رشا خـادم أم النــور
المزاج : كوووول الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: ميدان التحرير وميدان «أبوإسماعيل».... الأحد 29 أبريل 2012, 2:39 pm | |
| لفت نظرى بشدة ما نشرته «المصرى اليوم» أمس الأول تحت عنوان «اعتصام شرعى لبنات أبوإسماعيل.. النوم بالنقاب والمحرم شرط أساسى»، ما لفت نظرى هو ما جاء على لسان «بنات أبوإسماعيل» من عبارات تعبر عن انتقادهن للمعتصمات الثوريات أو «العاديات» كما وصفنهن، فطبقاً لوجهة نظر بنات أبوإسماعيل فإن «الاعتصام بصحبة المحرم وتحت حماية الرجال المتدينين يجعله أكثر شرعية من اعتصام الثوريات اللاتى يبتن بمفردهن فى الخيام».. المشكلة هنا فى هذا التشكيك وهذه الإدانة من بنات أبوإسماعيل للثوريات هى بالفعل ثورة مضادة، لأن بنات أبوإسماعيل لم يكنَّ فى الثورة ولم يعرضن أنفسهن لكل أخطارها ولذا لم يدفعن ثمنها ولم يتحملن عبئها وهاهن الآن يحصلن على مكاسب ما لم يشاركن فيه، فلولا الثوار والثوريات ما خرجت بنات أبوإسماعيل من مخبئهن وما وجدت آراؤهن سبيلها إلى القنوات والصحف، لكن للأسف هن لم يدركن فضل الثورة والثوار عليهن، وبدلاً من أن يشكرنهم على إعادة طرح تواجدهن كجزر من المجتمع، حتى ولو اختلفنا معهن، تصورن أنهن الأحق والأصح، بل من يملكن التبرئة والإدانة التى تعتمد على إقصاء كل ما هو آخر دونهن.
أشعر بغصة حقاً لاحتلال ميدان التحرير من أبناء أبوإسماعيل، فلم يكونوا فى الميدان يوم صنع الميدان اسمه، ولم يدافعوا عن الوطن ضد النظام الفاسد، بل دعوا إلى عدم الخروج على الحاكم، وها هم ينزلون الميدان من أجل أبوإسماعيل وليس من أجل مصر ولا يكتفون بذلك، بل يشوهون الثورة والثوار باختزال الأمر فى حماية الرجال المتدينين لهن والنوم بالنقاب، وكأن من شارك فى الثورة وعرض حياته للفقد والاستشهاد أو عرض عينه أو عينيه لفقد البصر قد فعل ذلك من أجل نوايا جنسية.. مشكلة بنات أبوإسماعيل أو أبناء أبوإسماعيل أنهم لم يكونوا جزءا من الثورة، لذا فهم الآن ينقلبون عليها بدعاوى وحجج أخلاقية.. مشكلتهم أنهم لم يكونوا من صناع الثورة ولم يكونوا من أبناء التحرير.
من يلق نظرة واحدة الآن على الميدان يدرك أن هؤلاء المعتصمين فيه ليسوا أبناءه الذين صنعوا تاريخه بدمائهم وأعمارهم وعيونهم.. هؤلاء الذين دعوا إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، هؤلاء الذين صهروا مصر فى بوتقة واحدة دون أى تمييز على أساس من الجنس أو الدين.. رحل هؤلاء وجاء غيرهم ليحتل مكانهم.. من قال إن الثورة المضادة هم الفلول وحدهم واهم، فكل من ينقلب على كل ما دعت إليه هذه الثورة وما رسخت له هو «ثورة مضادة» وكل من يسعى لتشويه الثورة والثوار هو «ثورة مضادة»، بل كل من يحاول أن يفرض أجندته الخاصة على الجميع وكل من يسعى لإقصاء الآخر هو «ثورة مضادة».
تضع بنات أبوإسماعيل صورته على عباءاتهن بينما لم تضع الثوريات إلا اسم مصر ولم يرفعن علماً سوى علمها وحدها.. ما الذى يعنيه قول بنت من بنات أبوإسماعيل متحدثة عن الثوريات بقولها «عكس ما كنا نراه فى صور معتصمات الثورة والمناظر اللى كنا بنشوفها».. تتحدث بنات أبوإسماعيل عن أن خروجهن واعتصامهن خروج عن القاعدة الأساسية، وأمر عارض لكنه - على حد تعبير إحداهن - «ضرورة لحماية الوطن»، بينما غاب الوطن عن كل الهتافات التى تعالت فى الميدان، واختفى من كل عبارات اللافتات التى ارتفعت فى سماء الميدان وزاحمت علمه أعلام أخرى كثيرة بعضها أسود والآخر أخضر وليس من بينها علم مصر، وكأنما قد رحل سكان الميدان بكل اختلافاتهم وكل تعددهم وكل تجانسهم ليحل على الميدان غرباء عنه وعن ثورته.
عن المصرى اليوم | |
|