عيد القيامة المجيد " روحياً عقيدياً طقسياً للقمص مكسيموس وصفي

عيد القيامة المجيد
" روحياً عقيدياً طقسياً
اليوم الثامن من الشعانين

للقمص مكسيموس وصفي

- مقدمة

تحتفل الكنيسة بتذكار قيامة الرب من الموت بمجد عظيم لخلاصنا (رو 4: 25)، ونعيد في اليوم الثامن بعد أحد الشعانين وهو ما رتبته الكنيسة بواسطة الرسل أنفسهم الذين أمرونا أن نفرح في هذا اليوم، وجاء في قوانين الرسل "إن الرب قام من بين الأموات فاصعدوا أنتم قرابينكم التي أمر بها على أيدينا قائلا: اصنعوا هذا لذكري، ثم حلوا صومكم وأنتم مسرورين بأن الرب يسوع قد قام من بين الأموات وصار عربون قيامتنا وهذا يكون لكم ناموسا أبديا إلى مجيء الرب". وعيد القيامة مكرم وجليل يفوق سائر الأعياد منذ العصر الرسولي وأطلق عليه يوحنا ذهبي الفم أنه إكليل الأعياد وأعظمها ويوم الرب العظيم، ومدحه إغريغوريوس النزينزى وأسماه ملك الأعياد وعيد الأعياد، وذكر القديس يوستينوس أن جرت العادة منذ القديم على تسميته عيد الفصح إشارة إلى الفصح الجديد " إذ أن المسيح فصحنا ذبح لأجلنا " (1 كو 5: 7).

ففي هذا العيد المجيد نفرح بخلاص الفادي يسوع المسيح البكر من الأموات... الذي أحبنا وخلصنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه، وننشد تسبحة النصرة " هوذا قد غلب الأسد من سبط يهوذا أصل داود " (رؤ 5: 5 ). نسأل مخلصنا أن يجعله عيدا مباركا وتفرح فيه نفوسنا بقيامتنا معه. آمين.

- أحد القيامة

قام المسيح في فجر الأحد باكرا جدا فصار يوم الأحد هو يوم الرب (رؤ 1: 10)، فبعد أحداث الجمعة العظيمة المشحونة بالآم الصلب ومع انتهاء يوم السبت الذي انقضى في سكون تام أشبه بذلك السكوت الذي حدث نحو نصف ساعة في السماء حينما فتح الختم السابع (رؤ 8: 1)، بدأت أحداث القيامة بزلزلة عظيمة حدثت كما حدثت زلزلة وقت الصلب (مت 27: 51) هكذا وقعت الزلزلة وقت القيامة لتعلن أن الذي قام هو الذي مات ولذلك لم تشمل الزلزلة سوى بقعة البستان فقط حيث يقع فيه القبر.

وكان لابد أن ملاكا يزحزح الحجر عن فم القبر حتى ما نستطيع أن نشاهد القبر الفارغ لذلك نزل ملاك من السماء ودحرج الحجر وجلس عليه، وكان ملاكا من رتبة عالية متشحا بلباس البهاء الأبيض كالثلج. إنه ميخائيل ملاك القيامة والمحب لجنسنا لذلك نزل ليعلن البهجة والسرور ويشيع الفرح قائلا للنساء القديسات: هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه، لقد كان الملاك جالسا على الحجر والملاك ليس من طبعه أن يتعب ليجلس لكن هي إشارة إلى انتظاره وصول المريمات إلى القبر في فجر الأحد، ومع أن حضور الملاك وهيئته كانت سببا لفرح النساء إذ أعطاهم الطمأنينة قائلا " لا تخافا أنتما " إلا أن هيئته أوقعت الرعب في نفوس الحراس ومن خوفه صاروا كأموات إن ملاك الرب حينما نزل قديما إلى جيش المصريين أفزعهم وألقى ظلاما على جنود فرعون لكنه ألقى سلاما ونورا في وسط إسرائيل (خر 14: 19)، لقد طمأن الملاك النساء الضعيفات وأزال عنهن الخوف وصير الحراس كأموات لئلا تفزع منهم قلوب النساء القديسات.

وتوالى ظهور الملائكة فقد ظهر ملاكان بثياب براقة لجماعة من النساء القديسات اللائي أتين إلى القبر وبشرهن بالقيامة (لو 24: 4)، وبينما كانت مريم المجدلية عند القبر تبكي نظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس والأخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا (يو 20: 12)، لقد كانت حادثة القيامة تليق بحضور الجند السمائي بثيابهم البراقة لتعلن بشرى القيامة ومجد الملك القائم، ونلاحظ أن الملاك بشر بالمصلوب ولم يأنف من الصليب وموت المسيح " إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب " (مر 16: 6) لقد صار الصليب بعد موت المسيح موضع افتخار ومصالحة وترنيمة خلاص وتسبيح في السماء وعلى الأرض " وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك ..." (رؤ 5: 9-14).
وقد بادرت النساء القديسات بمحبتهن وبسبب كثرة اجتهادهن بكرن وهن حاملات الطيب وآتيات إلى القبر في فجر الأحد، فقد كانت ملازمات للعذراء مريم يشاركنها الآلام والخوف والتعب فلهذا استحققن الشركة معها في الفرح برؤية الرب وأن تمسكا بقدميه (مت 28: 9).

وقدمت حاملات الطيب أعظم مشاعر الحب والوفاء لقد أتت المريمات حاملات المر والصبر إلى ميت، فماذا كن ينتظرون من ميت في القبر له ثلاثة أيام! إنها المشاعر الفائضة للحب لذاك الحبيب، لقد اشتركن بإيمانهن مع تلك المرأة (لو 22: 56)، التي سبقت وسكبت مشاعرها مع قارورة وفائها على جسد المسيح وفاض الطيب.

وصار القبر الفارغ والأكفان أعظم شهادة على قيامة الرب ولأن القيامة لا تحتاج معها إلى ثياب العالم بل هم كملائكة لذلك ترك الرب الأكفان والمنديل الذي كان على رأسه شهود لقيامته.
ما أعظم فرح هذا اليوم ففي فجر الأحد أشرق المسيح بأنوار قيامته من القبر وفي طوال اليوم استمر يظهر لتلاميذه و للمريمات مع ملائكته يبهج قلب الكنيسة بقيامته وفي المساء دخل إلى التلاميذ والأبواب مغلقة وهو الذي ولد من العذراء ولم يحل ختوم البتولية وخرج من القبر والأختام عليه ودخل العلية والأبواب مغلقة وأعطى السلام لتلاميذه الأطهار وأدخل الطمأنينة إلى قلوبهم، لقد عزاهم برسالته ووهبهم نعمته وسماهم إخوته (يو 20: 17، 19).

» استشكال ضد "وصفي" لمنع تنفيذ حكم الإدارية بمنح تصريح الزواج الثانى
» الكسل (روحياً واجتماعياً)"
» منشد إسلامى يسطو على ترنيمة "ما لى سواك" للقمص/ مكارى يونان
» فى عيد القيامة المجيد
» طقس عيد القيامة المجيد