الامتناع عن المعاشرة الزوجية فأجاب بأنه في الايام التي تقدم فيها الذبيجة المقدسة... طبعا أي يوم يتقدم فيه أحد الزوجيين إلى السرائر المقدسة. فإن حسبنا كل هذا نجد أنه كثير. ايام الصوم وأيام التقدم للسرائر الإلهية، كما يمتنع عنها كذلك في أيام حيضها وطمثها ونفاسها.
فإن كانت ديانة تمنع المعاشرة الزوجية في أيام كثيرة، ليتفرغ الزوجان للعبادة، وعندما يجتمعان تحوطهما بجو من العفة، فهل مثل هذه الديانة يمكن أن تسمح لرجل بأن يتخذ له عددا من النساء في وقت واحد؟!
إن كانت الزوجة الواحدة ليست معاشرتها مطلقة، فهل يسمح بعديد من الزوجات؟! إن روح الديانة يمنع هذا وليست المسألة شكلية، يبحث فيها عن نصوص، وإن كنا قد أوردنا أيضا نصوصا كثيرة
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 4:30 pm
القسمة والنصيب في الزواج
سؤال:
أريد أن أعرف الزواج في المسيحية إختيار أم نصيب؟ هل فكرة القسمة والنصيب في الزواج سليمة مسيحياً؟
الإجابة:
مسيحياً نفهم أن الإنسان يعمل مع الله (كورنثوس الأولى 9:3) منذ أن أعطاه الله سلطاناً على الكون والخليقة (تكوين 26:1-28)، (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) ونفهم كذلك أن "الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً" (رسالة غلاطية 7:6)، بمعنى أن الإنسان مسئول عن نتائج أعماله.
وكثراً ما يبقى الإنسان خاملاً في إنتظار "نصيبه" الذي سوف يحصل عليه، شاء أم أبى، بذل جهداً أم إسترخى.. وهو ما تعبر عنه كثير من الأمثال الشعبية مثل "مش حايصيبك إلا نصيبك"!
وكثيراً ما يخطئ الإنسان صنع القرار، ويترتب على ذلك نتائج غير مُرضية، وبدلاً من أن يصحح نفسه مُعترفاً بخطئه، فإنه يعزو تلك النتائج إلى القدر الذي أتى عليه بالمتاعب، أو إلى "النصيب" الذي لا مفر منه، أو يعتقد أن ما حدث كان سيحدث حتماً، مهما بذل الإنسان من جهد، ومهما فكر أو تروّى في صنع القرار.
تطبيقاً على ذلك، فقد يظن الإنسان الذي لم يوفَّق في زواجه أن ذلك قَدَره و"نصيبه" وعليه أن يقبله لأنه هكذا يوزع القدر "الأنصبة" على الناس! فالبعض ينال "نصيباً" حسناً وينجح في زواجه، والعكس بالعكس.. وكان حرياً بذلك الإنسان أن يفكر بأسلوب أكثر منطقية: فربما لم يترو الفرد في الإختيار حتى إرتبط بشخص غير متناسب معه في الطباع والإتجاهات والأهداف، وكلنا نخطئ صنع القرارات، وكلنا نفشل ولكننا نحوِّل الفشل إلى نجاح.. لذلك فمن وجد زواجه غير موفق نتيجة خطأ في الإختيار، فعليه أن يواجه نتائج هذا الخطأ بإيجابية، لا بإستسلام للأمر الواقع فيندب "حظه"، ولا بالهروب من الفشل بالإنفصال عن شريك العمر بل بتحويل الفشل إلى نجاح من خلال تجاوز الذات، والمحبة التي تحتمل كل شيء، والتي لا تتفاخر ولا تُقَبِّح، مما يهيء الشريك للتنازل والتسامح ومحاولة التكيُّف.
وهكذا لا نستسلم لما يُسمَّى بـ"النصيب"، بل نؤمن بفاعلية الإرادة الإنسانية، وديناميكية الشخصية، وقدرة التغيير إلى الأفضل لدى الإنسان؛ ذلك المخلوق الذي حباه الله الإمكانات الخلاّقة، وقدرات الإبداع.
وينبغي أن نلفت النظر هنا إلى أن كل زواج يمر بخلافات تختلف شدتها بين زواج وآخر، ومن خلال المحبة والتضحية والتنازل تنتهي الخلافات.. ولكن لا ينبغي أن يتخذ الزوجان من حدوث الخلافات دليلاً على أن الإختيار لم يكن سليماً، أو دليلاً على أنهما قد إرتبطا ضد مشيئة الله، فهذه كلها أعذار يختلقها بعض الأزواج والزوجات بدلاً من أن يبذلوا جهداً في التكيف الزوجي.
* أين مشيئة الله في الاختيار الزوجي؟
إن الله يشاء خير الإنسان، وهو يحترم حرية الإنسان وإرادته، لأنه خلقه على صورته، شخصاً حراً عاملاً يفكر، ويختار، ويصنع قراراته بملء رغبته.. والمسيحي يستعمل العقل، وهو نعمة من الله، كما يفيد من إمكانية أخرى في ذات الوقت؛ فالمسيحي لديه قدرة داخلية على إكتشاف صوت الله (إنجيل يوحنا 4:10، 5)، فهو –إذن- يستعمل قدراته العقلية، وخبرته، ويسترشِد بصوت الله، الذي يمكن أن يسمعه داخل قلبه، يسمعه واضحاً بقدر إخلاصه وطاعته وأمانته لله.
يقول المثل
"God gives every bird its worm, but He doesn't throw it into the nest"،
"الله يعطي لكل عصفور الدودة التي يأكلها، ولكنه لا يلقيها له في العش".
