ايوب العهد الجديد القس موسى فضيل المتنيح

مقدمـــــة

لنيافة الحبر الجليل الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا وأبوقرقاص

خدمة الكهنوت

ما أروعها عندما تكون بتكليف من الرب . أستمع إلى ما يقوله معلمنا بولس الرسول " والخدمة التى أخذتها من الرب يسوع " (أع 24:20).

" وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه" (أع 2:13).
وما أعذبها عندما تمارس بالروح:

يشرح ذلك معلمنا بولس الرسول قائلاً " هاأنا أذهب إلى أورشليم مقيداً بالروح " (أع 22:20).

و يتكلم سفر الأعمال عن القديس أبلوس ويقول " كان هذا خبيراً فى طريق الرب وكان وهو حار بالروح يتكلم ويعلم بتدقيق ما يختص بالرب "(أع 25:18).

ويتكلم الوحي الإلهي عن ذكريا الكاهن عندما أنطلق لسانه

" امتلأ ذكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلاً .... " (لو 67:1).

وما أجملها:

عندما تكون مصحوبة بالبذل والعطاء أنصت إلى ما يقوله معلمنا بولس الرسول قائلاً " لكن لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله " (أع 24:20).

ثم يكمل حديثه قائلاً

" لذلك اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد"(أع 31:20).
وما أحلاها:

عندما تمتزج بالشدائد والضيقات يعلن هذا معلمنا بولس الرسول و يقول " غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة أن وثقاً وشدائد تنتظرني " (أع 23:20)

ويتكلم عن قسوس الكنيسة التي في أفسس قائلاً " كيف كنت معكم كل الزمان . أخدم الرب بكل تواضع وبدموع كثيرة وبتجارب أصابتني وبمكايد اليهود " (أع 18:20-19 )

وما أبهجها:

عندما تتمشى ضيقات الخدمة مع أفراحها يعلن هذا معلمنا بولس الرسول قائلاً " الآن أفرح في آلامي لأجلكم " (كو24:1)

ويوضح ذلك أيضا قائلاً " حتى أتمم بفرح سعيي " (أع 24:20)
وما أمجدها:

عندما يكون الهدف هو خلاص كل نفس " لذلك اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد"(أع 31:20).

" منذرين كل إنسان ومعلمين كل إنسان بكل حكمة لكي نحضر كل إنسان كاملاً في المسيح يسوع " (كو28:1 )
أيها الأب الطوباوي

نياحاً لروحك الطاهرة في أحضان أبانا القديسين إبراهيم وأسحق ويعقوب ,أطلب من الرب عنا لكي يترأف علينا ويرحمنا ويغفر لنا خطايانا. بالطلبات التي ترفعها عنا كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم وجميع صفوف السمائيين وصلوات قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث.أمين
الأنبـا أرسـانيـوس

أسقف المنيا وأبوقرقاص

( 1 )

( 2 )

نبذه مختصرة عن تاريخ حياة وكفاح أبينا المتنيح طيب الذكر

" القـس موسـى فضيــل جــبران "
كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بكوم الزهير .

+ ولد أبينا الحبيب فى قرية قلندول التابعة لمركز ملوى محافظة المنيا فى 31 / 5 / 1957 ميلادية 23 من بشنس الموافق 1673 للشهداء بأسم رمسيس فضيل جبران من أبوين تقين علماه أصول الإيمان الأورثوذكسى الذى سكن أولا فيهما منشأ محب للكنيسة ملتصقاً بها وكان يخدم شماساً مع المتنيح القمص يوحنا عبد الله بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس يقلندول بين صفوف الشمامسة فتميز بحلاوة وعذوبة صوته وحفظة للمزامير وكان شغوفاً بالألحان والترانيم .

+وكان الأهل والجيران محبين له ويدعونه لتلاوة الألحان والترانيم لهم وبعد أن حصل على الإعدادية بمجموع عالى يؤهله إلى دخوله الثانوى العام ورفض وطلب أن يلتحق بالكلية الإكلريكية بالدير المحرق وكان ذلك فى عام 1973 وظهر نبوغه الواضح في الكلية وأختبر من ضمن الشمامسة فى خورس الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة لحضور صلاة العيد مع قداسة البابا شنودة الثالث ويذكر أنه كان يقف فى الصف الأول في خورس الكاتدرائية الثالث بجوار المعلم إبراهيم عياد وكان في ذلك الوقت يخدم فى قلندول وفى البلاد المجاورة لهم مع القمص المتنيح يوحنا عبد الله وبعد إنتهاءة من الدراسة الذى خرج منها متفوقاً على زملائه حيث كان الأول على دفعته وبعد خدمته فى بلاد كثيرة امتدت شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً . أختاره الله ليخدم مذبحة فى كنيسة السيدة العذراء مريم بكوم الزهير على يد نيافة الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا وأبوقرقاص . فى 8 / 3 / 1981 م ( 29 أمشير ) 1697 الأحد الأول من الصوم الكبير .

" جهاده وأعماله في ميدان الخدمة "

+ منذ أن كان أبينا الحبيب فى الأكلريكية كانت خدمته متميزة حيث خدم فى قرى مركز القوصية وبعض قرى مركز ملوى وبعض قرى مركز أبوقرقاص وبعض قرى محافظة الإسماعيلية فى حبريه نيافة الأنبا أغاثون أسقف الإسماعيلية حيث كان ينوى أن تتم سيامته على ناحية فايد بالإسماعيلية ولكن أرادة الله أرادت أن يجمعه مع أمة العذراء وكنيستها بكوم الزهير .

+ أقبل أبونا المتنيح موسى فضيل على الخدمة بشغف وحب وجد ونشاط فكان دائم الافتقاد للشعب يحل مشاكلهم ويحثهم على الاتصال الدائم بكنيستهم والتوبة والاعتراف بخطاياهم والتقدم للتناول من الأسرار الإلهية باستمرار وكان لا ينظر للمادة فأحبه الشعب بشغف والتف حوله ورأوا فيه أباً مثالياً وراعياً تقياً وبفضل صلواته وخدمته جذب نفوساً كثيرة لحظيرة المسيح .

+ ومن أهم إنجازاته فى خدمته بكنيسة العذراء بكوم الزهير أنه منذ أن تمت سيامته بيد صاحب الحبر الجليل الأنبا أرسانيوس " أطال الله حياته فى يوم الأحد 8 / 3 / 1981 حتى نياحته فى يوم الأحد 10 / 11 / 2002 م أى على مدى أكثر من 21 عاماً عمل فيها على إقامة نهضة روحية شاملة بالكنيسة ومن مظاهر هذه النهضة :

1- النهوض بالاجتماعات حيث لم يكن يوجد سوى اجتماع واحد فأصبح عدة اجتماعات منها .

