فرق الإغتيال المصرية وقتل هانى لوقا ونرمين خليل فرق الإغتيال المصرية وقتل هانى لوقا ونرمين خليل
الجزء الثالث
دراسة بقلم د/ سيتى شنوده
تسببت قضية كشوف العذرية فى فضيحة عالمية للمجلس العسكرى الحاكم فى مصر - الذى حاول بكل الطرق التكتم على هذه الفضيحة - فقد أهتمت الصحف العالمية ومنظمات حقوق الإنسان الدوليه بهذه الجريمة التى تم فيها هتك عرض 17 فتاه من الفتيات الناشطات والمعتصمات فى ميدان التحرير بالقاهرة يوم 9 مارس 2011 , ونشرت الصحف ووكالات الأنباء العالمية أخبار وتحقيقات صحفية عن هذه القضية ومنها صحيفة الجارديان البريطانية وجريدة زود دويتشه تسايتونج الألمانية وشبكة سى إن إن الإخبارية وموقع روسيا اليوم ومجلة تايم الأمريكية ووكالة الأنباء الفرنسية وغيرها من الصحف والمجلات ووكالات الأنباء العالمية .
*وإختارت مجله تايم سميرة ابراهيم - التى تقدمت بقضية كشوف العذرية – " ضمن أكثر الشخصيات تأثيراً على مستوى العالم " لدورها البطولى فى الدفاع عن نفسها ووضعت المجلة صورة كبيرة لها على غلاف المجلة , كما كتبت النجمة العالمية الحاصلة على جائزة الأوسكار تشارلز ثيرون مقالاً تحدثت فيه عن قضية كشوف العذرية وعن سميرة ابراهيم وقالت عنها انها تمثل " نموذج لمواجهة الخوف .. وان الأثر الذى أحدثته يمتد خارج مصر .. " ( جرائد البديل واليوم السابع – 18/4/2012 ) .
* وأصدرت منظمة العفو الدولية يوم 23/3/2011 بياناً نددت فيه ب " اختبارات عذرية قسرية اجريت من قبل الجيش لمتظاهرات نساء تم اعتقالهن فى ميدان التحرير " . وتحدث البيان عن تعرض المتظاهرات للتعذيب والضرب والصعق بالكهرباء وإجبارهن على خلع ملابسهن فيما كان ضباط وجنود رجال يقومون بتصويرهن وهن عاريات تماماً وتم تهديدهن بنشر هذة الصور .. ثم أجبرن بعد ذلك على إجراء إختبارات العذرية وهى شكل من أشكال التعذيب اذا تمت بشكل قسرى كما ذكرت المنظمة فى بيانها .. وطالبت المنظمة بوقف المعاملات " الصادمة والمهينة " للنساء المتظاهرات, ودعت الى محاكمة المسؤولين عن إرغام المتظاهرات على اختبارات العذرية والى " حماية النساء الشجعان اللاتى كشفن عن هذه التجاوزات من أى عمليات إنتقامية " .
*وتحدثت سميرة ابراهيم صاحبة قضية كشوف العذرية فى حديث مسجل بالفيديو- نشر على مواقع عديدة - وقالت انه تم القبض عليها يوم 9 مارس 2011 مع فتيات و رجال آخرين بعد إعتصام قاموا به فى ميدان التحرير للمطالبة بتحقيق أهداف ثورة يناير , وتم إقتيادهم الى مبنى المتحف المصرى حيث قام ضباط وجنود الجيش بضربهم وسبهم وسحلهم والبصق عليهم وضربهم بالأحذية فى وجوههم وصعقهم بالكهرباء وتمزيق ملابسهم وهم مقيدى الأيدى .. وفى هذه الأثناء : { استدعى الضابط بنات لابسين " عبايات سوداء " من داخل المتحف وحطهم وسطينا .. وكانوا يشتمون ضباط الجيش بألفاظ مقززة جداً .. } ..!!؟؟؟؟؟؟ وبعد ذلك تم نقل الفتيات الى السجن الحربى حيث استمر الضباط والجنود – فى وجود قائد السجن الحربى - فى ضربهن وسبهن وصعقهن بالكهرباء واجبروهن على خلع ملابسهن والوقوف عرايا تماماً امام الضباط والجنود الرجال الذين قاموا بتصويرهن فى هذة الاوضاع .. وقالت سميرة ان الضابط ضربها و كهربها فى بطنها وهى عريانه لانها طلبت من السجانة قفل الشباك وقالت وهى تبكى : { .. فى الآخر استسلمت .. ذلونا .. ذلونا .. الواحد كان بيتمنى الموت .. كنت باتمنى تجيلى سكته قلبية .. دول كانوا بيذلونا .. ..شوفى ازاى بيكسروا نفسك .. بيذلوكى علشان متفكريش تقولى انا عايزه حق البلد دى .. بيذلوكى ويكسروكى علشان متفكريش تنزلى تانى مظاهرات او تعملى أى احتجاجات على الظلم .. } .. وتناوبت دوريات من جنود الصاعقة فى ضرب الفتيات وتعذيبهن بطريقة وحشية طوال الليل . كما قالت سميرة ابراهيم انها ذهبت لتقديم بلاغ فى النيابة العسكرية وفى مكتب النائب العام ولكنهم رفضوا مرات عديدة ولفترة طويله وقالت : { مش عاوزين يحققوا علشان مش عاوزين رفع قضية عن كشف العذرية }.. وبعد تقديم البلاغ تم تهديدها بالقتل ان لم تتنازل عن البلاغ وقال لها أشخاص فى مكالمات تليفونية :{ مصيرك مثل مصير خالد سعيد ان لم تتنازلى عن البلاغ .. حياتك هى الثمن .. } كما قالت سميرة ابراهيم ان الإعلام والأحزاب والحركات السياسية ومنظمات حقوق الإنسان رفضوا مساندتها وقالوا لها : { .. دول المجلس العسكرى ..!!؟؟ واحنا مش هانقدر ننشر حاجة او نقف جنبك } .. !!؟؟ .
