السفينة تايتانيك ظلت لعصور طويلة الحادث الأكثر غموضا والأكثر مأساوية في العالم, فهي أفخم وأضخم سفينة, بل هي السفينة التي لا يمكن أن تغرق أبدا لأنها مصممة علي أحدث تكنولوجيا
<P align=justify>
لكنها ورغم ذلك غرقت في أولي رحلاتها بعد أربعة أيام فقط من انطلاقها وخلال ثلاث ساعات فقط, وغرق معها 1500 شخص من ركابها الذين كان عددهم 2200 لتتحول إلي أغرب حادث في التاريخ.
الكشف عن هذه الأسرار لن يكون مأساويا طوال الوقت لأن هناك قصة حب جميلة رائعة تنشأ علي متن السفينة ولكنها للأسف تنتهي نهاية درامية مؤسفة, تجعل الجمهور يتعاطف مع كل ركاب السفينة ولا يعد الأمر بالنسبة له مجرد مأساة قرأ عنها أو سمع عنها, بل هي مأساة يشاهدها ويعيشها وتؤثر فيه كثيرا.
لغز السفينة تايتانيك لم يمس ركابها فقط بل وصل إلي الفيلم الذي صار أشهر أفلام هوليوود وتخطت إيراداته العالمية 1.8 مليار دولار وظل علي قمة الإيرادات منذ عرضه الأول في عام 1997 وحتي عام 2010 عندما استطاع أخيرا فيلم آفاتار _للمخرج نفسه- أن يحتل القمة بعد 13 سنة عاشها تايتانيك متفردا بقمة الإيرادات التي لم يستطع أي فيلم أن يكسرها, ليصير الفيلم نفسه لغزا لا يعرف أي شخص سر هذا النجاح الكبير له والذي جعله يحصد 11 جائزة أوسكار رغم أنه فيلم درامي مأساوي ويقوم ببطولته وجوه جديدة تماما في ذلك الوقت.
وبعد 15 عاما من العرض السينمائي الأول وبمناسبة مرور 100 عام علي انطلاق السفينة في يوم 10 أبريل 1912 تعود تايتانيك إلي الشاشة مرة أخري, ولكن لتعرض بتقنية ثلاثي الأبعاد في عمل استغرق عاما كاملا من مخرجه جيمس كاميرون الذي قام بنفسه بتحويل الفيلم ليعرض ثلاثي الأبعاد في تجربة مثيرة للجمهور الذي عشق الفيلم, في محاولة لجعل الفيلم وخصوصا مشاهد غرق السفينة العملاقة أكثر جمالا وإثارة وإبهارا وإيلاما.
الفيلم كما هو معروف بطولة ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت. وعن التجربة الجديدة قال كاميرون: تقنية ثلاثي الأبعاد لا تثري فقط مشاهد ولحظات غرق السفينة ومشاهد الأكشن بل والمشاهد العاطفية والدرامية, تقنية ثلاثي الأبعاد رفعت من الفيلم لمستوي آخر وجعلت الجمهور يشعر بالخطر والخوف علي قصة حب جاك وروز طوال الوقت.
يري صناع الفيلم أنهم يعطون فرصة لجيل القرن الواحد والعشرين لمشاهدة الفيلم في السينما خصوصا مع تقديمه بخاصية ثلاثي الأبعاد, حيث سيجذب جمهورا جديدا بجانب الجمهور القديم للفيلم. وعن ذلك يقول المنتج جون لاندوا مأساة تايتانيك مازالت صالحة للعرض حتي الآن رغم مرور 15 عاما علي العرض الأول لها, فمن شاهدوا الفيلم للمرة الأولي قد يكونون حاليا متزوجين وآباء ولهذا سيشعرون بنقلة كبيرة ومختلفة عندما يشاهدونه بتقنية ثلاثي الأبعاد,
بينما هناك شباب لم يكونوا ولدوا أو كانوا صغارا عند العرض الأول للفيلم, وكل هذه النوعيات من الجمهور ستجد متعة خاصة, وكل منهم سيحمل شيئا خاصا به عندما يشاهد فيلم تايتانيك مرة أخري, ويضيف جون إذا تم إنتاج فيلم عن تايتانيك مرة أخري حاليا بالتأكيد سيقدم بتقنية ثلاثي الأبعاد, ولكن التكنولوجيا سمحت لنا أن نحتفظ بفيلمنا الناجح ونعيده بشكل جديد ومختلف وكأنه نوع من الجائزة لي ولكاميرون.
