رشا خـادم أم النــور
المزاج : كوووول الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: بورصة بيع الأطفال ..حمادة بـ 1500 وزياد بـ 40 ألفا تصدقو الكلام ده الأحد 03 يونيو 2012, 3:05 pm | |
| لم أكن أتوقع أن المحلات الشهيرة يمكن أن تكون مكانا مناسبا لاصطياد الزبائن الذين يرغبون في شراء الأطفال, فشيء في منتهي الغرابة أن تقف أمام أحد محلات المأكولات الشهيرة, وتقترب منك سيدة وتصف لك محلا آخر, يبيع أطعمة أجود وأشهي منه.
لوعندما تذهب لتجربه تفاجئ بإحدي السيدات تعرض عليك طفلا صغيرا لتشتريه, هذا الموقف ليس من نسج خيالنا, ولكنه حدث بالفعل مع إحدي زميلاتنا, فالأطفال الآن يباعون مثلهم مثل السلع التجارية, فمنذ قرابة 15 عاما أجريت تحقيقا صحفيا عن الأمهات اللاتي يهملن في أطفالهن, وتخلين عن أمومتهن وارتكبن جرائم عديدة في حق أطفالهن, وكانت من بين النماذج التي عرضتها أم لجأت إلي بيع طفلها الوحيد حمادة الذي جاء ثمرة علاقة غير شرعية, وكان سعره وقتذاك 1500 جنيه, والحق يقال إنها كانت حالة فردية وشاذة عن المجتمع المصري أما الآن وفور اندلاع الثورة فقد زادت الحالات بدرجة كبيرة لدرجة أنني أخشي أن تصبح ظاهرة في مجتمعنا . تختلف الأسباب التي من أجلها يتم البيع فقد تكون الحاجة, أو العلاقة غير الشرعية, أو الزواج العرفي, وعلي أية حال فحمادة كان يباع ب 1500 جنيه, ولو وضعنا في الاعتبار سوء وتردي الحالة الاقتصادية, و ارتفاع الأسعار, وصعوبة الحياة فالطفل الآن أرتفع سعره وأصبح يتراوح ما بين 30 ألفا إلي 50 ألف جنيه وهذه الأسعار ليست أسعار جزافية بل هي ناتج الصفقات التي تمت بين الأم كطرف أول البائع والطرف الثاني المشتري والشيء المثير للدهشة النزاع في أروقة المحاكم في حالة الاختلاف, فمازال نزاعا منظورا أمام المحاكم, بين أم باعت أطفالها لسيدة عقيمة, أخذت ترعاهم لأكثر من 9 سنوات, فسهرت وتعبت وضحت من أجل أن ينشأوا في جو أسري صالح حتي وصلت الابنة الكبري إلي المرحلة الإعدادية, وطوال هذه الفترة لم تحرم الأم البديلة الأم الأصلية من زيارة أطفالها والاطمئنان عليهم, إلي أن دب الخلاف بينهما وطالبت الأم بالتراجع عن الصفقة, واسترداد أطفالها فرفضت الأم البديلة خشية علي الأطفال, فاضطرت الأم أن ترفع قضية ادعت فيها أن السيدة سرقت أطفالها إثر إصابتها بنوبة إغماء في الشارع, فاستغلت السارقة الموقف وأخذت الأطفال وهربت, بينما ادعت الأم البديلة باستغناء والدي الأطفال عنهم مقابل مبلغ من المال وطالبت ببقاء الأطفال لديها لأنها تشك في أن الأم سوف تبيع الأطفال مرة أخري لأحد الأشخاص. وهناك الكثير من النماذج الشاذة التي لا تمت للأمومة بصلة فقد تجردت أم من مشاعر الأمومة وعرضت طفلتها التي لم تكمل عامها الأول للبيع مقابل 50 ألف جنيه وذلك بمساعدة ربة منزل بمدينة نصر ولم تفصح الأم عن سبب ارتكابها لهذه الجريمة المشينة. وعرضت أخري طفلتها للبيع علي سيدة علي شاطئ بورسعيد مقابل 30 ألف جنيه, بحجة التخلص منها بعد إن جاءت ثمرة زواج عرفي, مما جعل السيدة تبلغ عنها الشرطة, وقالت في بلاغها إنها تقابلت مع إحدي الفتيات التي تبلغ من العمر 17 عاما علي شاطئ البحر, وكانت ربة المنزل ترضع طفلها في ذلك الوقت, فطلبت الفتاة منها إرضاع طفلتها معه, بدعوة أنها مريضة لا تستطيع إرضاعها, وبعد التعارف بينهما تعاطفت السيدة مع الفتاة, وقبلت إرضاع الطفلة حتي تشفي الأم, فأخذت الفتاة أرقام تليفوناتها, وتركت معها الطفلة ولم تعد, ثم اتصلت بها تليفونيا وطلبت منها 30 ألف جنيه وهددتها بإبلاغ الشرطة عنها بدعوي اختطاف الطفلة, كما أبلغتها بعدم رغبتها هي وزوجها مسجل خطر 23 عاما الاعتراف بها وأكدا في التحقيقات أنهما كانا ينويان الزواج رسميا بمبلغ بيع الطفلة وبدء حياة جديدة ولكن بدونها .