أي يجب أن يسعى الإنسان ويهتم ويسأل ويكافح لينال، ولا يجلس فقط منظراً القسمة التي ستأتي إليه! إذا آمنا بهذا الأمر، فما قيمة محاولاتنا! الله بقدرته الإلهية يعرف مسبقاً ما ستختار، ولكنك أنت الذي تختار! الله يعرف فقط ولكن لا يختار نيابة عنك.
إذن، ففي صنع قراراتنا -سواء قرار الزواج أو أي قرار آخر- نستخدم العقل الذي حبانا الله إياه، ونسترشِد بصوت الله في القلب، ولا نستسلِم للقدرية، أو لفكرة "القسمة والنصيب". .
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 4:41 pm
البيت المسيحي
هل خطر ببالك يوماً أن تسأل: ما هو البيت المسيحي؟ ما هو الفرق بين البيت المسيحي وأي بيت آخر، وما الذي يجعل البيت مسيحياً؟ واضح أن الإجابة هي: المسيح. فبدون المسيح لا توجد كلمة مسيحي. إذاً فبدون المسيح لا يمكن أن يُسمى أي شيء مسيحياً - سواء كان فرداً، أو كنيسة، أو بيتاً. بديهي إنه لا يمكن صنع شراب الليمون بدون ليمون، ومع ذلك فما أكثر الوالدين المخلصين سليمي النية الذين يحاولون أن يبنوا بيوتاً مسيحية بدون المسيح. لقد أحضروا إلى بيوتهم كتباً مسيحية، وصوراً مسيحية، لكنهم نسوا أن هذه ليست هي المسيح. وما لم نأت بشخص المسيح إلى البيت، فلا يمكن أن نبني بيوتاً مسيحية. إن الثقافة المسيحية، والأحاديث النقية، والسلوك المستقيم - هذه كلها ثمار الحياة المسيحية، «مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ» (مت 7: 16). لكن مهما كانت هذه الفضائل جوهرية فهي ليست إلا الثمار، وليست الشجرة نفسها. هي نتيجة الحياة المسيحية لا علتها. وإن قال أحد إن له صورة التقوى ومظاهرها فهذا يعني أنه لم يختبر قوتها. إذن فما هو الفرق الجوهري بين أي بيت وبين البيت المسيحي؟ ما الذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً؟ هنالك عوامل كثيرة، لكنها كلها من عمل الرب يسوع المسيح. هو وحده الذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً. قد يكون الأب خبيراً ماهراً في الشؤون الزوجية وذلك بكثرة الدرس. وربما تكون الزوجة قد حصلت على درجة عالية في الاقتصاد المنزلي. وقد يكون الاثنان معاً مثقَّفين في العلوم النفسية للطفل. وقد يكون في بيتهما أحدث المخترعات لتوفير الرفاهية. ومع كل هذا، فينبغي القول بأنهما إن أرادا بناء بيت مسيحي بدون المسيح فإنهما يضيعان وقتهما سدى، لأن المسيح وحده هو الذي يجعل البيت مسيحياً. المنزل الجميل والأثاث الفاخر، ومستلزمات المطبخ الحديثة - حسن أن تتوفر هذه كلها، ومع ذلك فليس شيء منها جوهرياً لإيجاد بيت مسيحي. لكن الرب يسوع وحده هو الذي يستطيع. فالبيت المسيحي يمكنه أن يستغني عن أشياء كثيرة لكنه لن يستغني عن المسيح. ولماذا نقول كل هذا؟ نقوله لأن البيت المسيحي يبدأ هنا. فإن كنت أنت مسيحياً حقاً استطعت أن تفعل أشياء كثيرة لتجعل بيتك أكثر مسيحية. وفي الفصول التالية سوف نرى بعضاً من هذه الأشياء الكثيرة. أما إن لم تكن مسيحياً حقاً فأمامك شيء واحد، هو أن تصبح مسيحياً بالروح والحق. قبل أن يصير بيتك بيتاً مسيحياً يجب أن تكون أنت مسيحياً. قبل أن يعرف بيتك البركات التي لا يمنحها أحد سوى المسيح يجب أن تعرف أنت المسيح مانح هذه البركات. قبل أن يحل المسيح في بيتك يجب أن يحل في قلبك. قبل أن تصالح بيتك مع الله يجب أن تصطلح أنت معه. ألا يمكن أن يكون المخلِّص الآن واقفاً على باب الأب والأم كليهما قائلاً: «هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رؤ 3: 20)؟ إذن فلماذا لا تبدأ من البداية؟ افتح الآن باب قلبك وباب بيتك، ودع المسيح يدخل.
