بقلم: شفيق بطرس
تاريخ النشر: 12 برمودة 1728 ش – 20 أبريل 2012 م
لو رجعنا الى أوائل الثمانينات نتذكر ما حدث لمصرنا الغالية فى سنة 1981 وما جرى للأقباط من مهانة على يد السادات الذى ألغى القرار الجمهورى بتعيين قداسة البابا شنودة بطريرك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبعدها تم إبعاده بالدير لمدة وصلت أربعة سنوات بعد رحيل السادات الذى أغتالته مجموعات إسلامية ولكن مبارك خاف من إرجاع البابا لمنصبه من غضب العناصر الإسلامية، كان كل هذا لنا بالمهجر الشرارة التى أشعلت الكفاح والنضال القبطى لجميع من كانوا خارج حدود مصرنا الغالية
وبعد عودة سيدنا البابا لمنصبه عادت نهضة تجديد وبناء كنائس بالمهجر لتكون حاضنة للأقباط المهاجرين من مصر بعد ذيادة شدة وعنف الأضطهادات، وكانت أهمية تشجيعات وبركات سيدنا البابا شنودة لكل مجموعة من الأرثوذكس بأى دولة فى الغرب أو أى ولاية من ولايات أمريكا الشمالية لبناء كنائس جديدة بها، وكانت نظرته ثاقبة وفكره عال ومبارك لأننا وجدنا الجميع وقد أحتضنتهم كنائسهم الجديدة وأصبح الأقباط بالمهجر لهم حضن يجمعهم فى العشيات والصلوات وقداسات الآحاد والأعياد وكانت فرحتنا تفوق كل وصف عندما يأتى إلينا أحد الآباء الأساقفة فى زيارة رعوية لتفقد أحوالنا والبحث عن بعض الحلول لمشاكل الشعب، والفرحة الأعظم والبركة الأوفر كانت طبعا فى زيارات سيدنا البابا الغالى المتنيح لكنائسنا، ولا نخفى على الجميع أننا كنا وعائلاتنا وأولادنا وأحفادنا الأوفر حظاً من غيرهم بأرض مصر بنوال البركة والجلوس حول سيدنا الحبيب وجها لوجه وذلك لقلة أعداد الأقباط بتلك المدن التى يزورها سيدنا فكان لنا الحظ الأوفر فى التلاحم معه ونتكلم معه ونشكى له أوجاعنا ويصلى لنا ولأولادنا وأحفادنا ويلمسهم ببركاته ويرشمهم بالزيت المقدس، هؤلاء الأبناء والأحفاد قد ترعرعوا ونشأوا فى حضن الكنيسة الأرثوذكسية بكل طقوسها وبخورها وأيقوناتها وصلواتها بلا أى تغيير فلم نشعر بالأغتراب عن حضن الكنيسة الأم بمصر، أفرح كل الفرح عندما أرى أحفادى شمامسة يرددون الألحان القبطية ويمسكون بحرفنة الناقوص والترنجل يعرفون كل طقوس كنيستنا الغالية، ويفهمون بإقتناع أسرارنا الأرثوذكسية متسربلين بالأيمان متحصنين بالبركة ضد كل عوامل وألآعيب شيطان الحريات بالمجتمع الغربى، ولذا نتذكر الآن فضل سيدنا المتنيح الحبيب علينا وعلى كل الأجيال القادمة بالمهجر فقد حفظهم الرب وحفظتهم رعاية وحنكة البابا شنودة فى نشر وتدعيم كنائسنا الأرثوذكسية بالمهجر بالزيارات والرعاية والأهتمام والحب والسؤال الدائم علينا، فلنصلى أن يرعى الرب شعبه من بعده لأن له فضل لن ننساه .