لاهوت السيد المسيح موضوع من أهم الموضوعات الحيوية فى العقيدة المسيحية
وسنقدم إثباتات للاهوت السيد المسيح من الكتاب المقدس بعهديه+ الكتاب المقدس دعا السيد المسيح رباً حوالي 462 مرة منها 87 مرة في الأناجيل، 76 مرة في سفر الأعمال، 260 مرة في رسائل معلمنا بولس الرسول، 30 مرة في الرسائل الجامعة، 9 مرات في سفر الرؤيا.
+ مَن يكون المسيح ؟ وماذا تكون طبيعته ؟ اللَّـه روح " يو 4 : 24 " . والمسيح من روح اللَّـه، إذاً هو من ذات جوهر اللَّـه، وله نفس طبيعته. لذلك دُعيَ قدوساً، وهذا اسم من أسماء اللَّـه، حسبما قالت السيدة العذراء في تسبحتها: واسمه قدوسٌ " لو 1 : 49 " .
+ من يكون المسيح؟ وماذا تكون طبيعته؟ إنه من روح اللَّـه ، كما يقول متى الرسول: الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس لذلك حل روح اللَّـه على العذراء مريم، ووجدت حبلى من الروح القدس، ولما كان السيد المسيح قد وُلِدَ من روح اللَّـه، لذلك كانت لولادته نتيجتان حسب رواية لوقا الإنجيلي: أنه قدوس، وأنه ابن اللَّـه وكلاهما يدلان على لاهوته.
+ من سلطان السيد المسيح في السماء ، أنه تسجد له كل القوات السمائية . في هذا يقول بولس الرسول: لكي تجثو بِاسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض " في 2 : 10 ". وسجود الملائكة له دليل على لاهوته وقد قال عنه أيضاً: يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا ، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات " عب 7 : 26 " .
+ كان الختان في العهد القديم علامة عهد مقدس مع اللَّـه ، ودخول إلى العضوية في الجماعة المقدسة . لكن لما جاء الرب متجسداً لم يكن محتاجاً للختان لنفع خاص به ، ولكنه كان خطوة في طريق الصليب والإخلاء بخضوعه تحت الناموس لكي يرفعنا من تحت لعنة الناموس .
+ المسيح عمل جميع أعمال اللَّـه:
فقول السيد المسيح : أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل " يو 5 : 17 " باعتباره خالق وعمل الخلق مستمر .. ثم هو أيضاً الحافظ للكون. لأن اللـه خلق الأشياء والموجودات. وعمل الخلق غير عمل الحفظ، لأنه يمكن أن يخلق الشيء ثم يفنى بعد ذلك. لكن اللَّـه يصون الشيء ويحفظه من الفناء،ويحفظ للقانون استمراره .
+ السيد المسيح فوق الزمان:
قال عن نفسه: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " يو 8 : 58 " ومعنى هذا أن له وجوداً وكياناً قبل مولده بالجسد بآلاف السنين ، قبل أبينا إبراهيم ، بل هو قبل العالم وقبل كل الدهور هكذا في مناجاته للآب يقول له: مجِّدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " يو 17 : 5 " ويقول له أيضاً لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم " يو 17 : 24 " .
+ السيد المسيح معطي الحياة:
يقول عنه القديس يوحنا الإنجيلي فيه كانت الحياة " يو 1 : 4 " والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا ، وفي الأبدية وهذا عمل من أعمال اللَّـه وحده. وقد أعطى الحياة في إقامته للموتى مثل إقامة ابنة يايرس " مر 5 : 22، 35 ـ 42 " وإقامة ابن أرملة نايين " لو 7 : 11 ، 17 " وإقامة لعازر بعد موته بأربعة أيام " يو 11 " . قد قال السيد المسيح عن نفسه أنه : الواهب حياة للعالم " يو 6 : 33 " .
+ السيد المسيح وقدرته علي الخلق:
من المعجزات التي ذكرها الكتاب عن السيد المسيح التي تدل على قدرته على الخلق معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين " لو 910 : ،17 " وهنا خلق مادة لم تكن موجودة . وأيضاً منح البصر للمولود أعمى " يو " 9لقد خلق له السيد المسيح عينين لم تكونا موجودتين من قبل . وخلقهما من الطين مثلما خلق الإنسان الأول .
