أعرب الأنبا تواضروس بطريرك الكرازة المرقصية و بابا الإسكندرية عن مشاركته للأخوة في غزة في آلامهم، كما أرسل تعازيه إلى أبناء أسيوط في مصابهم بعد تعرض أطفالهم لحادث أليم، راجيا الرحمة للجميع. ووجه الأنبا تواضروس في خطابه الذي ألقاه نيابة عنه الأنبا باخوميوس في احتفال الكاتدرائية بتنصيبالبابا الجديد، الشكر لقداسة البابا شنودة الثالث، مشيرا إلي دور البابا الراحل الهام ومجهوده على مر السنين في خدمة الكنيسة و الوطن، موضحا أنه يصلي الآن في العالم الأخر من أجل مصر، كما وجه الشكر أيضا لجميع الكنائس القبطية على مستوي العالم، و مشيخة الأزهر.
وأشار الأنبا باخوميوس، الى أن البابا تواضروس الثاني عمل في حب الكنيسة منذ صغره، وأنه سوف يقدم للكاتدرائية الكثير و الكثير، معربا عن سعادته لحصول البابا تواضروس على المنصب الباباوي.
وفيما يلي نص كلمة البابا:اخوتي وأخواتي الأعزاء ...
هذه لحظة فارقة في تاريخ كنيستنا المجيد الذي أتحمل فيها هذه المسئولية، لذا أتقدم إليها تحت نعمة الله العاملة وتحت مُساندة جميعكم والصلوات والتضرعات التي ترفعونها من أجلي، لكي ما يستخدمني الله في الخدمة والعمل الرعوي لكل أحد ولكل إنسان، كما تحدث فصل إنجيل هذا الصباح عن الراعي وواجبه نحو الرعية، والذي يقدم أيضًا منهجًا رائعًا عن هذه الخدمة.
تضعني المسئولية الرعوية ليس على مستوى الكنائس في العالم وإنما على مستوى كل كنيسة، في ظل المُصالحة الدائمة والحياة في سلام ومُتمتعين بروح الاستعداد بلا كسل، بل الاشتياق من أجل العمل الواحد بالقلب الواحد المُتحد الذي يعمل بروح المودة والمحبة، ومُتمثلين في ذلك بالراعي الواحد للسيد المسيح قائد الكنيسة التي تعمل فيها آباء الكنيسة من مطارنة وأساقفة وكهنة.
وفي هذه المُناسبة لا يفوتنا أن نذكر طيب الذكر مثلث الرحمات "البابا شنودة الثالث" الذي خدم الكنيسة والوطن وثبت لنا نبراس خدمته وترك لنا منهج العمل الرعوي، ونسأل الله أن نكمل مسيرته الروحية بعد نياحته، كما أكملها قداسته بعد نياحة قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك (116).
ويؤكد البابا تواضروس الثاني - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية - في كلمته بعد انتهاء مراسم تنصيبه الذي ألقاها نيابة عن قداسته نيافة الأنبا باخوميوس، الذي شغل منصب قائمقام البطريرك وقاد الكنيسة خلال الفترة الانتقالية بعد نياحة قداسة البابا شنودة الثالث في 17 مارس/آذار الماضي، على أننا أمام عمل كبير وواجب رعوي نحو كل المسيحيين في مصر وخارجها وفي أرجاء الكرازة كلها, حيث قال في كلمته نرجوا أن تسندنا الرعاية الإلهية وفي كل كنائس العالم في محبة المسيح الواحد وفي وصية الكتاب الواحد، ويُعطينا روح التعايش مع كل الأديان لخدمة الإنسان، "لأن الدين للديان والوطن للإنسان" في تعاون صادق ومحبة حقيقية راجين كل الخير لكل أحد في وقت صار فيه العالم جائعًا مُشتاقاً للسلام باحثًا عن الحرية، نحن سنعمل مع اخوتنا المسلمين لكي ما تمتلئ القلوب بالهدوء والاستقرار، وفي وقت انتشر معه الإرهاب والجريمة والقسوة وإهدار الحقوق الإنسانية حتى صار الإنسان بلا إنسانية وفي مواضع عديدة من العالم.
وأضاف البابا تواضروس في كلمته إننا نشارك يا أحبائي اخوتنا في غزة في آلامهم، ولكي ما يحفظهم الرب، كما نرسل تعزياتنا إلى أبنائنا وأحبائنا في أسيوط في مصابهم الأليم بعد تعرض أطفالهم لحادث أليم، ونرجوا الرحمة للجميع.
وأكد البابا تواضروس الثاني إننا ندرك أهمية العمل المُشترك في وطننا نحو كل المسيحيين والمسلمين، فنحن نحب مصر ونبذل من أجلها سلامًا وبنيانًا.
وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر للرئيس محمد مرسي، ونتقدم بالشكر للدولة بسفراءها ووزرائها، وكل المُمثلين عنهم على مُشاركتهم في هذه المناسبة، كما أتقدم الشكر لكل كنائس العالم الكاثوليكية والأسقفية والإنجيلية في مصر وسائر البلاد، وشكرًا للمجالس التي تجمع أكثر من كنيسة، وشكرًا لرجال الأزهر وأصحاب الفضيلة شيخ الأزهر، وكل اخوتنا المسلمين في مصر وخارجها، إنني أشكركم جميعًا لمُشاركتكم طالبًا دعواتكم لكي ما يُعيننا الله على هذه المسئولة ونتممها بسلام.
كم أشكر الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية لإيفاده السيد السفير الدكتور محمد رفاعة الطهطاوي مندوبًا عنه، ونشكر السيد الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء الذي أمضى وقتًا طويلاً معنا، وإيفاد الأستاذ سمير مرقس مساعد رئيس الجمهورية للمُشاركة في حفل اليوم.
يُذكر أن قداسة البابا تواضروس الثاني كان تلميذًا لنيافة الأنبا باخوميوس خلال فترة لأكثر من 40 عامًا خلال فترة الرهبنة، وبعد رسامته أسقفًا عامًا في مطرانيته بالبحيرة.
وقد تعددت لحظات بكاء البابا لأكثر من مرة منذ بداية مراسم التنصيب، والتي بدأت في نحو الثامنة صباحًا، خاصة وحين كان يُذكر اسمه في مراسم التنصيب وإلباسه الزي البطريركي وتسلمه عصا الرعاية