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 4:45 pm
الزواج والمذبح العائلي
كان يقال قديماً إن أعذب الأصوات هي أصوات أجراس الكنائس التي تُقرع عند إتمام خدمة مراسيم الزواج، معلنة حلول يوم عظيم. فأخيراً حل اليوم الذي ينتظره كل فتى وتنتظره كل فتاة ودقت أجراس الكنيسة. ويا له من يوم سعيد مبارك! وبدأت خدمة عقد القران المهيبة الجميلة، وهي التي يتطلع إليها كل شاب وشابة، وبها يبدأ تكوين بيت جديد. وبعد انقضاء ألوف السنين على المدنية كان يُخيل للمرء أن يكون الزواج أكثر سعادة. لكن هذا الاستنتاج خاطئ مع الأسف الشديد والحزن المرير. فالرباط المقدس الذي تم في الكنيسة أمام مذبح الله صار في البيت غير مقدس. والاتحاد أصبح انقساماً والواحد صار كثيرين. وأصبح أمراً لا يؤبه له أبداً أن يفرق الإنسان ما جمعه الله، وانتشرت حالات الطلاق. وماذا تقول آخر الإحصائيات؟ هل تنتهي بالطلاق حالة أو اثنتان من كل ست زيجات؟ أم زادت النسبة كثيراً جداً؟ والمشكلة لا تنتهي بالطلاق، لكنها تبدأ به. فالطلاق لن يحل المشكلة قط، بل يترك وراءه قلوباً محطمة وبيوتاً مهدمة، ومهما مر الزمن فقد يستحيل الشفاء. وأين بدأ كل هذا؟ بدأ في البيت. فالكلمات الحلوة تحولت إلى مرة، والمحبة تحولت إلى نزاع، والوحدة تحولت إلى فُرقة، وسفينة الحياة الزوجية إذ غادرت ميناء المحبة تحطمت على صخور الخطية، وما بدأ في الكنيسة وصل إلى المحكمة، والزوجان اللذان بدأت محبتهما بجنون انتهت أخيراً بجنون، وصار كل منهما يطلب الإنصاف من الآخر. كان الزواج قديماً مصدراً للسعادة. وكان الواحد إذا سأل: كيف أكون سعيداً؟ أتته الإجابة: تزوج. ونحن اليوم لا نحتاج إلى إجابة جديدة فقط، بل إلى سؤال جديد: كيف أكون سعيداً ولو كنت متزوجاً. يجب ألا يتسرب اليأس لنفوسنا، لأن باب الرجاء لا يزال مفتوحاً للإجابة المطلوبة. وهي ليست جديدة، ولا معقدة. بل هي قديمة، وسهلة جداً. وهي آتية من الله، ومضمونة. ويمكن علاج المشاكل الزوجية، بما يتبعها من مآسي، هو في كلمات بسيطة: الصلاة العائلية. نعم، هو نفس الحل القديم الذي سبق أن أشرنا إليه: الصلاة العائلية أو المذبح العائلي. هو الدواء الوحيد الذي لا غنى عنه للبيت المريض. الأدوية الأخرى تأتي وتذهب، تُجرب فترة قصيرة ثم تُهجر. أما مذبح العائلة فإنه قديم وأمين، ولن يصبح مبتذلاً قط. لكنه دواماً يقوم بمهمته خير قيام. وهذا - بعكس كل دواء آخر في البيت - لا يستخدم للعلاج فقط، بل للوقاية أيضاً. وهذا هو ما نحتاج إليه. لأن المشكلة الكبيرة ليست هي شفاء البيوت المتهدمة، بل وقايتها من أن تتهدم. فالزواج لا يبدأ بالطلاق، والطلاق لا يأتيهما فجأة، لكنه قد يبدأ بإساءة تافهة جداً، ثم يتطور الخلاف إلى أن ينتهي بالطلاق. وأولى علامات الطلاق تظهر بفتور المحبة. وبعد ذلك تنشأ بين الزوجين المنازعات. وتدريجياً يتنافر القلبان اللذان كانا قلباً واحداً ارتبطا معاً بربط المحبة. لكن هذه هي مجرد أعراض المرض المرعب - أي الطلاق. ونحن لا نبحث اليوم عن أعراض المرض، بل عن سبب هذه الأعراض. ما هو السبب الرئيسي للطلاق؟ ليس هو سراً غامضاً إنَّ السبب في كل حالة قد يُعزى لنقص الغذاء في البيت، فقد أهملت بعض العناصر الضرورية للحياة اليومية. لم يكن هنالك جوع إلى اللبن العقلي العديم الغش الذي هو كلمة الله (1 بط 2: 2)، ولا لعسل الصخرة (مز 81: 16)، ولا لخبز الحياة (يو 6: 35). ولأنه لم يتوفر الجوع لهذه الأطعمة الرئيسية فإنهم لم يأكلوها. كان ممكناً للمرضى أن يغذوا أجسادهم جيداً، لكنهم ماتوا جوعاً وأصبحوا بدون إله، لأن المذبح العائلي انعدم في بيوتهم. وهذا هو سبب أعراض مرض الطلاق الذي انتهى بانفصال القلبين اللذين ماتا جوعاً. وما هو العلاج إذن؟ لا يوجد إلا علاج واحد. إن الطبيب الأعظم يدعو لاستعماله حالاً - وهو المذبح العائلي. إن كان لا يزال هنالك بصيص من المحبة فيجب أن يلجأ الزوجان للصلاة مراراً كثيرة كل يوم إن إرادا لبيتهما البقاء. يجب أن يبدأ كلاهما في الحال بتناول طعام كلمة الله؟ والعودة إلى الله لكي يرتبط قلباهما مرة أخرى برباط المحبة، ويصيرا قلباً واحداً. هذا هو العلاج بصفة عامة. لكن هنالك علاج خاص يستخدم إذا ظهرت أعراض المرض مرة أخرى. حينما تظهر أية علامات للانتقاد، أو حينما تنشأ مشاجرات خفيفة فليكرس الزوجان وقتاً أطول للصلاة، وليرجعا إلى كتاب تشخيص المرض ليقرأا معاً ما ورد في أف 4: 32 : «وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللّٰهُ أَيْضاً فِي ٱلْمَسِيحِ». هذه الوصفة، كما ترون، مزيج من اللطف والشفقة والتسامح. ليقرأها الزوج للزوجة، ولتقرأها الزوجة للزوج. وبعد ذلك يجب أن يجثو كل منهما حيث يطلبان من الطبيب الأعظم لتكون للدواء فاعليته. «أَلَيْسَ بَلَسَانٌ فِي جِلْعَادَ» لشفاء البيت المريض؟ (إر 8: 22). نعم يوجد ليس فقط في بيوت جلعاد، بل في كل البيوت، حيث يعترف الزوجان بحاجتهما إلى رعاية الطبيب الأعظم الذي وحده يقدر أن يشفي القلوب المحطمة. وبَلَسانه لشفاء كل مرض في البيت هو الالتجاء كل يوم بانتظام إلى المذبح العائلي. هذا هو دواء الله لكل داء، لكل القلوب المحطمة التي كثيراً ما تنتهي بالطلاق. هذا الدواء هو وحده الذي يضمن توفر الصحة في البيت، فلا يكون فيه نقص المحبة، ولا مشاجرات مستمرة، ولا انتقادات قاسية ولا خصام ولا طلاق. إن الخطية وحدها هي علة المرض في البيت، والله وحده هو الذي يستطيع أن يحفظه من كل مرض. وإن كان يوجد بَلَسَان كهذا لشفاء البيت المريض، فلماذا توجد بيوت كثيرة لا زالت سقيمة؟ يبدو أن الإجابة الوحيدة هي: لأن الزوجين في هذه البيوت لا يريدان استخدام الدواء. أيها الزوجان، لا تنتظرا حتى يصبح المرض في البيت مزمناً. ليبدأ المذبح العائلي في البيت اليوم، ولتبدأ الآن التغذية بكلمة الله. أفسحا المجال لله في حياتكما العائلية. وزواجكما لن يدوم إلا إذا كانت العائلة مثلثة الأركان: الله والزوج، والزوجة. والمذبح العائلي ينبغي أن يكون في رأس المثلث حيث تجتمعان معاً. وكما هو الحال في كل مثلث: فبقدر ما يزداد الزوج والزوجة اقتراباً من الله يزدادان اقتراباً بعضهما لبعض. جربا هذا لتعرفا النتيجة.
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 4:51 pm
العائلة والكنيسة مع أننا نتكلم عن الكنيسة القائمة في هذا المكان أو ذاك، إلا أن الكنيسة ليست هي مجرد البناء، بل هي الشعب. إنها لا تُبنى من الحجارة ، بل من اللحم والدم. لا تبنى بوضع حجر فوق حجر، بل بضم شخص إلى شخص، على أن يتطلع كل واحد إلى الرب يسوع المسيح كمخلِّص شخصي له. لهذا فإن قيمة الكنيسة وكيانها وفاعليتها لا تتوقف على جمال البناء الذي يجتمع فيه الشعب للعبادة، بل على الحياة الروحية للشعب الذي يعبد في البناء. والكنيسة لن تسمو فوق شعبها لسبب واحد، هو إن الكنيسة هي شعبها. أو بتعبير آخر قوي: كما يكون الشعب تكون كنيسته. فالكنيسة إذاً هي شعبها، وشعبها هم عائلاتها، وعائلاتها هي بيوتها. وكل عضو في الكنيسة هو عضو في أسرة، ويعيش في بيت. ولذلك فإن لم تسم الكنيسة فوق أعضائها فصحيح أيضاً أن الأعضاء يندر أن يسموا فوق البيوت التي أتوا منها. إن حالة بيوت أعضاء الكنيسة تحدد حالة الكنيسة، فالمسيحيون العالميون الذين أتوا من عائلات عالمية، والذين يعيشون في بيوت عالمية، يكونون كنيسة عالمية مهما كان بناء هذه الكنيسة فخماً، لأنك إن أضفت صفراً إلى صفر فالمجموع صفر. إن كان شخص لا يفعل شيئاً للمسيح في بيته فإنه عادة لا يفعل شيئاً للمسيح في الكنيسة. إن كان لا يصلي في بيته فإنه لا يصلي في الكنيسة. إن كان لا يبالي بالهالكين في أسرته فإنه قلما يبالي بالهالكين في الأقطار النائية. وبالعكس، فإنَّ المسيحيين الروحيين، الذين أتوا من عائلات روحية، ويعيشون في بيوت روحية، يكوّنون دائماً كنيسة روحية، حتى وإن كان بناؤها متواضعاً جداً. إن المؤمن المكرس للمسيح والعضو في أسرة تخدم المسيح، ويعيش في بيت مكرس للمسيح، يساعد على أن تكون الكنيسة ممجدة للمسيح. إن تأثير ونفوذ وفاعلية أية كنيسة لا تتوقف على عدد أعضائها، بل على عدد البيوت التي يتوفر فيها المذبح العائلي. وإن القدر الذي به تعضد أية كنيسة الإرساليات في الأقطار الخارجية يتوقف على ما يقوم به الآباء والأمهات في بيوتهم روحياً. إن الآباء والأمهات الذين يربحون نفوس أبنائهم للمسيح يكونون دواماً أعضاء أحياء في الكنيسة. والأعضاء الأحياء في الكنيسة يكونون دواماً كنيسة رابحة للنفوس. إن كل مشكلة في الكنيسة ناشئة عملياً من مشاكل البيت. فإذا خلت بعض المقاعد في مدرسة الأحد فهذا يدل على أن الآباء والأمهات لا يكترثون بالمسيح في البيت. وذهاب الزوجات وحدهن إلى الكنيسة ينم عن انقسام أعضاء البيت بصدد موقفهم إزاء