وقد أنشأ كاميرون شركة خاصة تعتمد علي أفضل التقنيات وتمتلك أفضل الكاميرات في هذا المجال, لكن كاميرون لم يكن يري أن هذه التقنية تصلح للأفلام الملونة والمثيرة والأكشن بل إنها تكون الأفضل في إظهار المشاعر والرومانسية. وعن ذلك يقول كاميرون: تايتانيك هو طفلي ولذلك أردت أن أشمر أكمامي والخوض في كل خطوة في عملية التحويل, ولتقديم الفيلم في هذا الشكل الجديد بمناسبة الذكري 100 لغرق السفينة.
- أحفاد الضحايا يستعيدون الرحلة الأسطورة
كان عدد من أحفاد ضحايا السفينة البريطانية الأسطورية الغارقة بين ركاب السفينة البريطانية العصرية بالمورال قد انطلقوا علي المسار نفسه الذي سلكته السفينة المنكوبة قبل نحو قرن من الزمان.
وارتدي البعض الم
لابس التي كانت سائدة في ذلك الوقت من فراء وقبعات للنساء وحلل وقبعات مستديرة للرجال وركبوا السفينة بالمورال من ساوثهامبتون علي الساحل الجنوبي لبريطانيا التي أبحرت يوم الأحد الماضي.
ووقف الركاب علي السطح المكشوف من السفينة وأخذوا يلوحون لمودعيهم لينطلقوا علي المسار نفسه الذي اتخذته السفينة تايتانيك منذ نحو 100 عام في الرحلة الأولي لها من ساوثهامبتون إلي نيويورك عبر المحيط الأطلنطي.
وغرقت السفينة المنكوبة التي وصفت في ذلك الوقت بأنها السفينة التي لا تغرق في المياه المتجمدة للمحيط الأطلنطي قبالة نيوفاوند لاند يوم 15 أبريل عام 1912 بعد اصطدامها بجبل من الجليد.
وأسرت أشهر كارثة بحرية في العالم قلوب الناس منذ ذلك الحين, وهو ما يفسر استعداد ركاب من 28 دولة لدفع ثمانية آلاف جنيه استرليني (13 ألف دولار) في التذكرة الواحدة ليكونوا ضمن الرحلة التي تنظمها شركة سياحية بريطانية في الذكري المئوية لغرق تايتانيك.
وتبحر السفينة بالمورال في نفس مسار تايتانيك حيث تتجه إلي شيربورج بفرنسا ومنها إلي كوب في أيرلندا قبل أن تصل إلي موقع غرق تايتانيك, حيث يقام علي ظهر السفينة بالمورال حفل تأبين في 15 أبريل في ذكري الضحايا الذين واجهوا الموت غرقا في نفس المنطقة قبل 100 عام.
وقالت الراكبة جين ألين التي لقي شقيق جدها حتفه في الكارثة أثناء شهر العسل بينما نجت زوجته إنها لا تجد في القيام بهذه الرحلة من جديد أي غرابة أو هوس بالموت.
وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية زرت مدافن الحرب العالمية الأولي والثانية في أماكن شتي من العالم وأعتقد أنه من المهم دوما أن نتذكر. الناس في تايتانيك ماتوا في ظروف مختلفة تماما. لكن ما حدث تلك الليلة لا يصدق.
وقال منظمو الرحلة إن 1309 ركاب حجزوا تذاكر في الرحلة التذكارية وأنه علي الرغم من أن بالمورال سفينة حديثة لكن القائمين علي الرحلة التي تستغرق 12 ليلة سيحرصون علي خلق الأجواء التي كانت سائدة في ذلك الزمن من الموسيقي إلي موائد العشاء الفاخرة كما سيلقي خبراء محاضرات عن تايتانيك وعصرها.