رشا خـادم أم النــور
المزاج : كوووول الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: نعمة: أنا أشهر جزارة في مصر وزبائني من المشاهير الأحد 17 يونيو 2012, 10:12 am | |
| نعمة عبدالهادي أو الدكتورة نعمت كما يناديها الزبائن تعتبر أشهر سيدة مصرية تعمل بمهنة الجزارة في مصر منذ خمسين عاما من الآن وأنساها عشقها للجزارة مشاعرها كأنثي وفضلت أن تترهبن في دير المهنة
ورفضت أن تركب قطار الزواج مثل شقيقاتها الست كما رفضت الانصياع وهي صغيرة لرغبة أشقائها بالاعتزال وخلال فترة قصيرة أصبح زبائنها من الوزراء ونجوم الفن والسياسة والكرة ومن خلال هذه العلاقات اشتهرت في قريتها بقدرتها علي حل مشاكل أبناء بلدتها مع المسئولين وفي الدوائر الحكومية.
ولم تقتصر شهرة الجزارة نعمة ــ 55سنة ــ عند هذا الحد بل تخطت شهرتها حدود مصر حيث جاءها عرض لافتتاح محل جزارة في إيطاليا ولكن والدها رفض العرض واعتبر ذلك من العيب وجلب العار كما رفضت عرضا للفنانة وردة الجزائرية لافتتاح محل جزارة لها في منطقة الزمالك أرقي مناطق القاهرة الكبري (نصف الدنيا) التقت الجزارة الشهيرة وكان هذا الحوار .
لو تحدثيننا عن بداياتك الأولي في عالم الجزارة وهي عمل غريب عن المرأة في مصر وتقتصر ممارسته فقط علي الرجال؟ أنا كنت معتادة أن أذهب لوالدي بالفطور منذ سن الخامسة وكنت اشاهده وهو يقوم بعملية الذبح وأتمني أن أكون مكانه ونحن ورثنا تلك المهنة من أبي وأخوالي وفي يوم صممت أن امسك السكين وأن أساعده فنهرني أخي الأكبر وقال مستنكرا لابد أن تعود إلي البيت ولا تأتي هذا المكان مرة أخري وإن فعلت مرة أخري فلن أكون معك في هذا المكان لأن البنت مكانها البيت وليس الوقوف والتعامل مع الرجال ولكن والدي قابل ثورة أخي ضدي بنوع من الابتسامة وطلب من أخي أن يسمح لها بفرصة مثله في مهنة الذبح والجزارة وأخبره بأنه يتوقع لي مستقبلا في هذه المهنة وربما تصبح أكثر مهارة منك وطلبت من أبي أن يجربني
وأكدت أنني سوف أثبت له أنني جزارة ماهرة وطلبت من أبي أن يعطيني سكين الجزارة وبدأ أبي يعلمني ويوما بعد يوم اعتدت أن أنزل معهم المحل وكل يوم ازداد مهارة عن اليوم الذي سبقه حتي أنني أتذكر أنني في اليوم الأول من عملي بالجزارة أصابتني السكين بجرح غائر في يدي حيث كنت أقوم بتقطيع عظام أحد العجول ولكنني لم أخبر أبي بإصابتي حتي لا يمنعني من ممارسة المهنة ومواصلة العمل معه .
لماذا لم تفعلي مثل اخواتك وتختاري المدرسة او الجلوس في البيت ومن ثمة الزواج بدلا من العزوبية حتي هذه اللحظة ؟ انا لي ست أخوات بنات كلهن تزوجن ولكن انا لم افعل مثلهن واخترت ان اكون مثل اشقائي الرجال وممارسة المهنة وحبي لعالم الجزارة حالا بيني وبين الالتحاق بالمدرسة ولكن تعلمت بالممارسة مبادئ القراءة والكتابة حتي أتمكن من محاسبة الزبائن وممارسة البيع والشراء وكان كل هدفي وهوايتي ذبح العجول والجمال والأغنام وسلخها وبيع لحومها للزبائن وكان الناس في البداية يستغربون أنني أفعل ذلك ولكن بعد فترة اعتادوا علي ذلك وأصبحت من المشاهير وقد رفضت الزواج وتقدم لي كثيرون من اصحاب المراكز والمؤهلات المرموقة ولكن حبي الشديد لممارسة المهنة جعلني أعزف عن كل هذه العروض وخشيت أن يحبسني الزواج عن ممارسة المهنة التي أحبها وهكذا اخترت الحرية والانعتاق من قيد الزواج وأصبحت أتنفس عشقي للجزارة في عالم الحرية الرحب .