وضبطت سيدة 41 سنة ربة منزل أثناء بيعها طفلا حديث الولادة, يدعي زياد عمره أسبوعا واحدا مقابل 40 ألف جنيه, وتبين من التحقيقات أنها نسبته إلي نفسها وزوجها, بعد أن تخلصت منه ابنة شقيقتها لإنجابها له من ثمرة علاقة غير شرعية, مع أحد تجار المخدرات, والذي حبس لاتجاره فيها, وخوفا من افتضاح أمرها طلبت من خالتها التخلص منه,والتي قامت بدورها بعرض الطفل للبيع فأقبل علي شرائه حدادا وزوجته لعدم قدرتهما علي الإنجاب. عقد بيع فاسد وبسؤال الدكتور أحمد سعد أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة بني سويف والمحامي بالنقض عن مدي صحة التصرفات القانونية التي تقع علي الأشخاص مثل البيع أجاب قائلا : من حيث المبدأ مصطلح البيع لا يوجد في لغة القانون بالنسبة للجنس البشري, فلكي تتم آثار صحة البيع يشترط نفاذ آثاره أن يكون المحل المعقود عليه مما يجوز التعامل فيه, وأن يكون معينا أو قابلا للتعيين, وأن يكون محددا, والشرط الرابع ألا يكون مخالفا للنظام العام, ومن ثم الحديث عن بيع الأطفال يخرج عن دائرة عقود البيع وأي عقود أخري, فعلي سبيل المثال بيع المخدرات لا يجوز التعامل فيها, فإذا اختلف البائع والمشتري علي ثمن المخدرات لا يجوز اللجوء للقضاء لأن المخدرات لا يجوز التعامل فيها, فهذا البيع يعد عقد بيع باطلا, ومن هذا المنطق فإن الطفل يعد خارجا عن نطاق التعامل, وبالتالي ما نطلق عليه بيعا يعد في القانون جريمة اتجار بالب-شر, وهي محرمة محليا ودوليا وفي كافة المواثيق الدولية, ومن ثم لا مجال لإعمال قواعد التقادم المكسب في حالات بيع الأطفال, التي تطبق علي الأموال والعقارات, فإذا اشترت سيدة طفلا ثم حدث تنازع عليه من قبل الأم الأصلية, فلا يجوز الادعاء بمبدأ التقادم المسقط, وفي حالة كتابة الأم البديلة للطفل باسمها فهذه الكتابة تعد انتحال صفة وإذا جاءت الأم الحقيقية وطلبت الأولاد فهنا من حقها تصحيح البيانات, عن طريق دعوي قضائية تختصم فيها السيدة التي ادعت أنها أمه, وتختصم فيها وزير الداخلية ومساعد الوزير للشئون المدنية لتصحيح الخطأ, وتشطب البيانات السابقة الخاطئة التي نسبت إلي الطفل, فضلا عن عقابها جنائيا بتهمة التزوير في محرر رسمي, وعن علاقة بيع الأطفال وموضوع الزواج العرفي يقول الدكتور أحمد سعد الزواج العرفي زواج صحيح 100 % ولكن تكمن خطورته في أنه إذا أنكر الزوج هذا الزواج ستضيع كافة حقوق الزوجة ومن بينها عدم الاعتراف بنسب الأولاد إليه وهذا ما يجعل بعض الزوجات يلجأن إلي بيع أطفالهن وعن كيفية القضاء علي موضوع بيع الأطفال يقول الدكتور أحمد سعد لابد من وجود التوعية الدينية والاجتماعية لأن قضية بيع الأطفال ونسبتهم إلي أم خلاف أمهم لا تتعلق بإثبات حقوق الطفل فقط ولكنها تتعلق بالميراث والمحارم خصوصا في ظل تحريم الشريعة الإسلامية لمبدأ التبني, الذي يترتب عليه اختلاط الأنساب, والطريقة الثانية هي تشديد العقوبة علي هذه الجريمة وإلغاء مبدأ التقادم فيما يتعلق بهذا النوع من الجرائم فمن المفترض أن الجنحة تسقط بعد مرور 3 سنوات والجناية بعد 10 سنوات ولذلك فأنا أقترح اعتبارها جريمة مستمرة لا تسقط بالتقادم ولو مر عليها 100 سنة . خلل في الأسرة وتري الدكتورة سامية همام أستاذ خدمة الفرد بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان أن هذه الجريمة من الناحية الاجتماعية تدل علي وجود خلل في الأسرة, وعدم التمسك بالقيم والمبادئ الأخلاقية في التنشئة الاجتماعية, فالنشأة الاجتماعية تلعب دورا كبيرا في حياة الإنسان وخصوصا بالنسبة للإناث, فهن يتأثرن بما لدي الأمهات من ميول وعادات وتصرفات, فهذه الجرائم تدل علي أن هؤلاء النساء لم يتلقين تنشئة اجتماعية ونفسية سليمة تنمي فيهن الحب والعطاء والأمومة التي من المفترض أنها غريزة