الخنازير كانت أرحم
صلاح منتصر
3/9/2009
كنا نعيب علي تربية الخنازير الرائحة الكريهة التي تصدر من حظائر التربية, خاصة أنها كانت موجودة وسط البيوت السكنية أو علي الأصح أحاطت بها البيوت السكنية.
وقد جري انتهاز خطر إنفلونزا الخنازير لإعدام الآلاف من الخنازير وإزالة الحظائر التي كانت تتولي تربيتها واليوم بعد شهور قليلة اكتشفنا أن الخنازير كانت أرحم كثيرا من الصورة التي أصبحت عليها شوارعنا نتيجة لتكدس تلال الزبالة في الشوارع وعلي النواصي.
وأن الذين أسرعوابالقضاء علي الخنازير إنما في الواقع تسرعوا في ذلك قبل دراسة كافية للدور الذي كانت تسهم به هذه الخنازير في نظافة المحروسة وتشجيع الذين يجمعون الزبالة علي القيام بواجبهم لأن حياة الخنازير كانت تعتمد علي المواد العضوية أو بقايا الأكل التي يتم التخلص منها وتمتلئ بها زبالتنا.وهي خاصية من خصائص البيت المصري ففي الغرب تتخلص سيدة البيت من بقايا الطعام بالقائها في الحوض المجهز بمطحنة كهربائية تتولي طحن تلك البقايا وطردها مع المياه بحيث يتبقي لعربات جمع القمامة ما يطلق عليه زبالة جافة( ورق وزجاجات وعلب)
اليوم من يغوص في شوارعنا السكنية يصعب عليه منظر أكوام القمامة والروائح الكريهة التي انتشرت في هذه الشوارع بعد أن أهمل الزبالون جمعها وقد تبين أن شركات النظافة التي صدعوا رؤوسنا بها لم تكن تفعل شيئا وأن الفلوس التي احتاروا في طريقة تحصيلها حتي استقروا علي إضافتها علي فواتير الكهرباء كانت ضريبة بلا عائد.
وفي الوقت الذي يتم تخويفنا من موجات الإنفلونزا الجديدة المتطورة في الخريف وسلاحنا الأساسي في مقاومتها هي النظافة فإن فيروس هذه الإنفلونزا علي أبواب أزهي عصور نموه وانتشاره وأن تلال الزبالة في أحياء كثيرة أوضحها في الجيزة ترحب بمقدم الفيروس وتبني له الأهرامات الأمر الذي يجعل الملايين يتساءلون ماذا نفعل؟ هل نفعلها ونطالب الرئيس بالتدخل؟ حتي نظافة شوارعنا نرجو الرئيس التدخل لتحقيقها؟ إعذرنا ياسيادة الرئيس فالطلب سخيف ولكن يبدو أنهم تعودوا علي ضرورة تدخلك!
تاريخ نشر الخبر : 05/09/2009