( الاجتماع العام مرتين أسبوعياً ) ( إعداد الخدام ) ( اجتماع السيدات ) .

2- فى مجال مدارس الأحد :- تقسيم مدارس الأحد إلى 7 فصول منها :

( 5 ابتدائي ) ( 2 إعدادى أولاد وبنات ) ( اجتماع للمرحلة الثانوية ) .

3- أدخل استخدام وسائل التعليمية لمدارس الأحد . فقام بشراء أجهزة كهربائية منها جهاز فيديو العرض الأفلام الدينية وغيرها وأجهزة بروجيكتور وما يلزمها.

4- أهتم اهتماما خاصاً بالطفل حيث إنه كان يخصص جزءاً كبيراً لخدمة الطفل بنفسه فلن ينسى شباب كوم الزهير ماذا فعل معهم أبينا القديس منذ حداثته حتى أصبحوا شباباً وجديراً بالذكر أن أبينا القديس قام بعماد أطفال سبق أن عمد والديهم .

5- فى المجال الاجتماعي :

أ‌- شارك الجميع مسلمين ومسيحيين فى مناسباتها الدينية والاجتماعية والصحية فأحبة الجميع .

ب‌- جميع شمل أهل القرية وساهم بدون فعال فى القضاء على أى روح للتعصب مما جعل أهل القرية جميعاً يعيشون فى مسودة ومشاركة إيجابية وتعاون.

جـ- أهتم اهتماما بالغاً بأخوة يسوع حيث إنه كان يذهب إلى القاهرة ويأتى باحتياجات أخوة الرب بنفسه وخصوصاً المرة الأخيرة الذى أصر فيها على السفر إلى القاهرة ليحضر هذه الحاجات رغم آلمه الشديد وعدم قدرته على الحركة لوجود ثلاثة فتاكات بجسمه .

6- أهتم بمبنى الكنيسة حيث قام بتوسيع رقعة الكنيسة وذلك بضم بعض المنازل المجاورة للكنيسة إلى حوزتها حيث إنه كان يسعى جاهداً رغم مرضه الشديد في الفترة الأخيرة لكى يستخرج تصريح لبناء كنيسة جديدة مكان الكنيسة الحالية وفى أثناء ذلك العمل أنتقل أبينا القديس إلى الأمجاد السماوية . لذلك نطلب من الرب أن يتمم هذا العمل الذى بدأ به أبونا الحبيب السعى من أجله ببركة شفاعته وبركة صلوات أبينا المعظم صاحب القداسة والغبطة الأنبا شنودة الثالث وشريكة فى الخدمة الرسولية أبينا المكرم الأنبا أرسانيوس .

· " رحلته مع المرض "
صراع بشكر مع المرض

+ بدأ ذلك المرض فى عام 1998 م عندما علم بأنه يعانى من إلتهاب الكبدى الوبائى ( فيروس C ) وبدأت مرحلة المعاناة من الآلم والصراع الشديد مع هذا المرض الذى يشبه ما قاله أبونا المتنيح القمص " بيشوى كامل " ( بمرض الفردوس ) وأبيه الروحى المتنيح القمص يوحنا عبد الله بأن بالآلام عربون المجد .

( 5 )

( 6 )

+ وذهب إلى العديد من الأطباء فى أبوقرقاص والمنيا وملوى وسمالوط والقاهرة وغيرهم . وكان كلها بمثابة مسكنات ولكنه كان يشكر الله دائماً ولسانه فى حاله يقول إلهى لن يتركنى والعذراء شفيعتى وأبونا عبد المسيح سيجرى لى معجزة .

+ ورغم معاناته مع الآلام إلا إنه كان يضع الكنيسة والمذبح قبل أى شئ حتى لو كان العلاج . وأذكر فى وقت انتقال والدته يوم السبت إنه لم ينسى الكنيسة وكان على اتصال دائم بالكنيسة وأخبروه بعدم وجود كهنة للصلاة يوم الأحد وهم مقدرين ظروفه ولكنه رغم هذه الظروف ترك العزاء بملوى وذهب صباح الأحد إلى الكنيسة بكوم الزهير ليصلى قداس الأحد مع أبنائه فى البلدة . هذا بالإضافة إلى عديد من هذه المواقف التى حدثت منه رغم مرضه الشديد ويشهد على ذلك أبناء الكنيسة بكوم الزهير وخصوصاً فى آخر قداس له " قداس عيد صعود السيد العذراء " كيف أنه لم يترك الشعب بعيد بدون قداس ورغم ألمه الشديد أثناء القداس وعدم قدرته على الوقوف أثناء القداس ووجود رعشة لا تساعده على مسك الكأس والصينية إلا أنه بعد القداس مباشرة دخل فى غيبوبة كبدية .

+وفى الفترة من عام 2000 م لم يقتصر المرض على وجود فيروس C فقط بل نتج عنه مضاعفات شديدة منها الاستسقاء والغيبوبات الكبدية وإجراء العديد من عمليات البذل وضيقة التنفس نتيجة وجود ماء على الرئة اليمنى وأكثر من "15 " مرة نقل دم ووجود ثلاثة فتاكات كان يعانى معاناة شديدة الذهاب إلى المستشفى لإجراء نقل الدم ويشهد العديد من الأطباء الذين أجروا الكشف عليه بأنه كان يعيش ببركة الله والقديسين لأنه فى نظر الأطباء كان يمت من عامان تقريباً وقد قالت لنا ذلك الطبيبة المعالجة له فى فى القاهرة وأخبرونا بذلك أطباء المنيا بأن الشخص المصاب بهذا المرض يصاب مرة واحدة أو مرتان بالغيبوبة وفى المرة الثالثة ينتهى ولكن كانت عناية الله له . فقد أصيب أبينا المتنيح بأكثر من 50 غيبوبة كبدية وبدون مبالغة .

· عظة الوداع :

+ ألقى أبينا الحبيب عظة الوداع بكنيسة الملاك ميخائيل بالفكرية فقد تكلم أبينا القديس عن كيفية إحتمال التجارب ذاكراً فيها كيف تحمل هو تجربة مرضة بشكر وصبر وكأنه يترك رسالة إلى محبيه قبل رحيله عن كيفية احتمال التجارب .

+أما عن قداس الوداع فقد كان بكنيسة حبيبة وشفيعة أبونا القديس القس عبد المسيح المقارى حيث أصر على الصلاة فى المناهرة فى ذلك اليوم رغم تألمه وحرص على قراءة الإنجيل والمشاركة فى القداس قبل أن يمضى إلى المجد ليرى شفعائه عياناً .

