إن الفشل الكبدي المزمن أو مرض تليف الكبد يؤدي إلى مضاعفات كثيرة وخطيرة قد تصعب السيطرة عليها إلا بزراعة الكبد وهي عملية خطرة ودقيقة للغاية وتحتاج إلى مراكز متخصصة مع توفر المتبرعين كما يتطلب من المريض البقاء على بعض الأدوية بشكل دائم بعد الزراعة مع استمرارية عرضة المريض للمضاعفات.
ومع تليف الكبد تتدهور الوظائف ببطء وتنخفض مستويات المواد الأساسية التي يصنعها الكبد مثل الزلال وعوامل تجلط الدم، بينما تتراكم المواد السامة التي يقضي الكبد على سميتها في الأحوال الطبيعية.
من الأسباب المؤدية للتليف الكبدي، الالتهابات الكبدية الفيروسية المزمنة مثل(B-C-D) والمشروبات الكحولية والبلهارسيا وهناك بعض الأمراض الوراثية مثل الهيموكروماتوسز( أو تراكم الحديد) ومرض ويلسون (أوتراكم النحاس) وأمراض المناعة الذاتية ومرض تشمع الكبد الصفراوي الأولي بالإضافة إلى أمراض نادرة أخرى وبعض الأدوية أيضا قد تؤدي إلى نفس المضاعفات.
وقد يكون المصاب خاليا من الأعراض على مدى سنوات حيث تحدث المضاعفات ببطء ولكن بشكل متزايد ثم تظهر الأعراض ومنها الإعياء والضعف السريع ثم فقدان الشهية ونقص الوزن وقد يظهر اليرقان (صفار بياض العين والجلد) وتزداد الحكة مع سهولة حدوث النزف لعدم إنتاج البروتينات اللازمة لتجلط الدم بكميات كافية، ومع تقدم الحالة تبدأ المضاعفات المصاحبة مثل الاستسقاء (وهو تجمع سوائل داخل التجويف البطني ناتج عن فقدان الزلال من الدم) وهو بدوره عرضة للالتهابات الميكروبية فيما بعد، وقد يتعرض المريض لنزف حاد من المريء أو المعدة نتيجة تكون الدوالي في المريء أو المعدة (وذلك بسبب ارتفاع ضغط الوريد الرئيسي في الكبد - الوريد البابي) كما يصاحب الحالة تدهور ملحوظ في مستوى الذاكرة والتركيز يؤدي إلى فقدان الوعي في بعض الأحيان (ينتج عن ارتفاع معدلات المواد السامة في الدم بعد إن فقد الكبد وظيفته).
ومن التوجيهات الهامة للمصاب بتليف الكبد للإبطاء من تطور المرض:
1مراقبة معدل البروتين في الغذاء.
2التقليل من الملح في الطعام.
3عدم استعمال الأدوية غير الموصوفة الا باستشارة الطبيب المختص.
4اخذ اللقاحات اللازمة وتجنب المصابين بأمراض معدية.
5الامتناع عن شرب الكحول.
6تجنب الإمساك المزمن.
7الإكثار من الفواكه والخضروات لاحتوائها على الفيتامينات اللازمة.
8ومن الضروري أن يلتزم المريض بأخذ الأدوية الضرورية من الطبيب المشرف على حالته مثل مدرات البول وخافضات ضغط الوريد البابي والملينات.
كما أن الطبيب المختص يتابع المريض بشكل دوري للاطمئنان على صحته العامة ومدى التقيد بالأدوية الموصوفة مع إجراء بعض التحاليل والاشعات للتأكد من استقرار الحالة وعدم ظهور أي بوادر لأورام في الكبد.
وقد يحتاج المريض في بعض الحالات إلى سحب كمية من السوائل من التجويف البطني اوعمل منظار للمريء مع ربط الدوالي كما أن هناك عمليات خاصة تجرى في بعض الحالات المستعصية إلا أن فائدتها للمريض ضئيلة وتستعمل كحلول أخيرة قبل زراعة الكبد.
منقول
والرب يبعد عنكم كل مرض