خبراء عسكريون: مرسى «رئيس مبتدئ» وخطابه لـ«الاستهلاك الشعبى» اللواء ممدوح عطية: الرئيس «حيران».. و«العسكرى» لن يأخذ عليه تصريحاته فى الميدان

أكد خبراء عسكريون أن خطاب رئيس الجمهورية محمد مرسى فى «التحرير» مجرد إرضاء شعبى فقط والعمل بمبدأ «مسك العصا من المنتصف»، وفى حين انتقد بعضهم تجاهله لدور المجلس العسكرى وتلويحه بأنه سيسترد السلطات كاملة، التمس البعض الآخر العذر له لأنه مجبر على ذلك فلا يمكنه الإشادة بالمجلس العسكرى داخل الميدان الذى تتعالى فيه شعارات «يسقط حكم العسكر».

يقول اللواء نبيل فؤاد -الخبير العسكرى والاستراتيجى- إن خطاب مرسى بميدان التحرير هو للاستهلاك الشعبى ومحاولة كسب تأييد الشارع باستعراض أنه جاء من رحم الثورة وأنه يكتسب سلطاته وشرعيته من الثوار ومن الميدان ولا شىء غيره، فى حين أنه ذهب اليوم التالى مباشرة ليحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا وهو ما يعنى أنه ليس ضد المجلس العسكرى وليس لا يرفض الإعلان الدستورى المكمل.

وأضاف فؤاد أن خطاب مرسى حماسى بدرجة كبيرة وليس خطابا رسميا، وأن المجلس العسكرى مقتنع بذلك تماما ولم ولن يلوم مرسى عليه، خاصة أنه أعد احتفالية لتسليم السلطة وحضور مرسى الاحتفالية يوازى حضوره فى ميدان التحرير عملا بمبدأ «مسك العصا من المنتصف».

ولفت إلى أن كل شىء معروف ومرتب و«مرسى» يعرف حدوده وصلاحياته جيدا بناءً على توافق مع المجلس العسكرى، وأن المجلس ليس بالسذاجة التى يجعل الأمور تفلت من تحت يديه.

أما اللواء محمود موسى - الخبير العسكرى والاستراتيجى-فيؤكد أن هناك حالة استياء كبيرة بين العسكريين بسبب تجاهل رئيس الجمهورية لدور القوات المسلحة بغض النظر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة حيث تناسى إرضاء لميدان التحرير فئة الضباط والجنود الذين شاركوا فى حماية البلد فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة علاوة على هجومه بشكل مباشر وغير مباشر على المجلس العسكرى الذى أجرى انتخابات شفافة أوصلته لكرسى السلطة.

ويوضح اللواء ممدوح عطية -الخبير العسكرى- أن مرسى لايزال «رئيس مبتدئ» ويحاول إرضاء كافة الأطراف، مشيراً إلى أن خطابه بميدان التحرير لا يعد انقلابا على المجلس العسكرى الذى حرص على لقائه بعد إعلان نتيجة جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية.

وأشار عطية إلى أن المجلس العسكرى يعى جيدا أن رئيس الجمهورية فى حالة حيرة ولذلك فهو (العسكرى) لن يأخذ عليه تصريحاته التى قالها فى الميدان، ولكنه أيضاً لن يتنازل عن سلطاته خلال الفترة المقبلة وأهمها السلطة التشريعية التى لن يسلمها المجلس العسكرى سوى لبرلمان منتخب، مضيفاً أن هذا الأمر تم الاتفاق عليه بين مرسى والمجلس العسكرى وقبله الأول بكل رضا بغض النظر عن المظاهرات المناهضة التى يقودها الإخوان المسلمون لاحتفاظ المجلس العسكرى ببعض السلطات.

ويؤكد اللواء عبدالمنعم سعيد -قائد الجيش الثانى الميدانى الأسبق والخبير العسكرى- أن رئيس الجمهورى أرد بخطابه فى ميدان التحرير أن «يريح» الشارع وأنه لم يفصله عن خطابة بالميدان ومثوله أمام المحكمة الدستورية لحلف اليمين وحضوره احتفال الجيش بتسليم السلطة سوى ساعات قليلة، وهو ما يعنى أنه يريد امتصاص حماس الثوار ولكنه لن يطاوعهم بأى شكل فى التنازل عن كسب الشرعية بشكل رسمى، حسب ما جاء فى الإعلان الدستورى المكمل، وأنه يعى جيدا أن المجلس العسكرى لن يسلمه السلطة سوى بعد تنفيذ ذلك، وليس بحلفه لليمين فى ميدان التحرير