المسيح. وتذمر بعض أعضاء الكنيسة هو في معظم الأحيان نتيجة وجود تذمر في البيت. وإذا كفَّ عضو الكنيسة عن الصلاة في الكنيسة فهذا يدل على أنه هو وزوجته قد كفا عن الصلاة معاً في البيت. إذا ارتكب أحد الشباب خطية، فهذا يسبب دهشة للجميع، باستثناء أهل البيت الذين يعرفون مصدر هذه الخطية. والأولاد المتمردون في الكنيسة يكونون دواماً متمردين في البيت. وإن كانت اجتماعات الصلاة في الكنيسة لا تلقى تعضيداً فإن هذا يعني دواماً أن البيوت خلت من المذبح العائلي، لأن الأسرة التي تنشغل عن المذبح العائلي لا تجد وقتاً لاجتماع الصلاة في الكنيسة وسط الأسبوع. وانعدام الشركة والاتحاد في الكنيسة كثيراً ما كان ناشئاً من انعدام المحبة في البيت. وإن كانت العطاءات والتبرعات في الكنيسة زهيدة فهذا معناه دواماً أن المسيح ليس له نصيب في ميزانية البيت. أيها الآباء والأمهات، إن مشاكل الكنيسة ناشئة من مشاكل البيت، وليس خادم الكنيسة هو مصدرها على الدوام وفي بعض الأحيان يُلام الآباء والأمهات إن كانت لكنيستكم مشاكلها - وأية كنيسة ليست لها مشاكل؟ - فقد لا تعزى كل هذه المشاكل لعظات الخادم، بل لبيتكم. فالقذى هو دواماً جزء من الخشبة التي في عين الكنيسة. وما هو الحل؟ إن أردتم معالجة مشاكل الكنيسة فليبدأ العلاج أولاً بحل مشاكل بيوتكم. إن أردتم حقاً مساعدة الكنيسة فابدأوا من بيوتكم. اخدموا المسيح بأمانة في بيوتكم، وعندئذ تجدون الطرق التي بها تخدمونه في الكنيسة المحلية التي أنتم أعضاء فيها. واظبوا على العبادة في المذبح العائلي في بيوتكم، وعندئذ لا تجدون صعوبة في المواظبة على اجتماع الصلاة في الكنيسة. واظبوا على دراسة الكتاب المقدس في البيت، وعندئذ تواظبون على حضور الكنيسة. اشهدوا للمسيح في الخفاء في بيتكم وعندئذ لا تجدون صعوبة في الشهادة له علانية في الكنيسة. شجعوا أولادكم على حضور اجتماعات الكنيسة وعندئذ لا تجدون صعوبة في دعوة أي إنسان لحضورها. اطلبوا من الله أن يبعث فيكم العطف على النفوس الهالكة في بيتكم، وعندئذ تقدمون رسالة الحياة للذين في الأقطار الخارجية. اقتصدوا في الكماليات في بيوتكم، وإن أمكن في الضروريات، وعندئذ يفيض الكثير جداً لتقدموه للمسيح ولكنيسته. أيها الأزواج، إن كنتم حقاً تحبون زوجاتكم، كما أحب المسيح كنيسته، فإنكم عندئذ تقدرون أن تحبوا أيضاً أعضاء الكنيسة الآخرين. إن كان كل أب رأساً للبيت فإنه يكون خادماً نافعاً في كنيسته. أيتها الزوجات، كُنَّ خاضعات لرجالكن في البيت، وعندئذ لا تحتجن لإدارة كل البيت. أيها الأولاد أطيعوا والديكم في البيت وعندئذ تستقيم سيرتكم في الكنيسة فلا يعنفكم آباؤكم. اذكروا أنكم إن أخرجتم القذى من عين بيتكم ساعدتم كثيراً على إخراج الخشبة الكبيرة من عين كنيستكم. وتكريس بيتكم للمسيح يساعد كثيراً على تكريس كنيستكم. إن رأيتم كنيستكم فاترة فأوقدوا النار في البيت أولاً، وعندئذ ترون الحرارة وقد دبَّت في كنيستكم لمجد الله. اذكروا أنه كما تكون بيوتكم تكون كنيستكم.
وسواء كان قد أحب ثم فقد حبيبته، أو تودد إلى فتاة ثم كسب محبتها، فقد كان هو نفسه أيضاً واثقاً من هذا أن «مَنْ يَجِدُ زَوْجَةً يَجِدُ خَيْراً» (أم 18: 22).
يقول حكيم معاصر:
«هنالك أربعة أحداث ضرورية جداً في حياة كل إنسان: الولادة، والموت، وتجديد الحياة، والزواج».
والزواج يبدأ بلقاء، ويتوَّج في الكنيسة، ويستمر في بيت الزوجية، ويُختم في القبر.
وإذ يبدأ الزواج بلقاء فإن اللقاء يعقبه تودد الفتى بالفتاة، والفتاة بالفتى.
وهذان إن لم يكن المسيح في قلبيهما وقت التودد فلا يمكن أن يبقى التودد في بيتهما بعد الزواج.
وفترة الخطوبة لازمة كمقدمة للزواج.
ومتى كانت هذه الفترة طاهرة كانت الحياة الزوجية طاهرة ومضمونة البقاء. وإذا عرف الفتى والفتاة أن يصليا معاً في هذه الفترة أمكن أن يعيشا معاً بعد الزواج بلا تفرقة إلى نهاية الحياة.
إن الزواج مقدس.
والرب يسوع المسيح وحده هو الذي يقدسه.
إن فخامة مبنى الكنيسة، وجمال تنظيم حفلة مراسيم الزواج وروعة الزهور والموسيقى - هذه كلها لا تجعل الزواج مسيحياً بدون المسيح.
وإن لم يتحد الزوجان في المسيح فإن زواجهما لا يمكن أن يُدعى زواجاً مسيحياً.
وإن لم تتوفر المحبة بينهما فلا يمكن أن يتمتعا بحياة زوجية سعيدة. لكي تتوفر المحبة بينهما ينبغي أن تتوفر المحبة للمسيح في قلب كل منهما.
