احتواء أزمة طائفية بإسنا بعد إشعال النيران فى متجر لأحد الأقباط

نجحت الأجهزة الأمنية بمدينة إسنا التابعة لمحافظة قنا - الخميس – فى احتواء أزمة طائفية عقب إشعال النيران فى متجر يملكه قبطى بعد تراشق بالكلام مع صاحب متجر مسلم بشأن أمور دينية، وتم عقد جلسة صلح جمعت بين الطرفين وتم تسوية الأمر بتقدير حجم الخسائر بــــ 4 آلاف جنية تحملها الطرفين مناصفة .
قال رأفت سمير رئيس فرع الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان بالأقصر إن مشاجرة وقعت - الأربعاء - بين قبطى يدعى نصحى شنودة بولس صاحب محل " ترزى رجالى " وجاره المسلم مرتضى سعد الصادق صاحب صالون للحلاقة بشارع "القسارية" بجوار كنيسة العذراء، وذلك بسبب تعمد الأخير تشغيل قناة اقرأ الدينية الإسلامية بصوت مرتفع بالشارع أمام جاره القبطى، وقيامه بوضع مقاعد للإجتماع بالأصدقاء والحديث عن الأديان بشكل مثير، وعندما توجه له نصحى شنودة لنصيحته بوضع الأمور فى مكانها الصحيح، وخفض صوت القناة الذى يحد من سماعه لزبائنه بمحله حدثت مشاجرة كلامية بين الطرفين، حيث رفض مرتضى الصادق حديث نصحى شنودة وصاح فى الشارع "كيف يطلب منى نصرانى أن أخفض صوت القرآن؟"، وتوعده بالتهديد، وأنه سيجبره على ترك المنطقة، وتدخل البعض وتم إنهاء الموقف إلا أن القبطى فوجئ فجر الخميس بأصوات صرخات والبعض يتصل به ليخبره أن نيران اشتعلت بمحله وقام أشخاص بإطفائها قبل أن تتمكن من محتويات المحل، حيث أسفر الحريق عن خسائر فى الأبواب والواجهة.

أضاف رئيس فرع الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان بالأقصر أن قسم شرطة إسنا ومباحث أمن الدولة انتقلت إلى الموقع وقامت نيابة إسنا بإجراء المعاينة، وتم القبض على مرتضى الصادق الذى ثبت من خلال التحريات أنه من ضمن الأشخاص العشرين المحرضين على الأحداث الطائفية التى وقعت بإسنا فى ديسمبر 2008.

وتدخل لإنهاء الاحتقان النائب فيصل عبد الرحمن عضو مجلس الشعب عن دائرة إسنا وزكريا منسى أحد الأعيان الأقباط، حيث تم عقد جلسة صلح بين الطرفين وقدرت خسائر الحريق بـ 4 آلاف جنيه وتم الحكم بقسمة المبلغ على الطرفين بواقع ألفى جنيه لكل منهما حيث وافق الطرفين على التصالح منعا لتطور الأحداث .
فى الوقت ذاته عقد بعض من كهنة كنائس وأئمة مساجد إسنا جلسة شعبية بديوان النائب فيصل عبد الرحمن ضم بعض من أبناء إسنا، حيث أكد رجال الدين من الجانبين على مشاعر المودة والمحبة والإخاء بين أبناء إسنا، وضرورة التصدى لأى محاولات لإثارة الفتنة حفاظا على وحدة المدينة .

يذكر أنه فى 15 ديسمبر 2007 قام ما يزيد على ثلاثة آلاف من المسلمين بمدينة إسنا بمهاجمة وحرق أكثر من 25 متجراًَ للأقباط وتكسير وتدمير زجاج كنيسة العذراء وتدمير مزار الثلاثة فلاحين الأثرى وحرق سيارتين إثر قيام قبطى ‏صاحب‏ ‏محل‏ ‏موبايلات‏ ‏بمطالبة‏ ‏فتاة‏ ‏منقبة‏ ‏بالكشف‏ ‏عن‏ ‏شخصيتها‏ ‏لاتهامهما‏ ‏بسرقة‏ ‏هاتف‏ ‏محمول‏ ‏من‏ ‏محله قبل أن تعقد جلسة صلح شعبية لحل المشكلة جمعت بين أبناء المدينة بعد صرف تعويضات للضحايا الأقباط من قبل محافظة قنا.