اشتباكات دامية في محيط السفارة الأمريكية

في ليلة حالكة السواد عاشها ميدان التحرير أمس‏,‏ أعادت إلي الأذهان مجددا ذكري اشتباكات مجلس الوزراء ومحمد محمود‏,‏ بعد ساعات من الكر والفر بين الغاضبين الذين حاولوا اقتحام السفارة الأمريكية عدة مرات احتجاجا علي إنتاج فيلم أمريكي مسيء لمحمد‏


وأسفرت الاشتباكات الدامية التي استمرت حتي الساعات الأولي من صباح اليوم‏,‏ عن إصابة أكثر من‏15‏ متظاهرا و‏10‏ من رجال الشرطة بينهم‏4‏ ضباط من قوات الأمن المركزي بكدمات متفرقة كما قام المتظاهرون بحرق سيارتي أمن مركزي بعد قذفهما بقنابل المولوتوف وتمكنت قوات الأمن من ضبط‏10‏ متظاهرين وبحوزتهم طوب وحجارة وزجاجات مولوتوف‏.‏
فيما تصاعدت حدة الغضب الشعبي والرسمي ضد الفيلم المسيء للرسول الكريم‏,‏ حيث قررت القوي الإسلامية والثورية المشاركة في مليونية غد تحت شعار نصرة النبي بميدان التحرير للتعبير عن الرفض الشعبي لإهانة الرسول الكريم‏,‏ ومطالبة الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد المتورطين في هذا الفيلم المشبوه‏.‏
وعلي الصعيد الرسمي بدأت وزارة الخارجية مساء أمس في تحركات واسعة بعد تكليف الرئيس مرسي لملاحقة المتورطين في الفيلم قانونيا عبر السفارة المصرية بواشنطن‏.‏
علي صعيد آخر طالب مجلس الشوري ـ في اجتماعه مساء أمس برئاسة الدكتور أحمد فهمي ـ وزير الداخلية بتحرير دعاوي قضائية ضد الذين يتلاعبون بمصير الوطن ويشعلون الفتنة الطائفية لإسقاط الجنسية عنهم كما طالب المجلس وزير الخارجية بتقديم احتجاج رسمي لوزارة الخارجية الامريكية‏.‏
من جانبه أكد جمال صابر مدير حملة لازم حازم ان مليونية الجمعة المقبلة التي دعت إليها الحملة بالتضامن مع جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الجهادية والإسلامية وباقي القوي الوطنية تحت اسم جمعة النصرة لن ترضي بديلا سوي معاقبة من شاركوا في هذا العمل الخسيس‏.‏
وبدوره أكد عصام الشريف المتحدث الرسمي للجبهة الحرة للتغيير السلمي مشاركته في مليونية النصرة‏.‏
من جانبه أكد طارق الخولي وكيل مؤسسي حزب‏6‏ ابريل تحت التأسيس ضرورة اسقاط الجنسية عمن شارك في إنتاج هذا الفيلم الطائفي وملاحقتهم قضائيا وحبسهم بتهمة ازدراء الاديان‏.‏
بينما أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف برئاسة الدكتور أحمد الطيب ان ردود الفعل الاسلامية يجب ان تتسم بالحكمة تجاه مسلسل الاساءات المتكررة علي الإسلام ورموزه ومقدساته وأوصت الهيئة بزيادة الجهود التي تعرف بحقيقة الاسلام‏.‏
من ناحيتها طالبت جماعة الاخوان المسلمين بالتجريم القانوني لكل من يعتدي علي المقدسات حتي لا تظل مثل هذه الافعال سببا في تكريس كراهية المسلمين للغرب والامريكان علي وجه الخصوص لانتهاك حرمة مقدساتهم‏,‏ كما طالبت بتقديم من قام بذلك إلي المحاكمة العاجلة‏.‏
من جانبه طالب المجمع المقدس للكنيسة الارثوذكسية بمحاسبة القائمين علي صناعة الفيلم مؤكدا ان ازدراء الاديان جريمة يجب التصدي لها وانها تتعارض مع القيم المسيحية‏.‏