· الاستعداد الكامل :

+ كان أبينا المتنيح دائماً مستعد لملاقاة حبيبة الفادي يسوع حيث إنه كان يشعر أن أيامه على الأرض قليلة . فأذكر فى الفترة الأخيرة إنه كان يرد تناول الدواء قائلاً بيت شعر كان يردده دائماً .

سمعاتك يا دكتور من فضلك إشـفى نفسـك

فيها الأمل مقطوع وأنـا طبـيـبـى يسـوع

وجلس معه أحد الأشخاص المقربين إليه ويقول له أشعر يا أبانا أن تجربتك على الأرض سوف تنتهى عما قريب وتنتظرك أكاليل مستحقه لك . فأبتسم له قائلاً : صدقت فهذا هو شعورى فإني أشعر إن أيامى الباقية على الأرض محدودة وكان هذا قبل انتقاله بأربعة أيام تقريباً .

· نياحته

+ والجدير بالذكر أن يوم نياحة أبينا القديس كانت يوم عشية الأحد الموافق 10 / 11 / 2002 م أول هاتور 1719 للشهداء . ليكون يوم أنتقال عدداً من القديسين فليس أبينا الحبيب فقط الذى رحل فى هذا اليوم فهذا اليوم كان تذكاراً لـ :

- نياحة القديس كرياكوس أسقف أورشليم .

- أستشهاد القديسين مكسيموس ودوماديوس وبقطر وفيلبس .

- أستشهاد القديس كليوباس الرسول أحد تلميذى عمواس .

- أستشهاد القديسة أنستاسيا الكبيرة .

- وأخيراً نياحة أبينا القديس القس موسى فى ذلك اليوم .

بعد أن أدى أبينا المحبوب رسالته على الأرض بأكمل وجه مستعداً لمعاينة مجد الله الأبدى أراد الله يرحل أبينا الحبيب من هذا العالم إلى السماء حيث الفرح الحقيقى .

- + مساء الجمعة 8 / 11 / 2002 م انتابت أبينا المتنيح القس / موسى فضيل آخر غيبوبة كبدية له حيث أدت إلى الوفاة فى مساء السبت 9 / 11 / 2002 م عشية الأحد في تمام الساعة الحادية عشر تقريباً . حيث رحل أبينا المتنيح عن عالمنا فى كامل عزته وكرامته.

+ وكما قال داود في المزمور " عزيز في عيني الرب موت أتقيائه " كان أيضا عزيزاً في عيني الرب انتقال أبينا الموقر . حيث أن الله لم يشأ أن ينقل عزته شيئاً فمن المفروض فى نظر الطب أن مريض الكبد قبل وفاته يمر بمراحل آلاماً حيث نزيف الدماء وفقدان البصر ومضاعفات أخرى أكثر سوءاً . ولكن أبينا الحبيب رحل عنا بكامل عزته وكرامته دون أن تمسه واحدة من تلك المضاعفات .
· تشييع الجنازة

+ من الغريب أن يوم تشييع الجنازة يتشابه مع يوم السيامة حيث إنه يوم سيامته كاهناً بيد أبينا الأسقف الأنبا أرسانيوس أطال الله عمرة بات أبينا المحبوب فى كنيسة العذراء بالفكرية مساء السبت حتى تمت سيامته صباح الأحد 8 / 3 / 1981م ثم ذهب إلى دير البراموس ليقضى الأربعين يوماً وهكذا شاءت أرادة المسيح "أن يبيت جسدة الطاهرة فى كنيسة العذراء بالفكرية وتصلى عليها صلاة الوداع ثم يذهب ليستقر جسده فى دير الأنبا بيشوى بالرشا وهذا التشابه يشير إلى كهنوت أبدى ينتظره .

+ فى صباح الأحد 10 / 11 / 2002 م اشتركت جميع طوائف الشعب والجهات الرحيمة من المسلمين والمسحيين بأبوقرقاص والبلاد المجاورة لها وقد رأس الصلاة صاحب النيافة النيافة الحبر الجليل الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا وأبوقرقاص وأشترك معه لفيف من كهنة الإيبارشية وكهنه إيبارشية ملوي وألقيت الكلمات المناسبة من الأباء الكهنة وخرج فى موكب مهيب لن نشهده من قبل حيث كان عدد المشيعين ما يقرب من 4 آلاف نفس من أحباءه المسلمين والمسيحيين استقروا في 38 عربة . بالإضافة إلى عدد كبير من العربات الخاصة وتم دفن الجثمان الطاهر بدير الأنبا بيشوى بالبرشا فى تمام الساعة الثانية بعد ظهر الأحد الموافق 10 / 11 / 2002م

+ ومن الجدير بالذكر كانت الفترة الزمنية من وفاته إلى دفنه ما يقرب 15 ساعة آلا إن جسده الطاهر لم تعتريه أي تغيرات بيولوجية .

+وبعيون باكية وقلوب جريحة ونفوس حزينة أستقبل أفراد أسرته جمهور الناس المعزيين الذين توافدا إلى العزاء بالسرادق المقام بمحل ميلاده قرية فلندول ونعته بالجرائد الرسمية آلا إنه أكبر من الكلمات وما يعتبره أى إنسان عن شخصية المتنيح القس / موسى فضيل حيث إنها شخصية من الصعب والنادر جداً أن يجد مثلها فى عصرنا الحاضر ولكننا نتقبل مشيئة الله في صمت لأنه هو الذى قد فعل .

· قدس أبونا / موسى إسم ومعنى
· تقديم القس شنودة موسى
قدس أبونا موسى فضيل .. الأب والأخ .

" قد تضايقت عليك يا أخى يوناثان . كنت حلوا لى جداً محبتك لى أعجب من محبة النساء " وهى جزء من مرثاة داود يوناثان . ( 2 صموئيل 1 : 26 )

أبونا موسى. أسم جميل دلالته. لأن موسى أسم مصرى معناه "ولد" ومعناه بالعبري منتشل واقترن اسم أبونا باسم موسى النبى العظيم فى الأنبياء ومن صفاته الجميلة (الحلم)"أما الرجل موسى فكان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين على الأرض"(عدد3:12).

ولوا تأملنا بدقة فى تواريخ حياة موسى وكان اسمه بالميلاد ( رمسيس ) من ( رعمسيس ) بمعنى ( ابن الله الشمس ) وقد ولد فى 31 / 5 / 1957 م وهذا اليوم يوافق 23 بشنس بحسب التقويم القبطى وهو تذكار نياحة القديس يونياس احد السبعين رسولاً الذى ذكره معلمنا بولس الرسول فى "(رومية7:16).

