خطاط مسلم في بيت لحم يكتب إنجيل لوقا لبابا روما

خطاط مسلم في بيت لحم يكتب إنجيل لوقا لبابا روما Thelogo1

خطاط مسلم في بيت لحم يكتب إنجيل لوقا لبابا روما
أ ختير بعد التكريم الذي ناله عن نسخة من القرآن مكتوبة يدوياً قدمها للرئيس الفلسطيني
بيت لحم ـ الضفة الغربية ـ أ.ب : كرس الخطاط المسلم ياسر أبو سيمه الشهرين الماضيين، للفن المسيحي، حيث عكف على كتابة إنجيل لوقا بكتابة عربية مزخرفة من أجل تقديمه إلى البابا بنديكت السادس عشر، رأس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، خلال زيارته للأراضي المقدسة المقررة الشهر المقبل.
ولم يسبق لأبو سيمه قراءة نص العهد الجديد قبل اختياره لهذه المهمة الهامة من جانب عمدة مدينة بيت لحم المسيحي. وأشار إلى أنه منذ ذلك الحين شعر بتقدير بالغ للعناصر المشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية. وقال أبو سيمه البالغ من العمر51 عاماً: «وجدت أن الكثير من الأمور التي تم التأكيد عليها في المسيحية توجد في ديننا». وقد أوشك أبو سيمه على الانتهاء من كتابة الإنجيل، الذي من المقرر أن يظهر في نهاية الأمر على 65 صفحة من الحجم الكبير. وسيصاحبه رسومات ملونة تعرض لحياة السيد المسيح، من المهد وحتى صعود المسيح إلى السماء. ومن المقرر أن يتلقى البابا الهدية في 13 مايو (أيار)، لدى زيارته بيت لحم في إطار رحلة حج تتضمن أيضاً التوقف في مدينتي الناصرية والقدس، باعتبارهما محطتين محوريتين أخريين في حياة السيد المسيح.
وفي 11 مايو (أيار)، من المنتظر أن يتلقى البابا هدية نادرة أخرى ترتبط بالكتاب المقدس، تتمثل في نص التوراة بالعبرية المؤلف من 300 ألف كلمة على ذرة سيليكون بحجم حبة الرمل، جرت كتابته باستخدام تطبيقات النانوتكنولوجي. جدير بالذكر أن فن الخط من الفنون التي تتمتع بمكانة متميزة في الثقافة الإسلامية، نظراً لرفض الإسلام الفنون المعتمدة على تصوير الحيوانات والبشر باعتبارها وثنية.
وتلقى أبو سيمه تدريبه في بغداد وعمل في استوديو صغير في بيت لحم، على بعد بضعة مئات من الأمتار من كنيسة المهد، المبنية فوق الموقع الذي شهد ميلاد السيد المسيح. ويحرص أبو سيمه على فتح ورشته باكراً كل يوم، بعد أدائه صلاة الفجر مباشرة في مسجد قريب من منزله. وتحمل جدران الورشة زخارف عبارة عن آيات قرآنية وأبيات من الشعر العربي. وتوجد أدوات الكتابة على طاولة قديمة، بينها 24 قلماً للخط وحبر أسود وأخضر وأحمر. وكل بضعة أيام، يتولى أحد القساوسة المحليين تفحص الصفحات التي أنجزت للتأكد من دقتها. ومن المقرر تجليد النص والرسومات المصاحبة له باستخدام جلد أيل وتقديمهما في صندوق خشبي مزخرف، إحدى العادات المميزة لفناني بيت لحم. وفيما يتعلق بانتقاء خطاط للمهمة، وقع الاختيار سريعاً على أبو سيمه، وذلك للتكريم الذي ناله عام 2007 عندما قدم نسخة من القرآن مكتوبة يدوياً إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال شهر رمضان. علاوة على ذلك، يتولى أبو سيمه تدريس فن الخط في إحدى الجامعات المحلية، وأحياناً تستعين به المحاكم