* واستضافت قناة الجزيرة مباشر رشا على عبد الرحمن - وهى أحدى الناشطات اللاتى تم اعتقالهن مع سميرة ابراهيم – التى تحدثت عما حدث لها بعد ان قام ضباط وجنود الجيش بإعتقالها يوم 9 مارس 2011 من إعتصام ميدان التحرير وضربها وتعذيبها وإحبارها على خلع ملابسها والوقوف عارية تماماً امام ضباط وجنود الجيش وفى وجود قائد السجن الحربى و ضابط برتبة لواء كان يقف خارج الغرفة يباشر الكشف .. وقيل لها من الضباط : { اللى مش هاترضى تقلع وتكشف .. هاتتكهرب وتنضرب.. وهايتكشف عليها برضه ..} وقال لهن ان هذه أوامر ..!!؟؟ وعندما رفضت رشا خلع ملابسها قال لها مأمور السجن : { لو ماخلتيش مدام عزة تفتشك .. انا هاخلى عسكرى يجى يفتشك } .
كما قالت رشا ان السجانة التى فتشتهن واجبرتهن على خلع ملابسهن والوقوف عرايا تماماً امام الضباط والجنود الرجال كانت تلبس " إسدال إسود " ..!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهى جرائم خطيرة وتصرفات مشينة عرف بها العالم كله وتحدث عنها و قام فيها الجيش المصرى وكبار قادته بهتك عرض الفتيات المتظاهرات والناشطات السياسيات المصريات وتعذيبهن وصعقهن بالكهرباء وإجبارهن على كشوف العذرية والوقوف عرايا تماماً أمام الضباط والجنود الرجال الذين قاموا بتصوريهن وهن عرايا ..وكأن المجلس العسكرى وقادة الجيش المصرى - فى هذة الجرائم المخلة بالشرف التى تصنف تحت جرائم الإغتصاب والتعذيب – يتعامل مع المتظاهرات وكأنه يتعامل مع أسرى أو " سبايا " استولى عليهن فى حرب دينية مقدسة ضد الكفار والخوارج ..!!؟؟؟؟
* وقد أحاط المجلس العسكرى والأجهزة الأمنية هذه الجرائم " بمؤامرة صمت " لشهور عديدة منع فيها أجهزة الإعلام المختلفة من التحدث عنها او استنكارها كما منع وهدد منظمات حقوق الإنسان المصرية لمنعها من مناصرة الضحايا فى هذة الجرائم التى تصنف كجرائم إغتصاب وتعذيب كما ذكرت جريدة زود دويتشة تسايتونج الألمانية ( جريدة البديل – 14/3/2012 ) ولكن متابعة منظمات حقوق الإنسان الدولية والصحف ووكالات الأنباء العالمية كشفت تفاصيل هذه الجرائم واعادتها الى الضوء وأجبرت المجلس العسكرى يوم 26/6/2011 على الإعتراف بإجراء كشوف العذرية القسرية على الناشطات السياسيات المعتقلات - بعد ثلاثة أشهر من الإنكار والتكذيب التام - وذلك فى لقاء مع وفد منظمة العفو الدولية الذى زار مصر فى زيارة رسمية لمدة خمسة أيام لمتابعة أوضاع حقوق الإنسان فى مصر بعد ثورة 25 يناير ( جريدة المصرى اليوم – 26/6/2011 ) .