+ تاريخ الرسامة : تمت سيامته قدس الأب الموقر قدس أبونا موسى قساً بيد صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا وأبوقرقاص فى 8 / 3 / 1981 م ويوافق 29 أمشير وهو تذكار شهادة القديس ( بولى كاربوس ) أسقف سيمرنا " أزمير " الذى ورد ذكره فى سفر الرؤيا والذى سمح له الرب بالتعب والضيق وطلب منه " كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة "( رؤ 2 : 8 _10)
+تاريخ الانتقال من هذا العالم : بعد أن خدم قدس أبونا موسى حوالى 22 سنه تقريباً مذبح العذراء القديس مريم بكوم الزهير أبوقرقاص . سمحت له عناية الرب أن ينتقل من هذا العالم الفانى فى اليوم الأول من شهر هاتور المبارك 1719 ش 10 / 11 / 2002 م وهذا اليوم يوافق تذكار القديس

كليوباس الرسول ورفيقة اللذين كان منطلقين إلى قرية عمواس ( تلميذى عمواس ) " لوقا 24 : 13 – 17 "

( 9 )

( 10 )
+ويواف أيضا الأحد الأول من شهر هاتور وكأن قدس أبونا هو زرع جيد أثمر واينع ثمراً جيداً سمحت له عناية الرب أن ينقى ليأتي بثمر أكثر " يوحنا 15 : 2 " أنه تدبير إلهى عجيب . يولد ولد صغير ولم يكن ولداً عادياً لكن ولدا عادياً لكن كان متزيناً بالفضائل وعلى رأسها المحبة التي لا تسقط أبدا " ( كورنثوس الأولى 13 ) وتتم سيامته وأيضا انتقاله من هذا العالم الفانى فى أيام مباركة لها دلالتها الروحية لأن الله كان يعد هذا الأب إعداداً خاصاً لأجل تعزيتنا نحن الغرباء . لقد كان أبونا موسى نعم الأب والأخ المتزين بالفضائل . فقد كان أبونا موسى اسماً وفعلاً يحيا حياة البساطة منفذاً وصية سيده " أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد لن تدخلوا ملكوت السماوات " ( متى 18 : 3 ).

وأيضا " احملوا نيري عليكم وتعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " ( متى 11 : 29 ) .

فقد كان رجلاً استطاع أن يحمل النير منذ صباه مثل أرمياء النبى ( مراثى ارميا 3 : 27 )

وفى نفس الوقت كان له قلب طفل قلب طاهر قلب بسيط لأنه كان يستعد للوصول للسماء والدليل لقوى الواضح على استعداد أبونا موسى للسماء . هو أن الله سمح له أن يجتاز رحلة الألم في حياته على الأرض " لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا فقط بل أيضا تتألموا لأجله "( فيلبى 1 : 29 ) .

وايضاً " أن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضا معه فإنى أحسب الأم الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا " ( رو 8 : 17 ، 18 ) وبحسب المفهوم الجسدى نقول أن هذه الآلام التى أجتازها أبونا كانت صعبة لكنه أحتمل فى صبر وشكر لذلك استحق التطويب " طوبى للرجل الذى يحتما التجربة لأنه أن تزكى ينال إكليل الحياة الذى وعد الرب للذين يحبونه " ( يعقوب 1 : 12 ) . " وبصبركم تقتنوا أنفسكم "( لو 21 : 19 ) .

لذلك استحق أبونا أن يسمع صوت الرب " نعماً أيها العبد الصالح والآمين كنت أميناً فى القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك " ( مت 25 : 21 ) . وبعد رحلة التعب والألم الجسدي في هذه الحياة قال له الرب كما قال لدانيال " أما أنت فأذهب إلى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك فى نهاية الأيام " ( دانيال 12 : 13 ) .

وقد أنطلق أبونا موسى ولسان حاله يقول مع معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس " أما أنت فأصبح فى كل شئ أحتمل المشقات أعمل المبشر تمم خدمتك فأنى الآن أسكب سكيباً ووقت انحلالى قد حضر قد جاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعى حفظت الإيمان وأخيرا قد وضع لى إكليل البر الذى يهبه لى فى ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لى فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا " ( 2 تيموثاوس 4 : 5 – 8 ) قهنيا لك يا أبى على وصولك المجد بسرعة لتشارك الأربعة والعشرين قسيساً كهنة العرش ولتكن لنا شفيعاً ومصلياً لأجلنا لكى ننهى أيام غربتنا على الأرض ولكى يعيننا الرب كما أعانك .

وليحفظ الرب كنيسته فى سلام يديم لنا وعلينا رئاسة أبينا أب الأباء وراعى الرعاة البابا شنودة الثالث وشريكية فى الخدمة الرسولية أبينا الأسقف المكرم الأنبا / أرسانيوس أسقف المنيا وأبوقرقاص.

والأنبا ديمتريوس أسقف ملوى وأنصنا والأشمونين . واذكرنا فى صلواتك إلى أن نلتقى ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين .اخيك وحبيبك القس شنودة موسى ينى

خادم مذبح السيدة العذراء بشيبة

علــــى أمـــل اللقــــاء

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"><tr><td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8">
( 11 )

</TD></TR></TABLE>
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"><tr><td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8">
( 12 )
</TD></TR></TABLE>رحلت يا أبى من دنيا الآلام وها أنت معه فى سماء السلام
لكنى أراك صباحاً مساءاً وطيفك ايضاً فى المنام
اتذكر حنانك .. وصوتك وكم مضى من الأيام
بعد رحيلك ولا أصدق كأنه وهم من الأوهام
فهل مضى فجأه من عاش معى كل الأمال والأحلام
مضى أبى ومضى صديقى وأصبحت بعيداً طول الزمان
ولكن ذكرى تجول بقلبى وتشهد أنها أقوى من النسيان
فلست أنت من ينساه من عرفه وذاق فى حضنة الحنان
فلا يموت راع أحب وبذل نفسه لأجل القطعان
قطعان أحبت راعيها وزابت الآماً بدونه فى الوديان
وقلب بدونك لا يرويه أحد وها هو ظمآن
وها وعدى يا أبى وصديقى أغلى من هاتان العينان
لا لن أنساك مهما مضى بنا الزمان
ولن ابكى فلن يكفى للرثاء ملئ الأجفان
إنما يبكى قلبى بعادك يا أحن انسان
فيوماً سنلتقى بعد أنتهاء الاكوان
ونحيا نسبح معاً نصلى نحلق فى سماء بلا احزان
وتذوب قلوبنا حباً ليسوع وليس من آلم الاشبحان
فعلى أمل اللقاء ورجاء السماء نلتقى نحن الاثنان
يا أبى .. يا أخى .. يا بحر جارف من الحنان ..
على أمل اللقاء .. سوف أرتمى بين يداك فى الأحضان ..
الأســـرة

إبنى ونور عينى الغالى أبونا موسى .

