المسيحية المصرية والاسلام المصرى يحددان "خصوصية مصر"حضاريا مدرسة الاسكندرية ومؤسسة الازهر منارتان فكريتان انتماء مصر الى البحر المتوسط متمم لانتمائها العربى وليس هناك تعارض بينهما الرهبنة ابتكار مصرى وكنيستنا كنيسة مناضلة لاتبغى السلطة ثورة عرابى ترفع شعار"مصر للمصريين " وحزب الامة للطفى السيد يؤكد "حق المواطنة " |
<TABLE id=ctl00_ContentPlaceHolder1_ViewArticleDetails1_table_img align=left>
<TR id=ctl00_ContentPlaceHolder1_ViewArticleDetails1_tr_image> <td style="PADDING-RIGHT: 10px; PADDING-LEFT: 10px"></TD></TR> <TR id=ctl00_ContentPlaceHolder1_ViewArticleDetails1_tr_comment dir=rtl align=left> <td></TD></TR></TABLE> القارئ لشخصية واعمال الراحل الكبير المفكر الدكتور ميلاد حنا يقف على حقيقتين اساسييتين : اولا : قيم المواطنة وقبول الاخر والايمان بعظمة الشخصية المصرية التى تضرب بجذورها فى اعماق التاريخ وماذا يقول العالم الخارجى عنها ... كتب ميلاد حنا " قبول الاخر" الذى يعد من اهم مؤلفاته ، ،نعم اقبا ط لكن مصريون عام 1980 ، مصر لكل المصريين عام 1993 ،خصوصية مصرعام 1996 ،ساسة ورهبان وراء القضبان عام 1996 ،الاعمدة السبعة للشخصية المصرية الذى صدر فى عدة طبعات كان اخرها عام 1997 وسنتناوله بعد قليل وقد دفع ميلاد حنا الثمن غاليا عندما اقتيد للسجن فى حركة سبتمبر 1981 ونقرأ عن هذه التجربة الثرية فى كتابه "ذكريات سبتمبرية " عام 1986 ثانيا :حرص الرجل واهتمامه باشباب ومشكلاتهم القتصادية والاجتماعية عندما كتب أزمة الاسكان وكيف يمكن التغلب عليها ؟ من ذلك : اريد مسكنا مشكلة لها حل عام 1978،دراسات واوراق حول عمل قضايا الاسكان عام 1985،الاسكان والسياسة والذى حصل على جائزة احسن كتاب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 1986
الاعمدة السبعة للشخصية المصرية "الاعمدة السبعة للشخصية المصرية" ماذا تعنى ؟ والى ماذا تقصد وترمى ؟ ثم اين توجد هذه الاعمدة ؟ وهل لدى شعوب العالم اعمدة سبعة اخرى ايضا ؟ وما اهمية هذا الموضوع برمته فى الوقت الحاضر ؟ نعم هناك اهمية خاصة لهذا الفكر الذى يؤرخ لخصوصية مصر باقباطها ومسلميها.فى هذه المرحلة الفاصلة فى تاريخ الشعب المصرى فنحن بحاجة ماسة الى ان نعرف تاريخنا و ومكونا ت الشخصية المصرية دون تفرقة نحن بحاجة ماسة الى ان نقف على مايقوله العالم الغربى عن حضارتنا التى خرجت على الدنيا لاول مرة بعقيدة التوحيد كما يذكر التاريخ الفرعونى القديم نحن بحاجة ماسة الى ان يعرف العالم مصر كنموذج رائع للعيش المشترك... نحن بحاجة ماسة الى التخلى عن ذواتنا وان نرتفع فوق انتماءاتنا الخاصة من اجل مصر. ... يقول ميلاد حنا المفكر القبطى بحكم نشاته فى مصر والمسيحى بحكم انتمائه للعقيدة المسيحية :فى كتابه : "الاعمدة السبعة للشخصية المصرية"والذى صدر فى عدة طبعات فى مائة واربع وستون من القطع الكبير" ان كل مصرى مهما تكن درجة علمه اوثقافته _ابتداء من استاذ الجامعة المتعمق والمتفتح على حضارات عصرية ,الى الفلاح البسيط الذى لايقرا ولايكتب فى عمق الريف او صعيد مصر_متاثر بالزمان والمكان , ومن ثم فكل مصرى فى اعماقه تاريخ امته من العصر الفرعونى والى يومنا هذا...مرورا بمراحل "اليونانية -الرومانية "ثم القبطية فالاسلام ,لابد ايضا ان يكون متاثرا بالمكان -اى بالموقع الجغرافى المعاصر ، ومن ثم فهو "عربى" لان مصر تقع فى موقع القلب بالنسبة للمتكلمين بالعربية ثم هو بحر اوسطى بحكم الاطلالة التاريخية والجغرافية على هذا الحوض العديد الذى تكونت من حوله حضارات العالم من السلوم الى مرسى مطروح غربا الى العريش ورفح شرقا، ولكننى فوق ذلك وقبله لم انس انتماء مصر الى افريقيا التى تقع فى الشمال منها ...اننا شعب مصر جميعا داخلنا هذه المكونات السبعة فى وجداننا..." يتحدث ميلاد حنا فى هذا الكتاب الذى صدر فى عدة طبعات وف نحو مائة واربعة وستين صفحة من القطع الكبير عن اولا : مصر رقائق من الحضارات
