رشا خـادم أم النــور
المزاج : كوووول الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: عِزبِة الأخوان ...وعِزبِة البدرمان ................ السبت 03 نوفمبر 2012, 11:07 am | |
| يلعب الأطفال الأبرياء أمام منزلهم الضخم المبنى بالطوب الأحمر والمسلح يعتليه فوق سطح الأدوار العليا حائطا مبنيا بشكل علامة الصليب والذى يُعتبر من أرقى منازل عزبة عبد المسيح بدير مواس متمتعون بالجو الصحو دائما ونسيم النيل الخالد القريب منهم ويجرون الى أماكن يختبؤن فيها أو خلف مصاطب أو صوامع لكى يتفننون فى التخفى عن أنظار نظرائهم الأطفال فى لعبة الأستغماية، وفجأة يسمعون بآذانهم الرقيقة أصوات صيحات وطلقات الرصاص المخيفة وكلمات مرعبة ومفزعة من زعيم العصابة وهو يوزع المهام على أفراد عصابته من البلطجية المدججين بأنواع الأسلحة الضخمة والآلية والذين أخذوا وجوه وحوش كاسرة وذئاب جائت لتنهش وتمزق وتغدر الآمنين من أهل منزلهم الكبير، صرخ الزعيم المُرعب والمخيف بأعلى صوته :هاطلع فوق ولما تسمعوا ضرب النار أهجموا على كل أهل البيت، مرت الدقائق مرعبة مخيفة وأصوات الطلقات متتالية حتى الماشية والتى طالما أحبوها الأطفال ولعبوا معهم ووسطهم وطالما أعطتهم الحليب والخير كل صباح لم يتركوهم المجرمون فى سلامهم وهدوئهم بل وجهوا اليهم مدافعهم الرشاشة لتصرخ الأبقار والعجول والخراف المسالمة من آلآم الرصاص القاتل وتخر كل الماشية قتلى أمام عيون الأطفال الأبرياء، تنتهى دقائق الهجوم البربرى ويعرف الأطفال بمصرع العم الكبير وأبناء العم الأشقاء من الشباب الغالى على قلب كل العائلة ، وتصرخ النساء من الفزع والحسرة على أرواح شهدائهم الأبرياء الذين رفضوا البلطجة والظلم وخطف السيدات الآمنات من بيوتهن، حقا لهم كل حق من أطلقوا على هذا المجرم البشع إسم (هولاكو) الذى لا يرحم ولا يعرف غير لغة الدم والموت،أرتمى أحد الأطفال فى حضن أبيه الذى أنقذته عناية الله تبارك أسمه القدوس من رصاص الغدر والإجرام وحاول الأب تهدئة روع الطفل المرتجف، ولكن الطفل بادر بالسؤال وقال: هل العم الكبير وأبناء العم الأثنين الذين قتلهم هولاكو هم شهداء؟ ويرد الأب بسرعة وتلقائية وبكل إيمان : طبعا يا ولدى هم شهداء وهم الآن فى الفردوس فى أحضان بابا يسوع والقديسين والآباء ابراهيم واسحق ويعقوب، ويرد الطفل ببرائة ويتسائل لماذا نحن نبكى والنساء تصرخ وتولول حزنا عليهم وهم شهداء بالفردوس؟ويرد الأب المتألم من جراح إصابته برصاص مدافع هولاكو وعصابته ويقول: الفراق يا ولدى ومرارة الوداع ولكنهم فى فردوس النعيم أكيد متهللين وفرحين،ولم تنتهى أسئلة الطفل البرىء بَعد ولكنه يُذَكِر أباه بتاريخ كنيستنا وأن أستاذته فى مدارس الأحد ذكرت له أننا كنيسة الشهداء العظماء الذين دافعوا عن الأيمان وقدموا أرواحهم بسخاء متمسكين بالأيمان المسيحى، ويقول الطفل بعدما تذكر قصص شهداء الكنيسة متسائلاً: الى متى يا أبى سنقدم الشهداء؟ والى متى يظهر أمامنا هولاكو جديد كما ظهر من قبله آلآف المجرمين العتاه أمثال هولاكو ليحصدوا أرواح الأجداد وأجداد الأجداد من شهداء تاريخ كنيستنا القوية؟ أحتضنه الأب المتألم من أوجاع أصابته ومن أوجاع أسئلة طفله الصعبة ورد : طالما هناك كنيسة قوية وصليب مرفوع وأيمان ثابت فى قلوب المؤمنين سيكون أيضا فى المقابل حسد إبليس وتوالد الملايين من أتباعه أمثال هولاكو وغيره، طمئنه الأب ومسح على رأسه الصغيرة بحنان وقال: هل تتذكر جدك عندما قرأ من الأنجيل لنا أمس وقال من آياته إن عشنا فاللرب نعيش وإن متنا فاللرب نموت؟ نحن سعداء يا ولدى ومطمئنون دائما فى حياتنا أو مماتنا أو لو أستشهدنا على إسمه من أجل إيماننا، أغمض الصغير عيناه البريئتان وأستسلم للنوم بعد عناء أيام مخيفة مرعبة وترك الجد والوالد يفكرون فى أيام صعبة تمتلىء فيها بلادنا الوادعة بالملايين أمثال هولاكو ورجاله من عزبة البدرمان،مصرنا الغالية أصبحت تمتلىء بمن يهتفون فى جنازة هولاكو (بأن هولاكو شهيد وهولاكو حبيب الله) وينسون أنه هوالذى قتل ونهب وسرق وفرض الأتاوات وفرض البلطجة والرعب على الأبرياء من المسيحيين وغيرهم وهو المطلوب محاكمته فى خمسة جنايات عقوباتها أكثر من مائة عام سجن، ويفكر الأب فى سؤال ولده البرىء ( إلى متى يا والدى سنكون ضحايا ونقدم شهداء؟) ويتوه الأب فى ضباب مستقبل الأيام القادمة والأمن والأمان لمن تبقى من عائلته وهل ستتوقف أمواج العنف والغدر والقتل ضدهم؟ وهل سيتركوهم فى حالهم يعيشون فى أمان؟ أم سيضطرون للنزوح والتهجير القسرى كما فعل الآلآف غيرهم من المسيحيين وتركوا ديارهم وممتلكاتهم وأراضيهم لكل من هجم وأعتدى وأغتصب وروع الآلآف منهم، وسقطت دموع الأب دافئة غزيرة يحتضن أبنه بخوف ورجفة يطلب معونة السماء وتثبيت فى قلبه الأيمان فمصر كلها أصبحت سيان ....عزبة الأخوان أوعزبة البدرمان. | |
|