ربنا عمل معايا جمعية وانا الى قبضها الاول

تركها زوجها في سن صغيرة ..
تاركا في حوزتها ابنتاه اللتان كانتا في مراحل التعليم .
.و لم تمتلك الأم شيئا تقدمه لابنتيها سوي مسحة جمال ..
و شئ آخر استطاعت هذه الأم الأرملة تقديمه لوليدتيها فاق عما قدمته من جمال ..
ذلك هو الأدب الجم و الأخلاق العالية التي تحلت بها الأم الأرملة و توارثته ابنتاها لذا ما كادت الابنه الكبري تنهي تعليمها الجامعي حتي تقدم الكثيرون لخطبتها
...من هؤلاء الكثيرين شخص مرموق ذات حسب و نسب و شهرة و امكانيات مادية و حاصل علي مؤهل من المؤهلات التي يعتز بها المجمتع
وافقت الأسرة علي هذا الخطيب ..

و لكن كيف تستطيع الأم الوحيدة مسايرة هذه الأسرة الثرية ؟؟؟؟؟
و تريد الأم أن تضع ابنتها في موقع مملوء بالاحترام لتضمن لابنتها عزة نفس في حياتها المستقبلية

طلب من الأم تجهيز غرفة نوم من نوع فاخر يليق بالزوجين و يشرف الأسرتين .
.و أحصت الأم احتياجاتها ..و حسبت حساب التكلفة بدء بالخطوبة حتي الزفاف فكان جملة الحساب وقتئذ900 جنيه و من أيــن لهـا هـذا ؟؟

فهي لا تستطيع ان تنقب ..و تستحي أن تستعطي ..و راتبها الشهري من عملها لا يمكن الادخار بأي شئ منه ..
كما أنها لا تريد أن يكون المال هو العائق الحاجز أمام سعادة فلذة كبدها ..فلا تجعل ابنتها ذات حظ عاثر ..

فكرت كثيرا و لم تصل الي حل ..
اشركت ذوي القربي معها في التفكير و لم يصلوا الي حل ..فجميع الأيادي خالية ..
فلم تجد بدا من...ان تلقي بهمومها تحت قدمي مخلصها ..
و أن تشكو له ما عصفت بها رياح العالم .... صرخت ..و صلت الي الرب ..
و الرب اصغي و سمع ..
و استجاب من سماء قدسه بجبروت خلاص يمينه ..

فوجئت ذات صباح برئيسها في العمل تبلغها بأن المديري تطلبها في مهمة عاجلة ...فذهبت و عرفت هناك أنها مطلوبة لتقاضي مبلغ 900 جنيه فرق في المرتب منذ تعيينها حتي هذه اللحظــــة!!!!!!!!!
طارت الأم من الفـــرح ..

و أحست أنها الآن تتناول هذه المبالغ من يد الله الذي يسمع لصراخ الأرملة ..و يقضي لدعوي اليتيم و لم تصدق نفسها امام هذا الخبر الا جينما وجدت هذا المبلغ يرتمي بين أناملها و ذهبت تزف البشري لابنتها ..و تم الزواج علي احسن وضع ارتضته العائلتان .

.و عادت الأم بعد أجازة قصيرة تستكمل أعمالها ..ففوجئت برئيسها يأمرها بالذهاب الي المديرية في أمر عاجل جدا؟؟!!!!!
و عرفت الأم أن الموظف المسئول قد أخطأ في تسليمها هذا المبلغ الضخم فهو من نصيب سيدة أخري تحمل نفس الاسم ..لكن ليست هي عين الشخص ؟!!!!!!!!

فأبدت السيدة اعتذارا بأنها قد صرفت المبلغ و تصرفت فيه و لا يوجد منه فائض ..فقالوا لها :" لك عذر في هذا فالخطأ خطأنا و بناء عليه نحن لا نطالبك به جملة و لكن سيخصم من راتبك الشهري عشرة جنيهات فقط الي حين اكنمال هذا المبلغ الضخم

فوافقت السيدة و أقفل المحضر و خرجت السيدة الفاضلة و هي تلهث بفرح و تقول ..:" ربنا عمل معي جمعية و أنا اللي قبضتها الأول .."

و أحست هذه السيدة الفاضلة ان هذا الخطأ كان خطأ غير مقصود من عالم البشر .. و لكنه كان مقصودا من العناية السماوية
فاليتيم الذي ليس له في عالم الناس أب ...يجد في الله صورة الأبــوة المفقــودة ..

و اليتيم الذي ليس في عالم الناس أم يجد في الله حنانا يفوق حنان أي أم ...لذا فما أحلاها كلمة نصليها في الصلاة الربانية اذ نقول (يا أبانا الذي في السموات.....)

( التفت إلي صـــــــلاة المضطــــــر و لم يـــــــــرذل دعاءهــــم ) (مز 102 : 17)


منقول

لك المجد يارب يسوع المسيح


اشكرك سمرا فعلا ً قصة عميقة ومعزية لكل قلب مضطرب ..

ربنا يعطينا ان نكون ونصلي في مثل ايمان هذه الأرملة آمين
....