طبيعية, وإذا وضعنا في الاعتبار أن هذه الحالات جاءت ثمرة زواج غير طبيعي ويمكن يكون هناك اتفاق بين الزوجين علي أن يأخذا المبلغ ويتقاسماه, وإلي جانب العامل الاجتماعي هناك العديد من العوامل التي تساعد علي نهج مثل هذه التصرفات المشينة منها البطالة ما يتبعها من عدم وجود أموال تساعد علي الزواج الطبيعي فيلجأ الزوجان إلي بيع الطفل للحصول علي الأموال, أما بالنسبة للزوجة التي باعت أطفالها ثم عادت لتستردهم مرة أخري بعد أكثر من 9 سنوات فأنا أتصور ـــ والحديث للدكتورة سامية همام ــ أنها تريد الاتجار بهن مرة أخري أو تشغليهن في أعمال تدر عليها عائدا ماديا فلا يعقل أن التي فرطت في أولادها طوال هذه الفترة أن تعود لها غريزة الأمومة فجأة . ولكي نقضي علي السلوكيات الشاذة التي تظهر في المجتمع يجب علينا الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية السوية وهذا يحدث ليس من خلال الأسرة فقط باعتبارها أول خلية اجتماعية ولكن من جميع المؤسسات الاجتماعية التي لها دور في عملية التنشئة الاجتماعية كالمدرسة والمسجد والكنيسة وجميع وسائل الإعلام سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة, إضافة إلي مؤسسات المجتمع المدني التي تساعد الأسر الفقيرة لكي يستطيعوا إشباع حاجات أطفالهم حتي لا ينحرفوا ويخرجوا عن المسار السليم, وعلينا الاهتمام بالعامل الديني وغرس القيم الدينية في نفوس الصغار, وتعليمهم كيف يفرقون بين الحلال والحرام والصواب والخطأ, وفي كل الأحوال لا نستطيع أن نقول إنها ظاهرة انتشرت في المجتمع المصري ولكنها حالات فردية ناتجة عن سلوك غير واع وغير سوي للأم. حد الحرابة أما الدكتور محمد نجيب الصبوة أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة فيري أن أمثال هؤلاء الرجال والسيدات الذين أنجبوا أطفالا سفاحا ويبيعونهم كتجارة رقيق يجب أن يطبق عليهم حد الحرابة, لأن هذا يعد إفسادا في الأرض فهؤلاء الأطفال فإما أن يصبحوا عبيدا أو يباعوا كأعضاء بشرية, وهذا يعد حربا علي الشريعة والعقيدة المستقرة فبيع الأطفال لابد أن تدرس آثاره النفسية والاجتماعية علي البلد علي المدي القريب والبعيد, فهذه الأم ليست سوية مطلقا, فهي تنمي من فئة من فئات الاضطراب تجمع بين المرض النفسي والانحراف الفكري والسلوكي فهي شخصية غير سوية لا يمكن الاعتماد عليها من سماتها الاندفاعية الشديدة وخصوصا في الجنس ومن الممكن يضاجع 30 رجلا في الشهر الواحد فلا يوجد لديها شيء اسمه اختلاط أنساب, ومن سمات هذه الشخصية أيضا العدوانية والعنف حتي علي مولدوها ويتسمون أيضا بتبلد المشاعر والتقلبات المزاجية الحادة وأنا أعتقد والحديث للدكتور محمد نجيب أن هؤلاء السيدات اللاتي يبعن أطفالهن لا يصح أن يطلق عليهن لفظ أم فلا يمكن أن نتصور أن تبيع أم طفلها فهي لا تمتلكه وإنما هي أمه, وهناك فرق بين الامتلاك والأمومة وهي هنا اقرب من اضطراب الشخصية المسماة (ضد المجتمع) والمراد بها أن يجري الشخص وراء تحقيق رغباته علي حساب أي شيء آخر مهما كان ولا يخضع إلي قوانين المجتمع أو الضمير أو حتي القوانين البيولوجية, فهذه الأم شخصيتها كوكتيل تجمع بين الكثير من الأمراض والانحرافات, و الغريب أنها لا تستجيب إلي العلاج النفسي أو الطبي, و الواضح أنها نماذج شاذة نشأت في أسرة مفككة خالية من القيم, والأب الذي يبيع أولاده يكون صاحب شخصية سيكوباتية وفي رأيي الشخصي والحديث للدكتور محمد الصبوة ـــ أن حالة الأطفال التي تنظر الآن أمام المحاكم يجب إن يخيروا فيها بين الأم التي أنجبت والأم التي ربت, وبالتأكيد الأم التي ربت هي التي سوف يختارها الأطفال, وهذا أفضل لهم حتي لا يصابوا بانفصال عاطفي ويجب أن يراعي القضاء الحالة النفسية للأطفال عن طريق استشارة الأطباء النفسيين
| |
|