الأمن يكثف تواجده تحسبا لصلاة الجمعة وموعد التجديد للمتهمين السبت.. وطنى ، متابعة: نادر شكرى ..
كثفت قوات أمن أسيوط من تواجدها بمدينة ديروط لتأمين الأوضاع تحسبا لأى تداعيات جديدة عقب صلاة الجمعة اليوم 30 أكتوبر وتخوفا من اندلاع أحداث جديدة فى ظل حالة التوتر التى تعيشها المدينة عقب الأحداث التى وقعت السبت الماضى ضد الأقباط وخاصة بعد انتشار منشورات تحرض وتبيح قتل مجموعة من الأقباط تم رصد أسمائهم من خلال المنشور المجهول الذى تم تداوله داخل المدينة، وعبر فيه الأقباط عن مخاوفهم من استغلال هذا المنشور لإثارة المغرضين ضدهم بعد صلاة الجمعة، وأيضا يوم السبت موعد نظر تجديد المتهمين بقتل القبطى الذين تفجرت بسببهم الأحداث الطائفية . منشورات مجهولة!
عبر الأقباط عن قلقهم بعد نشر منشورات مجهولة تستهدف قتل بعض الأقباط حسب ما ورد بالمنشور الذى جاء تحت عنوان " هؤلاء يجب أن يموتوا " وتضمن المنشور خمسة أسماء يباح قتلهم منهم كاهن ومحام شهير وشقيقين يملكان محل للنظارات وشخص يملك كوافير واستوديو تصوير. وجاء ذكر هذه الأسماء بعد شائعات ترددت داخل المدينة بربط هؤلاء الأفراد بأنهم وراء تنظيم لتصوير الفتيات المسلمات، ولهم علاقة بحادث العلاقة غير الشرعية بين الشاب القبطى والفتاة المسلمة، ووصلت الشائعات لتصيب مدينة القوصية بعد أن قام قلة بترويج شائعات حول وجود علاقة بين أطباء أقباط ومسلمات ووصف أقباط ومسلمين أن الشائعات بيئة خصبة وسريعة الانتشار عقب الأحداث التى وقعت السبت الماضى، والتى استغلها مغرضون للترويج بوجود تنظيمات مسيحية وراء تصوير الفتيات المسلمات، رغم عدم تقدم أية فتاة مسلمة بمحضر واحد بشأن هذا الأمر.
قلة مغرضة
صرح شاهين كيلانى عضو مجلس الشعب أن هذه الشائعات والمنشورات هو عمل صبية وقلة مغرضة تسعى لاستغلال الأحداث لزعزعة استقرار وأمن المدينة ، وأشار إلى أنه تم إبلاغ الأمن وجهاز أمن الدولة بالواقعة، حيث تم وضع الإجراءات الاحترازية للتصدى لمثل هذه الأفعال التحريضية، مؤكدا على استقرار الأوضاع داخل ديروط، وأن هناك تواجد أمني مكثف للتصدى لأى خروج على القانون .
من جانبه أكد المهندس عامر حسن على - عضو مجلس محلى بديروط - أن هذه المنشورات التى كتبت وطبعت من خلال أجهزة كمبيوتر ربما يكون وراؤها صبية، واستبعد أن يكون خلفها جماعات إسلامية لأنه تم القضاء عليها منذ سنوات، وكذلك أن يكون الإخوان المسلمون لهم علاقة بها لأن هدفهم سياسى، وأشار إلى أن قوات الأمن كثفت من تواجدها بـ 100 سيارة مصفحة لـتأمين صلاة الجمعة وتأمين تجديد حبس المتهمين الذى ينظر يوم السبت أمام جنايات أسيوط، وربما يكون هناك قرارا بإخلاء سبيلهم على ذمة القضية.
