أقام الرهبان المسيحيين العديد من الأديرة والكنائس في أودية سيناء، وأشهر ما تبقى منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين.
ويقع الدير أسفل جبل سيناء، في منطقة جبلية وعرة المسالك، وإلى الغرب من
الدير يوجد وادى الراحة، وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية بعضها
فوق بعض تصل أحياناً إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز معوجة، وبناء
الدير يشبه حصون القرون الوسطى، وسوره مشيد بأحجار الجرانيت وبه أبراج فى
الأركان ويبلغ ارتفاع أسواره بين 12 و 15 متراً.
ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي عندما أمرت الإمبراطورة
هيلانة أم الامبراطور قسطنطين في عام 342 م ببناء دير يحوى كنيسة عرفت
باسم كنيسة العذراء عند موقع الشجرة المقدسة، وفى القرن السادس الميلادى
أمر الامبراطور جوستنيان ببناء كنيسة في نفس هذه البقعة عرفت باسم كنيسة
التجلي.
وتتمثل أهم مباني دير سانت كاترين في: الكنيسة الكبرى أو كنيسة التجلي،
وكنيسة العليقة، والمكتبة بالإضافة إلى معصرة وطاحونتين ومخازن للحبوب
والمؤن وآبار للمياه.
كنيسة التجلي: وتقع في الجزء الشمالي من الدير وتسمى أحيانا الكنيسة
الكبرى أو الكاتدرائية، وهى مشيدة على طراز البازيلكا الذي كان شائعا وقت
بنائها عام 527م، وقد عرفت في عصر الامبراطور جوستنيان باسم كنيسة التجلى،
وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة، وهي 12 عموداً تمثل شهور السنةوهناك رأى
اخر يقول انهم يرمزوا لعدد التلاميذ، وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل
منها اسم أحد القديسين
وفى صدر الكنيسة توجد قبة محلاه بالفسيفساء، تعتبر أهم ما في الدير، حيث
أنها من أشهر الفسيفساء المسيحية في العالم كله، ولا يضارعها في قيمتها
الفنية إلا فسيفساء كنيسة أيا صوفيا في استانبول، وتمثل هذه الفسيفساء
مناظر من العهد القديم والعهد الجديد.
والمنظر الرئيسي فيها يمثل السيد المسيح في الوسط وعلى يمينه العذراء وعلى
يساره موسى، بينما بطرس مستلقيا عند قدميه وعلى الجدار يوجد منظران يمثل
أحدهما موسى يتلقى الشريعة فوق جبال سيناء، والثاني يمثل موسى وقد ركع
أمام الشجرة. وتحت سقف هذه القبة يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثة
القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة، في أحدهما جمجمة القديسة وفوق
الصندوق تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ويحتوى الآخر على يدها
اليسرى، وقد حليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة.
وفى كل مكان بالكنيسة تنتشر الأيقونات ذات الأهمية التاريخية الكبرى حيث
تعرض نحو 150 أيقونة من مجموع حوالي 2000 أيقونة من بينها أيقونات نادرة
صنعت في القرن السادس الميلادي.
وتتدلى من سقف الكنيسة الثريات الثمينة حتى تبدو الكنيسة أشبه بمتحف
للفنون، أما أقدس مكان في الكنيسة فيقع خلفها ويمكن الوصول إليه من
الجانبين وهو هيكل الشجرة، أي المكان الذي يعتقد أن موسى وقف فيه عندما
كلمه الله.
إلى جانب ذلك يضم الدير معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون، وبئر ماء وشجرة
العليقة ومخزن قديم للطعام وحوله حديقة واسعة بها حجرة يتم فيها جمع رفات
الرهبان، وفى أعلى جبل موسى كنيسة صغيرة يصعد إليها الزائرون وعلى مقربة
منها مسجد صغيريرجع الى العصر الفاطمى.
:36_3_13: ألبوم صور للدير العظيم ده:36_3_13: