بنت النعمة
المزاج : نشكر الله الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: توبى يا نفسى ما دمت فى الارض ساكنة الإثنين 27 يوليو 2009, 11:07 pm | |
|
وقف المصلى مرعوبا و مرتعبا ً أمام الديان العادل من أجل كثرة ذنوبه 0 ثم قال " توبى يا نفسى مادمت فى الأرض ساكنة 0 لأن التراب فى القبر لا يسبح 0 ليس فى الموتى من يذكر ، و لا فى الجحيم من يشكر بل أنهضى من رقاد الكسل ، و تضرعى إلى المخلص بالتوبة قائلة ك إلهى ارحمنى و خلصنى 00 " حسن جداً أن يستيقط الإنسان ويرجع إلى نفسه 00 لأن كثيراً من الناس يقعون فى غفلة ، ولا يدرون ماهم فيه كإنسان يجرفه التيار ، أو تلفه الدوامة ، فلا يحسن بنفسه 0 وكما قال احد القديسين إن غالبية الخطايا ، يسبقها إما الكسل أو التهاون أو الغفلة 0 فيعيش الإنسان خارج نفسه 0 ولذلك حسنا قيل فى توبة الابن الضال غنه " رجع إلى نفسه " ( يو 15 : 17 ) 0 هنا الإنسان – فى توبته – يستيقظ 0 و حبذا لو استيقظ مبكرا 0 ويقول مع المزمور " أنا اضطجعت و نمت ، ثم استيقظت ، لأنك أنت معى " ( مز3 ) 0 نعم طوبى للإنسان الذى يستيقط مبكراً 0 فلا يأخذه النوم مدة طويلة من الوقت 0 يستيقظ ويقول " هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوبا و مرتعداً بسبب كثرة ذنوبى " 0 و هنا يدرك أنه كما أن الله رحيم ، هو أيضاً عادل ، هو أيضاً ديان ويقول بولس الرسول " هوذا لطف الله و صرامته 0 أما اللطف فلك إن ثبت فى اللطف ، و إلا فأنت ستقطع " ( رو 11 : 22 ) 0 إذن هناك أيضاً صرامة ، يمكن أن تحكم بالقطع 00
البعض يشبه علاقة الله مع البشر بالمرآة 0 قد تنظر إلى المرآة ، فترى ، فترى وجها مبتسماً 0 وقد تنظر إليها فترى و جها متجهما 0 و المرآة هى نفس المرآة 0 ولكنها تعكس الوجه الناظر إليها 0 و هكذا انت فى حالة البر ، ترى وجه الله القدوس المحب للبر 0 و فى حالة خطيتك ترى وجه الله القدوس المشمئز من الخطية 00 مثل ملاك الفصح : الذى كان للبعض سبب هلاك ، و للبعض سبب نجاة ، يرى الدم فيعبر عنهم ( خر 12 ) –0 البعض ينظر إلى الملائكة على أنهم رسل رحمة وحنو 0 و لكنهم أحياناً يكونون رسل دينونة وإهلاك و موت 0 ملاك القيامة كان للمريمتين سبب فرح 0 و بالنسبة للجند الحراس ، يقول الإنجيل " فمن خوفه ارتعد الحراس و صاروا كأموات " ( مت 28 : 4 ) 0 إذن هناك وقت ينظر فيه الإنسان إلى الملاك فيتعزى ، بينما ينظر إليه فى وقت آخر فيخاف 00 حسب حالة القلب من الداخل 00 الملاك الذى أرسل لمعاقبة دأود على خطيته ، بسط يده على أورشليم لمعاقبتها 0 و ملاك ضرب من جيش سنحاريب 185 ) ألفا ( 2مل 19 : 35 ) 0 ملائكة آخرون كانوا للإنقاذ مثل الملاك الذى انقذ بطرس من السجن ( أع 12 : 7 ، 8 ) كذلك الرب : فى وقت تتكئ فى حضنه مع يوحنا ( يو 13 : 25 ) 0 و فى وقت آخر يقال " مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى " ( عب 10 : 31 ) 0 ومكتوب أيضاً فى نفس هذا الإصحاح " إن أخطأنا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق ، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا ، بل قبول دينونة مخيف ، و غيره نار عتيدة أن تأكل المضادين 00 " ( عب 1 : 26 ، 27 ) أيحدث هذا فى عصر النعمة ؟ نعم ، يتابع الرسول كلامه فيقول " 00 كم عقابا أشد ، تظنون أنه يحسب مستحقا من داس ابن الله ، و حسب دم العهد الذى قدس به دنسا ، و إزدرى بروح النعمة 00 لى النقمة ، أنا أجازى ، يقول الرب " ( عب 10 : 29 ، 30 ) 0
نقول هذا ، لئلا يظن البعض أن العقوبة كانت موجودة فى العهد القديم 0 أما العهد الجديد فكله حب ، و لا عقوبة فيه !! على هؤلاء أن يقرأوا عن الويلات التى حدثت من أبواق الملائكة السبعة كما ذكرها سفر الرؤيا ( رؤ 8 : 9 ) 0 وايضاً ليقرأ عن السبع جامات التى سكبها الملائكة السبعة على الرض و البحر و الهواء ( رؤ 10 ) 0 و ما قيل فى كل تلك الإصحاحات عن غضب الله 00 كلام مخيف 0 بالإضافة الى عقوبات الله ، و عقوبات الأبدية ، هناك عذاب الضمير 0 قد يحتمل افنسان إهانات و احتقار الاخرين له 0 ولكن من الصعب عليه أن يحتمل احتقاره لنفسه 0 لقد ذكر الرب " البكاء و صرير السنان " فى العذاب ألبدى ( مت 13 : 42 ) 0 و لكن لاشك أنه يوجد على الرض ايضاً ، بكاء و صرير أسنان 00 من الندم و تانيب الضمير ، و حسرة الخاطئ بسبب ما قد فعله ، و هو يقول لنفسه : اين كان عقلى و قتذاك ، و اين كان ضميرى ؟! إننا نقف امام الديان العادل هنا على الأرض ، وكذلك فى السماء هنا نقف أمامه حينما ندخل فى محاسبة النفس ، و ننسى لذة الخطية و متعة العالم و الجسد و امادة ، بل نرتعب من تذكار ذنوبنا 00 و نلوم أنفسنا و نبكتها 0 وسعيد هو الإنسان الذى يبكت نفسه هنا ، و تحمى بالتوبة خطاياه ، قبل أن يقف فى اليوم الأخير مرعوبا و مرتعداً 00 و قد صدق القديس مكاريوس الكبير حينما قال " احكم يا أخى على نفسك ، قبل أن يحكموا عليك " 0 و فى تبكيت الإنسان لنفسه يقول له " توبى 00 مادمت فى الارض ساكنة " توبى ، لأنه توجد الآن فرصة للتوبة و للمغفرة 0 قبل أن تسمعى صوت الرب القائل " أعطيتها زمانا لكى تتوب 00 و لم تتب " ( رؤ 2 : 21 ) 0 صدق الذى قال : الذين فى الجحيم يشتهون دقيقة واحدة من عمر الأرض يقدمون فيها توبة 00 و لكن فاتت الفرصة ، و ضاعت فترة التوبة ، مهما صرخوا و قالوا : يا ربنا يا ربنا ، افتح لنا " ( مت 25 : 11 ) فيجيبهم " اذهبوا عنى يا فاعلى الإثم " ( مت 7 : 23 ) " الحق أقول لكم إنى لم أعرفكم قط " ( مت 25 : 12 ) ( مت 7 : 23 ) 0
إذن توبى يا نفسى ، مادمت فى الأرض ساكنة 0 مادام باب التوبة لا يزال حتى الان مفتوحاً ن قبل أن يغلق بعد الموت 0 إن القديس مارافرام يقول " الويل للمتوانى الذى سيطلب الزمان الذى أضاعه عبثا 00 اجتهد فى هذه الساعة الحادية عشرة قبل أن ينتهى النهار 00 فأغنم يومك هذا ، قبل أن ينطلق ، قبل أن يهرب منك 00" 0 إن اليوم الذى يضيع من حياتك ، لا تستطيع أن تسترجعه 0 قد تحزن عليه ، وقد تقدم عنه توبة 0 ولكنك لا تستطيع أن تستريجه 0 لقد انتهى 0 فحاول ان تعمل إذن لأبديتك فى هذا اليوم الذى تعيشه قبل أن يفلت منك ، ويصبح أمساً لا عودة له 0 أتذكر أننى قلت مرة :