عندما يحب الزوجان أحدهما الآخر محبة مسيحية خالصة فإن محبتهما للمسيح تكون هي الرابطة التي تربط قلبيهما.
عندما يحب الزوجان المسيح فإن تفكير الواحد الخفي نحو الآخر، وتعبيراتهما العملية من الواحد للآخر، وتصرفاتهما المتبادلة، تنبعث من الرب يسوع المسيح الذي يحبانه، ويريدان أن يرضياه.
إن كان كل من الزوجين قد سلم نفسه للمسيح فإن محبتهما المشتركة للمسيح تصبح ناموس محبة الواحد للآخر.
ليس الطريق للحياة الزوجية السعيدة هو غض النظر عن الناموس، ولا هو فقط طاعة الناموس، لكنه هو فقط تسليم الحياة كلها للمسيح.
ومعنى الاشتراك مع المسيح في صليبه هو الموت عن الخطية.
إن كان المسيح في قلبك يكون في بيتك. والحياة العائلية يمكن أن تستغني عن أشياء كثيرة، لكنها لن تستغني أبداً عن المسيح.
ويجب أن يبدأ الزواج بالمحبة.
وقليلون هم الذين لا يؤمنون بأن «لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَقْتٌ» بما في ذلك وقت للمحبة (جا 3: 1).
لكن سيء الأخلاق وحده هو الذي يدنس معنى المحبة التي قصدها الله أن تكون مقدسة.
يعتقد الكثيرون من الشبان أن الكتاب المقدس صادق حينما يقول: «مَنْ يَجِدُ زَوْجَةً يَجِدُ خَيْراً» (أم 18: 22).
ولكنهم كثيراً ما يرفضون القول: «ٱلزَّوْجَةُ ٱلْمُتَعَقِّلَةُ فَمِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ» (أم 19: 14).
هل هذه الكلمات التي قيلت في القرن العاشر قبل الميلاد تبدو غريبة في آذان من يعيشون في القرن العشرين بعد الميلاد ؟
وهل نقف ونرنم قائلين: سبحوا الله الذي منه تتدفق كل البركات؟.
إذن، ولماذا لا تأتي منه بركة الزوجة؟
كان سليمان وشمشون عظيمين في القوة والاقتدار، لكنهما كانا تعيسين في الزواج. كان سليمان يعطى المشورة الصالحة، لكنه لم يتبعها. وشمشون قهر الآلاف بالايمان، لكنه تزوج بالعيان (2 كو 5: 7). لقد نظر كل منهما إلى جمال الوجه، وأُعجب بالفتاة التي رآها. لكنهما لم يباليا إن كانت الفتاتان ترضيان الله. وبعد ذلك أدرك كل منهما أنه أخطأ الاختيار، وتمنى لو لم يكن قد تزوج بالفتاة التي أعجب بها.
خير للشاب أن يبقى بدون زواج إلى أن يجد الزوجة الفاضلة.
لكن ليس المهم أن يجدها بل كيف وأين يجدها.
أو ليس الكثيرون من الشبان الأبطال في الإيمان يستشيرون الله في كل شيء ما عدا فتاته التي يريد الاقتران بها؟
ولا شك في أن عند الله امرأة فاضلة لكل شاب فاضل، إن لم يتباعد عن الله.
صحيح إن ثمنها يفوق اللآلئ كثيراً جداً جداً.
لكنكم أيها الشبان لستم مطالبين بدفع ثمنها.
صحيح إن إجراءات الزواج تكلف، لكن الفتاة نفسها لا تكلف.
فهي تأتي من الله مثل كل عطية صالحة وكل موهبة تامة.
لقد أخذ آدم زوجته من الرب، ولم يتطلب الأمر أن يتجول هنا وهناك للبحث عنها، لكن الرب أحضرها إلى آدم (تك 2: 19). فلماذا لا تحصل على زوجتك من نفس المصدر؟
لا يمكن قط أن تنشأ المحبة المسيحية من النظرة الأولى.
لكنها تأتي بعد صلوات كثيرة.
والشاب المكرس لله يترك اختيار الزوجة لله.
وطوبى للشاب الذي يدرك أن اختياره هو الاختيار الصحيح،
لأنه ترك الاختيار لله.
أيها الشاب، عندما تبدأ تتعرف بالشابة فإنك لن تعرف إلى أين ينتهي بك المطاف. لكن تأكد أن الطريقة الوحيدة لكي تكون النهاية طيبة هي أن تكون البداية طيبة. فالأساس يجب أن يوضع قبل تشييد البيت.
ثم اعلم أن أساس الله الراسخ هو الوحيد الذي يثبت (2 تي 2: 19)، سواء كان ذلك في الزواج أو في أي أمر آخر.
إن أردت أن يكون لك بيت مسيحي فيما بعد فيجب أن تتخذ المسيح في رفقتك الآن وقت الخطبة.
وبيتك العتيد يمكن أن يكون مؤسساً على المسيح إن كانت فرصة خطبتك الآن مؤسسة على المسيح. يجب أن تضع مُثلك العليا الآن.
أيها الشاب، قبل أن تتساءل عما إذا كانت فتاتك جميلة أم لا أسأل أولاً:
هل هي ابنة الله؟
إن كانت الفتاة غير مسيحية الآن صار بيتك فيما بعد يعرج بين المسيح والعالم، ولا يمكن أن يتمجد المسيح فيه.
وإن كانت أمينة للمسيح صارت أمينة لك فيما بعد.
إن كانت تحب الرب من كل قلبها الآن فثق بأنها سوف تحبك من كل قلبها.
إن كانت تحتفظ بالولاء للمسيح الآن فسوف تحتفظ بالولاء لك ولأولادك .
إن كانت تعنى بكنيستها الآن فسوف تعنى ببيتها.
إن كنت تقدر أن تصلي معها الآن فإنك تقدر أن تبني المذبح العائلي فيما بعد.
وأنت تفعل خيراً إن تذكرت أيضاً أن الفتاة في بعض الأحيان يمكن أن تكون جذابة بسبب صفاتها الخفية كما بسبب صفاتها الظاهرة،
بسبب ما تفعله كما بسبب ما لا تفعله، بسبب المكان الذي تذهب إليه كما بسبب المكان الذي تمتنع عن الذهاب إليه.
وبالإيجاز أيها الشاب،
دع الله يختار لك الفتاة.
انتظره أكثر مما تنتظر الفتاة ،
وعندئذ ثق بأنك سوف تجدها في انتظارك. لا تكن عنيفاً في مناقشاتك معها، وإلا خسرت موقفك في معترك الحياة.
دع المسيح يكن رفيقاً لك في مناقشاتك ومشاوراتك.
كرس له فترة الخطوبة اليوم، وعندئذ لا تندم في زواجك غداً.
هو وحده الذي يجعل طريق الرجل مع الفتاة أميناً ومقدساً.
لقد خلقت المرأة لمجد الرجل، لكن الرجل - كما يقول البعض - يعيش من أجل مجد المرأة.
والواقع إن الله من البدء خلقهما ذكراً وأنثى (تك 1: 27 ، مت 19: 4).
ومنذ ذلك الوقت تمر فترة في حياة الشاب أو الشابة حيث يقضي كل منهما وقتاً طويلاً في البحث عن شريكة أو شريك الحياة.
أما الشبان المسيحيون والشابات المسيحيات فإن الأمر معهم يختلف كثيراً.
لقد اتخذوا المسيح رباً ومخلّصاً، واعتمدوا عليه في كل شؤون حياتهم، وأصبح طريقهم هو طريقه، وإرادته أصبحت إرادتهم.
ولذلك فإن الفترة التي قبل الزواج لا تُقضى في المداعبة أو المغازلة، بل في الصلاة.
وأصبح خيال الشبان والشابات الذين يبحثون عن شريك الحياة منحصراً بالبحث عن إرادة الله وإرشاده بهذا الأمر.
فالفتاة المسيحية لا تبحث عن مجرد شاب، بل عن شاب مرسل من الله، عرف المخلّص وصار مستعداً أن يتبعه ويتَّخذه له رباً.
لأنها لا تقدر أن تكون لها شركة مع شاب ليست له شركة مع ربها.
وهي أيضاً لا تريد أن تخضع لشاب ليس خاضعاً للمسيح. هي تحبه، وهو يحبها، والاثنان يحبان المسيح.
والفتاة المسيحية لا تتطلع إلى المظهر الخارجي، بل إلى القلب لأنها تدرك «أَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هٰكَذَا هُوَ» (أم 23: 7).
مهما بدا في نظرها جميلاً فهي تريد أن تعرف نظرة الله إليه.
هي لا تريد أن تنظر إلى صورة التقوى التي يبدو فيها، بل إلى قوة التقوى في داخله.
لا يكفيها أن تراه يقول: يا رب! يا رب! بل أن يعرفه معرفة عملية.
هي تريد أن يكون مسيحياً حقاً في أخلاقه وسلوكه لأن قلبه مسلَّم للمسيح.
هي تحب الشاب الذي يحب زوجته «كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضاً ٱلْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا» (أف 5: 25) هي تريده أن تكون محبته عملية نحو من يحبهم.
وتدرك الفتاة المسيحية أن بيتها العتيد لا يمكن أن يكرم الله إلا إذا كان زوجها في صلة كاملة مع الله؟
وهكذا يقدر أن يصلي، ويحب بيت الله.
وهي تدرك أيضاً أن سعادة الحياة العائلية لا تأتي مصادفة بل بتكريس حياة الزوج والزوجة للرب يسوع المسيح تكريساً كاملاً.
وهكذا يصبح طريقهما من البداية هو طريق الله، ويبدآن بناء بيتهما بالقرب من السماء بتوجيهه منذ البداية نحو بيت الله.
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 6:21 pm
سلوكيات مسيحية في ممارسة الجنس
الجنس ركن هام وممارسة طبيعية في العلاقة الزوجية، وهو ليس ضعفاً بشرياً، وليس شيئاً حقيراً، ولا هو شر لابد منه، إنما هو علاقة مقدسة شريفة، يلزم أن تُمارس بكل رقة، وإحساس بالروعة والجمال، فهو يحتوي الدفء، والإخلاص، والحب، والكرامة الإنسانية، وجميع هذه من القيم المسيحية. وفي ممارسة الجنس يلتصق الرجل بالمرأة، وفي الالتصاق تحدث الشركة والألفة والخروج من الذات والالتقاء بالآخر في علاقة حميمة إنسانية وليست حيوانية، وكلما اختبر الإنسان الشبع في حياته الجنسية كلما انعكس ذلك إيجابياً على نواحي حياته المختلفة، ولتحقيق الغرض من العلاقة الجنسية الإنسانية في الزواج علينا أن نعرف:
ويصف بطرس الرسول بأن المرأة هي إناء الرجل, فقد قال: "كَذَلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً كَالْوَارِثَاتِ أَيْضاً مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ" (1بطرس 3: 7). وعلى هذا فإن الله يوصي الأزواج أن يقتني كل واحد إناءه – أي زوجته – بقداسة وكرامة لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله .. وهذا الأمر الإلهي الصريح يقطع الطريق تماماً أمام ممارسة الشذوذ الجنسي مع الزوجة، الذي هو هدر للكرامة .. ضد القداسة .. رجس .. وشر مدمر.