للاستماع لشهادته كخبير خطوط، عادة في قضايا التزوير. وأبو سيمه ترعرع داخل أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وبدأ حياته المهنية بكتابة لوحات لما وصفه بتظاهرات سلمية ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي. يقول العمدة فيكتور بتاريش إن اختياره لإنجيل لوقا على وجه التحديد من بين الأناجيل الأربعة يرجع لشعوره بأن يحوي القدر الأكبر من التفصيلات حول الفترة التي قضاها السيد المسيح بالمدينة. أما اختياره لأبو سيمه فيعود ليس لموهبته فحسب، وإنما أيضاً لنقل رسالة حول التعايش السلمي بين الأديان. ويقول: «إنها رسالة على العالم تذكره بأن بيت لحم المدينة التي شهدت مولد المسيحية. كما أنها مكان يتميز بعلاقات أخوية تربط المسلمين والمسيحيين». والملاحظ أن العلاقات بين المسيحيين والمسلمين داخل بيت لحم طيبة بوجه عام، رغم اندلاع بعض الخلافات من وقت لآخر، عادة ما تدور حول الأرض أو زواج مختلط ينتهك الحظر الاجتماعي المفروض على مصاهرة أبناء ديانة أخرى. وتشير الأرقام إلى أن المسلمين يشكلون ثلثي سكان المدينة البالغ إجمالي تعدادهم 30 ألف نسمة. ويشهد النفوذ المسيحي بالمدينة انحساراً مستمراً. ومن المنتظر أن تحتل قضية العلاقات بين الأديان المختلفة أولوية في أجندة زيارة البابا خلال جولته للمنطقة الممتدة بين 8 و15 مايو (أيار)، التي تتضمن العديد من الاجتماعات مع قيادات مسلمة. يذكر أن مشاعر السخط ما تزال تراود الكثير من المسلمين هنا منذ عام 2006، عندما ربط بنديكت بين الإسلام والعنف، حيث استشهد بنص ينتمي إلى حقبة العصور الوسطى يصف بعض تعاليم محمد بأنها «شريرة وغير إنسانية»، خاصة «أوامره بنشر الدين بالسيف». وقد أبدى بنديكت أسفه منذ فترة طويلة عن أي إساءة قد تكون كلماته سببتها، لكن ذلك لا ينفي أن تعليقاته ستخضع لمراقبة شديدة من قبل المسلمين والمسيحيين على حد سواء داخل الأراضي الفلسطينية. ومن شأن أي خطوة خاطئة يتخذها البابا إحداث اضطراب بالعلاقات الحساسة بين الغالبية المسلمة والأقلية المسلمة الآخذة في الانكماش.
يقول أبو سيمه إن قبوله المهمة يعود في جزء منه إلى رغبته في بعث رسالة تسامح والنأي بنفسه عن المتطرفين. ويضيف: «أود أن يكون في ذلك رسالة من فنان مسلم عبر هذا العمل البسيط مفادها أن الفنان المسلم متسامح وليس عدوانيا، رغم الاعتداءات التي قد تظهر من هنا وهناك على يد المتطرفين الذين يستغلون ديننا لتحقيق مآربهم».

تاريخ نشر الخبر : 28/04/2009

شكرا سمرا على الموضوع
ربنا يبارك خدمتك حبيبتى

يالا
إن كان الخبر صحيح يبقي بركة للراجل ده كبيرة

أكيد ان ربنا سمح له بما لا يستحقه ، ليستحقه !!!!

لتكن مشيئتك يارب

شكرا علي الخبر

» اخ مسلم يكتب .. شهادتى على يوم 9اكتوبر ..مجزرة ماسبيروا
» هل حقاً كل تفسير إنجيل يوحنا ، من وضع القديس كيرلس؟
» صور لبابا وتاملات تجنننننننننننننن
» إمام «المركز الإسلامي» في روما: صانعو «الفيلم المسيء» يسخرون منا لا من النبي
» لبابا شنودة يطلب سرعة إصدار «الأحوال الشخصية» والإنجيليون يعتبرونه .......