منذ صغرك وأنت مفروز للنعمة . فكم كنت تترك اللعب مع الأطفال لتذهب إلى الكنيسة لحفظ المزامير والألحان وكنت قدير فى الترانيم ولصوتك الجميل أحبك الأهل والجيران كنت كالنسمة في الهواء ملاك قديس في حياتنا .

لم أبخل عن تقديمك للخدمة لله ولن أحزن على رجوعك له بالرغم من الفراغ الكبير الذي تركته في قلبي بل قلبي الذي أخذه رحيلك بالجسد عنا لكى أثق وأسر بانا السماء كبيرة قديس وديع اذكرني يا أبني ويا أبى أمام عرش النعمى حتى يعطينا الرب الأمانة في الحياة والطهارة والوداعة وطيبة القلب كما كنت وأطلب من حبيبك يسوع أن يعطنى الصبر والعزاء .

القلب المتألم الحزين على فراقك

" والدك فضيل "

شقيقى الغالى وأبى الحنون

يا من كنت شمعة نقية فى حياتنا تعلمنا فيها المحبة والإيمان . تحملت الآلام يعبر والمرض بشكر فأنه بالرغم من صغر سنك عنا إلا أنك كنت قدوتنا سامحنى يا أبى وأخى وايضاً ابنى أن كنت ابكى ذراعى الذى قطع أو كبدى الذى أحترق وهذا من ضعف إيمانى صلى من أجلى أمام عرش النعمة ليعطينا العبر والعزاء حتى نلتقى عند فادينا .

شقيقك " فرح فضيل "
شقيقى ورفيقى

كان أبونا موسى يصغرنى بعامين ، ولكن كان يكبرنى بأعوام بمحاباة رب المجد بنعمة الكهنوت التى سعى إليها منذ صغره وهو بالابتدائي قبل الإعدادي وقد شجعه وأمسك بيده أبونا المتنيح القمص يوحنا عبد الله راعى كنيسة مارجرجس بقلندول وكان يسميه " ابن الكنيسة " وكنا لا نراه في المنزل إلا قليلاً لأن كل وقته كان يقضيه في الكنيسة فأصبح من أوائل شباب القرية اللذين التحقوا بالكلية الأكليريكية ، وكان يختار دائماً ضمن خورس الشمامسة بقيادة المرتل إبراهيم عياد فى أعياد الميلاد والقيامة مع قداسة البابا شنودة الثالث وكنت أرافقه في بعضها فكان رفيقاً .

وعندما سيم كاهناً على كنيسة السيدة العذراء بكوم الزهير وجدت تعلق شعبه به ، وقرأت في عيونهم مسلمين ومسيحيين محبتهم له نظراً لبساطته وتعامله معهم بالفطرة .

كنت دائماً أطلب من أبونا موسى أن يصلى من أجلى ، وعند كل لقاء أو اتصال قبل أن أسأله عن صحته وعن أحواله أقول له صلى من أجلى اذكرنا في صلاتك فلمست يا أبى كثيراً من بركاتك ، والآن أقول لك : بالمحبة تحلت وبصبر شديد وشكر على الآلام تحملت ، وبهدوء الملائكة رحلت للفردوس فاذكرنا أمام الرب القدوس .

أبونا الحبيب فارقت عيوننا ولم تفارق قلوبنا ، سيرتك العطرة سوف ترددها دائماً لأن صورتك أمامنا لا تغيب وصوتك الحلوة بآذاننا يطيب .

وصلتنا برقية عزاء لمواساتنا فى نياحتك يا أبونا من شخص لا نعرفه ولم أقرأ مثلها قط هذا نصها :

" يوحنا 14 من واحد لأربعة " وعندما فتحت إنجيل يوحنا قرأت لا تضطرب قلوبكن أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى ، فى بيت أبى منازل كثيرة وإلا فأنى كنت قد قلت لكم أنا أمضى لأعد لكم مكاناً وإن مضيت

[b]وأعددت لكم مكاناً آتى أيضا وأخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا وتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمونه الطريق "

صلى من أجلى فأنت الشقيق وأنت الرفيق

صفوت فضيل جبران .

[/b]

· حبيبى أبونا موسى .

إلى الآن لا أستطيع أن أتصور أنك رحلت وتركتنا ولكن لتكون إرادة الله .

كنت اذهب معك إلى القاهرة وسمالوط للعلاج وكنت أرى نعمة الله وقوه شفاعة القديس تسرع لإنقاذك من الغيبوبة في مرضك كنت أرى شفاعة العذراء الكريمة وأبونا عبد المسيح حبيبك .

سألنا الأطباء منذ أكثر من سنتين عن حالتك فقالوا لنا أنه في نظر الطب ميت ولكن مشيئة الله تتغلب في النهاية لا لن أنسى هذا الكلام . وأنه مع المرض يقول لى ربنا لا يتركنى والعذراء التي أخدم مذبحها ستصلى من أجلى . رأينا في حياتك ثوب المحبة والصلاة لن يموت من اتكل على إلهه وشفاعة القديسين .

اذكرنا يا أبانا أمام عرش النعمة .

شقيقك الحزينة على فراقك السعيد على وجودك أمام الله

جمال فضيل

وداعاً يا أبانا من عالم الشقاء
طلبنا من قلوبنا لك الشفاء
لم تكن لنا أخ وأب
يا عينا ابكيا يا قلبي أدمى
لا لن أرثيك بدموع العين
ولن أقول أنك مت أو رحلت
يا أبونا موسى يا قديس عظيم
أختارك الإله لتكون ضمن الرعاة
تتلمذت للمعلم الكبير
وصرت لنا معلم ومدبر حكيم
يا خادم العذراء الأمين
فكم صليت قداسات بالكنيسة
أحببت الأطفال حولت منهم رجال
يا محب الفقراء يا من كنت تسعى بخفاء
فى الألحان صوتك ما أحلاه
برحلة الآلام كنت مجاهداً
عانيت الآلام والأوجاع
في الافتقاد والرعاية مثال يحتذي
قدمت حياتك لشعبك فداء
ابكي يا كوم الزهير
لقد رحل عنك أبوك
مصباح أبونا بالزيت أتملأ
حتى حان الصباح
شاف أخوك منك النور لاح
اذكرني اذكرني يا أبونا
سامحني سامحني على الكلام ده
ده فراقك بالجسد يا أبونا
لكن أنا عارف مكانك
مع العذراء شفيعتك
يا بختك يا أبونا يا هناك
أذكرنا يا أبونا أمام الديان
فإن غبت عنا بالجسد