ما حياتى غير أمس ضائع .:. كلها امس إذا طال الأمذ إن يومى هو أمس فى غد .:. وغدى يصبح أمسا بعد غد أخشى أن كثيراً من الأبرار فينا : يقضون نصف العمر فى الخطايا ، و النصف ألاخر فى البكاء عليها !! أو يقضون النهار فى ارتكاب الخطايا ، و الليل فى البكاء عليها 00 أما المحزن حقا ، فهو أن يقضى الناس و قتهم فى ارتكاب الخطايا ، و لا يجدون وقتا للبكاء عليها 00 ! وقد لا يجدون وقتا للندم على خطاياهم ، و من انشغالهم بعد ذلك فى ارتكاب خطايا أخرى !! وأنت ، تراك من أى نوع ؟ هل من النوع الذى يبكى على خطاياه فى صلاة النوم ؟ ليتك تبكت ذاتك فى صلاة النوم ، كل يوم 00 هناك إنسان لا يبكت نفسه على خطاياه ، لأنه بار فى عينى نفسه ! لا يعرف لنفسه خطية يبكت ذاته عليها !! يقول ماذا فعلت ؟! غالبا مثل هذا الإنسان مقاييسه الروحية غير سليمة ، و محاسبته لنفسه غير دقيقة ، أو هو من النوع الذى يجامل نفسه ، ويعذرها ويبررها فى كل ما تفعله 00 أما أنت فلا تكن هكذا 0 و عليك أن تحيا حياة التدقيق ، و تبكت نفسك على كل عمل خاطئ ، و كل فكر منحرف ، و كل كلمة بطالة ، و كل شهوة لا تليق 00
اذكر كيف كان داود النبى فى كل ليلة يبلل فراشه بدموعه ( مز 6 ) 0 و كرر تلك العبارة التى نقولها فى الخدمة الثانية من صلاة نصف الليل : " اعطنى يا رب ينابيع دموع كثيرة ، كما أعطيت فى القديم للمرأة الخاطئة 0 و بعض الرهبان يصلونها هكذا : " إعطنى يا رب توبة نقية ، إعطنى يا رب غفران خطية ، إعطنى يا رب ينابيع دموع كثيرة سخية ، كما أعطيت فى القديم للمرأة الخاطئة " 00 و البعض يلى هذه الصلاة يتفاصيل كثيرة فيقول " اعطنى يا رب ينابيع دموع كثيرة لأبكى على كذا " ويظل يسرد تفاصيل خطاياه و تقصيراته طالبا ً عن كل منها ينابيع دموع كثيرة 00 و لكننا يا أخوتى ، نريد أن ندلل انفسنا ، و نقول لماذا نحزن ذواتنا بذكر خطايانا 0 و نفضل أن نقضى ليالينا فى متعة !! بينما يقول ماراسحق " الليل مفرز لعمل الصلاة " 0 ويقول المرتل فى المزمور " فى الليالى ارفعوا أيديكم أيها القديسون وباركوا الرب " ( مز 134 ) 0 أين هى ليالينا المقدسة التى نقضيها فى الصلاة و التأمل و التوبة ، و نقول فيها " توبى يا نفسى مادمت فى الأرض ساكنة 00 "[/size] | |
|
فراشة الربيع وســــــــام كبار الشخصيـــات
المزاج : @ كــوووول @ الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: رد: توبى يا نفسى ما دمت فى الارض ساكنة الثلاثاء 29 سبتمبر 2009, 1:06 pm | |
| رائع رائع جدا تسلم ايديكي ياقمر على هذا النقل المميز وياريت كلنا نستفيد من هذا الكلام الرائع الرب يبارك حياتك ويعوضك | |
|