رشا خـادم أم النــور
المزاج : كوووول الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: تصدقى ان ده فى مصر شريعة الغاب.. في إمبابة الثلاثاء 16 أكتوبر 2012, 1:39 pm | |
| جاء إلينا يغطي رأسه الشاش الأبيض وبقع الدماء واضحة تفضح عدم التئام الجرح, حدقتاه متسعتان بشكل غريب والتوتر يسيطر علي كيانه وكل حركاته وبالرغم من وقوف خاله وقريب آخر له رأساهما مكسوان بالأربطة أيضا.
كانت تطل من عينيه مشاهد الرعب التي عاشها لمدة ثلاثة أيام مازالت علاماتها واضحة تنطق علي ظهره وجانبيه من أثر الضربات بالأسلحة الحادة والجنازير. ما عاشه تامر29 سنة موظف وعائلته كابوس حقيقي يعود بالإنسان الي ما قبل العصور الأولي, حيث المتحكم الأوحد شريعة الغاب والصوت العال للقوي فقط, أما الضعيف وطالما غابت السلطة الشرعية فمكانه السحل والضرب والاهانة لابيه وامه وزوجته والوقوف بالحذاء فوق وجه طفلته الرضيعة. تخرج الكلمات من بين شفتي تامر تقطر مرارة وهو يقول نسكن في شارع جمال أبوالعلا المتفرع من شارع بني محمد بإمبابة ويقطن معنا بالعقار مالكوه وهم من الصعايدة من بلدة دونيه بأسيوط يقيمون بالدور الخامس في نفس العقار واستكمل قائلا: تقيم مع أسرتي الصغيرة زوجتي وأبنائي الثلاثة أمي وأبي لأني عائلهم الوحيد. واستطرد يقول: بدأت مأساتي عندما طلب أبناء صاحب العقار مني اخلاء شقتي من أجل تزويج ابنهم الكبير بعد أن طلبوا زيادة قيمة الايجار وهي80 جنيها, الي300 جنيه وهو ما لا أتحمله فرفضت, فرد عمهم حسن سيف: خلال10 دقائق الولد ده يسيب الشقة. ونظر تامرالي الأرض وخرجت الكلمات منه بصعوبة وعلا صوته وهو يقول: فوجئت بقطيع من البشر يقتحمون الشقة وكسروا الباب وسط بكاء صغاري وروعوا أمي المريضة ووالدي المسن, وانهالوا تحطيما لكل ما في الشقة من أثاثات وأجهزة وتناوب ابناء صاحب العقار وعمهم علي ضربا وهم: وائل وشقيقه هاني وعمهم حسن وابن عمهماجاد وكان وائل بيده جنزير يضربني به علي كتفي وظهري, وعمهما حسن يحمل في إحدي يديه ساطور و شومة في الأخري وهاني كان بيديه ساطوران. ويستكمل تامر قائلا: كسروا ذراع ابني محمد وداسو علي وجه ابنتي الرضيعة بالحذاء, وتصادف وجود عمي خالد عيد ـ45 سنة ـ موظف لم يتورعوا عن إصابته في رأسه وضربه هاني بالساطور فشج رأسه وأنقذه الطبيب بتسع غرز بالمستشفي. وأضاف تامر: لم يرحموا والدي المسن وتناوبوا علي ضربه بالشوم وتكاثروا عليه ولم تنج والدتي من هجومهم وقاموا بسبها وضربوها علي ظهرها بالشوم وظل الضرب والسحل والتحطيم مثل العاصفة حتي أفلتني عمي من أمامهم فاستنجدت بالجيران ولكن لم يلتفت الي أحد وعندما وصلت الي الشارع استنجدت بالناس ولكن الجميع كانوا يخشون الاقتراب خوفا من بطش الدوانيه وتصادف وجود سرادق عزاء أسفل المنزل فحاولت الهروب اليه وأنا أجري غارقا في دمائي تسيل علي عيني ويملأ فمي, فاستغثت بكل من أراه أمامي فتعقبني أتباعهم الذين كانوا يحيطون بالمنزل لمنع اقتراب أي منقذ أو إنسان لما يحدث, ولكنهم تعقبوا خطواتي ولحق بي هاني وجاد وسط العزاء الذي اخترقته وسط السيدات المتشحات بالسواد وضربني هاني علي رأسي ضربة الموت بشومة غليظة فخرجت الدماء تنفجر من رأسي وسط صراخ النساء الذين ابتعدوا عني خشية إصابتهم فألهمني الله أن أغلق باب المنزل الذي تتواري فيه النساء المعزيات ثم تركوني بعد أن هاجمهم صراخ النساء وعويلهم فعادوا الي الشقة. ويستكمل الحاج خالد عيد ـ عم تامر الحديث ـ قائلا: وقفت