<H1>بواسطة أيمن نورالوطن.. وأنا.. وانت!!</H1>
أحلم من بين ما أحلم، ولا أتصور أن هناك حكمًا صدر بمنعى من أن «أحلم» على غرار منعى من الترشح للانتخابات الرئاسية 2012.
وأسجل هذا فى روزنامة الأحلام، أسجل أننى أحلم يومًا قريبًا أشعر فيه بأن الوطن صديقى (!!).
فلابد أن يكون الوطن الذى أنتمى إليه كذلك، ولكن كيف يمكن أن يتحقق هذا الحلم؟
صحيح أن الوطن هنا ليس نموذجيًا، وفقًا لمقاييس الأوطان، التى تحافظ على حقوقك، وحريتك، بقدر ما تحفظ أنت لها حقوقها، وتدافع عن مجدها!!
لكن المهمومين والمهتمين، بإصلاح مقاييس الوطن، لابد أن يفسحوا صدورهم، ويتسامحوا إزاء بعض ما يلحق بهم، من أوجاع ومرارات، وأشواك يصيبهم حفيفها، وهم على طريق إصلاح ما أصاب الوطن وألمَّ بمقاييسه وبوصلته!!
عندما يتملكك الشعور، بأن الوطن «صديقك» أنت، وليس صديق عدوك، ستظل حريصًا دائمًا على أن تمنعه من أن يلقى بنفسه من الطابق العاشر!! ستظل محمولاً بفعل مشاعرك ألا تنفض يديك من الماء الساخن وتدسهما فى ماء بارد، متصورًا أنك فعلت ما عليك أو متعللاً أنك تصرخ فى الفراغ.. لابد أن نجيب عن السؤال: كيف يمكن أن يتحول الوطن من صديق إلى غريب؟! ومن رفيق إلى عدو؟! ماذا دهاه؟! كيف يتحول من قارورة عطر إلى زجاجة فارغة متجردة من محتواها؟!
هل الأزمة فينا؟! أم فيه؟! هل الكارثة ما يحدث منا؟! أم ما يحدث فيه، وينعكس علينا؟!
كيف لنا أن نقيم علاقة صداقة بين وطن مشطور – ببين الأجواء السياسية– وبين مواطن مقوس الظهر، يضربونه، أكثر مما يطعمونه؟! مواطن أفقدوه القدرة على أن يذهب بأحلامه للتغيير السلمى، أفقدوه القدرة على أن يذهب بأحلامه أبعد من الخبز القليل، والماء الشحيح، والبحث عن فرصة عمل فى عرض البحر!!
كيف تقوم الصداقة على جثة من يعانى فى قبضة الفقر والظلم والجوع؟ بين الفاعل والضحية!! بين الجانى والمجنى عليه!! بين الفأس والرأس النازفة من ضرباته؟!
أى معاهدة صداقة تلك التى تبرم بينك وبين شخص كلما قدمت له وردة، ضربك على أصابعك!! وسكب بنزينًا وأشعل عود ثقاب فى ملابسك، وفى المساحة المشتركة بينك وبينه!!
كيف تستقيم بنود معاهدة صداقة، أول شروطها أن تستسلم بلا مناضلة!! أن تنهزم بلا مقاتلة!! أن تعتذر على ما لم تفعل؟! وتأسف على أحلام مشروعة، وتبصم على شهادة وفاتك بنفسك، وتستخرج شهادة ميلاد لذاكرة «جديدة» لا تحمل إلا الصفح والغفران، ذاكرة لا تعرف الأحلام المشروعة؟
الوطن.. ليس أنا (!!) وليس أنت (!!) الوطن هو الهواء الذى يمكننى أن أتنفسه دون تصريح منك، هو الأرض التى تتسع لقدمى وقدمك!! وليس قدمى تحت حذائك!! الوطن هو المضمار- الذى لا يكون كذلك– إلا عندما يركض فيه أكثر من جواد.
آه يا وطن.. كى تبقى دائمًا صديقى لابد أن تعرف أنت العدل، ولابد أن أشعر أنا به، يومها سيجمع الله الصديقين بعد طول فراق.. الوطن والعدل.. وأنا.. وأنت دون أن يخون كل منا الآخر ودون أن نهين بعضنا البعض ونقتل بعضنا البعض.
بات واضحا أنه لا أمل فى مصر بغير المصالحة والمسامحة والمبادرة بأعمال العقل فى زمن لا عقل فيه