رشا خـادم أم النــور
المزاج : كوووول الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رسالة إلي الرئيس الذي لم أنتخبه بقلم: أمل فوزي السبت 30 يونيو 2012, 1:36 pm | |
| السيد الرئيس تحية وبعد أحمل إليكم شجون وأحلام ومخاوف ملايين ممن لم ينتخبوك أو ممن لم يشاركوا في التصويت في جولة الإعادة من الأساس نعم لقد كنت ممن لم ينتخبك وأعلم أن الكثيرين قد يتعجبون من تصريحي بذلك في الوقت الذي يسعي فيه بعض من أشد معارضيك إلي التنصل من مواقفهم السابقة والبحث عن طريقة للنفوذ إليك .
نعم أنا لا أخشي من تصريحي بأنني لم أعطك صوتي برغم أنني أعلم أنك وقد وصلت إلي سدة الحكم فإن لغة الوعيد للقيادات الصحفية والدعوة لتغييرهم سوف تتصاعد وخصوصا أن معاونيك يبحثون عن من يتحدث بلسان نظامك, ولكن مصدر جراءتي هذه هو أنني قد عرفت طعم الحرية, والحرية كالهواء من تنفسها لا يستطيع التخلي عنها, وأحمد الله علي أنني توليت منصب رئيس التحرير في فترة الثورة والتي لم يكن من ضمن مسوغات التعيين فيها رضا الحاكم أو الانتماء للنظام،
فترة أشهد أمام الله أنني لم أتلق خلالها تعليمة واحدة من أي جهة سيادية أو حكومية أو أمنية لمنع نشر أي معلومة, وهو أمر كثيرا ما تعرض له رؤساء تحرير سابقون عندما كان يصل قرار حظر نشر موضوع ما للمؤسسة ويتم توزيعه كأمر واجب التنفيذ علي الإصدارات المختلفة وكنا بطبيعة الحال كفريق يشرف آنذاك علي تحرير المجلة تصلنا مثل هذه القرارات ونضطر إلي الالتزام بها, أحمد الله علي أنني لم أتعرض لكل هذا وأنني استطعت من اللحظة الأولي أن أدعو زملائي للكتابة بكل حرية وبلا خطوط حمراء دون خشية من القائمين علي الحكم سواء كانوا المجلس العسكري أم الحكومة أم مجلس الشعب ودون رقيب إلا من ضمائرنا وأخلاق المهنة التي كنت أؤكد علي زملائي بضرورة التمسك بها،
ومن يتابع مجلتنا علي مر الأعداد الماضية يجد أننا التزمنا بالحياد الكامل تجاه جميع المرشحين , ربما هذا ما يدفعني للحديث بكلمات صريحة لم أستطع أن أبوح لك بها عندما تمت دعوتي من قبل حملتكم لمؤتمر الرموز النسائية والذي تصورت أنه عقد للاستماع إلينا وللتعرف علي مخاوف المرأة ومطالبها, وهو ما لم يحدث حيث تحول من مؤتمر لمناقشة أحوال المرأة إلي لقاء للدعاية الانتخابية.
أذكر أنني همست في أذن زوجتك التي جلست بالقرب منها وقلت لها تعقيبا علي ما أكدته لي من ثقتها في فوزكم أنه إذا حدث ذلك فعليكم تلافي ما وقعتم فيه في مجلس الشعب من أخطاء, فالثورة قامت لإحداث التغيير الحقيقي وليس لاقتباس خطوات من نهج النظام السابق مثلما رأينا من نوابكم في مجلس الشعب عندما فكروا في إصلاح التعليم فجعلوا الثانوية العامة سنة واحدة بدلا من اثنتين أما التعليم الجامعي فأعادوا له الانتساب, ليس هذا هو الإصلاح الذي يحلم به الشعب, انظروا إلي ما فعلته دول ككوريا وماليزيا لإصلاح تعليمها،
رسولنا الكريم يقول : اطلبوا العلم ولو في الصين فليس شرطا أن يكون مستشاروكم من الإخوان أو حتي من المسلمين فمصر بها من الخبرات التي عانت كثيرا, من الإقصاء وآن الأوان للاستعانة بها. نعود إلي بيت القصيد بالنسبة لي وهو المرأة ودعني هنا أوجه لك سؤالي وهو ماذا أنت فاعل بها؟ فما رأيناه من قوانين تسعي لتحجيم دورها كان من أهم الأسباب التي جعلتني وكثيرين غيري يتخوفون من منحك أصواتهم, نعم قمتم بوضع المرأة المعيلة تحت مظلة التأمين ولكن حتي هذا لا يعني أنها ستنال الرعاية الصحية الكريمة, ألم يكن من الأولي النظر في كيفية الارتقاء أولا بنظام التأمين الصحي؟ بالتأكيد تعلم سيادتكم أنه لا يفي بمتطلبات التابعين له من موظفين وتلاميذ , نعم نطالب برعاية صحية للمرأة المعيلة ولكننا نريدها رعاية حقيقية وليست اسمية مثل نوعية الرعاية التي يقدمها التأمين الصحي بكل أسف.