*وقبل يوم واحد من نظر قضية العذرية وجهت سميرة ابراهيم نداء الى الفتيات اللاتى كن معها فى السجن الحربى لكى يتقدمن للشهادة معها فى الجلسة المقرر عقدها يوم 13/2/2012 فى المحكمة العسكرية ( جريدة روز اليوسف 12/2/2012 ) ولكن تم إغتيال الدكتورة نرمين خليل المسؤولة عن ملف كشوف العذرية فى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة قبل 24 ساعة من عقد هذة الجلسة , وبعدها حضر الشهود الجلسة ولكن تراجعوا عن اقوالهم السابقة ولم تتقدم باقى المجنى عليهن اللاتى تعرضن للتعذيب وكشوف العذرية للشهادة مع سميرة ابراهيم , وتم بعدها الحكم ببراءة المتهم الوحيد الذى قدمته النيابة العسكرية فى هذه القضية – وهو مجند طبيب – مع ان الجريمة تمت بأوامر ومشاركة الكثير من كبار الضباط والرتب الكبيرة فى الجيش ..!!؟؟؟
فهل قام جهاز أمنى هام بإغتيال الدكتورة نرمين قبل 24 ساعة فقط من جلسة قضية كشوف العذرية لإرهاب الشهود واجبارهم على عدم التقدم للشهادة بل وعلى تغيير شهاداتهم السابقة التى ادلوا بها فى التحقيقات – وهو ما حدث فعلاً فى جلسة اليوم التالى 13/2/2012 - وذلك لتبرئة المتهم الوحيد الذى تم تقديمة للمحكمة العسكرية وغلق القضية ودفنها الى الآبد .. خاصة بعد ان علم العالم كله بهذة الجريمة الماسة بشرف الكثير من القيادات وكبار المسؤولين فى مصر ..!!؟؟؟؟؟؟ وإذا كان هدف الأجهزة الأمنية من هذه الجريمة هو قتل نرمين خليل فقط .. فكان يمكن للجهاز الأمنى الذى إغتالها ان يقتلها بوسائل عديدة يستخدمها كثيراً ولا تثير الشبهات نحوه , مثل قتلها فى حادث سيارة مدبر او قتلها بالعقاقير الحديثة التى لا تترك أثراً بعد الوفاه , ولكن كان الهدف من الإغتيال بهذا الإسلوب البشع أكبر من التخلص من الضحية فقط .. بل كان إرهاب الشهود لتغيير أقوالهم ومنع باقى الضحايا والشهود من التقدم للمحكمة للشهادة , الى جانب إرهاب النشطاء السياسين ومنظمات حقوق الإنسان وكل من ينادى بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان فى مصر .
* لقد تم إغتيال الدكتورة نرمين خليل بطريقة واضحة لترسل رسالة واضحة لا لبس فيها للشعب المصرى عامة وللنشطاء السياسيين خاصة بان نرمين تم إغتيالها " رسمياً " .. فقد تم قتلها فى وضح النهار وفى وقت الذروة وبواسطة أربعة رجال مسلحين يستقلون سيارة جيب سوداء اقتربوا منها وأطلقوا عليها الرصاص فى ميدان من أشهر ميادين القاهرة وأكثرها إزدحاماً وأكثرها تواجداً لنقاط الشرطة والجيش والعديد من كاميرات المراقبة التابعة للبنوك والشركات والأجهزة الرسمية .. وأختار الجناة مكان الإغتيال بالقرب من سيارة مدرعة تابعة للقوات المسلحة ..!!؟؟؟؟؟؟؟؟
* ولم يكن إغتيال نرمين خليل هو حادث الإغتيال السياسى الأول بعد ثورة 25 يناير 2011 فقد قامت الأجهزة الأمنية بخطف وإغتيال العشرات من النشطاء السياسين باسلوب واضح وجرائم إغتيال علنية .. ومنهم الناشط السياسى محمد جمال عضو إئتلاف لجان الدفاع عن الثورة الذى تم ذبحة من رقبته فى يناير الماضى امام مكتب النائب العام فى وسط القاهرة ووسط المئات من المتظاهرين والمعتصمين المطالبين بتطهير القضاء ( جريدة الأهرام 22/1/2012 ) , وهو ما يلقى الضوء على اسلوب تعامل الأجهزة الأمنية مع النشطاء السياسين – ومنهم الدكتورة نرمين خليل - وإغتيالهم وذبحهم علناً لإسكات أصواتهم وإرهاب بقية النشطاء السياسيين .
8/5/2012
( يتبع )
[color:0b8b=#f00]مصدر الأقباط الأحرار عند النقل