ثانيا :الاعمدة السبعة للشخصية المصرية وقد تحددت فى _-- (أ) انتماءات تاريخية اربعة وتشمل العامود الاول :النتماء الفرعونى العامود الثانى :العصر اليونانى الرومانى العامود الثالث :العصر القبطى العامود الرابع :العصر الاسلامى (ب) انتماءات بحكم المكان : العامود الخامس :انتماء مصر العربى العامود السادس :انتماء مصر للبحر المتوسط العامود السابع :انتماء مصر لافريقيا ويختتم الكتاب بمحورين اساسيين :ا اعمدة سبعة داخل كل مصرى لسنا قوالب متماثلة لكل منا شخصيته
العامود الاول :النتماء الفرعونى ان احساس المصرى بفرعونيته يختلف من شخص الى اخر ومن فئة الى اخرى ،ويعود اعتزاز المصريين بالنتماء الفرعونىالى ان مصر قد قدمت للعالم بالفعل اقدم حضارة معروفة ومدونة فى العالم كما يتضح فى كل متاحف العالم و حيث مسلة مصر فى قلب اكبر ميدان فى باريس الى المتحف البريطانىومسلة اخرى على نهر التيمس فى لندن وفى امريك وليننجراد وغيرها وقد سجلت كافة اوجه النشاط الانسانى من ماكل ومشرب وملبس وادوات تجميل والات موسيقى وادوات انتاج زراعى واساليب الكتابة والنقش علا الصخر وجدران المعابد وعلوم الفلك والريضة والفلسفة وامر الحكم وغيرها من امور الدنيا والحياة اليومية ..
العامود الثانى :العصر اليونانى الرومانى لعل اهم مايميز هذه الحقبة اليونانية –الرومانية فى مصر عدة سمات : (1) عندما دخلت اللغة اليونانية مصر خلال القرن الثانى والثالث قبل الميلاد اثر المصريون ان يستفيدوا من تعرفهم على الابجدية الاغريقية فقاموا باعادة كتابة اللغة المصرية القديمة بالحروف الاغريقية فكان ان ولدت لغة جديدة هى اللغة القبطية (2) دخلت المسيحية مصر فى القرن الاول وانتشرت يسرعة فى حدود القرن الثانى اى فى الحقبة اليونانية الرومانية ومن ثم فان مصر تكون قد غيرت ديانتها من الديانات الفرعونية القديمة الى المسيحية فى تلك الحقبة وكان ذلك فى زمن لاحق لظهور اللغة القبطية ،
العامود الثاث :العصر القبطى هناك يقين بين المؤرخين على وجود حقبة زمنية تعرف بالعصر القبطى ولكن خلافا اكاديميا قد يور حول تحديد البداية التاريخية لهذه الحقبة ،وذلك لان بداية العصر القبطى متداخلة فى "الحقبة اليونانية –الرومانية" من منطلق ان مصر تحولت الى ولاية رومانية قبل التقويم الميلادى اى قبل دخول المسيحية ومهما كان هذا الخلاف الاكاديمى فانه من الثابت ان مصر فى هذا العصر القبطى الى العالم المسيحى كله معالم رئيسية :حضارة وفنا وفكرا واثارا غير منكورة هى موضع فخر واعتزاز المصريين ونبرز هنا اهم معالمها: (1) صياغة قانون الايمان المسيحى (2) الرهبنة ابتكار مصرى (3) كنيسة مناضلة لا تبغى السلطة (4) الكنيسة تسيطر داخليا وتنتش خارجيا
العامود الرابع :العصر الاسلامى يلاحظ ان الحقبة الزمنية الطويلة من عام 641 م حتى عام 969 م(عندما دخل جوهر الصقلى الفسطاط وهى فترة تمتد لما يزبد عن 300 سنةكانت فتر رتيبة بطيئة مملة ،لم نعرف عنها الا القليل وفيهااستسلم المصريون وقبلوا الامر الواقع ،فقد استقبلواالعرب – ليس كفاتحين – ولكن كمنقذين لهم من نير الرومان ،فاذ بهم يحكمون بعشرات من الولاة المتعاقبين والغرباء عن البلاد ... لذلك فيمكن اعتبار ان البداية الحقيقية لحقبة الحضارة الاسلامية فى مصر تبدا من حكم الفاطميين مصر، ولا يجوز الحديث عن مصر الفاطمية بغير الحديث عن الازهر تلك المؤسسة الدينية الكبرى التى قامت لتكون جامعا ثم لم تلبث ان صارت جامعة وقد سميت بالازهر نسبة الى فاطمة الزهراء وقد وضع حجر الاساس فى بناء الازهرفى يوم السبت22 جمادى الاول عام 361 ه الموافق الثانى من ابريل عام 1970 –كما ورد فى المقريزى – وتوخى جوهر الصقلى ان يكون المسجد فى موقع متوسط من العاصمة لجديدة القاهرة ،واقيمت اول صلاة بهذا الجامع الجديد بعد نحو عامين فى يوم الجمعة 6 رمضان عام 361 ه