في الشارع تسيل الدماء من رأسي يلح علي الجيران أن أتجه الي المستشفي لأنقذ نفسي ولكني رفضت خوفا من بطشهم بالحريم والدة تامر وزوجته والصغار وخشيت علي أبيه الذي أغلق الباب المكسور وسحب بواقي الموبيليا والأخشاب المحطمة بالمنزل خلف الباب ليعوق فتحه أمام الغازين للشقة وظل خلفه يعترض ويتصبب عرقا واضعا يده علي قلبه وحوله الصغار يبكون. وأضاف: تحاملت علي نفسي واتجهت مع تامر الي المستشفي الذي رفض استقبالنا وأكد العامل أنه لإثبات حقنا يجب الذهاب الي قسم شرطة الوراق أولا, وبالفعل اتجهنا اليه واتجه معنا مجند وصحبنا الي المستشفي وقام الطبيب بخياطة الفتح في رأس تامر بشكل دائري وكذلك فعل في رأسي وكانت معنا ابنته الرضيعة ذات العام الواحد اسراء كانت اصابتها كدمة شديدة بالوجه اثر قيام احدهم بالوقوف علي وجهها بحذائه بعد أن جذبها من يد أمها الملتاعة ثم جمعنا التقارير الطبية بصحبة فرد الأمن وعدنا الي قسم الشرطة ودون أمين الشرطة التقارير الطبية وأخذوا جميع أقوالنا وحاول الحديث مع الطفلة اسراء فلم تتمكن من النطق لصغر سنها ودون المحضر تحت رقم(16139 جنح الوراق) باسم تامر فتحي عيد عبدالسميع. وينخفض صوت الحاج خالد وهو يقول: ظللنا داخل القسم حتي منتصف الليل لتتحرك معنا قوة تعيدنا الي منزلنا, وفي الساعة الثانية صباحا قررنا الدخول الي رئيس المباحث وبمجرد رؤيته الشاش الطبي يغطي رأسينا وآثار بقع الدماء واضحة عليه, قال لنا انتظروا بره شويه فخرجنا من الحجرة وانتظرنا ساعة أخري في انتظار أي تحرك ولكن لم يحدث شيء. فحملت والدة الطفلة البنت الصغيرة ودخلت الي الضابط لتريه وجهها المصاب, فنظر اليها وقال خذي هذا العصير اسقها به ونادي عليه زميله الضابط اذهب مع الناس فرد عليه في يدي شغل انتظروا ساعة أو نصف ساعة أذهب معكم طالما أنتم خائفون من العودة الي المنزل فانتظرنا نحو ساعتين مرة ثانية ثم دخلنا اليه وكان يجلس معه عميد شرطة في ذلك الوقت. وتدخل تامر في الحديث قائلا: قال لي الضابط هات رقم تليفونك وخذ رقم تليفوني ولو حصل شيء اطلبني أو أنا أطلبك وهو ما لم يحدث, وطلع علينا النهار واضطررنا للعودة الي الشقة في اليوم التالي وتحسسنا الطريق, وعدنا الي الشقة وفي الساعة8 صباحا عادت الي معاون المباحث وأخبرته بأنني لم أنم طوال الليل فرد قائلا أنا زيك ما نمتش وأحقق في3 سرقات بالاكراه وستتجه الآن مع سيارة الي النيابة ـ هات لي ضبط واحضار من النيابة وأنا هنزل أبهدلك الشارع. وأضاف تامر: ذهبت الي النيابة وكشفت له آثار الجنزير علي ظهري وكتفي والسلك الطبي برأسي, فسألني وكيل النيابة من اسراء فقلت له ابنتي الصغيره وعمرها عام فسمع مني الموضوع كاملا وقال لي روح وأنا هعمل لهم ضبط واحضار وأيضا لم يحدث. واستكمل: في نفس اليوم مساء ذهب أقاربي الي كبير عائلة دوينه السيد محمد علي صاحب مقهي في شارع زاطه خلف شارع بني محمد إلا أنه لم يكن يقل عنهم قسوة. وعندما عاد الي البيت فوجئ بجيش من البشر يحملون الأسلحة يحاصرون المنزل ومازالوا يحاصرونه حتي الآن. وبصوت يفوح منه الألم والحسرة تخرج الكلمات من تامر قائلا: الآن زوجتي خارج المنزل تقيم لدي أخوالي مع أمي وأبي ولاتزال الدماء تلطخ الشقة وآثار تحطيم الأثاث والملابس الممزقة والتدمير الكامل يشهد علي الظلم الذي وقع علينا. وحتي الآن يمنعوننا من دخول البيت ويحاصرون المنزل بالأسلحة البيضاء والخرطوش لمنعي من الاقتراب وكأنه لا توجد أي شرطة في منطقة إمبابة.
| |
|