B@rabas خـادم أم النــور
شفيعـي : ام النور ... المزاج : حزين جداااااااااااااا على ارضك يا بلدى واللى بيحصل فينا الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| |
B@rabas خـادم أم النــور
شفيعـي : ام النور ... المزاج : حزين جداااااااااااااا على ارضك يا بلدى واللى بيحصل فينا الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رد: ابوة الله .. .... الأربعاء 27 مايو 2009, 3:11 pm | |
| إنّ أبوة الله لا يمكن سبر غورها والوصول إلى مكنوناتها دون معرفة الابن الذي هو أعلن وخبّر عن هذا السر، وذلك لسبب قصر إدراكنا لكُنَه الله. لذا أطلعنا هو بذاته بواسطة المسيح يسوع على سرّه الذي لا تدركه العقول. فالله تجلّى لنا في المحبة، وأظهر هذه المحبة في المسيح يسوع. » لانَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ« (الانجيل حسب البشير يوحنا 3:16). فالله من دفق محبّته لنا، لم يدعنا نتخبط في لجج جهلنا أو نسبح في ضباب أخيلة عقولنا، بل أعلن عن ذاته الصمدانية في الثالوث المقدّس: الآب والابن والروح القدس. والأبوة في المسيحية، هي ليست كما وصفها أبو كنيسة الالحاد المعاصر »لودفيك فويرباخ« (Ludwig Feuerbach). وادعى بأن الله هو مجرد إسقاط فكر الانسان (Ein Projection des Menschen) أي أنّالانسان بعدما راح يبحث ويفتش عن اللامتناهي اللامحدود، وبعد أن فشل في تحقيق اشتياقه للوصول إلى هذا اللامتناهي أسقط هذه الفكرة على ذاته.
فالله هو مجرد شوق وتمنيات الإنسان. وقد أوضح فكرته هذه بقلبه الآية الكتابية إلى التالي: »إنّ الإنسان خلق الله على صورته«. هذا ما وصل إليه العقل البشري. فالإنسان مهما حاول بفكره وجهده الخاص معرفة الأزلي دون طلب العون الإلهي سيسقط ولا محالة في جهل وغباء أكثر مما وصل إليه »فويرباخ«. وها هو ملحد آخر لم تشبعه فكرة »فويرباخ«. فأطلق العنان لفكره وراح يحلق في فضاء الكفر والإلحاد هو »سيغموند فرويد (Sigmund Freud) الذي قال: إنّ الله هو مجرد فكرة عن أب متعال متسام بعيد. وهذا الاب، حسب رأي »فرويد«، هو ناتج عن ضعف الإنسان وعجزه. فالإنسان منذ طفولته بحاجة لأب يحميه، وعندما يبلغ هذا الإنسان الكبر يجد نفسه دائماً ضعيفاً عاجزاً لا ناصر له. فيتوهم ويخلق لنفسه صورة عن أب يتّصف بالقوة والجبروت، متعال متسام عن الكل. هذا هو الله الذي أنتجه »فرويد«. أما الفيلسوف »فردريك نيتشه« (Friedrich Nietzsche) الذي جُنّ في آخر حياته، فلم يبتعد كثيراً عن سابقيه حيث قال: »بما أنّ الإنسان اعتبر نفسه شريراً ابتدع فكرة الخير، ولأنّه كذاب خلق فكرة الصدق، ولأنّه بشع كوّن فكرة الجمال«. فاعتبر »نيتشه« أنّ كل هذه الافكار هي مجرد تمنيات وخيالات الإنسان. والله هو مجرد خيال الإنسان لا حقيقة له خارجه. والحق يقال: لو كان إلهنا مثل ما تخيله الفلاسفة، لكان فعلاً إلهاً باطلاً. ولو حاولنا إحصاء ودرس الآلهة المخزونة في عقول البشر، لهالتنا كثرة تنوعها وتضاربها بعضها مع بعض. كم هم الذين يتخيلون الله وكأنّه شيخ جليل وقور، أكل الدهر عليه وشرب، علمه محصور في الماضي ويعيش على هذا الماضي وحده؟ أو كأنّه مدير إدارة من الصعب الاتصال به؟ أو كالأب الذي يترنح تحت أعباء الحياة ومتطلباتها، مشغول بأبنائه في سدّ جميع احتياجاتهم ومطالبهم المتعددة؟ قد أصاب الفيلسوف »سبنسر« بقوله: »يستحيل على العقل البشري أن يعلم من أمر الله شيئاً«. إنّ الله أسمى من كل تصوّر بشري. ولولا بُعد الإنسان عن الله بقلبه وفكره لما كان على الله أن يعلن ذاته للبشرية. فحضور الله في الجسد لم يكن ليعطينا تعريفاً من يكون الله. بل أنّه أرادنا أن نعيش فيه وهو فينا » لأنّ الَلّهَ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللّهِ وَاللّهُ فِيهِ« (1 يوحنا 4:16). وأن نكون دوماً في حضرته لأننا تاج خليقته. فأرادنا أن نكون أولاده بالروح »اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الْآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلَادَ اللّهِ« (1 يوحنا 3:1). إذن فالإنسان في نظر الله هو أسمى مخلوقاته يحظى باهتمام كبير من لدنه. | |
|