وهل استطعت أن تثبتي جدارتك في هذه المهنة وتحققي ما كنت تطمحين الوصول إليه؟ ارتبطت بجدتي بدرجة كبيرة وصممت بيني وبين نفسي أنني لن أتركها أبدا وسأتحمل عنها أي متاعب وكانت تتابعني في عملي وتشاهدني وأنا أذبح وأسلخ كأمهر الجزارين وكانت كثيرا تقول لي: هذه المهنة تبدو صعبة وشاقة بالنسبة لك (ونفسي أشوفك) في بيت الزوجية مثل اخواتك البنات فأقول لها: انتي بيتي وأولادي أنا لن أتركك وأنا تزوجت تلك المهنة ولم أتركها وجعلتها تؤدي فريضة الحج علي حسابي قبل أن تموت بسنة واحدة وكنت أقول لها: (اللي احتاجه منك دعوة واحدة بالستر) وقد رحلت وهي علي صدري وهي تدعو لي: (هتعيشي مستورة بإذن الله).
وهنا يتدخل شقيقها صلاح ويقول: عندما كان يتقدم لها أي عريس نجدها يتغير حالها وتمرض وتذبل وكأن عفريتا قد أصابها بالمس وتقول لنا: (أنا مش عايزة أتجوز أنا مبسوطة هكذا) ومع إصرارها وافقنا علي رغبتها في عدم الزواج واستمر بها الحال في تلك المهنة إلي أن وصلت إلي أقصي شهرة لها في مصر. وأصبحت يطلقون عليها د. نعمة.
وتضيف نعمة: أنا أخذت علي عاتقي مساعدة والدي وإخوتي وأن أقف بجانبهم وقد جعلت والدتي تؤدي فريضة الحج علي نفقتي وكذلك فعلت مع والدي مرتين وأسهمت في دفع تكاليف زواج أخواتي البنات جميعا وزواج أشقائي الأولاد وأنفقت علي تكاليف تعليمهم في المدارس وأصبحوا الآن في مراكز متميزة ومنهم من يعملون بالخارج.
وبماذا تحلمين الآن بعد رفضك ركوب قطار الزواج وبلغ عمرك 55 عاما؟ الحمد لله أديت فريضة الحج مرتين وأديت العمرة 11 مرة وأنوي أن أحج العام المقبل بإذن الله وعندما أذهب هذه المرة للحج سوف أترك ممارسة مهنة الجزارة وسأحاول افتتاح مشروع آخر كنت أحلم به وهو افتتاح محل كباب وكفتة يكون خاصا بي وأنا التي سوف أشرف عليه وسيكون هو الأكثر شهرة في مصر لأنني سوف أصنع اللحوم التي أستخدمها فيه بيدي وأنا أكثر الجزارين الذين يعرفون نكهة اللحمة في مصر.
وما هي أسباب الشهرة التي حظيت بها في عالم الجزارة والتي جعلت نجوم المجتمع يسافرون إليك المسافات الطويلة لشراء ما يلزمهم من لحوم من عندك ؟ عدم الغش في تلك المهنة, فهناك طرق كثيرة للغش والأمانة هي أهم أسباب النجاح وحب الزبون لك والنظافة واختيار ذبح الحيوانات السليمة وأيضا طريقة تقطيع وتوضيب اللحم من أكثر الأشياء التي تسبب نجاح الجزار. فأتحدي أي جزار في مصر كلها يقطع ويوضب لحما مثلي وجاءت شهرتنا من ذلك. وقد أطلق علي الزبائن لقب دكتورة وهذا أرقي لقب يمكن أن يحصل عليه شخص يمارس هذه المهنة وهو دليل علي معان كثيرة تتعلق بالأمانة والنظافة والتألق في المهنة والتي تجعل الزبائن يحبونك ويستمتعون باللحوم التي يشترونها من عندي وطلبة الطب البيطري يتدربون عندي أيضا ويتعلمون التشريح وغيره.
وقد بلغ صيتي مراحل كبيرة لدرجة أنني الآن أتوسط عند الوجهاء والمسئولين في بلدتنا لحل مشاكلهم وزبائني من الوزراء ولواءات الشرطة والجيش والأطباء وعمداء الجامعات والفنانين ولاعبي الكرة ومنهم المذيعة صفاء حجازي وجاءت لي وزوجها كان سفيرا في فرنسا من أعز زبائني ومدير إدارة الأسلحة والذخيرة اللواء محمود عميرة وده مثلي الأعلي لدماثة أخلاقه وجاء بزملائه عندي وكان عندي المرحوم أبو غزالة وزير الدفاع السابق وكنت في البداية لا أعرف من هو وقد وقف أمام محل الجزارة وطلب مني اللحوم التي كان يريدها ولكنني ذهبت إلي السائق وسألته ( من الباشا شكله مش غريب علي ) فقال لي: ( انتي مش عارفاه ده سعادة المشير أبو غزالة).
وتضيف نعمة: كل الذي كان يهمني أن يكون الزبون راضيا ومبسوطا سواء كان رجلا فقيرا أو من الوزراء والوجهاء ومن زبائني ممدوح مرعي وزير العدل السابق ولاعبو الكرة مثل سطوحي وشوقي غريب وخال محمود الخطيب يأتي كل أسبوع يأخذ طلبية اللحوم الخاصة به والفنانه صفاء أبو السعود وأيضا المرحومة وردة الجزائرية وقد زرتها في بيتها ورحبت بي جدا وطلبت مني أن تفتح لي محل جزارة بجانبها في الزمالك وأنا رفضت وقلت لها: (مقدرش أسيب والدي وتصورت معها ومع قطتها السيامي وقالت لي : (دي حبيبتي اتصوري معاها واتصورت علي الرغم أنني أخاف من القطط وأنا من أشد المعجبين بها وأحفظ كل أغانيها.
وأنا كنت دائمة الزيارة لها ولكن السبب الوحيد في أني بعدت عنها هو الأسانسير فأنا عندي عقدة من الأسانسير وهي ساكنة في الدور 12 وفي يوم وقف بي الاسانسير من الساعة 8 الي الساعة 2 إلي أن أخرجوني منه والآن مستحيل ادخل عمارة فيها اسانسير تاني.
وأيضا كان من أهم زبائني زكي بدر وزير الداخلية الأسبق وابنه وزير التعليم د. أحمد زكي بدر وأيمن نور ووزير الاقتصاد سلطان أبو علي وله واقعة طريفة معي والوزير سلطان أبو علي والوزير ممدوح مرعي كانا يأتيان لأخذ اللحمة بنفسيهما وفي أحد الأيام وجدت سيارة مملوءة بضباط الشرطة تتوقف امام المحل ويطلبون مني بسرعة أن أقوم بإعداد طلبية الباشا من اللحوم وقالوا لي: (الباشا هييجي دلوقتي وجهزوا له الطلبية دي بس متخلوش حد في المحل علشان الأمن) ثم قالوا لنا: (هيخلص مع المحافظ وهنيجي عليكم وانتظرونا) ولكن الوزير لم يأت وبعدها بساعات وجدنا الوزير يترجل من سيارته بمفرده دون حراسة ولما قلت له: (حمدالله علي السلامة يا باشا ) قال لي: اسكتي لا أريد أن يعرفني أحد.
وتستطرد نعمة : زبائني من المسئولين كثيرون ومنهم الدكتور أحمد جمال وزير التربية والتعليم الأسبق وكامل أبو ليلة ــ الله يرحمه ــ كان رئيس مجلس الشعب والمأمور ورئيس المحكمة.. وأيضا كان من أعز زبائني المرحوم ياسين رشدي الداعية والمفكر الإسلامي وطلبت أتصور معه هنا في محلي وذات مرة ضبطوني في قضية ذبح خارج السلخانة أنا ومجموعة معي قلت لهم: (ياباشا ده كذب أنا خارجة من السلخانة) وعندما اتصل أخي بمعارفنا من الزبائن وجدت مأمور مركز الشرطة يسألني من أنت (اللي الدنيا كلها بتكلمني عنك) وأفرجت عني النيابة بضمان محل الإقامة ويوم الجلسة فوجئت بالقاضي يعرفني وقالي: (إيه جابك هنا يا نعمة قلت له واخديني ظلم أنت عارف شغلي) ويومها أخذت براءة.
وتضيف: وموهبة ربنا أعطاها لنا فنحن نورد اللحوم للفنادق الكبيرة في شرم الشيخ واسكندرية والقاهرة وفي معظم محافظات مصر وجاءني عرض للسفر إلي إيطاليا وافتتاح محل للجزارة هناك وجاءت لي الفيزا ولكن الوالد رفض وقال: (لو ملايين الدنيا هتاخديها مش هوافق) ورفضت أن أترك والدي واخوتي (وحمدت ربنا علي اللي احنا فيه).
| |
|