+ السيد المسيح هو الكلمة:
دعي السيد المسيح بالكلمة وعبارة " الكلمة " هى في اليونانية اللوغوس وهى تعني عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل . فهى تعنى العقل والنطق معاً . ومادام المسيح هو عقل اللَّـه الناطق، إذاً فهو أزلي، لأن عقل الله كأئن فى الله منذ الأزل .
+ السيد المسيح مُعطي الحياة:
لم يحدث مطلقاً أن إنساناً تحدث بهذا الأسلوب ، الذي به يكون واهباً للحياة، ومعطياً لها ، وأنه يعطي حياة أبدية . لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " يو 3: 15 " وأنه يُحيي مَن يشاء .والذي يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك ، ولا يخطفه أحد من يده ... إنها كلها أعمال من سلطان اللـه .
+ علاقة المسيح بالآب:
علاقة الابن بالآب تثبت لاهوته وغالبيتها إعلانات من السيد المسيح نفسه عن هذه العلاقة . كون الابن عقل اللـه الناطق أو نطق اللـه العاقل فهذا يعني لاهوته بلا شك . لأن اللـه وعقله كيان واحد . كما قال السيد المسيح : أنا والآب واحد " يو 10 : 30 " . وأيضاً قال : كل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي " يو 17 : 10 " وهو تصريح لا يمكن أن يصدر عن بشري، لأن معناه المساواة الكاملة بينه وبين الآب.
+ بنوة المسيح للآب:
لقد أُطلِقَ على السيد المسيح لقب ابن اللَّـه الوحيد، لتمييزه عن باقي أبناء اللَّـه الذين دعوا أبناء بالمحبة، بالإيمان، بالتبني. أما هو فإنه الابن الوحيد الذي من نفس طبيعة اللَّـه وجوهره ولاهوته اللَّـه لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر " يو 1 : 18 " .
+ جلوس السيد المسيح عن يمين الآب:
إن عبارة الجلوس عن يمين الآب، تعني أن مرحلة إخلاء الذات قد انتهت ودخل الابن في مجده. ولهذا قيل في مجيئه الثاني إنه يأتي بمجده ومجد الآب " لو 9 : 26 " . وقيل أيضاً: قال الرب لربي اجلس عن يميني … " مز 110 : 1 " . وهنا يمين الآب تعني قوة الآب وعظمته.
+ السيد المسيح وقدرته علي الخلق:
لاشك أن الخالق هو اللـه. وقصة الخليقة تبدأ بعبارة: في البدء خلق اللـه السموات والأرض " تك 1 : 1 " . ويقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح: كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان " يو 1 : 3 " وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضاً بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضاً: كان في العالم، وكوِّن العالم به " يو 1 : 10 " ويقول بولس الرسول: الذي به أيضاً عمل العالمين " عب 1 : 2 " .
+ نزول السيد المسيح من السماء:
قال السيد المسيح: أنا هو الخبز الذي نزل من السماء " يو 6 : 41 " وفسَّر نزوله من السماء بقوله: خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم . إذاً هو ليس من الأرض ، بل من السماء، وقد خرج من عند الآب. ونزوله من السماء وصعوده إليها، أمر شرحه لنيقوديموس فقال : ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء " يو 3 : 13 " .
+ السيد المسيح موجود في كل مكان:
الوجود في كل مكان صفة من صفات اللَّـه وحده وهكذا يقول له داود النبي: أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب ؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فها أنت " مز 139 : 7 ، 10 " . والسيد المسيح يعد المؤمنين به وعداً لا يستطيع أن يُصرِّح به سوى اللـه وحده . فهو يقول لهم : حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بِاسمي فهناك أكون في وسطهم " مت 18 : 20 " . ومعنـى هـذا أن السـيد المسـيح موجـود في كـل بقـاع الأرض .
+ قبول السيد المسيح العبادة والسجود:
السيد المسيح قَبِلَ السجود من الناس. وكان سجود عبادة، وليس مجرد سجود احترام. وكان ذلك في مناسبة إيمان أو معجزة. كما في منح البصر للمولود أعمى سجد له. ولما مشى على الماء وجعل تلميذه بطرس يمشي معه، حدث أن الذين في السفينة جاءوا وسجدوا له.