أصعب ما تتعرض له مصر الأن هو الكذب والخداع والتضليل وإختفاء النخبة المستنيرة ، أو تواريهم بعيدا عن سيناريو الإعلام المضلل والإخوان الكاذبون .. فمنذ إندلاع أحداث 28 يناير والتى أطلق عليها جمعة الغضب ، ومصر تتعرض لهجمات شرسة ووقحة وسقطت الأقنعة عن الإنتهازيين واللصوص ومروجى الشائعات ، بل وصل التضليل إلى الإعلام المصرى المقروء والمسموع .. خرجت عناوين بعض الصحف بالأمس خبر أول بالصفحة الأولى بالجريدة "مصر تعود للتحرير" ، وعناوين كثيرة كلها كاذبة وخادعة وتساءل البعض هل مصر العظيمة بحضارتها العريقة على مدى ألاف السنين هى هذه الحفنة والمعتصمة بساحة التحرير أو أمام مسجد القائد بالأسكندرية أو بأحد الأحياء بالسويس ؟!! .. بالقطع الإجابة بالنفى ..
** إن مصر أكبر من كل هؤلاء .. مصر 85 مليون مواطن ، ربما خرج منهم مائة ألف مواطن يعبرون عن أفكارهم وأرائهم فهل تتوقف العجلة فى مصر .. وتحتبس الأنفاس وتهرول الفضائيات والإعلام المصرى لترصد هذه الظاهرة بل وتتعطل مصالح المواطنين بزعم أن هؤلاء هم شباب الثورة .. وهؤلاء هم من بيدهم مستقبل مصر ، أحزاب لم نكن نسمع عنها وصلوا إلى 26 حزب .. بعض هذه الأحزاب أحدثوا حالة من الهرج والتخريب عام 2006 .. فى مدينة المحلة معقل العمال والتى وصلت أحداث التخريب بها إلى تعرض ممتلكات عديدة للمواطن المحلاوى للحرق والنهب والسلب وإحترقت سيارات عديدة ، فقد إستغلت هذه المجموعة والتى أطلق عليها 6 إبريل الإحتفالات العمالية بالمحلة .. وأشاعت الفوضى والتخريب وقبض على بعض العناصر المأجورة ويومها وقفت الشرطة وهى تلتزم أقصى درجات ضبط النفس .. الأن تعود بعض هذه الأحزاب بعد سقوط النظام لتحتل الإعلام والفضائيات بل وتفرض كلمتها فى الشارع المصرى والجميع صامتون ومغيبون فقد أصابهم الهلع واليأس ..
** فى سلسلة الأحداث التى فرضت نفسها على الشارع المصرى "جماعة الإخوان المسلمين والجماعة السلفية" .. نعم لقد أصيب المجتمع المصرى بالخلل وفقدان الذاكرة وتناسى الجميع أن مبدأ جماعة الإخوان المسلمين عدم الإعتراف بالمواطنة ، فعندما يتحدثون عن الأقباط يعتبرونهم أهل ذمة فى أحسن التقديرات ويستشهدون بأحاديث الرسول "من أذى ذميا فقد أزنى ، ومن ظلم معاهدا فأنا حجيجه يوم القيامة" .. أما الذى تعلمه الجماعة أو لا يريدون إدراكه أننا جميعا كانت مفروضة علينا الجزية أقباطا ومسلمين كنا فى ذمة العرب نؤدى الجزية فى مقابل الحماية العسكرية والتبعية السياسية .. وهو عهد إنتهى فيما دخلت بعدها مصر فى ذمة الأتراك أيام الحكم العثمانى ، ثم حصلت مصر على إستقلالها ولم نعد ندفع الجزية لعربى أو تركى !!! .
** تقدم رجل الأعمال نجيب ساويرس إلى الجهات المسئولة لتكوين حزب ليبرالى أطلق عليه "حزب المصريين الأحرار" .. ولأن هناك حزب الإخوان المسلمين الذى كون حزب سياسى على مرجعية دينية أطلق عليه حزب "الحرية والعدالة" .. كنت أتوقع هذه الحملة الشرسة والمنظمة ضد رجل الأعمال نجيب ساويرس .. ليس بصفته رئيس الحزب ولكن كونه "مسيحى" ، وهو ما أشعل النار فى صدور الجماعة ، توقعت هذا الهجوم الشرس وكتبنا مقال قبل هذه الحملة وظهور صورة ميكى ماوس منقبة بجوارها رجل ملتحى على الصفحة الخاصة برجل الأعمال ، وكانت هذه الصورة هى القشة التى قصمت ظهر البعير .. أعيد كتابة هذه الفقرة "رسالة إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس ، والمنشورة على جميع المواقع والمنتديات" .. تقول الفقرة "سيدى الفاضل ، إن المكائد والدسائس والأكاذيب وإطلاق الشائعات هى من فنون القتال التى يجيدها أفراد الجماعة .. سوف تقام ضدك حملة عشوائية وستقام الدعاوى الكيدية والبلاغات الكاذبة بعضها للمطالبة بإحالتكم إلى إدارة الكسب غير المشروع وبعضها سيزجون بإسمكم فى موقعة الجمل التاريخية .. والبعض سيتقدم ببلاغات ضدكم يتهمكم بإزدراء الدين الإسلامى ، وهو ما يدور فى الشارع المصرى الأن" .. لقد تمسك الإخوان بالمقاضاة والتشهير برجل الأعمال بزعم إساءته للإسلام ، حتى بعد إعتذاره ، وقال إن الإسلام لا يمكن أن يختزل فى اللحى والنقاب إلا أن هناك مازالت تتصاعد حملة تشهير يوميا وتهديد للسيد ساويرس ولأن الشئ بالشئ يذكر فسوف نفتح هذا الملف ليكشف لنا زيف وكذب وخداع الجماعة وكشف أهدافهم السياسية وأن هذه الحملة ليست بغرض الدفاع عن الإسلام ولكنها بغرض قتل ساويرس نفسيا ومعنويا وإجهاض حزبه وربما إصدار فتوى لإهدار دمه ندعم النقل خارج موقعنا إيماناً منا بحرية نقل المعلومات على أن يتم الإشارة للمصدر الأقباط الأحرار عند النقل