لتنعم بالمسيح فنعم اللقاء
لكنك أسرعت لتنعم بالسماء
بل كنت لنا شئ
لفراق أب كان يملأنا دفعاً
فبعدك لا تعوضه السنين
لأنك مع المسيح سعدت
لقد أصبح فراقك علينا مرير
لكوم الزهير نعم الأب والحنان
ابنا ارسانيوس الأسقف القدير
في بريه العالم المرير
اشفع لأولادك عند المعين
ولم تعوقك شدة أو أنين
فأحبك شعبك وكل الأديان
لنجده المسكين و التعبان
والترانيم كانت تملى معاه
وأصوات الإنجيل كنت رائعاً
كريم الطباع رغم آلم المرض والصراع
به كل آب وراعى يتمثل
فصار دمهم – بحري عروقك عرفان
فمن لأبوك يكون البديل
صاحب القلب الكبير
ولما زاد امتلاءه فاح
وناداه يسوع يرتاح
صرخ وقال ده بقى في الأمجاد
ده الملاك معاك يا هناك
أصلى أنا لسه كسلان
خلاني أبقى حيران
قدام يسوع فى السماء مرتاح
وكل الشهداء والأبرار
بالعزة و والأفراح
حتى نلقاك تانى فى السماء
أبـونـا مـوسـى في القلـب أتحفر

شقيقك وأبنك الصغير

أكمل

البركة التى فقدناها .

شقيقى وأبى كنت لنا بركة في حياتنا تعلمنا منك الكثير فكم كنت تسرع لتعطينا البركة علمتنا كيف نحب الرب يسوع من كل قلوبنا عظاتك القوية ترن فى أذانى حبك لأطفالنا وحضورك عمادهم المبارك لهم . لم تتأن ثواني عندما تسمع أن أحد ما فى بلدتنا فى خصام فتسرع لتصلحه وتقول لنا أن الرب لا يرضى بأن يكون هناك أحد من أبناءه في خصام . لا لن ننساك فأنت فى قلوبنا فقط صلى من أجلنا وأنت أمام عرش النعمة .
شقيقتك المتألمة على فقدان البركة من حياتنا

إلى أغلى حبيب ,وأب حنون ,قدس أبونا موسى

قد يعجز اللسان عن الكلام والقلم عن التعبير عما يدور في داخلي ومشاعري تجاهك ولكن يمكن أن أقول أنها حقاً كانت أحلى الأيام ,أحلى أيام العمر التي لا يستطيع الأنسان أن يمحوها من ذاكرته . كانت أيام أشبه بتاريخ سجل فيها قلم الأيام في كتاب الزمان شخصية يتشرف بها هذا السجل ,هي شخصية قدس أبونا موسى التى تميزت بالوداعة والبساطة والتواضع الشديد في زمن لايعرف التواضع والتسامح ومحبة الغير أكثر من الذات.

أبي وصديقى قدس أبونا موسى ,جمعتنا الأيام ,وفرقتنا الأقدار,ولكن صدقني تدور في خلجات نفسي أحاسيس لا يستطيع قلمي هذا أن يعبر عنها ولا تكفيها كتب ومجلدات لكي أصف – أصف من ؟ شخصية كنت أتمنى آلا أفارقها أبداً ولكن هكذا الحياة ,قلبت الأيام الصفحات سريعاًولم ندري أنها سترس إلى ميناء الوداع .

أبي القديس أبونا موسى لقد تحملت بصبر وأيمان تجربة الألم والمرض ,فهنيئاً لك أحضان الفادي يسوع حيث الفردوس والمجد لأنك يا أبي عربنت عليهما من هنا من على الأرض لأن الألم هو عربون المجد

إلى أن نلقاك
أبنك وحبيبك م.هاني يوسف وأخوته

كلمات الأحباء عن أبينا الحبيب المتنيح القس / موسى فضيل .
أبى وأخى أبونا موسى .

فى ذكرى الأربعين لانتقالك لحياة المجد تذكرت رحله الآم التى سرت فيها فى وادى الآلام والأحزان بصبر وشكر وون تذمر أو ضجر . ولقد عشت أيام الغربة القليلة كشمعة تحترق لتضئ للآخرين عشت بوداعة الصلب وتواضع الروح عشت بالحب مع الجميع فاحبك الجميع هيئا لك حياة المجد مع الفادى يسوع الذى وعدنا قائلاً حيثما أكون أنا يكون خادمى أيضا اذكرنا أمام عرش النعمة ليعيننا كما أعانك.
القمص متياس ثابت
سفير يعود إلى وطنه

كيف أبدأ حديثي عن أخى الحبيب أبونا المتنيح القس موسى فضيل أبدأ قولى عنه أنه سفير يعود إلى وطنه . والسفير هو موفد من قبل وطنه وهى السماء ورئيس هذا الوطن وهو الله .. والسفير ممثلاً لوطنه ورئيسة فى أرض الغربة وحاملاً كل صفات رئيسية ومملكته ولابد للسفير أن يعوذ إلى وطنه ولكن . عرفت سفيرنا هذا بطهارة القلب وعنه النفس وتواضعه وعذوبة صوته فى القداسات .. والترانيم .. وعظاته القوية المؤثرة وحبه الشامل لشعب قلندول وكنيستها .

عرفته أخ حبيب وشاكراً لله فى كل شئ كنت دائماً أسأله عن حالته الصحية فكان لسان حاله الشكر الدائم وكانت هذه هى صفات سفيرنا الذى عاد إلى وطنه يا ليتنا تنظر إلى نهاية سفيرتهم وتتمثل بإيمانهم وأعمالهم سافر سفيرنا إلى السماء وودعت الأرض ودائماً حاراً بالصلوات الخارجة من القلب مروية بدموع المؤمنين .

سافر حبيبنا إلى السماء واستقبلته مملكته ورئيساً وجنوده السماوية مرتلين ومسيحى بعودة حبهم وسفيرهم بعد رحلة ومرض ممزوجة بالشكر أبى أنت ذهبت فى طريق الأرض كلها نحن نذهب إليك أنت لا تأتى إلينا .

أخيك القس/ أستفانوس وهبة

خادم مذبح مارجرجس بقلندول ملوي
أبونا موسى لمسة وفاء

عاش بيننا :

- محباً : يحب الجميع دون تمييز ، كناً نراه دائماً يشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم .

- بسيطاً : فى كلامه وفى ملبسه ومع كل يتعامل معه .

- شاكراً : يعيش حياة الشكر حتى آخر لحظة من حياته حاملاً بركة المرض بشكر .

