أشارت صحيفة مصرية إلى أن عدم إعلان الرئيس المصري، الدكتور محمد مرسي، حتى الآن بشكل قاطع حضوره حفل تنصيب قداسة البابا تواضروس الثاني في 18 من الشهر الجاري جاء نتيجة ضغوط السلفيين عليه، ورفضهم حضوره التنصيب.
هذا في الوقت الذي أكد فيه الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي وعضو المجمع المقدس، أن "المجمع المقدس" اتفق مساء الخميس على تكليف كل من الأنبا بولا، المتحدث باسم لجنة الانتخابات البابوية، والأنبا أشعياء أسقف طهطا وجهينة، بتوجيه الدعوة إلى رئيس الجمهورية لحضور حفل تنصيب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وأوضح كيرلس أن التكليف يهدف إلى شرح وتوضيح الفرق بين القداس ونوعية الصلوات وحفل التجليس والاحتفالية عقب القداس وإلقاء كلمات للحضور، وتحديد توقيت كل منها ليختار الرئيس الوقت المناسب له، مشيراً إلى ترجيح المجمع المقدس أن يأتي الرئيس في الاحتفالية وليس في صلوات القداس.
وخرج الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، الأربعاء الماضي عقب لقاء الرئيس مع قيادات إسلامية، ليؤكد أن "الرئيس المصري يرغب في حضور حفل مراسم تنصيب البابا، ولكن أجندة مواعيده والتزاماته ستحدد بشكل قاطع إذا ما كان بإمكانه المشاركة من عدمه".
وذكرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، السبت، أن المشايخ الذين التقوا مرسي، الأربعاء، ألمحوا له بعدم حضور مراسم تنصيب البابا الجديد، حتى لا يثير غضب السلفيين الذين يرفضون حضور الحفل.
وأفادت الصحيفة أن هناك رسائل شفهية بعث بها السلفيون للرئيس مرسي بعدم حضور تنصيب البابا، لأن الأمر يتعلق باعتقادات دينية مسيحية تخالف المعتقدات الإسلامية، محذرين من أن حضور مرسي للمراسم سيغضب المسلمين، على حد تعبيرهم.
واعتذرت الجبهة السلفية مسبقاً عن حضور المراسم رغم أنها لم تتلق دعوة رسمية بعد. وقالت الجبهة السلفية في بيان رسمي لها مساء الأربعاء: "إننا نعتذر عن قبول دعوة الأقباط لحضور حفل تنصيب البابا تواضروس الثاني، والتي لم تصلنا رسمياً حتى الآن، لأن ذلك يشمل أشياء لا حرج فيها كدخول الكنائس لمصلحة راجحة، وهي داخلة في الحضور بطبيعة الحال، لكنه يشمل ما فيه الحرج من حضور شعائر تتعلق باعتقادات المسيحيين، بما لا ندين به كمسلمين ولا يجوز لنا شهوده".
وقالت الجبهة في بيانها: إنه بعد مناقشات بين مشايخ الجبهة السلفية وتلقينا نصائح من عموم مشايخنا الكرام تأكد لهم أن تنصيب البطريرك أمر ديني يتعلق باعتقادات أهل ملته فيه، وهذا لا يعتقده ولا يرضاه مسلم لمخالفته لديننا:، موضحة أن "حفل التنصيب أمر دنيوي يتعلق بترتيب أحوال المسيحيين".
وذكر محللون أن الدكتور مرسي، وعلى لسان المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، ترك "الباب موارباً" بعدم الجزم بقرار المشاركة أو العزوف حتى اللحظات الأخيرة، لجس نبض ردود الأفعال بداية من مليونية الشريعة (التي أقيمت الجمعة) وما يستتبعها، وأيضاً التحركات فيما يتعلق بالمشاكل التي تواجه التأسيسية، والصراع المتأجج والمتصاعد بين التيارات الدينية والمدنية