وعدتني السيدة نجلاء زوجتك بنقل حديثي معها لك ولا أدري إن كانت قد تذكرت هذا أم لا؟ وها أنا ذا أعيده وأزيد عليه أنه بعد أن أعلنت عن إمكانية وجود امرأة نائبة لك فإننا نريدها ذات دور حقيقي وليس لمجرد تجميل شكل النظام الجديد, نريد وجودا حقيقيا للمرأة في الوظائف القيادية وفي الوزارات الفاعلة . أرجوك لا تنتهج أسلوب النظام السابق وتحصر المرأة في الوزارات الأقل أهمية, ما هو العيب أن تصبح المرأة وزيرة للخارجية أو للمالية؟ هل يمكن أن تتولي المرأة ثلث أو حتي ربع عدد التشكيل الوزاري،
فيصبح هناك خمس أو حتي سبع وزيرات بدلا من تمثيلها الذي لم يزد علي ثلاث حقائب وزارية ـ في أحسن الأحوال ـ خلال النظام السابق . نريد أن تجد المرأة فرصها في العمل وأن تمنع عبارة للذكور فقط من أن تتصدر فرص العمل الخالية, نريد ألا يفكر أحد مرة ثانية في قهر المرأة أو المتاجرة بها إذ لا يعقل أن يطالب أحد بقانون لخفض سن الزواج للمرأة ليصبح في سن الثانية عشرة لأن هذا سيكون بكل تأكيد بدون إرادتها فهي في هذه السن لا تدري معني كلمة زواج من الأساس.
ورغم أنني أرتدي الحجاب منذ زمن طويل وفي وقت كنت أعلم أنه قد يصبح عائقا أمامي لتولي أي منصب قيادي في الصحافة فإنني مع المحافظة علي حرية المرأة في مصر في ارتداء ما تريده فإذا أرادت أن ترتدي حجابا فلها ذلك, وإذا لم ترد فهذه إرادتها ولا تثاب أو تعاقب علي ذلك إلا من الله وليس من البشر, ولعل هذا يقودني إلي السبب الأهم الذي لم يجعلني أمنحك صوتي من أجله وهو مخاوفي من تحقق السيناريوهات الأمريكية والتي ذكروها في عدد من كتبهم خلال السنوات الماضية وآخرها كتاب مستقبل الحرية لفريد زكريا والذي نشر عام 2006 ويقول فيه: إن الاستراتيجية الأمريكية حتي نهاية التسعينيات كانت تعتقد أن من الخطر علي المنطقة وصول تيار إسلامي إلي الحكم ولكن النظريات الجديدة تري أن الحل الأمثل الآن هو تمكين وصول تلك التيارات ورغم ما يمكن أن يسببه ذلك من حالة عدم استقرار في المنطقة وفي مصر وقد يتراوح مداها بين عشرة وعشرين عاما فإن الشعب سيكتشف أن التيارات الدينية لا تملك الحل السحري لمشكلاتهم هذا بخلاف أن ضغوطهم السلطوية الدينية ستخلق رفضا شعبيا لتلك التيارات وعندها ستتحقق الديمقراطية الليبرالية علي الطريقة الغربية وهي التي لا يوجد للحسابات الدينية وزن فيها , وهذا هو أحد أهم أسباب عدم تأييدي لكم فأنا أخشي من أن ينسب الشباب والصغار أي خطأ تقعون فيه كساسة تمارسون الحكم للمرة الأولي وتهيمنون علي كل مقاليده للدين وما قد يحدث من حالة خوف ونفور منه كما يتمني الغرب. ديننا جميل وبلدنا ليس له مثيل بما يضم من بشر وأعراق وديانات تمازجت لتخرج لنا كائنا عبقريا اسمه المواطن المصري أرجو ألا يشعر أحد بعدم المساواة لأنه من عرق مختلف أو أنه مسيحي.
سيادة الرئيس: أما وقد وصلت إلي عرش مصر فإنني أتمني لك التوفيق وأرجو أن تضع هذه المطالب وتلك المخاوف في حسبانك وأنا علي يقين أن الأيام المقبلة ستكشف سريعا عن نواياك أخيرا أهنئك علي المنصب وأتمني في مقالة قريبة أن أري بعضا من تلك الأحلام قد تحقق والمخاوف قد تبددت وعندها سوف أهنئ الشعب المصري كله.
نور الكلمات "لا تخش الأشخاص الذين يهاجمونك ولكن اخش الأصدقاء الذين يتملقونك". جنرال أوبريجون
"الإيمان.. أن تؤثر الصدق ــ حتي لو كان يضرك ــ علي الكذب حتي لو كان ينفعك". عبد الله بن عمر
"الرجل العاقل.. هو الذي إذا أراد أن يعلو علي الناس وضع نفسه أسفلهم وإذا شاء أن يتصدرهم جعل نفسه خلفهم لاوتي". حكيم صيني
| |
|