- متسامحاً : لم يشكو يوماً من أحد لأحد . اذكرنى يا أبى فى صلاتك ليعنني كما أعائك

القس أبانوب منير

( 17 )

( 18 )

كاهن كنيسة مارجرجس بيعقوب بباوي

تعبه في الخدمة .

حقاً لقد عاش أبونا موسى فضيل فى جندية روحية صادقة لا تعرف التأجيل ولا عامل الكسل رغم ما كان يعاينه من مرض لا يمكن أن يتذوق الراحة بينما أحد أولاده غير مستريح يهتم بكل الناس والأمور والمشاكل حتى الصغير منها ولى أدى أن يقتضى مع المشكلة أو الشخص ساعة أو أكثر وكان رجل سلام يلقى والغريب المؤمن وغير المؤمن .

أبنك القس / فليمون شوقى

كاهن كنيسة الملاك ميخائيل ببني عبيد

" جوهرة فقدت من الأرض .. وربحتها السماء "

رحلت ايها الأب والأخ الحبيب أبونا موسى عنا بالجسد بعد رحلة مرض عشتها وتحملتها بصبر وشكر وقوة إيمان واحتمال وكان لسانك يشكر الله دون تذمر ويردد مع المرنم قائلاً " عند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ نفسي " مز 94 : 19 .

كم كنت يا أبانا الحبيب وأنت على فراش مرضك تضحى من وقتك وصحتك وتذهب إلى كنيستك بكوم الزهير وتصلى رغم تقيك وألمك كنت مشاركاً فى أحزان وأفراح أبناءك ودائماً الأب المتسم . الحنون الذى يهتم بافتقاد جميع أبنائه لقد ظهرت ثمره تقيك ومحبتك لشعبك فقد ودعك الشعب بالدموع والحزن والآلم يا من صرت لنا مثالاً فى المحبة والتضحية والوداعة والبساطة صليبك كان ثمين – خدمة مرض ثقيل لكن فزت بالأكاليل لك مع القديسين والأبرار والأربعة وعشرين وجلوسك أمام عرش النعمة فارجو أن تذكرنى فى صلواتك .

أبنك القس / باسيليوس كرومر

كاهن كنيسة السيدة العذراء

والشهيد وادامون بالأشمونين ملوى

إنجيلاً معاشاً

عرفته منذ 20 عاماً فى مقتبل خدمته وفى كل عام كنت أعف عنه الكثير فهو كان إنجيلا معاشاً لا يستطيع الإنسان أن يتركه ما لم يدخل إلى أعماق عشرته فهو يحوى الكثير من الفضائل فكنت أراه أميناً فى خدمته وديعاً فى صفاته حبورا في مشتقاته محتملاً فى كل ضيفاته نقى القلب فى معاملاته متشبعاً بسيره الراعى الصالح ولذلك كان يجذب الكثيرين ممن حوله ليس فى بلده فحسب بل ومن كل الأببارشيات الأخرى فكل من يتعامل معه يدرك أنه ممتلئ نعمه وبركة يفيضها على الآخرين ومما لفت نظرى أكثر حتى فى اشد حالات مرضه كانت الخدمة ورعاية شعبه هى كل اهتماماته وكان يحتمل مرضه بشكر وفرح مدركاً أن هذا هبه له من السيد المسيح مشتركاً معه فى حمل الصليب بطب خاطر وتعزية فياضة أدى رسالته على الوجه الأكمل وربح الوزنات التى أعطاها له سيده وكان أميناً فى القليل فاستحق أن يقام على الكثير هيناً لك جهادك الحسن وإدراكك الأكاليل وتعزية كاملة لنا فى خرافك في السماء طالباً عنا وعن كل أولادك وأحباءك الصلوات والدعاء حتى يعيننا من أعانك وتتم جهاد من عضدك حتى نلقاك فى أفراح الأبديات .

أبنك الدياكون

فليلبس مسعود

مسلمين ومسيحيين

إن نياحة الأب الوديع القس / موسى فضيل راعى كنيسة السيدة العذراء بكوم الزهير خسارة لناً جميعاً مسلمين ومسيحيين لم نعرف أخلاقاً فى مثل أخلاق هذا الرجل لقد شاركنا فى أفراحنا وأحزاننا وجميع المناسبات الاجتماعية والدينية لقد دخل كل بيت فى بيوتنا وعرف كل واحد فينا وأحببناه أكثر من الأخوة المسيحيين لقد ترك فى كل قلب من قلوبنا ذكرى جميلة وعمل معنا الكثير ولم ترى طيبه وتواضع وكرم أخلاق ومحبه مثل هذا الرجل على يديه تلاشت كل الخلافات والمشاكل وفى بوتقة المحبة والعطاء ونسأل الله أن يرحمه ويغفر له .

الأخوة المسلمين

عنهم الشيخ / عبد المقصود حسن

( 19 )

( 20 )

" نفس متألمة – محبه عاملة – خدمة باذله "

أبى القس موسى كنت معيناً لكل شخص يلتمس فيك الصلاة والبركة فسيرتك العطرة أصبحت تعزى قلوبنا .

فكنت دائماً نردد مع المرنم ( عند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ ونفسى ) " مز 94 : 19 " فكانت الفضائل التى تمثل بها كثيرة وأهمها فضيلة الصبر . وكانت لك الأبتسامه الحلوة والحكم بوقار وبساطة كنت دائم الصلاة القلبية والتسميات الروحية كنت أبونا لك أثر كبير فى خدمة المحتاجين وكنت واعظاً قديراً كنت محتمل بكل شكر أمراضك تحملت متاعب وضيقات فى الخدمة وأخيرا انتقلت إلى السماء وخرجت من عالم التعب والمرض وتوطنت عالم الراحة شعبك ينوح انتهت غربتك جاهدت وحفظت الإيمان أكملت سعيك بسلام فأذكرنا أمام الديان .

أبنك عزت مكرم سليمان

آمين خدمة الشباب

قديس معاصر

إنه قديس معاصر أرسله السماء شاهداً للملكوت فى جيلنا الشرير الذي تردت فيه المحبة مبكتاً الكثيرين دون كلام على فتور محبتهم لله شاهداً بتواضعه لعمل نعمه الله الحقيقية فى كل نفس متضعة تحيه من كل القلب لقد شهد لقداسته الجميع مسيحيين ومسلمون فى تقواه وكم كان يدعى للصلاة لأجل مرضى غير مسيحيين أيضا وكان الرب يتمجد بشفائهم

قالوا عنه : أنه كان له من الرؤى والإعانات الإلهية ما يدل على علاقته القوية بالقديسين .

