جلباب الحزب وإهانة المنصب والكرسى
قراءة صادقة فى أوراق ثورة الشباب الشعبية التلقائية (60)
إعتلى الرئيس السابق مبارك سدة الحكم ، فكان أن أهان المنصب والكرسى يفساده وفساد أسرته ونظامه ، وكان من المفترض والمتعين بعد ثورة الشباب ، أن من يخلفه سوف يعى الدرس تماماً ، فلا ينحو على ذات نحوه الفاسد .. جاء د. مرسى خلفاً له بعد شوق وحنين للكرسى والمنصب من جانب جماعته إمتد لما زاد عن الثمانين عاماً ، غير أن مايؤسف له أنه وعلى الرغم من الفترة القصيرة التى إعتلى فيها الكرسى ، قد إرتكب من الأخطاء الجسيمة التى شكلت إهانة للمنصب والكرسى والتى يمكن إدراج بعض منها على النحو التالى : .## على طريق الوصول الى المنصب الرفيع ، وقبل الوصول اليه ، كانت هناك وعود بمشروع النهضة الكبير وجلب مائتى مليار دولار خلال أربع سنوات تكفل للإقتصاد المصرى أن يستعيد عافيته ، فضلاً عن وعد حل المشكلات الخمس العضال فى الأمن – النظافة – الوقود – الخبز – المرور ، خلال المائة يوم الأولى من ولاية حكم د. مرسى لو كتب له الفوز ، غير أن الثابت ومايؤسف له أيضاً أن يأت الواقع ليكشف عن إنها لم تكن ، إلا وعود إنتخابية خادعة لم تجد لها على أرض الواقع من موضع قدم .** وهم إمكانية توفير المائتى مليار دولار ، ومشروع النهضة ، ناهيك عن فشل تنفيذ وعود المائة يوم : ** مرسى يؤكد ان باستطاعته توفير 200 مليار دولار خلال 4 سنوات[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]** "الشاطر" : ليس لدينا برنامج واضح ومحدد لمشروع النهضة .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].## أزمة قسم الرئاسة : لئلا يفقد منصبه السامى الرفيع ، رضخ د. محمد مرسى وجماعته وحلف يمين قسم الرئاسة أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا ، ليصبح أول رئيس جمهورية مدنى منتخب بعد ثورة 25 يناير 2011 ، بعد سابق قسمه بميدان التحرير ، وسابق رفض تيار الإسلام السياسى الذى ينتمى اليه .. الذى رأى فى حلف اليمين أمام تلك المحكمة ، نوع من الإعتراف الضمنى بالإعلان الدستورى المكمل ، وأن فيه إنتقاصاً لسلطات الرئيس .
.
## قرار د. مرسى بعودة البرلمان : فى ذلك أشار الدكتور إبراهيم درويش الفقيه الدستوري بأن قرار مرسي منعدم وباطل ، ويمثل عدوانًا صارخًا ، ليس فقط على المحكمة الدستورية ، ولكن على القضاء المصري بكامله ، وهو أمر لا يملكه رئيس الجمهورية على الإطلاق .هذا القرار يهدد أمن الدولة . جميع القرارات والتشريعات التي سيتخذها مجلس الشعب ، ستصبح منعدمة ؛ لأنها صادرة بعد تاريخ صدور حكم قضائي بات بحله ، والرئيس بذلك يكون قد إعتدى على الشرعية ، وعلى المجلس العسكري الآن ، أن يتحرك لتحقيق الشرعية ، وأن يبرهن على إمتلاكه سلطة التشريع بموجب الإعلان الدستوري المكمل . ما فعله مرسى خلال ساعاته الاولى فى الحكم يفوق 30 سنة للرئيس المخلوع .
.
وعلى الرغم من حسم الموضوع ثانية من قبل المحكمتين الإدارية العليا والدستورية العليا ، غير أننا فوجئنا فى 21/10/2012 بقيام بعض من نواب المجلس المنعدم من قبل تيار الإسلام السياسى ، بمحاولة دخول البرلمان وتصدى قوات الحراسة لمنعهم من ذلك ، وقيام أبو بركة المحامى والقيادى بالإخوان المسلمين بالدعوة لإقتحام البرلمان :
** نائب الأذان لأمن المجلس:لو رجالة هاتوا قرار منعنا
-
## على خطى أخونة الدولة ، جاءت محاولة الإطاحة بالنائب العام من خلال تعيينه سفيراً لمصر بالفاتيكان بالرغم من عدم إنطباق القواعد الدبلوماسية على سيادته ، ولا يخفى أن المستهدف من وراء ذلك أخونة المنصب ، ليغدو الخطوة الكبيرة على طريق أخونة القضاء وضرب إستقلاله ، ولاشك فى أن نجاح الإطاحة بالمجلس العسكرى قد شجعته ودفعت به على الإقدام على تلك الخطوة ، غير أن تمسك النائب العام بمنصبه ، قد أفشل المحاولة والمخطط ، لينال ذلك وبلا شك من قدر ومكانة الجالس على الكرسى ، فضلاً عن نواله أيضاً من مكانة معاونيه الذين أشاروا على سيادته بهذا الفعل .