2) يجب أن يُمارس الجنس بالموافقة المتبادلة بين الزوجين:
لقد أوضح الرسول بولس أهمية وضرورة اللقاء الجنسي بين الرجل والمرأة في الزواج، بل اعتبر أن ممارسة الجنس في الزواج حق أصيل لا يجب على أي طرف حرمان الآخر منه، فقد قال: " لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضاً الرَّجُلَ. لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا بَلْ لِلرَّجُلِ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ أَيْضاً لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ بَلْ لِلْمَرْأَةِ" (1كونثوس 7: 3-4).
من هذا المنطلق الكتابي نرى أن المرأة ليست مجرد "شيء" بل هي "شخص"، ليست مجرد "وسيلة" لإشباع الدافع الجنسي، بل هي "شريكة" في الاستمتاع بالجنس. ولذا فممارسة "الجنس" في الحياة الزوجية يجب أن تخلوا تماماً من العنف، والإرغام، والضغط، وأن تكون بالموافقة المتبادلة بين الزوجين، وتتميز بالصراحة الواضحة بينهما فيما يتعلق بما يزيد استمتاعهما معاً بهذه العلاقة الرقيقة.
وحين قال بولس الرسول: "ليوف الرجل المرأة حقها الواجب"، لم يكن يتحدث عن مجرد العلاقة الجنسية، فحق المرأة على الرجل هو أن يحبها حباً قلبياً شديداً، يظهر في بذله، وتضحيته، ووده، ورعايته، وعنايته، وحمايته، فقد قال أيضاً: "أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا" (أفسس 5: 25). وحق الرجل على المرأة هو الاستجابة المسرورة لعاطفته الفياضة بالحب نحوها، هذه الاستجابة التي تظهر في خضوعها وطاعتها له.
إن رفض أحد طرفي الزواج هذه العلاقة، أو إهمالها إهمالاً عامداً هو "سلب" لحق الطرف الآخر، وبولس الرسول يوصي قائلاً "لا يسلب أحدكم الآخر". لذا فيجب على كل زوجين أن يقرأ كتاباً علمياً نظيفاً يوضح لهما دقة وحساسية هذه العلاقة، ويزيد من استمتاعها بها. فالجهل بدقة وحساسية العلاقة الجنسية في الزواج وراء هدم الكثير من العائلات، أو على الأقل الحياة دون المستوى المطلوب.
3) يجب على الزوجين أن يتفقا على فترات محددة يمتنعان فيها عن ممارسة الجنس، ويتفرغان للصلاة والصوم.
إن فترات الامتناع عن العلاقة الجنسية بإتفاق الزوجان، ستزيد من استمتاعهما بهذه العلاقة، ذلك لأن الإغراق في الجنس حتى في دائرة الزواج يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الزوجين، يقول سليمان الحكيم: "أَوَجَدْتَ عَسَلاً؟ فَكُلْ كِفَايَتَكَ، لِئَلاَّ تَتَّخِمَ فَتَتَقَيَّأَهُ ... أَكْلُ كَثِيرٍ مِنَ الْعَسَلِ لَيْسَ بِحَسَنٍ" (أمثال 25: 16، 27).
لا بد إذاً من فترات امتناع لممارسة الجنس كما أوصى بولس الرسول بكلماته "لاَ يَسْلِبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ إِلَى حِينٍ لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضاً مَعاً لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ " (1كورنثوس 7: 5).
وليس الامتناع عن ممارسة الجنس في أوقات الصوم والصلاة، لكون هذه الممارسة جسدية أو غير روحية، فقد مر بنا إيضاح أن هذه العلاقة في إطارها الكتابي علاقة روحية مقدسة وطاهرة، وهي تحقق للزوجين الشركة والوحدة، ولكن يمكن بالإتفاق بين الزوجين، وكوسيلة للتريض الروحي من جهة، وزيادة في الرغبة والتشوق لبعضهما البعض من جهة أخرى، الامتناع عن ممارسة الجنس في أوقات محددة منها أوقات الصوم والصلاة، إلا أنه يجب أن تكون هذه الفترات "إلى حين" وبموافقة الزوجين، ثم يجتمعا أيضاً معاً في علاقتهما الجنسية السوية، لكي لا يجربهما الشيطان بسبب فقدانهما القدرة على ضبط نفسيهما، إذا تماديا في الانقطاع بتطرف عن ممارسة الجنس.
وأخيراً لكي تكون العلاقة الجنسية في الزواج طاهرة، لابد وأن يراعي الزوجان الحفاظ على القيم الأساسية في العلاقة الجنسية الخاصة بهما، من حيث الخصوصية، والإنسانية وأن يدركا أن العلاقة الجنسية في إطار الزواج ليس هدفها المتعة أو إنجاب النسل فقط، بل هي انتماء وتقارب جسدي وروحي أيضاً.
موضوع: رد: الزواج فى المسيحية .. رؤية مسيحية شاملة السبت 04 فبراير 2012, 6:33 pm
برنامج بيت على الصخر وحلقات الجنس فى الزواج المسيحى
برنامج يناقش هموم و مشاكل الاسرة كتأخر سن الزواج؛ الفحص الطبى قبل الزواج؛ الآخطاء الشائعة فى اختيار شريك الحياة؛ و غيرها من التحديات التى تواجه الآسرة المسيحية ووضع الحلول الكنسية الصحيحة لها من خلال استضافة الانبا بولا اسقف طنطا و رئيس المجلس الاكليركى بالانابة