أضاف أن انتشار البطالة والأمية بالمدينة جعلها بيئة خضبة لانتشار الشائعات التى لا يمكن الحد منها، لأنها جزء من موروث ثقافى ومجتمعى، وناشد عامر أبناء ديروط بعدم الوقوع فريسة لمثل هذه الشائعات التى تستهدف أمن وسلام المدينة وطالب بضرورة التصدى لها والتأكيد على التعايش والسلام بين أبنائها من الأقباط والمسلمين وأن يلتزم الجميع بالقانون، وانتقد عامر التقصير الأمنى منذ البداية الذى أدى إلى تطور الأوضاع. حيث لم يتخذ الأمن الإجراءات الاحترازية عقب مقتل المواطن القبطى أو أثناء التحقيق مع المتهمين.
الطالبات يمتنعن عن الذهاب للمدارس
مع انتشار هذه الشائعات والمخاوف من تفجر الأحداث يومى الجمعة والسبت منعت العديد من الأسر أبنائهم لاسيما الفتيات من الذهاب للمدارس حتى تستقر الأوضاع، خاصة بعدما تم استهداف الكثير منهن فى أحداث السبت والتحرش بهن، ولم يتخذ هذا القرار أقباط فقط بل أيضا بعض الأسر المسلمة التى أبدت تخوفها من تفجر الأوضاع وتهديد فتياتهن، كما قام بعض الأقباط بغلق محالهم أمس الخميس، وحتى مرور يوم السبت موعد تجديد الحبس للمتهمين .
إباحة القتل !
وبالاتصال بأحد ممن وردت أسماؤهم بالمنشور والمستهدف بالقتل - والذى رفض ذكر اسمه – فقال إنه لا يعلم لماذا تم وضع اسمه مؤكدا أنه ليس له أية علاقة بالأحداث وأن ما يروج من شائعات ضدهم هى شائعات كاذبة تستهدفهم لإثارة الأوضاع، مشيرا إلى أن جميع من تم وضع أسمائهم بالمنشور هم من الشخصيات التى تتمتع بالشهرة، وأن استهدافهم ربما لأنهم لهم مكانة اقتصادية أكبر، مؤكدا أن ما حدث من شاب مسيحى هو حادث فردى غير أخلاقى لا يرتبط بالأقباط جميعا، وأنه عادة عندما يخطأ أى قبطى يحاول البعض إلصاق هذا الخطأ بالأقباط جميعا، وهذا غير مقبول، والعقلاء المسلمون بالمدينة على علم بهذا و يقدرون ويعلمون أن هناك من يريد إشعال النيران فى سلامة المجتمع .
دور رجال الدين
طالب أقباط بضرورة توخى الأئمة الحذر أثناء إلقاء خطب الجمعة، وحث المصلين على عدم الالتفات لهذه الشائعات والتصدى لها، واعتبر البعض أن رجال الدين من الطرفين يقع على عاتقهم الجانب الأكبر فى احتواء الأزمات .
يذكر أن أفراد من عائلة حسونة بقرية العتالين قاموا بإطلاق النيران على قبطى يدعى فاروق هنرى عطا الله 61 سنة منذ أسبوعين، حيث اخترق جسده ما يزيد على 80 طلقة نارية أودت بحياته، انتقاما عن قيام نجله " ملاك " وشهرته "رومانى" 29 عاما بإقامة علاقة غير شرعية مع إحدى الفتيات المسلمات- 17 عاما - وتردد قيام الشاب بتصويرها فى أوضاع مخلة ووضعها على شبكة الإنترنت مما آثار حفيظة العائلة المسلمة للانتقام، فتربصوا بوالده بأحد الميادين وأمطروه بوابل من الرصاص، وأصيب أيضاً فى الحادث شخصان آخران بإصابات طفيفة، وتم إلقاء القبض على أربعة من العائلة المسلمة وهم أسامة ممدوح حسونة ( 25 سنة )، محمد محى حسونة ( 36 سنة )، أشرف محمود حسونة
(30 سنة )، أحمد عبد المجيد حسونة ( 27 سنة)، مازالوا رهن التحقيق بعد اعترافاتهم بجريمتهم، وتردد أن الفتاة تم تسليمها لجهاز أمن الدولة لحمايتها حتى تهدأ الأوضاع.