أسرة ( كنيسة الملاك ميخائل ) بالفكرية

أبونا الحبيب القس / موسى فضيل .

حينما نتكلم عن حياتك وسيرتك تحتار العقول وتتلقم الشفاء وتعجز مفردات اللغه فأى كلام يمكن أن يعبر بصدق عن حياة البساطة وحياة التواضع العملى التى عشتها بيننا ، لقد كان شعارك فى حياتك الكهنوتية " كن أبناً وسط أخوتك ، وأخاً وسط أبنائك " لقد قدمت لنا النموذج العملى فى أن يكون الانسان نفسه عظة للآخرين فى الحياة المسيحية والخدمة الباذله التى تريد من الناس كرامة أو مريح ، فهنيئاً لك أحضان القديسين وعزائنا أنك تشفع من أجل شعبك وتطلب من الرب عنا وذكراك فى قلوبنا إلى يوم اللقاء .

أولادك

إبراهيم أديب والعائلة

من عالم الشقاء إلى عالم الراحة

· ماذا نقول ؟ وماذا نتكلم ؟ يعجز القلم ويحف اللسان أمام هذا المتنيح أبينا القديس أبونا موسى .

- عن أب انتقل من عالم الشقاء إلى عالم الراحة .

- من الأتعاب إلى الهناء .

- من الفناء إلى البقاء .

- من الأرض إلى السماء .

لقد كانت حياته معناً حلم سرعان ما أنتهى وأى حلم . حلمََ جميل فيه كل صور الأبوة والحنان والمحبة والعطاء والبذل والتواضع والبساطة

وأن تكلمت مع طفل وسألته من هو أبونا موسى ؟

أجابك بكل بساطة أبونا الطيب الملاك .

وإن سألت شاب عنه . أجاب الصديق والمرشد وأن سالت رجل مسن أجاب أنه الملاك والساهر عن حياتنا .

( 21 )

( 22 )

عرفناه من سنه 1977 جاء الينا خادماً شماساً بعد حصل على الأكليركية وكان يتردد على البلدة فى ذلك الوقت خدام كثيرين كلن من الوهلة الأولى ومنذ أول خدمة له الكنيسة وضع شيء في قلوب الشعب وضعت المحبة له من الكبير والصغير وبدأ يخدم ويغط ويفتقد حفر له فى قلوبنا علاقة وأرتبط الكل به ظل الحال قرابه السنة وكل طفل عرفه وكل شاب أحبة وكل مسن أحترمه ليس هذا مع الأخوة المسيحيين فقط ولكن كان هذا ايضاً مع المسلمين بالبلدة وخارجها الكل غرفة الكل أحبه وهو أحبهم من كل قلبه ثم بعد ذلك جند بالقوات المسلحة لينهى الواجب الوطني عليه بخدمة قدوه حسنه وبعد الجيش سارعنا نحن لكى يحضر إلينا فوجدناه يحضر حقيقية ليتوجه إلى بلده الغالية كوم الزهير فى هذه اللحظة تعانقها وظل يردد لماذا تعبتم أنا مقدرش أستغنى عنكم وعن خدمة الطاهرة العذراء مريم . واتفق الكل يرأس واحد وقلب واحد وجب جارف ليس له نظير أن هذا الشخص هو الذى نريده خادماً لمذبح كنيسة العذراء وتوجهنا إلى نيافة الحبر الجليل الأنبا أرسانيوس أسقفنا المحبوب فوافق وكانت السيامة المباركة فى 8 / 3 / 1981 .

وبدأ الجهاد فى شتى المجالات فى القداسات – العظات زيارات المرض – مدارس الأحد – الاجتماعات العامة – اجتماعات الشباب – واجتماعات الشابات .

وبدأ يبحث عن المسيحيين خارج البلدة ممن أقاموا بالفكرية والمنيا وبدء فى زيادتهم وربطهم بكنيستهم الأم كنيسة السيدة العذراء بكوم الزهير وأعد عدداً من الشماس الشباب والأطفال وكان فى كل مره يزورنا أسقفاً المحبوب يقوم بسيامة الشمامسة الذين أعدهم أبانا المحبوب وبدء فى إعداد الرحلات لزيارة الأماكن المباركة المقدسة وبدأت الحياة الروحية تنمو وكان كل ليله يجلس معنا فى أمسية دينية كلها حب ورعاية وأبوة وكان يسأل عن كل شخص يحمل همة ويلبى احتياجاتنا الروحية والمادية .

وبدء يعمل بإخلاص وأمانة مع الكل وللكل لأفرق بين أحد وكانت النهضة الروحية فى صوم السيدة العذراء من أولهما إلى آخرها محط وإعجاب وتقدير من الجميع ولم تكن نهضة السيدة العذراء فقط بل كانت تقام نهضة للقديسين مارمينا والأنبا كيرلس أنها ذكريات جميلة لن يمحوها الزمن ولن تخرج من الذاكرة إلى أن نلقاه فى السماء دموعنا لن تجف وأحزاننا لن تنتهي لكن عزاؤنا أنه مع الأربعة والعشرين مشياً فى السماء يطلب ويتشفع من أجلنا فهو نعم الأب والصديق أنها خسارة فادحة لشعبه ولقريته كوم الزهير كلها مسلمين ومسيحيين فسأل ربنا وإلهنا مخلصنا يسوع أن ينيحة فى فردوس النعيم فى كورة الأحياء فى أورشليم السمائية فى أحضان القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب ونسأل أبينا الطوباوى الذى صلى من أجلنا أن يشفع فينا أم الرب يسوع لفلقاه فى السماء . نعم مازال صفوته يشدو بأول ترنيمية له (حمامة طارت) لقد طارت الحماية الوديعة من الأرض إلى السماء. ترى لمن نسمع ومع من نجلس ولمن نشكو ومن يسمع غيره ؟.

أولادك

عنهم سعد رزق

( 23 )

مطرانية المنيا وأبوقرقاص

عن المتنيح القس / موسى فضيل جبران

تقديم نيافة الأنبا أرسانيوس - أسقف المنيا وأبوقرقاص

تم تثبيت الموضوع أخي العزيز

شكرا امين الخدمة المبارك الامين
على تثبيت الموضوع
وربنا يبارك

» ترانيم من التراث للمتنيح القس موسى فضيل
» نبوات عن السيد المسيح في العهد القديم تتحقق في العهد الجديد : الجزء الأول
» نبوات عن السيد المسيح في العهد القديم تتحقق في العهد الجديد : الجزء الثاني
» هل العهد القديم أساس العهد الجديد؟؟؟؟؟؟؟؟
» سفر ايوب::::رقم 18 بين اسفار العهد القديم ::::: مسموع للتحميل المباشررررررررررر