أنهيت مقالي المنشور بالأهرام يوم السبت الماضي بطرح السؤال التالي: هل بمقدور أي أحد من المراقبين والمحللين التفسير والربط بين التراجع الواضح في العمليات الإرهابية بمختلف أنحاء العالم والصعود المتنامي للإسلام السياسي إلي سدة الحكم فيما يسمي بدول الربيع العربي؟
أثار المقال والسؤال العديد من ردود الفعل والتعليقات, المنددة والمرحبة علي السواء, لما ورد فيه, بعضها جري نشره بالفعل في ذلك اليوم علي موقع الأهرام, والبعض الآخر جاءني في شكل رسائل استلمتها علي بريدي الإلكتروني.
أحد التعليقات المنشورة علي موقع الأهرام, كتبها قارئ محترم يدعي علي أحمد وجاء بعنوان بل صحفي مؤجج للفتنة, ولأن الرسالة جادة ويسعي كاتبها إلي المناقشة, مهما اشتملت علي تجريح شخصي, وتوضيحا لأي التباس في الفهم, فإنني أنقل بعضا مما جاء في هذه الرسالة:
بعد أن أعاد نشر نص السؤال, الذي طرحته في نهاية المقال, نقل القارئ المحترم علي أحمد علي لساني ما لم أقله أصلا, حيث جاء في الرسالة: يقول الكاتب إن صعود الإسلام السياسي لسدة الحكم فيما يسمي بدول الربيع العربي وراء التراجع الواضح في العمليات الإرهابية بمختلف أنحاء العالم, أي أن من وصلوا للحكم في مصر وليبيا وتونس ممن يحركون الإرهاب عالميا.!!
يواصل القارئ علي أحمد تعليقه, حسب فهمه لما كتبت, قائلا: لم يقل بهذا حتي أرعن الرعناء القس الموتور تيري جونز.. بصراحة ظننا أن صحيفة(!) في عهدها الجديد, سوف تكبح جماح الموتورين من الكتاب, ولكن يبدو أن أملنا في إعادة الشرف والمصداقية للصحيفة المصرية مازال بعيد المنال.
أعود وأؤكد هنا للقارئ الكريم علي أحمد ولغيره من القراء الموقرين, أن ما كتبته متسائلا ومستفسرا وداعيا المراقبين والمحللين إلي بحثه, لا يعني بأي حال من الأحوال أنني مقر بصحته, وإلا لما طلبت منهم العون والمساعدة للاقتراب وللربط بين ظاهرة تراءت لي وربما لغيري, قد تصلح للدراسة أو للإهمال, وملخصها مرة ثانية هو مدي التفسير والربط بين تراجع عمليات الإرهاب في مختلف أنحاء العالم, وصعود الإسلام السياسي إلي سدة الحكم فيما يسمي بدول الربيع العربي.
المفاجأة بالنسبة لي جاءت في صورة شهادة منشورة صباح اليوم نفسه, أي يوم السبت الماضي, كتبها الزميل محمد الفقي, في صحيفة الشروق, ونصت مقدمتها علي ما يلي: طرح القيادي الجهادي محمد الظواهري, شقيق زعيم تنظيم القاعدة, أيمن الظواهري, مبادرة لعقد عهد أو هدنة لمدة عشر سنوات بين الحركات الإسلامية من جهة, والغرب وأمريكا من جهة أخري, وذلك في محاولة لصياغة نمط جديد من العلاقات بين التيار الإسلامي ـ بعد صعوده إلي سدة الحكم عقب ثورات الربيع العربي ـ وبين الغرب.
مبادرة محمد الظواهري للهدنة لمدة عشر سنوات, بين التيار الإسلامي ـ بعد صعوده للحكم في دول الربيع العربي ـ وبين الغرب, وردت ضمن ورقة نشرت مقتطفات منها وسائل الإعلام, يوم أن نشرتها بالكامل صحيفة الشروق الغراء.
هنا أعود إلي طرح السؤال من جديد: هل كشفت مبادرة محمد الظواهري عما يمكن وصفه بالمستور, وعن بعض مما يدور في الكواليس, وبالذات, عما يتردد من إرهاصات وترتيبات وتفاهمات, وصولا إلي الإعلان صراحة عن مبادرات, لإبرام صفقة أو هدنة مع الغرب وأمريكا, تشمل صياغة نمط جديد من العلاقات, وهو ما يعني فعليا في رأيي وقف عمليات الإرهاب في مختلف دول العالم, مقابل صعود الإسلام السياسي إلي سدة الحكم في دول الربيع العربي؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المزيد من مقالات كمال جاب الله