.
اللافت للنظر أحبائى أنه كثيراً مايلتبس الأمر على د. مرسى ، فيظن أنه لازال مرتدياً عباءة أو جلباب حزب الحرية والعدالة وليس بدلة الرئيس ، فينحو على ذات نحوه السايق بالحزب ، ليأت الأداء مشوهاً ومنتقداً ومسيئاً للمنصب الرفيع الذى وصل اليه والكرسى الذى إعتلاه .. مثالاً على ذلك :
.
## زيارة تركيا : دعا قادة حزب العدالة والتنمية بتركيا ، دعا قادة وممثلى كافة جماعات الإخوان المسلمين بعديد الدول ومن بينهم مصر ، لحضور فعاليات إنعقاد المؤتمر السنوى العام الثالث للحزب .
.
ذهب الرئيس مرسى وشارك بفعاليات هذا المؤتمر وكان من أبرز الحاضرين بالمؤتمر . وحيث كان ذهاب سيادته بطائرة الرئاسة وطاقم المعاونين له ، فضلاً عن رجال الأعمال الإخوان ، بما بدت معه الصورة وغلبت صفته كرئيس لمصر ، وهو ما أوجب أن تجرى مباحثاته وحواراته مع الرئيس جول ، وليس مع رئيس وزرائه أردوغان الذى يترأس حزب العدالة والتنمية التركى ، وهو مالم يتحقق ، وإنما جاء الوضع على عكس ذلك ، بما غلب صفة الحزب لديه وإعلاؤها على صفة ومركز موضعه بالرئاسة .
.
ماأكد على ذلك أننا لم نجد لدولة تونس ثمة أى إشتراك لها بالمؤتمر على مستوى الرئاسة ، وإنما جاءت مشاركتها من خلال راشد الغنوشى رئيس حزب النهضة التونسى الإسلامى . كذا أيضاً دولة قطر والتى تم دعوة أميرها ، ومع ذلك لم نجد لسيادته ثمة حضور بشخصه ، بل وما يسترعى النظر أنه لم يكن هناك أحداً من رؤساء الدول التى يحكمها تنظيم الإخوان المسلين أو تيار الإسلام السياسى سوى .. الرئيس مرسى . !!!
.
لقد ذكرنى ذلك بردة فعل سيادته أزاء الفيلم المسيئ لنبى الإسلام ، وقد سيق وأن أشرت فى مقال سابق الى ذلك على النحو التالى :
الرئيس مرسى يقول : الرسول خط أحمر لايجوز المساس به . ماهذا يارجل ؟ هل تتحدث بصفتك داعية إسلامى ؟ أم رئيس دولة ؟ سوف أغض البصر عن هذا الجزء من الحديث ، لكن مالا يمكن قبوله أو تجاوزه ، هو ماتلا ذلك عندما إستكمل قوله " ونعادى من يتعدى بالقول أو بالفعل أو باللفظ على رسولنا " .
ماهذا .. هل نسيت ياحاج أن حديثك اليوم هو بوصفك الرجل الأول ببر مصر المحروسة ، وأن كلامك يتعين أن يوزن بميزان الذهب . نعادى من يتعدى بالقول ... !!! أين هى الدبلوماسية ؟ البادى إنك تتصور أنك لازلت بصفوف المعارضة .. تشجب وتندد ثم تهاجم ولا لوم عليك لأنك لست بموقع المسئولية . لا ياسيدى ، لتتنبه الى وضعك الآن ولتزن كلماتك .. بميزان الذهب .
.
** مرسي: الرسول الكريم خط أحمر ومن يتعدى عليه نعاديه
.
وهكذا يؤكد د. مرسى بين الحين والآخر ، أنه الإبن النجيب لجماعته حيث إعلاؤه صالحها على الصالح العام ، وأن حديث أنه صار رئيساً لكل المصريين ، وأن بيعته قد غدت لمصر وليس لفضيلة المرشد العام ، ماهو إلا كلام وهراء .. ولك الله يامصر .
.