العامود الخامس: انتماء مصر العربى يؤكد الكاتب انه لابد من الرجوع الى الوراء كثيرا لنتاكد ان العلاقة بين مصر والعرب تسبق بقرون عديدة ظهور الاسلام ذاته، ويدلل على رايه هذا بالدراسة التى قام بها المفكر ابو سيف يوسف بتكليف من مركز دراسات الوحدةالعربية والذى كان حريصا على القاء الاضواء التاريخية على هذه العلاقة المصرية – العربية:/ وقد تم التوصل الى النقاط الاتية _على الرغم من ان فتح العرب مصر يمثل نقل كيفية فى تاريخ الهجرات العربية الى مصر ، فان هذا لاينفى ان سكان شبه الجزيرة العربية –حتى قبل ان يسموا عربا-كانوا عل اتصال بشعب مصر منذ زمن يسبق عصر قيام الاسر الفرعونية . _شكلت سيناء ايضا مدخلا مهما رئيسيامن مداخل هجرة القبائل البدوية ومن بينها القبائل العربية
العامود السادس : انتماء مصر للبحر المتوسط من المؤكد أن هناك علاقة جدلية بين التاريخ والجغرافيافالحقبة التاريخية اليونانية –الرومانية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالانتماء الجغرافى من خلال اطلالها على البحر الابيض المتوسط وقد تاثر العقل المصرى منذ عصوره الاولى عقل وان تاثر بشئ –فانما تاثر بالبحر المتوسط وقد وصل انتماء مصر الى مجموعة دول البحر المتوسط الى نقطة تحول جديدة فى العصور الحديثة مع الحملة الفرنسية عام 1798والتى كان لها معان ثقافية بعيدة المدى ،وقد اعقب ذلك ارسال محمد على للعديد من المصريين فى بعثات الى اوروبا كمقدمة لنقل مصر من ظلمة العهود العثمانية الى بداية عصر النهضة ،وما وقد اوجد كل هذا المناخ فى العصر الحديث الفرصة لرفع شعار" مصر للمصريين" مع ثورة عرابى ، فجاء احمد لطفى السيد لكى ينشئ "حزب الامة "ويؤكد "حق المواطنة " كجزء من تراث البحر المتوسط ويؤك الكاتب ان انتماء مصر للبحر المتوسط متمم لانتمائها العربى وليس هناك تعارض بينهما كما يتوهم البعض
العامود السابع :انتماء مصر لافريقيا يرى ميلاد حنا ان انتماء مصر الى افريقيا هو المستقبل لمصر ويورد ما ذكره الدكتو ر حسين مؤنس :ولدت مصر افريقية ،ومازالت تشعر بافريقيتها والتزاماتها حيال تلك القارة على مدار التاريخ ، ولقد اجتذبها البحر الابيض المتوسط فادخلها فى نطاقه الحضارى وشغلتها اسيا واحتوتها فى نطاقها قرونا طويلة ،ولكن شعب مصر كان –ولايزال-يشعر بافريقيتهحريصا عليه فخورا بها ،ولايزال الصعيد واهله موضع فخار مصرومصدر قوتها وحصنها الذى تركن اليه ،وهذا الفخر بالصعيد واهله هو فى ذاته فخر بالعنصر الافريقى فى تكويننا
الرقيقة القبطية والرقيقة الاسلامية يهتم ميلاد حنا المصرى المسيحى المعنى بوطنه بالرقيقتين الحضاريتين الاخيرين او العلويتين فى هذه الاعمدة السبعة ..ذلك ان الرقيقة القبطية والرقيقة الاسلامية هما من الرقائق الحية المعاصرة ،واللتان قاومتا الزمن وظلتا تحملان البشر على اجنحتهما ويحملهما البشر فى صدورهم ، وفى ذلك يقول ميلاد حنا : "اعتقد اننى قد هضمت التراث لهما معا ،فبحكم الميلاد والنشاة عشت وتذوقت التراث القبطى دينا وحضارة وفنا وقيما ،ثم فى سنوات النضج - وربما قبلها -ثم مع انتشار الاسلام واحياء تراثه منذ ربع قرن او يزيد،تعرفت على الاسلامدينا واجتهادا وحضارة وربما فقها ونصوصا من خلال القراءة والحوار ثم المناقشة او" المناغشة " واخيرا المعايشة ،وادركت اصوله وخصائص نهجه الحضارى عموما اى مجردا ومطلقا فى كل موقع من العالم ثم التطبيق فى مصر خصوصا،ومن هنا جاءت مفهيم وعبارة ومصطلح "خصوصية مصر " لن نقول وداعا ميلاد حنا صاحب هذا الفكر الجاد المستنير ميلاد حنا الذى اخلص للقضية الوطنية فى مصر ميلاد حنا الذى ترك ارثا كبيرا للمكتبة المصرية والعربية، بل ليتنا نقول وداعا للفكر الهدام ... من أجل مصر... |